أحمد بسمار
الحوار المتمدن-العدد: 3042 - 2010 / 6 / 23 - 01:49
المحور:
المجتمع المدني
أنصر أخاك ظالما أو مظلوما..هذه الجملة المعروفة تمثل أقدم أمثالنا وحكمنا الدارجة, والتي شعرت من أولى أيام طفولتي وشبابي بخطئها الواسع. كيف ننصر أخانا إن كان ظالما؟؟؟!!! ننصر كائنا من كان من البشرية إن كان مظلوما.. هذا حـق وواجب. أما أن ننصر أخانا بظلمه؟؟؟ ومن هو أخونا الظالم..المسلم؟؟ العربي؟ تصوروا يا قوم.. يا بشر فداحة وسلبية هذا القرار ـ الفتوى. تصوروا لا إنسانيته ولا حضارته وبعده المطلق عن أية عدالة منطقية مفهومة. ألم ننصر صدام حسين ونصمت عن أبشع جرائمه؟ ألا ننصر من يفجرون أنفسهم ليقتلوا آلافا من المدنيين الأبرياء الذين لا يؤمنون مثلهم, ونعطيهم لقب شهيد وحدائق في الجنة. لأنهم أخواننا في الشرش والمنفخة والبطولة والعنتريات والإيمان؟؟؟!!!
عبر تاريخنا كله, هل استطعنا مرة واحدة أن نتناقش بأي خلاف أو موضوع, أو مع أي جار من غير بارودة وسيف وقنبلة؟ هل تمكنا مرة واحدة أن نفكر أن المرأة إنسان كامل عاقل مثلنا, متساوية معنا في الفكر والمنطق, ومرات أكثر منا؟
ما الذي يمنعنا أن نتخلص من جميع هذه الأقوال والعادات والأمثلة الجنازيرية التي تمنعنا من السير بــحــريــة تامة نحو الآخـر والحضارة. لماذا يقبع الدين الحاجز السميك الأول على أعيننا وعقلنا ويمنعنا من العيش والحياة مثل باقي البشر. لماذا لا نختار من الأديان ما يؤمن رفاهيتنا ورفاهية أولادنا والأجيال القادمة, بدلا من أن نضيع حياتنا ونقبرها في تفسيرات صحراوية قاحلة, جربناها قرونا طويلة جامدة ولم نقطف منها أية ثمر, سوى القحل والجوع الفكري.. والجوع لكل شيء... لم نخترع ولم ننتج بعد قرون طويلة حتى قلم الرصاص الذي يكتب به أولادنا على ورق مستورد من الصين.. أو حتى من بلاد الواق الواق.. وغالبا من بلاد نتهمها بالكفر ..وندعو لها باالخراب والدمار خمسة مرات في اليوم...
متى.. متى نستيقظ ونشعر أننا جزء من هذه القرية الكبيرة الواحدة التي تدعى الإنسانية؟ آمـل.. آمـل أن يأتي هذا اليوم.. ولكم جميعا أطيب تمنياتي بديمومة الأمل
والسعادة الحقيقية..وتحية مهذبة...
أحمد بسمار مواطن عادي بلاد الحرية الواسعة
#أحمد_بسمار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟