|
مذكرات مترجم : ( الحلقة السابعة ) .
حبيب محمد تقي
الحوار المتمدن-العدد: 3040 - 2010 / 6 / 21 - 14:43
المحور:
سيرة ذاتية
مذكرات مترجم : ( الحلقة السابعة ) . تجربتي مع طالبي اللجوء والمقيمين العراقيين و العرب في مملكة السويد .
الصورة والمظهر ( القاتميين ) ، الذي ظهر ، ويظهرون به الوافدون العرب ، في دولة المهجر ، ( المملكة السويدية ) . ( ذئاب بجلباب بشر ) :
*( السجون في المملكة السويدية ، (( سجون ، النجوم الخمس ، في الفردوس)) ، ونصيب الجالية العربية من هذه النجوم الفردوسية الخمس ) :
أولاً: وبادئ ذي بدء : ( سجون نجوم عزرائيل الخمس في جحيم أوطاننا مسلوبة الأرادة ) .
ليَّ شخصياً ، ولأفراد أسرتي الذين أعتز وأفتخر بتاريخهم وتضحياتهم النضالية والبطولية ، كألآف النشطاء السياسيين العرب ، و( المعارضين للأنظمة وأستبدادها ) ، ذكريات وتجارب مريرة ومؤلمة وحزينة تركت أثرها العميق في نفسي ، مع المعتقلات والسجون التي حشرت فيها حشراَ ، في بلدي الأم ! لالشيء ، إلا لكوني أتبنى وأحمل ، أراء وأفكار أجاهر بها علناَ ، ولاتتماشى مع ( الحاكم بأمر الله ) ، ليس إلا . فكان ليَّ ( شرف الأقامة الجبرية ) ، لثلاث معتقلات في موطني الأم . وهذه المعتقلات ، التي كنت أحد نزلائها قسراً ، أدق وأنصف توصيف لها ، أنها تصلح لأن تكون حضائر للبهائم والحيوانات وليست معدة للأستهلاك الأدمي ، والأعراس والطقوس الحيوانية والمتوحشة التي تجري بداخلها ، تقشعر لها الأبدان الأدمية . من فنون وجنون مبتكر ومتنوع لأساليب تعذيب ، لاتقل سادية ووحشية ، عما مورس بحق أبناء المقاومة العراقية لاحقاً ، في ( سجن أبو غريب الشهير) ، على يد المحتل الأمريكي . ويستخدم التعذيب في تلك المعتقلات السرية والعلنية منها ، بهدف الأسقاط ، الفكري والسياسي المعارض ( للحاكم بأمره ) . وتتنوع أشكال التعذيب الجسدي ، من أستخدام الضرب العنيف وعلى كل مناطق الجسم والتحرش الجنسي والإغتصاب والصعق الكهربائي والتعليق بالمراوح السقفية و لساعات ، والحرمان من النوم والتقتير بالطعام والشـراب ، والحرق بالسجائر والتبول والبصاق على المعتقل والتعري والتجريد من الملابس الداخلية والتهديد والوعيد بإحضار أم أو زوجة أو شقيقات المعتقل أو أقرباءه أو رفيقاته وأغتصابهن ، أمام أنظار المعتقل و الحشر بالعشرات داخل حضائر معدة ( لبهيمة ) واحدة . ولاتختصر أساليب التعذيب على الجانب الجسدي ، بل وبالتوازي مع ذلك ، يمارس شكل أقسى وألعن ، من التعذيب وهو ، ( النفسي ) ، والذي هو الأخر ، يهدف إلى ، إنتزاع الإعترافات ، وتحطيم وأذلال الأرادات و الذات الأدمية وأسقاط المفاهيم والقيم والمثل ، ولكي يكون عبرة لحملة الفكر والمعارضين ، ممن تسول أراءه أو سلوكه ، الى مخالفت الحاكم ( بأمر السماء ) للعباد والبلاد . فلا غرابة ، بتصدردولنا ، وبفضل حكامها المستبدون العرب ، قائمة الدول ، التي تكتض سجونها ، بمعتقلي وسجناء الرأي والفكر، والذين تنتهك حقوقهم وتمتهن كراماتهم ، على مرئى ومسمع من الضمير العالمي ، و على الرغم من توقيع معظم حكامنا ، على ( إتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب ) ، وعلى الرغم من زعم أنظمتنا زوراً ، بتبني ( الديمقراطية ) ، كشكل لابديل له من أشكال التحكم بالعباد والبلاد ! فتعد وبجدارة ،أنظمتنا العربية تلك ، من الأكثرإستبداداً ، بعد الحاكم بأمر الرأسمالية الأحتكارية العالمية بالطبع ، ( أمريكا وطفلها المدلل وبالتبني أسرائيل ) في العالم .
أما السجون المعدة خصيصا ، للمحكومون العاديون ، الخارجون عن القوانيين ، ومرتكبي الجنح والجنايات ، كالقتل والسطو والأغتصاب والسرقة والنصب والأحتيال ...الخ . فرغم وضاعة سجونهم وحقارتها هي الأخرى ، والأهمال المتعمد بها . إلا أنها أكثر أدمية ، بالمقارنة مع سجون ومعتقلات ( سجناء الرأي ) . وللأسف ، يتحكم بمصير هذه السجون ، أناس أمييون لا يملكون أي مؤهلات ، تساهم أو تساعد نزلاء هذه السجون ، على أعادة الثقة بأنفسهم وأصلاحهم وتأهيلهم للمجتمع بعد قضاء مدة محكوميتهم . سوى أمتلاكهم جنون وسادية السيطرة والسلطة والتحكم بمقدرات النزلاء والعبث بأدميتهم . والمؤسف ايضا، أن ليست هناك أي سلطة رقابية رادعة ، تتابع هموم ومعانات هذه السجون والكائنات الآدمية ، المحشورون فيها . وعلى الرغم من وجود لوائح و قوانين تحكم إدارة هذه السجون وتوضح حقوق وواجبات النزلاء في هذه السجون ، ما لهم وما عليهم . إلا أن تلك اللوائح والأنظمة ، ماهية إلا حبر على مجموعة أوراق ليس إلا . فتطبيق القوانيين التي تنظم أدارة هذه السجون والتي يفترض بها أن تكون مراكز لأعادة التأهيل والأصلاح غائبة بالمطلق ، وحضورها يختصر على الديكور الدعائي والأعلامي الزائف ، لمكيجت وتجميل صورة الحاكم بأمر صندوق الأنتخاب المزور .
مرة أخرى ، وبصفتي المهنية ، كمترجم في المملكة السويدية ، أنيطت بيّ وبكثرة ، مهام الترجمة ، والتعامل مع شريحة كبيرة نسبياً ، من أبناء جلدتي ، من الجالية العربية ، الذين ساقتهم حياتهم وأقدارهم ، والتي لهم اليد الطولى في إيصالها على ماهيّ عليه ، تلك الأقدار التي تخاصمت وتصادمت مع قوانيين وتشريعات دولة المهجر ، والتي دفعت بهم صاغرين ، الى أقسام ومراكز الشرطة المختلفة ، في المملكة و عند مكاتب إدعائها العام ، وفي أروقة المحاكم الأبتدائية والتميزيية العديدة في المملكة . ونفس عملي أيضاَ ، قد قادني الى مصاحبة و مرافقة ، شريحة المحكومون هؤلاء ، من أبناء نفس الجالية و بتهم مختلفة ، والمرحلون بدورهم ، الى سجونهم لقضاء مدة محكومياتهم المختلفة على أختلاف جنحهم وجناياتهم ، التي أرتكبوها والتي أدينوا بها من قبل محاكم المملكة . وقبل الخوض بتفاصيل تلك السجون ووصف طبيعتها وطبيعة نزلاءها ، ومقارنتها بالسجون في أوطاننا العربية ، رغم مفارقات مثل هكذا مقارنات . قبل كل ذلك أشير وبالخط العريض وباللون الأحمر ، الى حقيقة أكتشفتها بنفسي وليست نقلاً عن مصادر مزعومة . أن حملت الفكر وأصحاب الرأي ، المتصادم والمتخاصم مع نظام ومؤسسات المملكة ، ليست لهم سجون بالمطلق . فهم يسرحون ويمرحون دون أي خشية أو خوف من ملاحقة أو أعتقال . فالمملكة تعد من الدول القلائل التي لاتصادر حرية الرأي والعقيدة ، بل على العكس تماماً ، تحترم وتصون تعدد الأراء والمعتقدات ، شريطة أن لاتسلك مسالك العنف أو الدعوة اليه ، عبر بث روح الكراهية ، ودون وجه حق ، والذي يقود بدوره الى الصراع الغير منظبط والى العنف الأعمى والمنفلت . وهي من الدول القلائل أيضاً ، التي لم تسمح لنفسها تأويل قوانيين التصدي للكراهية ،لأصطدياد المعارضيين لها ، والمملكة تحترم المواثيق الدولية التي تنصب أساسا على مبادئ حقوق الأنسان والتي صادقت عليها بملء أرادتها قولاً وأفعال ، والواقع الملموس في المملكة يزكي نصاعتها في هذا الجانب الحيوي من حياة وكرامة مواطنيها . فالمملكة السويدية ، خالية ومفرغة تماما من سجناء الرأي . وليس في سجونها المكتظة بالخارجين عن القانون ، أي سجين رأي أو سجين معتقد كان . بأستثناء أعداد قليلة جدا ، وتعد بعدد أصابع اليد ، ممن أدينوا بأرتباطهم بتنظيم القاعدة المتهم ( بالأرهاب الدولي ) . ذلك الأرهاب ، ( صناعة الموت الجماعي ) ، الضالعة أمريكا ذاتها ، بأنتاجه و( بماركة مسجلة ) ، بالأدلة والبراهين ، وعلى تورط مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية فيه ، لأجندات تصب في خدمة مصالحها التسلطية ، وهي تلعب دور الخصم والحكم في هذه الصناعة التي أبتكرتها ، وأبتكرت أدواتها وهي نفسها التي فعلتها ، وتريد بقاءها ودوامها ، بغية التلويح بعصة الطاعة لها ليس إلا . وللأسف ليس للمملكة السويد من حيلة ، في هذا ( اللعب بالنار) ، والذي أتى ويأتي على الأخضر واليابس . والذي يعد وبحق ، أكبر من قدرات المملكة وزناً وحجماً وتأثيراً .
للموضع تتمة تبع في الحلقة الثامنة من سلسلة هذه المذكرات .
٢١ / ٦ / ٢٠١٠ حبيب محمد تقي
#حبيب_محمد_تقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخاض نيسان ...!
-
هيهات منا العتمة .......!
-
بغداد : أخلعي كل شيء وتعالي ...!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة السادسة ) .
-
أصارع أحمالها ......!
-
أخلع كهولتي ...!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الخامسة ) .
-
كتابنا منا سلاما ...!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الرابعة ) .
-
حضن الحكاية ...!
-
مراكب من الضمير رسولٌ بيننا ........!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الثالثة ) .
-
مشنقة التاريخ ونفاياته....!
-
مذكرات مترجم : ( الحلقة الثانية ) .
-
أولاد الأفاعي ...!
-
مذكرات مترجم ...!
-
أيها الرفاق : أنا العراق ...!
-
معاً ننسج الراية ...!
-
هيهات منا القسمة ........!
-
سرادشت عثمان - والله يازمان...!
المزيد.....
-
تركيا توضح ملابسات الهبوط الاضطراري لطائرة إسرائيلية بمطار أ
...
-
صحيفة: قاعدة في أوروبا توعز لطيارين أمريكيين بخلع زيهم الرسم
...
-
مهاجمة متاجر وممتلكات تعود لسوريين في تركيا إثر مزاعم -تحرش-
...
-
قصف مكثف على غزة والمقاومة تواصل استنزاف الاحتلال بالشجاعية
...
-
مهاجمة ممتلكات تعود لسوريين في تركيا إثر مزاعم عن تحرش شاب س
...
-
??مباشر: عشرات الآلاف يفرون من معارك الشجاعية قبل أسبوع من د
...
-
الكشف عن عوامل خطر الإصابة بـ-كوفيد طويل الأمد-
-
محادثات أممية ودولية غير مسبوقة مع طالبان تثير انتقادات جماع
...
-
ثلاثة أعشاب طبيعية لتعزيز قوة الدماغ
-
ديمقراطيون بارزون يستبعدون استبدال بايدن وسط دعوات لانسحابه
...
المزيد.....
-
سيرة القيد والقلم
/ نبهان خريشة
-
سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن
/ خطاب عمران الضامن
-
على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم
/ سعيد العليمى
-
الجاسوسية بنكهة مغربية
/ جدو جبريل
-
رواية سيدي قنصل بابل
/ نبيل نوري لگزار موحان
-
الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة
/ أيمن زهري
-
يوميات الحرب والحب والخوف
/ حسين علي الحمداني
-
ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية
/ جورج كتن
-
بصراحة.. لا غير..
/ وديع العبيدي
-
تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون
/ سعيد العليمى
المزيد.....
|