|
من يعوض من ايها الأشقاء ... ؟
حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 23:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مـن سيعوض مـن ايها الأشقاء .... ؟ حسن حاتم المذكور وكأني ارى العراق مستجيراً ... وافلاناه ... واعلاناه ... وافلتاناه وضرطاناه ... ’ لقد اغتصبتني امـة البنـد السارع واعادة ترسيم الحدود ’ بعد ان علقت تاريخي ومقدسات حضارتي على جدران القصور وغرف النوم ثم ادعت انـه تاريخ المشايخ ’ تلك التي تتسكعون في عواصمها وتستجدون شفاعتها دلالين في بزارات الأرتزاق . وضعت يدي على كتفـه ... اجاب . لا شيء ’ انـه كابوس المحاصصـة يتكرر في يقضتي مشاركـة ’ لقـد اتعبوني واشبعوني تحاصصاً وبيعاً واذلالاً . بعض الأنظمـة ومنها دول الجوار العروبي الأسلامي ’ تستغل الأجراءات والعقوبات غير العادلـة والتي انتفع منها النظام البعثي المقبور على حساب معاناة وعذابات العراقيين لتواصل تنكيلها بهم واهانتهم واذلالهم ثم ابتزازهم . دول العالم ’ ادركت ان الشعب العراقي كان الضحيـة ويجب مساعدتـه وتعويضه مـن قبل الأطراف التي كانت سبباً في حرقـه على الجبهة الشرقيـة لصمودها او غزوه لأسرائيل عبر الحدود الكويتيـة ’ فبادرت الى الغاء ديونها وبعضها قـدم المنح والقروض والمساعدات مـن اجل ان يتعافا وينهض لياخذ دوره بينها ’ الأنظمة التي شاركت في اشعال الحرب العدوانية ودعمت النظام المقبور معتدياً جلاداً ’ لا زالت وعلى امتداد السبعة سنوات الأخيرة تواصل التنكيل بالعراقيين . يبدو ان ثأر الأشقاء سوف لن يرتوي مـن دماء العراقيين على المدى المنظور ’ مع ان العراقيين لم يطالبوهم بعد بتعويضات ما كلفتـه لعبتهم القذرة مـع المجنون صدام حسين . الممتلكات والأموال التي سرقتها عصابات الحرس الجمهوري من الكويت والمحفوظة الآن في عواصم انظمـة الأشقاء ’ فأننا على ثقـة ان الشقيقـة قـد استعادت اضعافها عندما دخلت العراق تحت عباءة الأحتلال وعبر الحدود المفتوحـة مـن العاصمـة الى العاصمـة وانها لا زالت تمتلك اكثر مـن شريان تحت الأرض العراقية تمتص منها عافية العراق من خاصرته الجنوبيـة وتضغط وتبتز العراقيين وتجلدهم بقرباج البند السابع وشل كل مبادرة قد تعيد الى العراق اعتباره ومكانتـه الدوليتين ’ وهي تدفع بأتجاه اعادة ترسيم الحدود معها على اساس شروط الأمر الواقع ’ متناسية ان العراق قـد خلع جلده البعثي وانيابه العدوانية واصبح جاراً مسالماً متسامحاً ويمكن ان يكون صديقاً دائماً لمن يتعامل معـه بالمثل ’ كما انه قد استعاد الكثير مـن عافيته وهيبته وقدراتـه وبأمكانه الآن ان يرفع اصبع الأعتراض بوجه من يسيء اليـه اويتطفل على مظاهر ضعفـه الموروث ’ وربما على المدى القريب سيجد نفسـه قادر على استعادة حقوقـه بما فيها مطالبـة انظمـة الجوار ’ لدفع اثمان تدخلاتها في شأنـه على امتداد سنوات التسلط البعثي وسنوات ما بعد السقوط ’ وكذلك دفع تعويضات دما الشهداء ومعاناة ملايين الأرامل والأيتام والمعوقين والمهجرين وعن كل مفخخ وانتحاري عروبي قد استحمر وتدرب في عواصم الأشقاء ثم صدر الى العراق ليفجر بناته وابناءه وممتلكاته . الجارة ايران ’ وهي الأعرف بالدور الأمريكي الغربي في تمويل البعث ودفعـه لارتكاب جريمـة العدوان عليها ’ وان النظام العروبي هو من اطلق الرصاصـة الأولى لأعلان الحرب مدعومـة بالأعلام والأسلحـة والأموال الخليجيـة ’ وعليها ان تطالب تلك الجهات بتعويضات عـن خسائرها ’ وهي التي تمتلك الجزر الاماراتيـة ’ عليها ان تضع مزيداً مـن الأصفار على يمين الأرقام وترفع مـن حجم مطاليبها كما ترغب من تلك الدول المعتديـة ’ وعليها ايضاً مطاردة عائلـة صدام حسين وقيادات حزبـه وجميع مـن هربوا ملياردات الدولارات واطنان الذهب والذخائر الأثريـة ’ وعندما تستعيد حقوقها ـــ وهذا ما نتمناه ــ عليها ان تعوض العراق بأعتبارها المسؤولـة عن اطالـة عمر الحرب عـن كل شهيد سقط وبيت تهدم ونخلـة قطع رأسها الى جانب التكاليف الباهظـة لتدخلاتها ’ وتعيد للعراق ارضـه ومياهه وثرواتـه وتحترم حدوده الدوليـة . ان الحكومة العراقية القادمة ومهما كان حجم الخيرين داخلها ’ سوف لن تمثل الحق العراقي ’هكذا فصلت ومررت من داخل صناديق الأقتراع عبر احدث واخطر واذكى دسيسة تزوير تاريخية وأن ارادة المشتركون فيها والمتصيدون في مستنقعها والواقفون على التل ازائها هم اقوى من ارادة ضحاياها والمتضررين منها ’ . لقد تم استغفال الملايين والعبور على ظهرهم ’ وسيلتقي الفرقاء ــ الغرماء ــ على طاولة التحاصص والتوافقات ( المشاركـة الوطنيـة راهناً !!! ) وسيواصلون تقاسم كعكـة حكومـة اللامواطنـة ’ ومهما كانت الشعارات والأعلانات خادعـة ’ لكنها ستقدم في النهايـة بضاعـة فاسدة كريهـة المصدر’ وسيبقى الشعب العراقي المطعون الوحيد في دوامة التضليل ’ لكن ومهما كان الأمر مرعباً ’ فالأرادة العراقيـة سوف لن تكون غائبـة ’ وستعبر عن ذاتها هلعاً في نفوس الدخلاء’ وقد تتأخر كلمة العراقيين ويتوقف الحق في مكانه لأربعة سنوات قادمـة لكن وبالتأكيد ’ ان العراق قادم كما كان ذاك العراق ’ وتلك الحقيقـة سوف لن تغادر ذاكرة المعتدون والمتجاوزون على سيادته وكرامته وتاريخه وحضارته ’ وسيدرك الأشقاء ’ ان رياح تدخلاتهم ودسائسهم وابتزازاتهم ستغير اتجاهها ’ وستصفعهم وتعيدهم الى رشدهم رياح الحق العراقي . 20 / 06 / 2010
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديموقراطية الففتي ... ففتي
-
رئيس حكومة ... ام شرطي مرور ... ؟
-
الجندي المجهول .. والآخر المعلوم ...
-
متسرعون لتشكيل الحكومة ... لماذا ...؟
-
البعثيون يرفعون ذيولهم ...
-
يا عراق البيك بيه ...
-
بين المالكي وعلاوي جدار من المقابر الجماعية ...
-
على الجوار الأسراع في تشكيل حكومتنا !!!
-
عندما تنفجر بالونات اللعبة الأنتخابية ...
-
التهديد : هو آخر نوبات الأفلاس ...
-
خيمة نسب ...
-
اذا كان الأمر هكذا : فلتسقط العلمانية...
-
لو ان : علاوي رئيساً للحكومة ... ؟
-
من يحاصر من ... ؟
-
وطن في مزادات الجوار ...
-
ننتخب والديموقراطية ( خباز ) ...
-
تعدد القتلة والقتيل واحد ...
-
سباق النوايا السيئة ...
-
من الخاسر في الأنتخابات ... ؟
-
فرج الحيدري : اسئلة تنتظر الأجابة ...
المزيد.....
-
أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل
...
-
في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري
...
-
ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
-
كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو
...
-
هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
-
خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته
...
-
عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي
...
-
الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
-
حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن
...
-
أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|