أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مذكرات جعفر هجول 2















المزيد.....

مذكرات جعفر هجول 2


محمد علي محيي الدين
كاتب وباحث


الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 20 - 10:31
المحور: سيرة ذاتية
    


أهم أحداث 1966
بيان العقيلي
كان اللواء الركن عبد العزيز عبد الله العقيلي قد استوزر كوزير للدفاع في 21/9/1965 ، والعقيلي كان معروفاً بتشدده وميله الدائم للحلول العسكرية التي كان يفضلها على الحلول السياسية وخصوصاً القضية الكردية ، كانت المعارك مستمرة في شمال العراق منذ أيار – 1964 مما اضطر العقيلي إلى اصدار بيان اشتهر باسمه لمتابعة الهاربين والمتخلفين ، كان العقيلي كأي مهني جاد عسكرياً ملتزماً بأبعاد الحزم والالتزام والمتابعة مما دفع المعنيين ببيانه إلى المراجعة بكثافة لتجانيدهم في جميع انحاء العراق ، لم يكن الخوف من العقوبة هو الدافع الوحيد وإنما القناعة بصحة وصواب الدعوة إلى الالتحاق .
أتذكر موقفاً لصديق (*) متخلف عسكرياً جاءني قائلاً : قررت الالتحاق بوحدتي العسكرية ، قلت له : من الذي ذكرّك بذلك وأنت هجرتها منذ سنين طويلة، قال : الحياة العسكرية مملّة ومذلّة ولم استطع التعايش معها ، قلت له : وما الذي تغير ؟ قال : كانت وحدتي هنا ولا يهمني إن حضرت أو غبت ولكن سمعت انها نقلت إلى الشمال وأنت تعرف معنى ذلك ، قلت له : ماذا تعني ؟ قال: يجب ان التحق حتى لا يقال عني انني جبان أخاف من خوض المعارك ، قلت له وما يمنعك إذن ؟ قال : تعرف انني بدون عمل والتحاقي يحتاج إلى عون مادي ، وأنا للعلاقة التي بيننا لا استطيع الذهاب لغيرك ، قلت له : كل ما تحتاجه متوفر هيئ نفسك .
صورة أخرى من صور التأثر بالبيان فان من لم يحصل على شهادة الاعدادية وعمره تجاوز سن التجنيد الالزامي (18 عاماً) عليه الالتحاق لخدمة العلم الا إذا كان مستمراً على الدراسة والطريف انني مازلت مع قريبي إسماعيل خليل إبراهيم نعمل في محل (سميراميس) في شارع أبي القاسم لبيع الألبسة النسائية والرجالية المتنوعة ، كان مقابل محلنا محل الصديق مجيد جابر الحلي لبيع النظارات الشمسية وصناعة النظارات الطبية كما كان الصديق احمد كاظم الحاج حسن سبط الشيخ العلامة محمد سماكة لا يفارقنا منذ عودته من لبنان التي حرم من العودة إليها للدراسة كونه لم يكمل الدراسة الإعدادية وعليه الالتحاق بالجيش بدل الموافقة على سفره ولان الصديق مجيد أيضاً مطلوب للالتحاق للخدمة العسكرية وكلاهما غير راغبين بالالتحاق لعدم قناعتهما بالحرب المعلنة ضد الثورة الكردية بقيادة الملا مصطفى البارزاني كانا يتداولان الأمر يومياً وأخيراً اهتديا إلى حل بعد سماعهما بأن السيد علي كاشف الغطاء قد افتتح مدرسة دينية تمنح الدارسين فيها حصانة من الالتحاق بالجيش كما تمنح خريجيها شهادة معادلة للاعدادية وليس أمامهما سوى شرطين الأول دفع الاجور الدراسية وصورتين مصحوبتين بهوية الاحوال المدنية لكل منهما ، بعد ان عرضا الأمر عليَّ نصحتهما بعدم ضياع الوقت والفرصة، فعلاً ذهبا إلى النجف وسجّلا في المدرسة وعادا منتصرين على عبد العزيز العقيلي وبيانه ، الطريف ليس طريقة تخلصهما من المأزق وليس التزامهما بالدوام في مدرسة دينية في النجف وهما صحبة السهر والسمر والمعاقرة للكأس وإنما اخفاءهما لهويتهما عنّا ولان احمد لا يستطيع ابداً اخفاء أي شيء عني لم تمض سوى أيام حتى جاءني بهويته وهوية مجيد (أبو سعد) فوجئت بهما لم اتمالك نفسي من الضحك المتواصل بهستيرية فاضحة إذ انني لم اتعرف عليهما أولاً وبعد اكتشافي انهما فعلاً احمد ومجيد وهما على هذه الحالة استجابة لامر إدارة المدرسة الدينية بأن تكون صورتهما بالعمامة البيضاء والعباءة والهيأة هذه ليست في الهوية فقط وإنما هي الزي الموحد للطلاب ، اجتاز احمد ومجيد ازمتهما مع بيان العقيلي بسلام ولم يستطع الأصدقاء نسيان ذلك أو عدم التندر أو الضحك كلما استحضرنا تلك الفترة .

مصرع رئيس الجمهورية المشير عبد السلام محمد عارف
في الجزء الأول ص109 تحدثت عن زيارة العقيد عبد السلام محمد عارف للحلة باعتباره نائباً لرئيس مجلس قيادة الثورة ووزيراً للداخلية ورسول الثورة للمحافظات والذي اشتهر بخطبه الطنّانة والرنّانة ، وبعد انقلاب 8 شباط أصبح رئيساً للجمهورية ، كان عبد السلام معروفاً بفرديته وانحيازه لنفسه وتبعيته لجمال عبد الناصر ، فبعد اقصائه للبعثيين في 18/تشرين/1963 ظل على تخبطه ومحاولاته تحقيق أي نوع من الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة (مصر) .
في 12/نيسان/1966 قام رئيس الجمهورية بزيارة البصرة بصحبة عدد من الوزراء والمسؤولين ، وفي صباح يوم الخميس الموافق الرابع عشر من نيسان ، قطعت اذاعة بغداد بثها الاعتيادي واعلنت عن مصرع الرئيس العراقي عبد السلام محمد عارف في حادثة سقوط طائرته المروحية مع بعض الوزراء وكبار مساعديه في منطقة (النشوة) التابعة لقضاء القرنة في محافظة البصرة (*).
في وقته تعددت وتنوعت الآراء والأسباب والادعاءات حول سقوط الطائرة التي تقله هو وعدد من وزرائه وكبار مساعديه وحار الجميع إلى من توجه اصابع الاتهام ، لم تدع اية جهة سياسية انها كانت المسؤولة عن سقوطها لكن التكهنات تناقضت والاشاعات اتسعت والاتهامات تبودلت ، التكهنات قررت ضلوع الغرب في اسقاطها من اجل افشال مشروع الوحدة بين العراق ومصر والاشاعات اشاعت بأن البعثيين وضعوا شيئاً في خزان وقود الطائرة سبب سقوطها ، أما الاتهامات فكان المستفيدون من عبد السلام يتهمون المتضررين منه، أما رسمياً فقد تطابق تحقيقا اللجنتين الفنية والقضائية مع شهادات غير رسمية لأشخاص من البصرة أكدت اللجنتان في تقريرهما وملخص الشهادات ان منطقة سقوط الطائرة تتعرض إلى دوامات هوائية مؤقتة وفي شهر نيسان بالذات (**) .
إن الذي يهمنا هو مشاعر الحليين بعد الحادثة المهمة التي اودت برجل ايجابيته الأولى مساهمته في قيام ثورة 14 تموز اعداداً وتنفيذاً وايجابيته الثانية اقصاؤه لمليشيات الحرس القومي بحركة 18 تشرين أما ايجابيته الثالثة والأخيرة هو مجلس الوزراء الذي شكله لقيادة الحكومة والمتكون من (17) وزيراً (16) منهم مدنيون عدا وزير الدفاع (عبد العزيز العقيلي) والحقيقية ان الوزارات المهمة بيد دكاترة (تكنوقراط) كما يسمونها هذه الأيام وهي كما يلي:
1. الدكتور عبد الرحمن البزاز / رئيس وزراء ووزير الخارجية وكالة
2. الدكتور عدنان الباججي / وزير دولة للشؤون الخارجية
3. الدكتور عبد الحميد الهلالي / وزير الاقتصاد
4. الدكتور عبد الرزاق محي الدين/ وزير الوحدة
5. الدكتور عبد اللطيف البدري / وزير الصحة
6. الدكتور محمد ناصر / وزير الثقافة والإرشاد
7. الدكتور حسن علي ثامر / وزير الزراعة ووكيل البلديات
8. اللواء الركن عبد العزيز العقيلي/ وزير الدفاع
9. احمد عدنان حافظ / وزير المواصلات
10. شكري صالح محمود / وزير المالية ووكيل النفط
11. محمود حسن جمعة / وزير الاصلاح الزراعي
12. خضر عبد الغفور / وزير التربية
13. سلمان عبد الرزاق اسود وزير التخطيط
14. فارس ناصر الحسن / وزير العمل والشؤون الاجتماعية
15. كاظم الراوي / وزير العدل
16. مصلح النقشبندي / وزير دولة
17. سلمان الصفواني / وزير دولة
إذا كانت الايجابيات اعلاه تعتبر حسنات في تاريخ سجل الرجل فالسلبيات التي هي حسب الاعتبار سيئات فهي لا تحصى وهي حسب القياس من الكبائر تكفي ان نذكر منها نزوعه اللامشروع للتفرقة فلا احد ينسى من معاصريه كيف كان يجوب المدن العراقية مزهواً بدعواته إلى الوحدة الفورية دون دراسة ودون مراجعة ودون اعتبار للمشورة الجماعية واحترام خصوصية العراق في كل اتجاه، كما لا يغفر له ضلوعه في التآمر على حكم وطني بل قيادته للاطاحة به واعدامه لزعيم وطني لم يثبت التاريخ عكس ذلك إذ ان ايجابياته (حسناته) لا تحصى بحيث انه نفذ تسعين بالمائة من البرنامج المتفق عليه قبل وخلال وبعد قيام ثورة 14 تموز وانتصارها ، أما غيرها فلا ينسى سلوك عبد السلام الفردي وطائفيته المقيتة وفشله في تحقيق أية إضافة لانجازات عبد الكريم قاسم .
ففي الأيام التي تلت الحادثة كان الحليون البسطاء يتندرون بطريقة نهايته ويرددون (صعد لحم نزل فحم) أو ذهاب آخرين إلى ان ميتته بهذه الطريقة استجابة من الله للدعوات عليه بسبب تجاوزه واستهتاره بالشعائر الدينية من خلال اصدار (قانون الضوضاء) الذي حرم طائفة الشيعة من ممارسة شعائرهم العاشورية كل عام علناً من خلال مكبرات الصوت ، أو (هاي حوبة عبد الكريم قاسم) ، أو (هذا جزاء الدنية وبعد جزاء الآخرة) .

 كبس وكر للحزب الشيوعي في الحلة (حي نادر)
كلنا نتذكر تفصيلات انقلاب الثامن من شباط 1963 التي ذكرت في الجزء الأول واطلعنا على ممارسات كل تنظيمات حزب البعث دون استثناء وعلى جميع المستويات قيادة وفروعاً وشعباً وفرقاً وأعضاءً وأصدقاءً ومؤازرين لكنها بنسب متفاوتة ومواقف متباينة بمشاركة حلفائهم في كل جرائم الإعدامات والاعتقالات والمداهمات والملاحقات والتصفيات ومختلف أنواع التعذيب والاهانات لكل تنظيمات الحزب الشيوعي قيادة ومكاتباً ومناطقاً ولجاناً محلية ولجان مدينة وتابعة وأعضاء ومرشحين وأصدقاء ومؤازرين من الذين نيل منهم ، كذلك نتذكر خلاف الشركاء والحلفاء وإقصاء بعضهم للبعض الآخر وتعرض البعثيين بالذات للإقصاء والإبعاد والاعتقال دون تعذيب ودون إعدامات ودون أحكام الا ما ندر .
خلال السنوات التي اعقبت (18 تشرين) بدأت المراجعات المتنوعة للمواقف والادانات المفجوعة للجرائم والمؤاخذات المشروعة للذمم والخيانات الشخصية ، فبالرغم من كل ما تقدم من الانكسارات الذاتية للمنهزمين من كل الجهات لجأت الغالبية العظمى من الجميع إلى مكافأة ذواتهم المجروحة والمهشمة والمتعبة وتعويضها بالراحة والاطايب والمتع المشروعة وغير المشروعة ! .
في خضم كل ما تقدم ظلت النار الهادئة تواصل اتقادها تحت الرماد فترسل ومضات الثقة بالنفس وفي يوم من أيام صيف 1966 ، بعد رحيل عبد السلام عارف ومجيء ضربة الحظ باختيار أخيه عبد الرحمن عارف العسكري المغمور الضعيف كرئيس للجمهورية وهو البعيد جداً عن الخبرة والتجربة والكفاءة ، والمبتعد عن المشاكل والمفاجآت الايجابية أو السلبية تجاه الوطن ، رافقت هذه المسيرة السياسية الليبرالية عودة النشاطات التنظيمية الهادئة والخجولة والمحدودة إلى جانب ذلك بدأت تتسع وتتعمق وتتصاعد الخلافات والانقسامات ورقابات التنظيمات السرية من الاحزاب بعضها على بعض وتجذر ذلك إلى رقابة كل حزب على منشقيه إلى حد الملاحقات والاتهامات والتصفيات مبتعدين تماماً عن الاتعاض والتوحد والمراجعة والاعتذار والاعتراف بالأخطاء والتراجع عنها ووضع البرامج الوطنية والقومية الصحيحة بدل الصراعات التي لا تؤدي الا إلى الهزائم والخسارات والخراب ، في خضم كل ذلك وكما اشرت في صيف حلي حار وساخن فوجئت الحلة بنشاط غير اعتيادي لكافة رجال الأمن والشرطة في مدينة الحلة وبعد تقصي الاخبار عن سبب هذا النشاط الاستثنائي اتضح نجاح الجهات الامنية آنذاك في مداهمة واعتقال كادر متقدم في بيت من بيوت حي نادر، أما حقيقة الحدث وكيفية معرفة البيت فالمعروف غالباً ان الجهات الامنية تعتمد في ملاحقاتها للتنظيمات الحزبية السرية على الرقابة الدائمة والمكثفة التي تصل احياناً إلى مراقبة لصيقه بالشخص الناشط المعروف بماضيه السياسي وتاريخه الحزبي التنظيمي والتي تسمى (مراقبة الظل) ، ثلاث حالات تمنح الجهات الامنية فرصة ناجحة لكبس بيت سري أو اعتقال كادر متقدم أو تفكيك منظمة حزبية ، الأولى عدم التزام الرفاق العاملين بتوجيهات الحزب الصارمة في ضرورة التخفي وعدم فسح أي مجال للوقوع في الفخاخ والكمائن المنصوبة ، الثانية عدم صمود من يقع في يد الجهات الامنية أمام التعذيب البشع المتنوع فيؤدي إلى الاعتراف على من يعرف من رفاقه أو البيوت السرية الخاصة بالتنظيم السري ، أما الثالثة فهي الصدفة غير المقصودة وغير المحسوبة سواء من المراقِب أو المراقَب .
كان حميد مجيد موسى عام 1966 الشاب اليافع النشط الحذر المسلح بالخبرة والتجربة والمعرفة كان قد عاد من بلغاريا التي كان فيها لغرض الدراسة وقصد الحلة ليواصل عمله التنظيمي فيها ، البيت الذي كبس كان في منطقة (نادر الثالثة) ملكيته تعود إلى (عباس شناوة) احد رفاق الحزب ، المنطقة هي الابعد في السكن في حي نادر تعتبر كأنها من ريف الحلة المجاور ولذلك كان الرفيق حميد يرتدي الزي الريفي العراقي المعروف (العكال واليشماغ والعباءة والدشداشة) .
شاءت الصدفة ان تحدث مشاجرة بين عائلة عباس شناوة المعروف بميوله للشيوعيين وعائلة الجيران المقابل التي حدثت الزوجة زوجها عن تردد العديد من الغرباء على بيت عباس شناوة مما دفع الزوج المعروف بميوله المعاكسة إلى اخبار الجهات الامنية بتلك الحالة والتي بادرت الجهات الامنية إلى مداهمة الدار بعد تطويق المنطقة وتم القاء القبض على حميد مجيد موسى البياتي الذي كان معروفاً لدى الجهات الامنية وعلى صاحب الدار عباس شناوة كما ادت تداعيات الموقف إلى اعتقال كل من عامر وصبّار وعبد وعباس الحداد .
تعرض جميع المعتقلين إلى شتى صنوف التعذيب لم يستطع بعضهم الصمود فاعترفوا على انفسهم وانتمائهم وارتباطهم (بالرفيق حميد) الذي وضع حداً لهذا الانهيار محولاً هذه الخسارة إلى انتصار بصموده وانكاره وتحمله وتحديه مما دفع الرفيق عباس الحداد (عبد العباس عمران موسى الحداد) (*) إلى الاقتداء به ولم يستطع المجرمون بشتى اساليبهم وتعذيبهم ان ينالوا من عزيمتهما واصرارهما ، هذا الموقف شاعت اخباره وتفاصيله في كل انحاء مدينة الحلة وادهش الأعداء قبل الأصدقاء ، ولان هذا الموقف هو الأول بعد الانهيار التنظيمي الكبير في عام 1963 اعتبره الجميع رد اعتبار للحزب ورفاقه ومؤازريه وأصدقائه سواء كانوا داخل الحزب تنظيماً أو خارجه .
عند عودتي للحلة في العطلة الصيفية وبعد معرفتي بالحدث لم اندهش ولم استغرب فعائلة العم الحاج مجيد البياتي نذرت نفسها للحركة الوطنية ، قدم الأخوة عباس وعظيم وحميد كل حسب قدرته وطاقته وظروفه كذلك أنا كنت معهم وبينهم لم نفترق رفقة وأخوة وصداقة وجيرة طيلة الحقب الزمنية الفائتة ولحد الآن .

في رحاب الكلية الجامعة (الجامعة المستنصرية)
في الأسطر الأخيرة من الجزء الأول بل الأسطر الثلاثة الأخيرة قلت : (تحقق الظفر بمقعد جامعي فتح لحياتي الشخصية والمعرفية آفاقاً رحبة وفضاءات ثقافية وعلمية كنت بأمس الحاجة لها ولأجنحتها في الطيران إلى ما أريد واطمح).
كان ذلك في الشهر العاشر من عام 1965 ، كنت ما أزال في الحلة ولا زال المحل مفتوحاً (سميراميس) ونشاطه التجاري المتواضع يغطي الحاجة لعازبين بلا مسؤوليات أنا وشريكي إسماعيل خليل كان لابد لي من تنظيم جديد ليومي ولابد من التوفيق بين العمل والدراسة لاسيما وان الدراسة يومية وفي بغداد بعد التحاقي بالدوام واطلاعي على الجدول الدراسي الأسبوعي لاحظت مسألتين مهمتين في الجدول الأولى ان الدوام هو خمس أمسيات في الأسبوع أي ان الخميس والجمعة عطلة أسبوعية والمسألة الثانية ان النحو باعتباره العمود الفقري في اللغة العربية لا يمكن الغياب عن أية حصة فيه وقد جاء مناسباً جداً إذ ان حصصه الثلاثة موزعة على الأيام الأولى من الأسبوع السبت والاحد والاثنين لذلك اتفقت مع شريكي على برنامج عمل استجاب له بحماسة وحب ووفاء للعلاقة وهو انني اذهب للدراسة ظهر كل سبت إلى بغداد واعود مساء كل اثنين أي اقضي ثلاثة أيام وليلتين في بغداد والبقية في الحلة ، أي كنت اغيب لامسيتي الثلاثاء والاربعاء من كل اسبوع كنت اعوضهما دراسياً من خلال بعض الزملاء المواظبين سواء أكانت التغطية محاضرات مكتوبة أم ملازم مطبوعة أم كتب مقررة وحتى لا اثير الانتباه إلى غياباتي الاضطرارية لهذا العام الدراسي 1965-1966 كنت اجلس في آخر الصف كما كان زملائي وأصدقائي يتلافون التسجيل الرسمي للغياب .
هكذا أنهيت العام الدراسي الجامعي الأول بالنجاح بفضل التخطيط وتعاون الأحبة من الأصدقاء سواء في الحلة أو من الزملاء في بغداد .
(*) جبار هادي جبار الحساني : التحق في وقتها واستمر في الخدمة دون انقطاع حتى انهى خدمته الالزامية وتسرح وهو نفس الصديق والرفيق المذكور في الجزء الأول ص152 الذي اسهم في حملة الاحتجاج على الحرب ضد الاكراد في عهد عبد الكريم قاسم تحت شعار (السلم في كردستان).
(*) كتاب عبد العزيز العقيلي حياته ودوره العسكري والسياسي في العراق ص129 . د. ستار نوري العبودي .
(**) نفس المصدر أعلاه .
(*) لقاء مع عباس الحداد صباح الاحد 5/4/2009 (عبد العباس عمران موسى الحداد) في محله الكائن في شارع الكواز / السوق الكبير / سوق الحداحدة / بحضور الاستاذ جاسم الصكَر والصديق جعفر يحيى بربن كما أكد حادثة الشجار الاستاذ عبد الأمير شمخي الشلاه باعتباره احد الجيران في لقاء آخر صباح 9/4/2009 .



#محمد_علي_محيي_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلَّةُ بين العشق والانتماء أحداث وحقائق وذكريات الجزء الثا ...
- من هالمال حمل أجمال
- الحزب الشيوعي في النجف يتظاهر
- عرب وين طنبورة وين
- أبيتنه ونلعب بيه
- من يقف وراء مجازر كركوك
- الشاعر طه التميمي صرخة في الزمن الصعب
- الكلام صفة المتكلم5
- أرضاع الكبير ومص الصغير
- الكلام صفة المتكلم4
- أنهجمت المنطقة الخضراء على روسهم
- الكلام صفة المتكلم3
- الكلام صفة المتكلم 2
- الكلام صفة المتكلم
- ألف مختار ما يأخذ بثارات الشيوعية
- ثقافة البطيخ
- لمة يتامى
- صلاح عمر العلي والذاكرة المعطلة
- اجتثوا الشيوعيين ..وأبقوا البعثيين
- يمنعون الغناء ويجيزون البغاء


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد علي محيي الدين - مذكرات جعفر هجول 2