أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طلال سعيد يادكار - شعوب وحكام ..صالحون وطالحون














المزيد.....

شعوب وحكام ..صالحون وطالحون


طلال سعيد يادكار

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 22:26
المحور: المجتمع المدني
    


قالوا ان الحاكم الصالح هو من الشعب الصالح, والحاكم الطالح هو من الشعب الطالح. أي أنه إذا كان الشعب صالحاً يكون الحاكم صالحاً وإذا كان الشعب طالحاً يكون الحاكم طالحاً!! وعلى هذا المبدأ والقياس سيبقى الشعب الصالح صالحاً يحكمه حكاماً صالحون وسيبقى الشعب الطالح طالحاً يحكمه حكاماً طالحون!! ولن يُفسَد الشعب الصالح, ولن يُصلَحَ الشعب الفاسد!! إذا كان هذا صحيحاً لَما أُرسل المرسلون ولَما ثار الثائرون ولَما ظهر المصلحون الاجتماعيون! وما ثار الملاك الصالح ( حامل الضياء) ضد ( الاله) وتحول الى ( ابليس) وقاد الأبالسة ضد مملكة السماء(الصالحة) ! وما ظهر موسى وعيسى ومحمد ( الصالحون) في تلك المجتمعات ( الطالحة). وما الأنبياء والرسل إلا ( مصلحون اجتماعيون وثوار ) ثاروا على المفسدين والظالمين في مجتمعاتهم وصرخوا صرخة ( مقدسة) ضد الفساد والظلم والطغيان وبدافع ( سماوي ) علوي لاصلاح المجتمع الأنسي الارضي. فمنهم من نجح وانتصر ( والأنبياء المسلحون هم الذين انتصروا) ومنهم من فشل وخسرومنهم فقد حياته في سبيل ثورته ( كابن مريم الذي خسر نفسه وربح العالم). والاصلاح يجب أن يأتي من فوق كما قال (كونفوشيوس). يأتي من قمة الهرم الى أسفله أي (من الاله( الاعلى) الى الرسول(الوسيط) الى المجتمع(الاسفل)) كما هي في حالة الاديان. أو أن يحصل العكس , بأن يأتي الاصلاح من الاسفل الى الاعلى. كما هو الحال في الثورات ضد الحكام الفاسدين. والعلاقة بين الشعوب والحكام يجب أن تكون علاقة جدلية أحدهما يكمل الاخر , ويصلحه إذا فسد. ولكن الواقع غير هذا , فالعلاقة بينهما هي علاقة ذو اتجاه واحد , علاقة السيد بالعبد والقوي بالضعيف ويتبنى الحكام وخاصة في مجتمعاتنا المبدأ المكيافيللي في الحكم ( فصل السياسة عن الاخلاق) ومبدأ الغاية تبرر الوسيلة. وغاية حكامنا طبعا ليست سعادة وتقدم شعوبها بل غايتهم البقاء في الحكم حتى الرمق الأخير باستخدام كل الوسائل حتى الدنيئة منها ابتداءا بتزوير الانتخابات وانتهاءا باستعمال القوة المفرطة في التعذيب والقتل الى أن تنقطع كل الروابط بين الحاكم والشعب (حتى شعرة معاوية) تنقطع, لأن الحاكم هو الذي يشدها دائما ويضع سيفه حيث يكفيه سوطه ويضع سوطه حيث يكفيه لسانه! وبما أن الحاكم من الصعب أن يجمع بين أن يكون محبوبا ومهابا في آن واحد فانه من الأفضل – وحسب رأي مكيافيللي صاحب كتاب الأمير- أن يكون مهابا لأن ذلك أدوم لحكمه وسلطته. ويصبح الحاكم في وادٍ والشعب في وادٍ آخر, ويزداد الهوة بينهما. وبمرور الوقت ومع استمرار انتهاك الكرامة والحقوق من قبل الحاكم فان الشعب المضطهد تتصف وتحمل صفات وممارسات ذلك الحاكم كما قال ابن خلدون في مقدمته. ان وقوع الظلم والاضطهاد لايحرك الشعب اذا لم يكن مصحوبا بالشعور الواعي وبالتذمر المشروع وهنا تظهر وظيفة المثقفين ودور المفكرين والمصلحين في المجتمع ليقولوا بصوتٍ عالٍ للمظلوم إنك مظلوم ولديك حقوق يجب أن تطلبها وتدافع عنها. وكما يوقََظ النائم بصوتٍ عالٍ يجب أن يوقظ الشعب النائم بصوتٍ عالٍ , لكي لا يأتي اليوم الذي يصحى فيه على صوت المدافع , لأنه عند ذاك يكون قد فات الاوان وتكون الضحية قد اتصفت بصفات الجلاد ولبست ثوبه وتبادلوا الأدوار وفي النهاية يصبح الحاكم والشعب... طالحين.



#طلال_سعيد_يادكار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة ... ألآلهة التي فقدت عرشها
- الجذور التاريخية والدينية للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - طلال سعيد يادكار - شعوب وحكام ..صالحون وطالحون