أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - قاسم حسين صالح - البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!














المزيد.....

البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4065 - 2013 / 4 / 17 - 20:59
المحور: ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي
    


نحن السيكولوجيين الاجتماعيين نحلل الأمور بطريقة تختلف عن السياسيين، فنحن ننشغل بالآثار الاجتماعية والنفسية للظاهرة ونركّز في تبيان الأذى الذي تلحقه بالفرد والمجتمع وما ينجم عنها من مخاطر تهدد العملية السياسية وتربك حياة الناس.
فمع ان ظاهرة الفساد المالي خطيرة، لكننا نعدّ ظاهرة البطالة اخطر، لا لكون حجم الفساد أقل كونه محصورا" بعدد من موظفي الدولة، والبطالة بالملايين، بل لأن ما ينجم عنها من اضرار يصيب مجالات الحياة كلها: الاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، فضلا" عن انها تؤدي الى الفساد وليس العكس. والبطالة هي السبب الرئيس لشيوع الجريمة.. فالذي يطرق كل السبل المشروعة ولا يجد قوت يومه، والذي جازف بحياته وانتخب عضو برلمان(2005) يتقاضى أكثر من عشرة ملايين بالشهر.. وسيارة فخمه وبيت وصار يأكل القوزي والسمك المسكوف وترك من انتخبه يأكل الخبر والكراث، فأنه يبيح لنفسه أن يسرق حين تفشل الحكومة في اقامة العدالة.. ويرى قلّة صارت مرفهه جدا".. فيما جموع العاطلين تزدحم بها الشوارع.
يحضرني فلم عربي عن رجل عاطل رغما" عنه، يقوم بسرقة السيارات، يلقى القبض عليه، وحين تسأله الشرطة عن السبب، يجيب بأنه يسرق من الاغنياء الذين لديهم ثلاث أو اربع سيارات، وان سرقة سيارة واحدة منهم لا تؤثر عليهم فيما ثمنها يعتاش به هو وعائلته ويوزع الباقي على الفقراء.
وانا شخصيا" اجريت دراسة منتصف التسعينيات ـ زمن الحصار ـ على مرتكبي سرقة السيارات في سجن ابو غريب. وحين سألتهم: لو صدر عفو وخرجتم من السجن، فماذا تفعلون؟ اجاب خمسة منهم: سنسرق أول سيارة نراها في الشارع (لأن شغل ماكو استاذ!.)
والبطالة تعني جوع وعوز أسّر بكاملها ،فتأمل الوضع النفسي والأخلاقي بين افراد أسرة تتحسر على وجبة لحم!..وكيف تكون العلاقات متوتره بين افرادها، قد تفضي الى الطلاق..بل تفضي في حالات الى السقوط الاخلاقي ، أو اللجوء الى المتاجره بالمخدرات.. التي تؤدي الى تعاطيها.
والبطالة في المجتمع بهذا الحجم الكارثي، (ولاّده) لكل الظواهر الاجتماعية والسلبية..أعني مشكلة تولّد مشكلة أخرى.فالبطالة تؤدي الى تفكك أسري،وهذا يؤدي الى سقوط اخلاقي،وهذا يفضي الى القتل غسلا" للعار..وقس على ذلك من (تفريخ) وسرعة في التكاثر كما لو كانت (ارنبا"!).
والبطالة أكثر ضررا" وخطرا" حتى من الارهاب..بل هي أهم اسباب استمراره، فحين يشعر الفرد باليأس من فرصة عمل شريف، وحين يرى اطفاله يتضورون جوعا" وزوجته تتحسر على ثوب جديد، فيما الذي كان حاله مثل حاله وصار بالحكومة يأكل ما لذّ وطاب..فأنه يعطي ضميره اجازه،وينفذ امر من يعطيه (ورقة خضراء) لقاء زرعه عبوه في الطريق العام.
أرأيتم كيف أن البطالة أشد خطرا" من الفساد والارهاب. وعليه فأن من أولويات البرلمان الجديد قيامه بسن قوانين ولوائح تعالج البطالة والزام الحكومة بتنفيذها، وان تعمل الحكومة الجديدة على تحقيق مبدأ العدالة وطرد الفاسدين والمفسدين. ولا عذر لهما، البرلمان والحكومة، في معالجتها. فمشاريع الاعمار هائلة والعراق بلد الخيرات المتنوعة التي تكفي لجعل نسبة البطالة ولو بحدودها في الصين..بلد المليار وربع!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كأس العالم وسيكولوجيا الطبيعة البشرية..والعراقية
- سياسيون ولكن..مرضى عقليا!
- الى الائتلافين والعراقية..مع التحية
- السياسيون..وسيكولوجيا الاسقاط
- فراش الزوجية..وثقافة العيب
- ثقافة نفسية 14:الأوهام
- ثقافة نفسية 13:شيزوفرينيا- عتاب من مريض عقليا
- برلمان ديمقراطي ..لم ينتخبه الشعب!
- لمناسبة فوز ( الشرقية ) بالاستفتاء..تبيان موقف
- ثقافة نفسية : 12 طنطا!
- اثقافة نفسية -11: الرهاب الاجتماعي
- نتائج الانتخابات ..وسيكولوجيا العراقيين
- السطوة ..والديمقراطية
- في وداع برلمان 2005
- تشكيل الحكومة العراقية المقبلة -قراءة نفسية-سياسية-
- حين يخفق السياسيون ..وينجح السيكولوجيون!
- ايها العرب..ديمقراطية العراق زاحفة نحوكم!
- نتائج الانتخابات العراقية..في تنبؤات سيكولوجية
- يوم الانتخابات..يوم القيامة للعراقيين!
- النائب في البرلمان..وازدواج الجنسية


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف حول مشكلة البطالة في العالم العربي وسبل حلها، بمناسبة 1 ايار- ماي 2013 عيد العمال العالمي - قاسم حسين صالح - البطالة أشد تأثيرا من الفساد والارهاب!