أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الهاشمي - التكافل مسؤولية الجميع














المزيد.....


التكافل مسؤولية الجميع


حسن الهاشمي

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 17:14
المحور: المجتمع المدني
    


"طـوبـى لمـن انفق القصـد وبذل الفضل". هذه المقولة التي أطلقها رسول الله صلى الله عليه وآله بحد ذاتها نظرية متكاملة ومتماسكة تجذر فينا روح القناعة والتكافل والتكامل الإنساني، القناعة بالإقتصاد والإعتدال في الصرف على النفس والعيال بعيدا عن الإسراف والتبذير، والتكافل بمعناه بذل الفاضل والزائد من المال وتقسيمه بين المعوزين، وهي تولد فيما إذا تم تقمصها مجتمعا متماسكا يعطف بعضه على بعض ويشد بعضه وزر بعض ويتعاون الجميع على البر والتقوى ويتحركون باتجاه ردم كل ما من شأنه تلويث بيئتهم من مخاطر الفقر والإثم والعدوان.
حالة الفقر والأمراض التي تعاني منها قطاعات واسعة من الشعب العراقي، بحاجة إلى جهود متواصلة ومن قبل الجميع لحلها والتغلب عليها، والحال إن الشعب العراقي شعب عجنته التجارب وصقلته الحوادث وصيرت منه شعب أبي وشعب فيه من الشهامة يمكن الاتكال عليه بأمور مهمة لا يمكن للدولة وحدها أن تنوء بها، وما أحلى التعاون والتكافل بين أفراد المجتمع المسلم، الذي هو عنوان يراد منه التحام الأفراد فيما بينهم في إطار من الود والرحمة، كما يقول الحديث الشريف: "المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضة بعضاً".
إن الكثير من موارد عيشنا فيها فضول المعاش والمقصود من فضول المعاش هي الأمور الكمالية التي يتم صرفها على الإنسان وعائلته، ولكن لو تم تقليصها ستوفر بعض المال يمكن الاستعانة به لخدمة الآخرين .. والحاجة إلى المشاعر الجماعية خصلة إنسانية نحن بأمس الحاجة إليها في الظرف الراهن.. فالإنسان المحتاج سيُسَر طبعاً إذا طرق بابه محسن وأعطاه بعض المال .. هذه النماذج من البشر كثيرة وهم الذين يطبقون قول الرسول في الصرف المعتدل على النفس والعيال ودفع الفائض على المحتاجين.
ولا يستهان بالفائض مهما كان قليلا، فالبحر يتكون عادة من قطرات والجبال من ذرات .. ومن بين صور التكافل تتألق صورة الإنفاق في سبيل الله بشقيها الواجب كالزكاة والخمس والنذور والكفارات والمستحب كالصدقات والتبرعات وسائر أعمال البر والإحسان، وليعلم الجميع إن مد يد العون إلى الضعفاء والمعوزين والإيعاز بأنه يوجد ثمة شرائح ميسورة في المجتمع من يحنو عليهم، ومن ينتشلهم من براثن الفقر، ويبعد عنهم صوره المرعبة وبذلك تتوازن القوى، ويتجه كلهم نحو بناء مجتمع مثالي في كل عصر ومع كل جيل.
إن الحياة الاجتماعية ليست بالإمكان أن تنتظم بجهود الفرد كفرد بل بجهود الفرد منظماً إلى المجموعة ليصل الجميع إلى هدفهم المنشود، والتكافل الذي يريده الإسلام، ويحث عليه لأنه صورة شفافة يعبر عن الرحمة والحنو والعطف والشفقة، وقد أراد الله ذلك لعباده لأنه سبحانه المنبع الحقيقي للرحمة والشفقة والسماحة، فهو رحيم ويحب الرحمة، ويوصي بالرحمة.
وتوزيع المال الفائض بطبيعة الحال يؤمن للغني غناءه باعتبار ما استفاض من الأحاديث باستنزال الرزق بالصدقة، ويؤمن في الوقت نفسه للفقير حقه في الحياة واقتناء ضروريات المعيشة، وهذه العملية تعد من القواعد الأساس لعملية التكافل والترابط الاجتماعي، لذلك رتب الإسلام نظاماً للإنفاق لئلا يسرف الإنسان في ذلك أو يقتر. "ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط ". (سورة الإسراء | آية : 29) .
ولكي نثبت للعالم إننا شعب متماسك ولكي نثبت للجميع إننا على وئام ووحدة وتماسك وتواصي بالخير والبر والإحسان ولكي نكون من طلاب الآخرة ونستغل فرص الخير السانحة، علينا جميعا إن نمد يد العون والمساعدة لكل من يعاني من شظف العيش ويتلوى تحت سياط مرض عضال أعياه عن ممارسة حقه في الحياة بصورة طبيعية، لعل أعمال الخير المتبناة من المحسنين توقظ في المجتمع من هو في سكرة وهو لا يدري.. حيث أن الإنفاق آلة وطريق لخدمة الناس الذين هم بأمس الحاجة إلى تلك اليد النظيفة التي تحاول دائما أن ترسم الأمل في النفوس والبهجة في الصدور وتترك بصماتها الندية على زهور ذابلة هي بأمس الحاجة إلى من يضخ فيها نفحات النضارة والوداعة والحياة.



#حسن_الهاشمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغاثة مرضى
- قوانين بحاجة إلى تغيير
- حق الفرد في النظام الديمقراطي
- أدلة الانتخاب بين الضرورة وسيرة العقلاء
- نريدها ديمقراطية ويريدونها ديكتاتورية
- حقوق المرأة بين الفتاوى الظلامية والعدالة الإنسانية
- أين نحن من القضاء العادل؟!
- عولمة الديكتاتورية!!
- ديمقراطية بلا حقوق... الإنسان ضحية
- ديمقراطية انتقائية
- الحروب الجميلة...والجمهور السرابي
- ددولة الانشطار الديني
- الوعد الصادق..وهم يتبدد
- حسن نصرالله وسلطة العقيدة
- يوغسلافيا- العراق : الضربة المودبة والضربة المدمرة
- الجانب المظلم من الديمقراطية......


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حسن الهاشمي - التكافل مسؤولية الجميع