يوميات هولندية -9 -أيها العراقيين: هلهلوا، تفوقت -يُوويَهْ--

سعد سامي نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3039 - 2010 / 6 / 19 - 09:28
المحور: سيرة ذاتية

بنتي الصغرى، اسمها " آيـة "..
شقراء تحمل روحَ المعنى وحُسنَ الآية:
"معجزةٌ"* حقاً يا "آية"..
****
أحفادي يدعوها: عَمـة.. مرّات أخرى يا "يـُوويَـهْ"..
تغمرنا فرحا كل مرة.. وتعيد الكرَّة والكرة..
مفخرةٌ في غربتنا .. "يوويَهْ"..
********
كنزي: ماساتٌ أربعْ..
كلٌْ مازج قسطي الأروع ..
يكفيني فخرا أن أرفع
ماسةَ روحي فيهم آية.. نجماً يسطع
أكثرهم أَلـَقا، إشراقا.. حتى في هولندا، تلمع
بسمة روحي ، آخر أفراحي "آية".
معجزة حقا يا "يُوويَهْ".
******
"آية"..زنبقةٌ حورية من بلاد سومر. ألقٌ عراقيٌ يسمو فوق ربوع الجنة.. مع ربيع الحرية في هولندا..
العام الماضي، توِجَت زنبقتي "آية"، الأولى على زنابق القسم وبأعلى النمر. غطـّى أريجها شذى زنابق هولندية. وانتشى منها وأعجب فيها، مدرسوها والادارة فيDoetinvhem high school ) . حينها، أثبتت تفوقها ولم تكن تخطَت بعد، عتبة سنتين من لجوئها هناك. وكررتها هذا العام . رغم صعوبتها كانت من العشرة الأوائل.
مهمة شاقة أن تنعش أو تفرح عراقي وسط آلامنا الجماعية الوطنية المتلاحقة،. سلسلة من نكد وألم وخوف، خنقت ضحكنا، فتـَّت فرحنا وبسمة أملنا المفقود اصلا. جُبـِل منها حزننا ويأسنا. العام الماضي سُررت أيضا لولادة حفيدين جديدين لي. ولدوا بعيدا عني في اغتراب ومكان آخر. أظنها سعادة يكاد ينقصا الفرح!!.. لكن سعادتي وانبهاري ونشوتي كانت لا توصف يوم تفوقت! "يوويه". لم يكن فرحي شعورا بالغبطة والرضا لنجاحها فحسب، لكوني متأكد من ذالك، لكن! فخري لتفوقها، وتجاوزها صعوبة اللغة ومشاكل اللجوء التي تميت اندفاعها وتهبط عزيمتها وطموحها الشخصي. لكن فرحي الأهم!!، اعتبار تفوقها هذا، انجازا وطنيا يبعث بالفخر والتباهي والامتنان والسعادة. وسط سطوة حزننا ويأسنا من خيبات أمل متلاحقة وطنية بامتياز، تقبض الروح وتدمي القلوب. ألا يحق لي ان أسمي تفوق جوهرتي "آية"، فرحا وطنيا ألتمس فيه حزن العراقيين أن يهلهل فرحاً ولو لمرة واحدة في عمره!!؟؟؟. إني أتساءل!!..
شكرا "يووياتي"، زنبقتي العراقية المتألقة: " آيـة سعد سامي نادر".. شكرا لحارسك الشخصي والساهر على رعاية انجازاتك ، زوجتي الحبيبة.. لأصدقائك وأساتذتك ألف تحية وشكر.. ليحفظك الربْ لنا.. لبهجتنا وأفراح أخرى قادمة..
********
*- "آيـة" تعني معجزة قرآنية.

#سعد_سامي_نادر (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات