أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - النفخ في الصُور !














المزيد.....


النفخ في الصُور !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 924 - 2004 / 8 / 13 - 09:50
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يريد البعض للعراقيين أن يفقدوا ابصارهم ، وأن يصبحوا عميان في ضباب الوضع الذي يلف الحالة السياسية القائمة في العراق الآن ، فقد عمد البعض من الاحزاب الدينية والسياسية الى المبالغة في حجم التأييد الشعبي لها ، مع أنها تنسى أو تتناسى في واقع الحال أن العراق كان مقفل الابواب تماما تقريبا من قبل دكتاتورية صدام المجرم ، وصار العمل السياسي لكل حزب عريق في الساحة العراقية يلاقي صعوبات جمة ، رغم أن هذا العمل كان يجري بسرية تامة ، وبحذر شديد ، ويكلف صاحبه حياته إن انكشف أمره للاجهزة الامنية لنظام صدام الساقط ، تلك الاجهزة التي كانت عناصرها تنتشر مثل طفح جلدي على جسد المجتمع العراقي كله 0
والكثير من العراقيين على يقين مبين من هذا ، فقد فقدوا رفاقا واصدقاء اعزاء على قلوبهم ، عاشوا معهم سنينا ، ورافقوهم درب التضحية طويلا، لقد فقدوهم وهم يؤدون عملا بطوليا ، ويصارعوا نظاما وحشيا وقاسيا ، كان يمنعهم حتى من ايصال كلمة الحقيقة لآذان الناس داخل العراق ، ولهذا ثبت القلة القليلة من المقاتلين الشجعان بوجه ، اما السواد الاعظم فقد وقف على الحياد ، هذا اذا لم تكن اعداد غفيرة منه قد انحازت للنظام بسبب من هذا العامل أو ذاك ، كما هي العادة في كل الانكسارات التي تنزل بالمجتمعات ، وتاريخ شعوب الارض ، ومنه تاريخ شعبنا خير دليل على ذلك ، وإذا كنت اجانب الحقيقة فيما أقول ، فكيف نفسر وجود تلك الجيوش الجرارة التي كانت تهف ليل نهار بحنجرة واحدة للقائد الضرورة ، صدام ؟ وهل أراني بحاجة للتذكير فيها هنا ؟
فهي الحرس الجمهوري ، والحرس الخاص ، وجيش القدس ، وفدائيو صدام ، والجيش النظامي ، واجهزة المخابرات المركبة ، والشرطة على مختلف صنوفها ، هذا الحشد من الجيوش خرج من جسد المجتمع العراقي ، ولهذا نوهت أنا الى تلك الصعوبة الضخمة التي كانت تعترض العمل السياسي المعارض في العراق ، وتأسيسا على ذلك فقد ضمر الكثير من الاحزاب السياسية العراقية ، وانعدم بعضها كلية ، ولم يبق من تلك الاحزاب الا من كانت له خبرة سياسة طويلة في العمل الحزبي بين صفوف الناس 0
وشعبية أي حزب لا تظهر من كثرة اعضائه ومناصريه فقط ، بل من مقدار قناعة الناس بطروحات ذلك الحزب كذلك ، فهل يكون من الشعبية أن تقتل رجلا مسيحيا لا لسبب الا لانه يبيع الخمرة منذ أن قام العراق زمن الدولة العباسية كدولة ؟ أ من الشعبية أن ترغم أمراة سافرة على الحجاب ، وهي لا تؤمن به اساسا ؟ فبعض من النساء سرعان ما يرمين بتلك الخرقة التي تغطي رؤوسهن ، حين يحللن بلدا لا يكون الحجاب به مفروضا فرضا على الناس ، ومرة سُئلت المحامية الايرانية ، شيرين عبادي الحائزة على جائزة نوبل للسلام ، لماذا تسفرين في اوربا وتتحجبين في ايران ؟ فقالت : في ايران الحجاب مفروض فرضا 0 أقول : أمن الشعبية أن تفرض أراءك على الاخرين بالاكراه بحجة حماية الدين ، والدين يقول لا اكراه فيه ؟ وهذا الامام علي عليه السلام يقول : لا رأي لمن لا يطاع 0 فالافكار تتلقفها عقول الناس ، حين تدخلها بقناعة ، وإلا فلا رأي لاحدنا إن لم يقتنع الاخرون به 0
وبعد هذا فإن كثيرا من الناس من يجري وراء هذه الحركة السياسة ، أو تلك ، وهو لا يدري أين يجري ، وأين يريد أن يصل ، وانني لا زلت أذكر للساعة ، كيف ناداني واحد من أقربائي ، طالبا مرافقته ، وكنت أنا فتى يافعا ، واقفا أتفرج على عملية انتخابية حرة ، كانت تجري في مدينتي زمن عبد الكريم قاسم 0 سرت معه ، ولا ادري الى أين كنت اسير ويسير هو ، لكنه قال لي : أريد منك أن تبحث معي عن اشخاص يدلون باصواتهم لصالحي ، فإنني بحاجة لبعض الاصوات كي أفوز !
لقد تحقق لقريبي هذا ما اراد ، وذلك بعد أن عثرنا على مجموعة من ناس غرباء على اطراف المدينة ، لا يعرفون شيئا عن التصويت ، ولا عن الانتخابات ، لكن قريبي هذا طلب منهم أن يصوتوا له بعد أن عرّفهم باسمه الصريح ، وحين دخلنا قاعة الانتخابات أدلى هؤلاء جميعهم باصواتهم له ، حيث فاز في تلك الانتخابات فيما بعد ، مع العلم أن جميع هؤلاء الاشخاص لا يعرفون من صوتوا له ، لا من قريب ولا من بعيد 0
والذي يقال الآن في العراق ، وهو قول فيه كثير من المبالغة ، من أن تيار الصدر تيار كبير في المجتمع ، لا يعدو أن يكون على شاكلة شعبية قريبي هذا ، لقد قيل أن تيار الصدر يبلغ المليونين من البشر في عراق اليوم ، حسنا ، فإذا كان تيار الصدر بهذا الحجم والسعة ، فأين كان مقتدى الصدر ، وهذا التيار عن صدام حين قتل اباه واخاه ، وامام عينيه ؟ لماذا لم يرفع السلاح ، مثلما يرفعه اليوم ، بوجه صدام وأزلامه وقتها ؟
وثانية ، إذا كان تيار الصدر بهذا الحجم والسعة ، فعلام يرفع السلاح ؟ لماذا لا يلقي السلاح ، ويعود حزبا سياسيا فاعلا في الساحة العراقية بجماهيرية المليونية ! ؟ وها هي الحكومة العراقية ، متمثلة برئيسها ، اياد علاوي الذي بسط للصدر جناح الذل من الرحمة في اكثر من لقاء صحفي أجري معه في الايام الاخيرة ، مرحبا به كحزب سياسي مثل بقية الاحزاب السياسية العراقية الاخرى 0
وإذا أراد مقتدى الصدر أن يطرد المحتلين من العراق ، فحري به أن يطردهم بجماهيرية المليونية التي تحدثت عنها بعض المصادر الاعلامية العراقية ، وليس ببنادق صديئة لا يمكنها طرد عصابة لصوص ، فضلا عن جيش عرمرم مثل الجيش الامريكي ، ولكن الحقيقة المرة تقول إن مجموع الذين استطاع أن يخرجهم التيار الصدري من متظاهرين في البصرة لا يزيد عن ستمئة شخص ، لا توجد بينهم أمرأة واحدة ، ويقارب هذا العدد عدد الذين خرجوا في الناصرية ، وفي النجف ذاتها 0



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اجتثاث البعث- في ذمة الماضي -
- الحزام الأمني الايراني !
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان


المزيد.....




- نخب -صداقة العمر-..4 صديقات يُعدن إحياء صورة لهنّ بعد 35 عام ...
- السعودية تتقدم على مصر ودولة عربية تلحق بهما.. ترتيب القوة ا ...
- -الكتاب الأبيض-.. استثمارات الصناعة العسكرية والدفاع في أورو ...
- اليوم العالمي للنوم: إليك خمس نصائح إن فعلتها في الصباح تمنح ...
- كالاس: واشنطن وعدتنا بعدم قبول أي شروط روسية حول أوكرانيا إل ...
- علاج بطعم الموت لمدة 10 دقائق
- مصري يدخل موسوعة غينيس ويحطم رقما جديدا خلال صيامه
- عاصفة مدمرة في كاليفورنيا (فيديو)
- المجلس الوطني الكردي يرفض الإعلان الدستوري السوري المؤقت
- أرمينيا وأذربيجان تتوصلان إلى -اتفاق سلام- بعد نحو 40 عاما م ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - النفخ في الصُور !