|
الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطار لجميع المغاربة، وفي خدمتهم.
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 15:55
المحور:
حقوق الانسان
أقتنع بأن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان هي إطار لجميع المغاربة، الذين عانوا من الظلم، والقهر، والاستبداد المخزني بكافة أشكاله، وبكل أدواته، بما في ذلك المؤسسات التي يعمل على فبركتها ذات اليمين، وذات الوسط، من أجل شرعنة الاستعباد، والاستبداد، والاستغلال.
وكون الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لجميع المغاربة، لحماية حقوقهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، يعتبر أكبر مبرر للقول بأن هذه الجمعية ليست لحزب بعينه، ولا حتى لفصيل داخل هذا الحزب، أو ذاك، بل هي إطار لكل من اقتنع بمبادئها الديمقراطية، والتقدمية، والجماهيرية، والاستقلالية، والكونية، والشمولية، ولكل من يقول بمرجعيتها المتمثلة في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، ولكل من احترم ما يقرره أعضاء الجمعية الأوفياء، من خلال الهيآت التقريرية للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، دون أن يتحايل عليها ليقرر ما يريده هو، لاعتبارات سياسوية ضيقة، ولكل من احترم قيم الشعب المغربي المحققة لوحدته الوطنية، والترابية ومعتقداته، ولكل من يستميت في النضال المرير من أجل التصدي للانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، ولكل من يلتزم بالدفاع عن المغاربة أين ما كانوا، وفي جميع أنحاء العالم، ما داموا يحترمون حقوق الإنسان في فكرهم، وفي ممارستهم، وبالدفاع عن الأجانب الذين ترتكب في حقهم الانتهاكات الجسيمة.
وبناء عليه، فإن الركوب على ما جري في المؤتمر الوطني التاسع للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، للهجوم على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من قبل التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ومن خلال أحزابه الرجعية المتخلفة، ومن خلال المؤسسات المزورة، وفي مختلف الملتقيات الحزبية، وعلى صفحات الجرائد المشبوهة، والحزبية في نفس الوقت، ينم عن حقد دفين تجاه الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، كما ينم عن رغبة أكيدة في العمل على تصفية هذا الإطار العتيد، والصلب، والمستعصي بمناضليه الأوفياء على جميع المستويات التنظيمية.
والرجعية المتخلفة بأحزابها التي أفسدت الحياة السياسية في المغرب، لا يحق لها أن تنبس ببنت شفة في حق الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؛ لأن هذه الرجعية هي التي وقفت وراء:
1) صناعة ما صار يعرف في تاريخ المغرب بسنوات الرصاص، التي كلفت الشعب المغربي حريته، واستشهاد، واختفاء، واعتقال، ومحاكمة خيرة أبنائه، وعلى مدى عقود بأكملها.
2) الاستبداد بالاقتصاد الوطني، وتسخير ذلك الاقتصاد لاستغلال الطبقة العاملة، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، لصلح التحالف البورجوازي الإقطاعي المتخلف، ولصالح الرأسمالية العالمية.
3) السماح للمهربين، وتجار المخدرات، وكل المنحرفين اجتماعيا، بالانخراط في أحزابهم الرجعية.
4) توظيف التراكم الحاصل بسبب الاستغلال الهمجي للعمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، وبسبب الاتجار في المخدرات، وتهريب البضائع، ونهب المال العام عن طريق التواجد في المؤسسات المزورة جملة، وتفصيلا في إفساد الحياة السياسية، إلى درجة استعصاء عملية الإصلاح السياسي، الذي تطرحه العديد من الجهات في عدة مناسبات، بما فيها الأحزاب الرجعية نفسها.
5) القبول بالفساد الإداري، الذي أصبح بنيويا يستعصي على العلاج في المديين: المتوسط، والبعيد، والذي يكلف الشعب المغربي الكثير من المآسي.
ورجعية، كهذه، لا يحق لها أن تدعي أنها وطنية، أو أنها حقوقية، لسبب بسيط، وهو أنها لا وطنية، ولا حقوقية لاعتبارات نذكر منها:
الاعتبار الأول: أن هذه الرجعية المتخلفة، والآثمة في حق الشعب المغربي، لا ترى في الوطن إلا بقرة حلوبا، تجني منه أموالا طائلة تضعها في حساباتها الخارجية.
والاعتبار الثاني: أن الغاية من تواجد هذه الرجعية في المؤسسات المنتخبة، وفي الحكومة، هو لحماية مصالحها الطبقية، وتنمية تلك المصالح، في الارتباط بالرأسمال العالمي.
والاعتبار الثالث: أن هذه الرجعية لا تقتنع بشيء اسمه حقوق الإنسان، ولو كانت كذلك، لجعلت العمال وباقي الأجراء يتمتعون بحقوقهم الشغلية، كما هي في مدونة الشغل على الأقل.
والاعتبار الرابع: أن هذه الرجعية باعت، ولازالت تبيع القطاع العام للشركات العابرة للقارات، لتنهب الثروات الهائلة، التي تتسلمها من عملية البيع تلك.
ولذلك، فمن العار في حق الشعب المغربي أن تظهر هذه الرجعية المتخلفة، وكأنها هي الوطنية، وأن يظهر اليسار، وكأنه لا وطني.
وبناء عليه، فأنا أرفض، رفضا مطلقا، ما صدر عن هذه الرجعية، من خلال الغرفة الثانية للبرلمان، كما أرفض ما تفوه به عباس الفاسي باعتباره زعيما حزبيا، وباعتباره وزيرا أولا، من منطلق أن ما جرى في المؤتمر هو من شأن أعضاء الجمعية، الذين عليهم أن يعيدوا للوحدة النضالية في إطار الجمعية المغربية لحقوق الإنسان مكانتها، على أساس نبذ الحزبية الضيقة، والعمل على إتاحة الفرصة أمام جميع مكونات الجمعية للعمل معا، وعلى قدم المساواة فيما بينهم، ودون إقصاء لآراء المناضلين الأوفياء للجمعية المغربية لحقوق الإنسان، ودون إلحاق للجمعية المغربة لحقوق الإنسان بحزب معين، من أجل سد جميع المنافذ أمام هذه الطفيليات الرجعية، والمتخلفة حتى النخاع.
فهل تكون هناك مبادرة لإعادة الاعتبار لمكانة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بكل مكوناتها؟
هل يتم قطع الطريق أمام الرجعية التي تتربص بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟
وهل نتجاوز ردود الأفعال التي استعدت الرجعية المتخلفة على الجمعية المغربية لحقوق الإنسان؟
هل نقوم بمراجعة مجمل الممارسة التي تؤدي إلى تحويل الاختلاف المشروع إلى خلاف لا مشروع؟
هل يتحول الحوار داخل الجمعية من حوار الصم إلى حوار ديمقراطي؟
هل ستستمر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في استيعاب المناضلين الأوفياء، الذين ضحوا كثيرا من أجل بنائها، والمحافظة عليها، وتقويتها؟
أم أنها ستلجأ إلى نبذ كل الذين أسسوا هذه الجمعية، وأعطوا من وقتهم الكثير من أجل بنائها، واستمراره، وتوسيعها، وتقوية أدواتها؟
إنني وأنا أطرح هذه الأسئلة، لا يهمني إلا استمرار الجمعية قوية، وصامدة، وبجميع مكوناتها، وبدون حسابات حزبية ضيقة، من أجل التصدي لكل الممارسات التي تسيء إلى كرامة الشعب المغربي، وخاصة في هذه المرحلة العصيبة التي يعيشها.
وفي الختام أسجل إدانتي الشديدة لكل المواقف الصادرة عن الأطراف الرجعية المختلفة، والتي تستهدف النيل من الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.
محمد الحنفي
عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 1
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي –
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...3 1
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...2
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 2
-
هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبي الفساد....؟ !!!.....1 / 1
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد
...
-
صحافة الشعب... و صحافة الارتزاق...!
المزيد.....
-
جيش الاحتلال يعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقورة.. ويع
...
-
السعودية.. إعدام مقيم أدين بجريمة مخدرات
-
الجزيرة ترصد أوضاع مدارس الطوارئ بمخيمات النازحين في السودان
...
-
حملات اعتقال وترحيل للمهاجرين غير النظاميين من أميركا
-
وصول عدد من الأسرى الفلسطينيين المبعدين إلى القاهرة (فيديو)
...
-
جدل واسع في إسرائيل بعد مشاهد تسليم الأسرى الإسرائيليين
-
صحف عالمية: تبادل الأسرى السبت كان الأسلس وحماس تسيطر على غز
...
-
ناد نرويجي يتبرع بعائدات مباراته ضد فريق إسرائيلي لإغاثة غزة
...
-
DW تتحقق من معلومات مضللة حول المهاجرين قبل الانتخابات الألم
...
-
DW تتحقق في معلومات مضللة حول المهاجرين قبل الانتخابات الألم
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|