أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !















المزيد.....

تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 924 - 2004 / 8 / 13 - 09:48
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ما يدهشني في المسلك السياسي وغير السياسي للجلبي أحمد هو المقدار الهائل من الصلافة في الانتقال من خندق إلى آخر والصفاقة في تغيير المواقف والتلون الأخلاقي بحسب ما يقتضيه واقع الحال . فهذا الشخص الذي يتحمل جزءا كبيرا من الكارثة التي حلت بالعراق وشعبه ، وبعد أن لفظه أسياده الغزاة لفظا صريحا ومهينا ، انتبه فجأة إلى أنه من أبناء الطائفة الشيعية العراقية فراح يفاخر بذلك – مثلما فاخر قبل فترة أمام المسئولين الأتراك حين رافق جلال الطالباني إلى هناك بأنه تركماني الأصل وبالمناسبة فالتركمان ينفون ذلك ويزعم آخرون أنه من بقايا المماليك ، ويقال بأنه فاخر أمام خاتمي بأن أمه فارسية وكانت تجيد اللغة الفارسية ولا نردي متى سيعلن الجلبي أن أحد أجداده كان يجيد لغة النبي داود عليه السلام - وأن من واجبه الدفاع عن أبناء هذه الطائفة فتحول من أقصى اللبرالية السياسية والدعوة للاعتراف بإسرائيل وعقد اتفاقية سلام معها والدفاع عن ترصيع أرض العراق القواعد الأمريكية - وكل هذه الأمور موثقة بدقة - تحول إلى أقصى المحافظة الطائفية السلفية فبادر إلى تشكيل ما سمي بالبيت الشيعي والمجلس السياسي الشيعي وأنفق على هذين الكيانين الطائفيين المقيتين الكثير من المال ثم بادر إلى الدفاع علنا عن التيار الصدري وحقه في النشاط السياسي وأعلن عن تضامنه مع أهالي النجف الذين يتعرضون لرصاص وقذائف أسياده الذين جرجرهم إلى مستنقع الدم والخراب !
هذه الصلافة السياسية مدهشة بالفعل لجهة انعدام إي أثر للكرامة الإنسانية فيها والسبب هو أن من يقوم بها ليس له من رادع أخلاقي أو قيمي سوى كيس نقوده . أما على المستوى الشعبي وهذا من سوء حظ الجلبي وعصابته فإن منظومة القيم العراقية التي خرب نظام صدام حسين جزءا كبيرا منها ستجعل صلافة الجلبي السياسية موضع تندر واستهزاء فهي تذكر العراقيين بتلك الطرفة الفولكلورية عن ذلك الصلف المسكين الذي أجبره اللصوص على الوقوف على قدم واحدة في دائرة خطوها حوله قبل أن يغتصبوا زوجته أمامه ، وحين فرَّ اللصوص المغتصبون بادر هذا الصلف المسكين إلى المفاخرة أمام زوجته وأخبرها بأنه لم يسكت على ما فعله اللصوص بل انتقم منهم شر انتقام ( انتباه !!) : حين وضع قدمه المرفوعة ثلاث مرات على الأرض دون علمهم و رغم أنفهم !
والواقع فإن الجلبي قد صار عبئا على نفسه وعلى الآخرين ، بل هو كما قال أحد معلقي جريدة " النيويورك تايمز " أشبه بالمصاب بالطاعون السياسي يصيب بعدواه كل من يقترب منه . إن من المستبعد تاما أن توافق قيادة التيار الصدري على أي شكل من أشكال التعامل مع الجلبي حتى لو أفرغ خزائنه من الملايين لصالحها دون أن تغامر بأن تفقد وبسرعة البرق رصيدها الجماهيري الواسع . ثم أن من المستحيل تماما أن يتصور الصدريون وخصوصا في القواعد ومن سكان الأحياء والمدن الفقيرة كيف يمكن أن يلتقي الصدري المعادي للاحتلال والمضرج بدماء الشهادة والمقاومة بلص دولي محكوم بأكثر من عشرين سنة من السجن ومطرود من رحمة أقذر دولة احتلال عرفها التاريخ رغم كل ما بذله من أجلها .
من الصعب جدا إن لم يكن من المستحيل على المراقب المحايد أن يتصور حدوث ذلك ، وحتى الجلبي كما نقل أحد الذين التقى بهم مؤخرا في طهران يعرف ذلك وقد عبر عنه بقوله : لقد أنفقت الكثير من المال والتعب على الجماعة ( التيار الصدري ) دون أن يكلف سماحة السيد ( يقصد السيد مقتدى ) نفسه بمجاملتي بكلمة إطراء واحدة ، وأنا أعرف الأسباب ولكن أنا مو قاعد على قاصة ! ( أي لست جالسا على خزينة مليئة بالنقود ) . ألم نقل أن صلافة الجلبي مدهشة ؟
الأكثر إدهاشا هو ما كتبه أحد أصدقاء الجلبي ضد سماحة السيد مقتدى فهذا الشخص الذي يقدم نفسه على صفحات الانترنيت كطبيب نفساني والذي سبق له وأن وصف كاتب السطور بأنه ( مصاب برضة نفسية بكل ما يتعلق بأحمد الجلبي ) غيَّر اسمه قبل أيام وقدم للقراء درسا جديدا في علم النفس مفاده أن سماحة السيد مقتدى الصدر وسننقل كلامه السخيف حرفيا : ( معروف بتخلفه العقلي في طفولته و في المدرسة الابتدائية حتى انه لم يستطع تجاوز الصفوف الاولى الابتدائيه بسبب تخلفه العقلي . وفي مراهقته عرف السيد مقتدى بإصابته بالمرض النفسي وهذا المرض هو انفصام الشخصية وقد عرفت ذلك بسبب عملي في مختلف مستشفيات النجف.إن من أحد علامات المرض النفسي هو الهلوسة والتخيل حيث كان مقتدى يتخيل انه كان يتكلم ويتصل مع الامام المهدي في مقبره وادي السلام وهو ما كان يعالج منه ...) هذا الكلام المنحط والشتائم السافلة من المستبعد أن يتلفظ بها أو يكتبها طبيب شريف بل هي تعكس التركيبة الأخلاقية لهؤلاء القوم ، فحين يختلف اثنان منهم في خندق العمالة للغزاة و يخرج طرف منهم على إرادة السيد الأجنبي يبادر الطرف الثاني والذي ظل في خدمة الأسياد إلى الضرب تحت الحزام في محاولة لتسخيف محاولات العميل المتمرد وتخريب علاقاته الجديدة . وعلى أية حال فالجلبي نفسه لا يأمل كثير خير من "المقاولة / المقاومة " التي بدأ ينفق عليها كما يزعم لسبب بسيط هو أن الصدريين ليسوا بالسذاجة السياسية التي يتصورها الجلبي فهم الذين دوخوا أمريكا دوخة ما بعدها دوخة وأفقدوها الصواب ، ثم أن دماء العراقيين ليست للاستثمار والربح كما كانت الحال مع مقاولة البرنامج التلفزيوني "افتح يا سمسم " الذي لهف منه الملايين !!
يبقى أن هذا المسلك الجلبي مثير للتساؤل بمقدار ما هو مثير للدهشة كمسلك يقوم به فرد بغض النظر عن اسمه وجنسه وولائه في مجتمع معاصر منظوم بالقوانين والقيم والأعراف . وحين تختلط الدهشة بالتساؤل و تكاد تنعدم التفسيرات العلمية المجتمعية المقنعة لهذه الحالات يقدم المخزون الشعبي والبداهة الإنسانية حلولا طريفة بمقدار ما هي عميقة وقابلة للتصديق . وبخصوص حالة الجلبي أحمد وعموم الجلبيين تحضرني الشهادة التالية أقدمها للقارئ كمثال على ما ذهبتُ إليه قبل قليل :
في الشتاء الماضي كنت أقوم بجولةٍ سيراً على الأقدام في شوارع باريس صحبة سماحة الشيخ جواد الخالصي . وفي مشوارنا ذاك كنا ندردش في مواضيع سياسية شتى فانحرف الحوار إلى الدور السيئ الذي يقوم به عملاء الاحتلال المعروفون وكيف تنطلي عمالة البعض منهم وخصوصا أولئك الذين ورثوا العمالة للأجنبي أبا عن جد على آخرين كانوا يعتبرون وطنيين ؟ لا أتذكر كيف قفز اسم الجلبي أحمد في حوارنا ولكنني أتذكر ملاحظة لافتة طرحها سماحة الشيخ أبو زينب وقد أثبتت الأحداث التي حدثت للجلبي فيما بعد صحتها بكل تأكيد وجلاء . سألني الشيخ جواد قائلا : ألا نعتبر نحن أنفسنا أعداء للاحتلال وعملائه الآن وغدا ؟ فأجبته أنْ نعم ، فتساءل : ألا يعتبرنا الاحتلال وعملائه أعداء لهم الآن وغدا ؟ فقلت له نعم . فقال وهو يبتسم ابتسامة بدت ذات معنى : فما رأيك بأن هذه القاعدة قد تنطبق على جميع العملاء ما عدا الجلبي ؟ تساءلت : كيف يا سماحة الشيخ ؟ فقال : السبب هو لأنه ومن قبله أسلافه عملاء لمن يستخدمهم ويدفع لهم ويؤمن لهم مصالحهم المادية ، ولو أننا - أنا وأنت - أصبحنا مستقبلا قريبين من الحكم والانتصار على الاحتلال لاتصل بنا الجلبي وعرض علينا خدماته .
لا أخفي على القارئ أنني حين سمعت تلك الملاحظة من صديقي الشيخ لم أهضمها أو استوعبها كما هي ، ويبدو أنه لاحظ ذلك فكرر على مسمعي بيت أبي الطيب القائل :
ستبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبار مَن لم تَزَوَدِ

وصدق الشيخ أبو زينب : فهاهو الجلبي يخلع معطف العمالة الصريح ويرتدي عمامة المقاوم العلني في محاولة أبليسية لاستغفال " رضوان " ودخول الجنة ..غير أن مَن يعتقد بأن رضوان على درجة من التخلف العقلي بحيث أنه قد يسمح للجلبي بالدخول فقد دلل على أنه هو المتخلف عقليا وليس رضوان .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة النجفية بدأتْ ..سلاماً للمقاومين الزينين ،واللعنة على ...
- نص الرد الذي نشر في مجلة الآداب البيروتية على اتهامات جماعة ...
- لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على ج ...
- توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف ...
- /قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس ...
- كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق ...
- القنبلة الطائفية والعنصرية جاء بها الاحتلال وسيفجرها العملاء ...
- نظام القمع والحروب والاضطهاد الشامل وصمت الغرب .قراءة في تقر ...
- /قراءة في تقرير معهد العدالة الانتقالية 2مشهدية الانتقال من ...
- الاحتلال هو النقيض التام للعدالة ولا يمكن للنقيض تحقيق نقيضه ...
- الموجبات التاريخية والمجتمعية لمشروع المجلس التأسيسي الوطني ...
- تحالف الدوري والزرقاوي سيدمر المقاومة العراقية من الداخل !
- حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !
- الانمساخ من مداح للطاغية صدام إلى مروج لحكومة -الوايرات - !
- الطائفيون وحقوق الإنسان وأكذوبة الستين جثة .
- من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراق ...
- حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :
- جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
- المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
- الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - تضامن الجلبي مع الصدريين و عشم إبليس في الجنة !