لطيف الحبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3035 - 2010 / 6 / 15 - 02:01
المحور:
الادب والفن
لمناسبة ذكرى رحيله الرابعة
حوار مع عوني كرومي
اجرى الحوار في برلين
لطيف الحبيب
رحل الفنان المخرج العراقي عوني كرومي في برلين بتاريخ 28 . 5. 2006
( هدفي أن أنتج وأتواصل مع اى ظروف مادية واقتصادية واجتماعية وسياسية من اجل أن اعبر عن نفسي كصدى اجتماعي لإنسان عراقي أولا وأخيرا . انظر إلى تجربتي ليس على أنها محصورة في إني ابحث عن مساحة أوسع للإبداع , ابحث دوما عن حرية الإبداع حدود جغرافية إنما هي تجربة إنسانية يجب أن تمتد وتنتشر , تؤثر وتتأثر , لذلك اعتقد إن الموت في النفي هو أسهل بكثير من الموت في مكان أخر لذلك يجب أن نعيش حتى نبدع , وان نبدع لكي نشعر , وان نتطور لكي نخلق تأثيرا يذكره الآخرون بكلمة طيبة , ولست ادري إذا ما سيذكرنا الناس بكلمة طيبة أتمنى ذلك . ) عوني
ولد عوني كرومي في مدينة الموصل في22 – 7 – 1945
• 1965تخرج من معهد الفنون عام
• 1969تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة عام
• 1972حصل على شهادة الماجستير من المانيا الديمقراطية عام
• 1976 نال شهادة الدكتوراه " حول المسرح في الشرق" أخذا بنظر الاعتبار تطور المسرح العراقي والعربي استنادا إلي التشكيلة الاجتماعية
• درس في جامعة بغداد" فن التمثيل والإخراج " والنقد المسرحي , اشرف على العديد من اطروحات الماجستير والدكتوراه
• مثل واخرج العديد من المسرحيات في العراق والأقطار العربية والعالم
• 1991 كرم من قبل مهرجان قرطاج بالجائزة الذهبية
• نشر العديد من الكتب في اللغتين العربية والألمانية منها –فن التمثيل –المسرح المدرسي –حول النقد المسرحي –الخطاب المسرحي-
• اخرج أعمال –لجان انوي-سترنبرج-رفائيل البرتي وعمل على دراسة وإخراج النص السومري –رثاء أور-كلكامش-السيد من اراتا.
• عمل أستاذا في جامعة اليرموك في الأردن
• منذ عام 1995 أقام في برلين / ألمانيا وتفرغ للعمل المسرحي في الإخراج والتمثيل والتأليف والإعداد.
استضاف نادي الرافدين الثقافي العراقي واسط سبتمبر عام 1995في برلين المخرج العراقي الدكتور عوني كرومي في ندوة قدم فيها محاضر " حول ملامح من المسرح العراقي المعاصر " أعقبها بعرض فيديو لمسرحية " الرجل الطيب " للكاتب الألماني برتولد برشت وإخراج الدكتور عوني كرومي التي لاقت ترحيبا كبيرا من المشاهدين , ثم تلتها نقاشات اتسمت بروح ديمقراطية حوارية .
• كيف تقيم قول لدكتور "علي جواد الطاهر " ( وإذ لم يكن عوني كرومي في البدء فيكفيه جهد نادر هو جهاد في مساندة جعفر السعدي وإسناد الفرقة والسهر على الرسالة , والإبداع المتوالي في اختيار مسرحياتها والعمل المتصل في إخراجها والتضحية بالوقت والمال في سبيل الوازع الروحي ) ؟
• الدكتور علي جواد الطاهر الروح الحية التي كانت تغذينا في عطائنا كونه معيارا نقديا لنا يجعلنا لا نساوم , لا نتنازل, لا نتراجع عن مستوى وعينا وثقافتنا , النقطة الثانية كان الدكتور علي جواد الطاهر يكسر الحصار الإعلامي عنا , ويكتب عن العرض والتضامن مع عروضنا بحق , لأنه رجل يعمل من اجل نشر الحقيقة والأحداث التي يطمح لها . كان هناك فريق عمل يعمل بشكل جماعي بروح فدائية وبنكران ذات وبصبر ودأب عاليين, ولازالت فرقة المسرح الشعبي تغذي المسرح العراقي
( لا يوجد فنان عراقي إلا وخرج من خيمة المسرح الشعبي ), إني اعتز في فكرة مسرح " الستين كرسي " واعتبر ذلك أعظم عمل نبيل. إن هذه المسرح لم يمت لان المهم ليس أن تبدأ ولكن المهم أن تستمر. من أسباب استمرار فرقة لمسرح الشعبي تكاتف وتكافل عناصرها.
المسرح الشعبي مدين إلى كل الجهود والناس الذين عملوا على خدمته وتطويره وتواصله واستمراره إلى لحظة وجودنا اليوم, والذين يعملون اليوم بظروف أصعب" ناجي عبد الأمير "من بعدي
اعتقد إن عطائهم لا يقل إجلالا عن التأسيس لان حمل الراية هي المسؤولية الأكبر. أعود إلى المسرح الشعبي كفكرة وكمعطى جمالي وكدور في تطوير المسرح العراقي, فانه اختار ثلاثة أسس:-
1. الروح التجريبية : - اى إن المسرح الشعبي يتوصل إلى روياه الجمالية انطلاقا من بيئته وعطائه ومن مختبره , اختيارية النص العراقي , الممثل العراقي , الموضوعة العراقية , التجريب داخل الفضاء المسرحي , التعامل مع المشاهد . التجريبية سيطرت منذ البداية على إعمال المسرح الشعبي , وحتى الأعمال التي من الممكن إن نقول تقليدية بالموصفات العامة هي كانت تجريبية على مستوى المضمون الاجتماعي او على مستوى الشكل
2. المسرح الشعبي مدرسة فيها يتعلمون ويعلمون , وهذا التبادل المعرفي تبادل الخبرة والتجربة بين أجيال متعددة كان أيضا سمة من سمات وأخلاق المسرح الشعبي وروحيته . امتازت فرقة المسرح الشعبي بسيادة الروح الديمقراطية في التعايش, في التخطيط, في العطاء في إبداء الرأي في ابسط قضايا الملاحظة الفنية. نحن لم نكن فرقة مؤلف أو مخرج ولم نكن فرقة نجم , كنا نعمل سوية نسمع ونصغي سوية , نتحاور , وسمة الحوار خلقت لدينا كثير من المعطيات التي ربتنا على فهم الحوار ليس فقط داخل الفرقة وإنما في حواراتنا الاجتماعية والسياسية , التميز العنصري , الصراع الطبقي , المشاكل العاطفية , علاقة المرأة بالرجل , علاقة الإنسان بالطبيعة بالحياة بالمجتمع , وبدأنا نتحاور من يكون الإنسان ؟ إلى أين وصل ؟ ما الذي تبقى منه ؟ هذا الحوار مستمر في الفرقة منذ عقود أربع كان أساسا جوهريا في تربيتنا على تقاليد أول عرض مسرحي للفرقة ( شهداء الوطنية ).
3. إن الفرقة إمام نموذج وتتقوقع في داخله وتعتبره معطى جاهز ومنتهيا , وإنما كان البحث دائما عن النوع في الموضوع , النوع في الفكرة , النوع في المكان في الفضاء , كان لدينا خطاب مسرحي يربط بين عمليتين أساسيتين , الجانب الجمالي والرقي الجمالي , العطاء والإتقان والجودة والموهبة مع الجانب الفكري الاجتماعي الإنساني . هذه المحاور بقيت مستمرة ومتوازنة بحيث إن عروضنا التي قدمناها بصدقنا المنظم ووعينا المتطور كانت تقرأ من قبل جمهورنا بحلة إبداعية خلاقة , وكانت تفهم من قبل جمهورنا بشكل راقي جدا , فلم تكن لدينا الصعوبة في التواصل مع دلالاتنا ومعطياتنا ومفرداتتنا الدرامية , كان الجمهور يساعدنا عل أغناء جانبنا الجمالي ورقينا الثقافي بان يستوعب حتى اللمسة والإيماء , حتى اللحظة واللون والشكل ويحاول إن يعيد إنتاجه وصياغته بوعيه , لذلك نحن لم نعش فقط مما قدمناه كفرقة متكاملة وانم من صدى أعمالنا داخل المجتمع الذي لم ير عروضنا , إن الصدى الذي ملكناه داخل ذاكرة المجتمع الجمعية وفر لنا العيش على صدى العروض في داخل المجتمع , ونكسب احترام الناس وتحولنا يشكل أو بأخر إلى رموز وطنية تعمل على خدمة الناس من جميع فئات وشرائح المجتمع .اقترنت- التهنئة بالأربعين – بالتهنئة بأحدث تمثيلياتها " ترنيمة الكرسي الهزاز " تأليف فاروق محمد , إخراج عوني كرومي , كتابة الأغاني عريان السيد خلف وعرضت على قاعة منتدى المسرح التجريبي توالي التجارب والتجريب اثر في الأكاديمية كما في مسرح بغداد –مسرح المنصور , تساؤلا من الدكتور على جواد الطاهر – هل حفظ عوني كرومي تلك التجارب في دفاتر ؟ هل ثبت جوهرها ؟ فان لم يفعل رجوناه إن يفعل مبتدأ بأخر عمل له هو الترنيمة ( ترنيمة الكرسي الهزاز ) عائدا بعد ذلك الى ما سبقها ؟ في الحقيقة عندما أهدى الدكتور على جواد الطاهر كتابه في القصة والمسرح لي كتب الجملة التالية التي لا أنساها أبدا " هذا بعض من عندكم أعدناه إليكم " , كان يلح علي أن أسجل هذه التجربة , في الحقيقة لم أسجلها تفصيلا ,كنت أحجم عن أن أسجلها في كتب إخراج اعتقادا مني بتصنيم التجربة وإحالتها إلى الموت , لهذا بدأت بكتابة خلاصة التجربة , في أبحاث نظرية وعلمية محاولا الاستفادة من الخبرة , ولكن العودة التجربة أو تسجيلها للتاريخ للتوثيق والاستفادة وسوف ابدأ قريبا , علما إني سجلت بعض تجاربي عبر بعض الدرسان في الندوات العلمية .
• يقول الناقد العراقي ياسين النصير " خلال الأعمال الأخيرة يعتمد عوني كرومي الشخصية المقيدة خارجيا لتنطلق حواسها وعواطفها وأفعالها الداخلية , كأنه يوازن بين الواقعية وقوتها ,والنفسية بانثيالاتها وحريتها وتحررها , فالنفس في أعماله تأخذ حيزا واضحا أو رفض الواقعية كمنهج فكري وفني يؤطر بها أعماله " يؤكد الواقعية النفسية كما في الكرسي الهزاز "
هناك ثلاثة جوانب في عملي مع المثل, مع الدور, مع العرض والمشاهد واعتقد أهم نقطة في تشكيل أي عمل مسرحي هو الكشف الحقيقي عن جوهر التناقض. في السنوات الأخيرة سيطر علي هاجس أدى إلى نوع من العروض الحزينة المبكية والأليمة لأنني حاولت أن أجسد فيها النفس البشرية , حالات الإحباط الانتظار, الموت , الخوف , الألم , الإحساس بالغبن , الحب المفقود , الأمل المفقود , الضياع , هذه الموضوعات كانت الهاجس الأساسي لمجمل الأعمال , وربما في " ترنيمة الكرسي الهزاز " كثير من هذه الهواجس , هذه المسرحية الفت وأخرجت وقرأت من قبل الجمهور , كنت صادقا مع نفسي ومشاعري , أحاسيسي مع تماس مع الواقع , كنت اعمل على إظهار القهر عبر أداء الممثل وهو في الحقيقية وسيلة من وسائل الكشف عن دواخل الممثل وذاته في التعبير عن هذه اللحظة الإنسانية الصادقة التي لا يمكن أن ينجزها إلا الممثل نفسه , ولم أكن سوى دافع مثير لما هو في داخل التجربة الجمعية , هذا يقودني إلى حديث جدا مهم , ليس المهم أن نعرف الخوف ولكن المهم أن نجعل المشاهد يشعر بالخوف من فظاعة ما يحيط به من مجتمع .. الخوف الحقيقي هو المشاهد والرعب الحقيقي هو المشاهد , القسوة البدنية السادية , القسوة أن يبدأ في التعرف على واقعه وكشفه والإعلان عنه , رفضا أو إيجابا حتى في لحظة الخضوع للواقع , لان الخضوع يشكل نوعا من الخوف والرعب عند الإنسان , لذلك كان الكثير من المشاهدين لا يحتملون مشاهدة المسرحية حتى النهاية , ليس لان المسرحية مخيفة أو مرعبة بل لأنه لم يستطيع التوازن مع نفسه وداخله ويبدأ بالخوف والرعب , في " ترنيمة الكرسي الهزاز " رأيت رجلا لم يستطيع إكمال العرض رغم حضوره العرض سبع مرات , يصل إلى نقطة في العرض فيجهش بالبكاء وبسمع بصوت عال من قبل الجمهور , كل العروض حاولت أن تخلق بينها وبين الجمهور مسافة , تكمن تلك المسافة في أن ليس المهم ما نحن نمثل , المهم أن يمثل المشاهد في ذاكرته الجمعية لان خروج المشاهد من القاعة إلى المجتمع سيصطدم في الواقع وهنا تتم عملية التمثيل . المشاهد هو الذي يمثل الرموز الممثلة في المسرح. إنا اعتقد أن كل أعمالي تقع بحدود الواقعية إذا أردنا أن نفهم الواقعية بلا ضفاف , المفردة التي نختارها ليست هي المعيار , في جميع التحارب الأخيرة بالذات ليس أن نقول للناس ما يجب أن يعرفوه إنا أن نجعل الناس يدركون ما يعرفونه . إني انظر إلى حركة الواقع ليست على أنها حركة ثابتة بين علاقات اجتماعية مسلم بها , إنما انظر إلى الواقع انه علاقات قابلة للتحول والتغير , وهنا ننظر إلى الشخصية التي نعرضها أن لاندفع المشاهد إلى تمص تضامني , إنما نطرح على المشاهد نوع من الشك لتأكيد اليقينية , كنا نريد تحطيم اى يقيني عند الناس في النظر إلى العلاقات الاجتماعية , الحب مزيف, السلطة مزيفة , كل شيء مزيف , ونعيد الرؤيا فيه من جديد , نعيد ترتيب بنيتنا لرؤية الواقع , نحن نستعمل الواقع ولا ندركه اعتدنا, كافة البشرية تعتاد , تعتاد الحزن , تعتاد الفقر, الجوع , الاستلاب , كارثة أن نعتاد على كل شيء
• ماذا يجب على المسرح أن يفعل ضد كل ما هو اعتيادي؟
كنا نعرض داخل الناس الشجون , الخوف , الرعب لكي يتخلصوا من حالة الاستلاب ويبدؤون بوعي هذه الواقع . يجب الوصول إلى هدف تغير أنفسهم , وان يتحولوا من ناس سلبيين إلى ناس يتفاعل على الأقل مع ذواتهم . نحن لم نطلب منهم أن يتفاعلوا مع كل معطيات الواقع, نريدهم أن يتفاعلوا مع أنفسهم مع وجودهم
• مسرحية " بير وشناشيل " تأليف عباس حربي وإخراج عوني كرومي تمثيل فرقة المسرح الشعبي , لم تأخذ موقعها وشهرتها مثلما فعلت مسرحية" الكرسي الهزاز"؟
مسرحية بير وشناشيل بنيت على نص مكسيم غوركي " الأعماق السفلى "تأليف الفنان عباس حربي , وصلنا إلى درجة لم نتمكن من توفير مكان العرض فعملنا على إعادة هيبة معهد الفنون الجميلة القديم واعدنا ترميمه وأسسنا إنارته وإضاءته وأطلقنا عليه" مسرح الرواد " وهي مبادرة من المسرح الشعبي , وعملنا على تقديم العروض صادفنا موجة برد قاسية (8) تحت الصفر رغم كل هذا إلا إن الجمهور لم يخذلنا , ولكن عطاء الممثل , ديمومة الصدق , والاستمرار كان ينقصها الإيمان الحقيقي , لكي نذيب ثلوج الأرض ,اذكر صحفية كتبت يجب علينا نلبس المعاطف حتى نتمتع بمشاهدة بير وشناشيل هذه المسحية كانت محطة فنية راقية , كان عملا محكما وواعيا ومدركا لكن الظروف العامة ( الدعاية والبرد والصالة الغير الجيدة ) وكثير من ظروف الخدمات الاجتماعية كانت تحبط عطاء الممثل , لو كان العرض في مسرح فيه شروط إنسانية لاستمر سنوات , توقفنا عن العرض بسبب البرد , لقد تجمدنا , سنخسر روادنا , مرض جعفر السعدي , عبد الوهاب طه , عواطف نعيم , وإقبال , لهذا السبب قررنا إيقاف العمل .
• محاولة التأصيل في المسرح العراقي تتمثل في أعمال مسرحية قامت على استلهام التراث هل أنت مع هذا الشكل من التأصيل في المسرح ؟
التأصيل والتأسيس معيار نسبي يعتمد بقدرة صداه على الأزمنة الأخرى, في السؤال هناك فهم إن التأصيل هو العودة إلى التراث, إذا أردنا بمفهوم التأصيل العودة إلى الأشكال الدرامية في التراث العربي وهي إعادة إسقاطها على الواقع المعاصر. بالنسبة لي استطيع القول الأشياء التالية :-
1. البحث عن جذور المسرح العراقي في مرحلة دويلات المدن السومرية , وعملية دراستي للنصوص الدرامية في مسرحية " رثاء أور" " مأساة تموز " " السيد من اركا " " جلجامش " هذه الأعمال الأربعة التي قمت على دراستها وحاولت إن اربط بين الفعل الدرامي في الطقس والفعل الدرامي في الإنتاج الإبداعي وهي محاولة الإعادة الفنان العراقي إلى ثقافته الأولى . ويمكن أن يكون المسرح أداة مهمة جدا في تثوير هذه الثقافة وتطويرها , وأيضا هذه الأعمال كانت تهدف إلى التقليل من التأثيرات الأوربية على المسرح العراقي – اقصد التأثيرات الأوربية التي أسقطت بعض المسرحين في شباك " الموديل –النموذج " الذي يبتعد يوما بعد يوم عن إنسانية العراقي , فعليه تقليل هذا التأثير والسعي إلى ربط مأساة الإنسان العراقي في الحياة المعاصرة والوصول إلى معادلة , إنسان يجب أن نعيد الثقة إلى أنفسنا على إننا بشر صنعنا ونستطيع أن نصنع شيئا حضاريا إنسانيا يخدم مسيرة البشرية , هذا سعيت إليه بالإنتاج العملي والأبحاث النظرية والدراسة .
2. سعيت أن يكون التأصيل سمة من سمات المسرح العراقي المعاصر إلى درجة يستطيع المسرح العراقي أن يسقط الواقع الاجتماعي , الظواهر الاجتماعية , العلاقات الاجتماعية بين البشر على نص المسرحي يعود انتماؤه إلى تراث الثقافات الإنسانية , عملية الإسقاط هي عملية تأصيل وإعادة خلق الواقع أو تغريب الواقع بوسائل , تسعى أن يدرس الإنسان هذا الواقع ويعمل على التأصيل فيه أو التغير فيه .
• مشاريعك ؟ أمانيك ؟
إني ابحث عن مساحة أوسع للإبداع , ابحث دوما عن حرية الإبداع وهدفي أن أنتج وأتواصل مع اى ظروف مادية واقتصادية واجتماعية وسياسية من اجل أن اعبر عن نفسي كصدى اجتماعي لإنسان عراقي أولا وأخيرا . انظر إلى تجربتي ليس على أنها محصورة في حدود جغرافية إنما هي تجربة إنسانية يجب أن تمتد وتنتشر , تؤثر وتتأثر , لذلك اعتقد إن الموت في النفي هو أسهل بكثير من الموت في مكان أخر لذلك يجب أن نعيش حتى نبدع , وان نبدع لكي نشعر , وان نتطور لكي نخلق تأثيرا يذكره الآخرون بكلمة طيبة , ولست ادري إذا ما سيذكرنا الناس بكلمة طيبة أتمنى ذلك عملت في الأردن على إنتاج 12 مسرحية خلال أربع سنوات , أسسنا فرقة المسرحية الشعبي في الأردن , نقلنا تجربة بغداد بعروضها الثلاث " "الصمت الأخرس " ," تساؤلات " ," الأنشودة " , كما قدمت على المسارح الأردنية " المساء الأخير " , " الطائر الأزرق " ," الآنسة جولي " , لخال فانيا " , أخرجت مسرحية وحيدة مع ممثلة محترفة في المركز الملكي من خلال وزارة الثقافة الأردنية .
قدم عوني كرومي عام 1996اول عمل مسرحي في برلين بعد قدومه بأشهر إلى هذه المدينة مسرحية(العميان)
كان عوني كرومي دؤبا نشطا حفز الكثير من المثقفين والمهتمين بالثقافة العراقية على الاشتراك في الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية. في برلين عام 1996, تابعت المسرحية نشرت بعض الملاحظات عنها في صحيفة المؤتمر في عددها المرقم 149 الصادر في 3-5-1996 تحت عنوان ( محاور التيه والانتظار في مسرحية العميان مما جاء فيه ( قدمت في برلين أول تجربة مسرحية عراقية " العميان " لموريس مترنيك أعدها صالح كاظم وأخرجها عوني كرومي , اشترك في العمل مجموعة من المسرحيين العراقيين في برلين محاولة منهم للتواصل والعمل وتعميق تقاليد المسرح العراقي إلى جانب , طرح هم ومعاناة الإنسان العراقي من خلال عملية الإسقاط التي يعتمدها فريق العمل ,وهذه التجربة هي امتداد واستمرار لتقاليد المسرح العراقي . فالمجموعة المسرحية هذه أعلنت وجودها تحت اسم " Theater " وهي تهدف إلى تجميع عناصر المسرح العراقي المتواجدين في المنفى والغربة. إن مسرحية العميان بروحها التراجيدية استطاعت أيضا أن تستقطب الكثير من الفنانين في برلين .مثل حسين الموسوي وطالب حسين .
#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟