ملخص رؤية مشروع إستراتيجي - يمني . . عربي لمكافحة الأورام والسرطان

أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 22:59
المحور: الطب , والعلوم
    

أصبح السرطان ظاهرة عالمية مرضية يهدد إنتشاره كل شعوب الأرض ، والذي يتوفى على أثره سنويا مايقارب المليون ونصف من البشر ، وقد بينت الإحصائيات اليمنية المجزأة غير الشاملة لعام 2008م. في فترة خمسة أشهر من ذات العام في مدينة عدن والتي قامت بها وحدة علاج الأورام التابعة للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان ، أن أمراض السرطان المختلفة تتزايد شهريا بين كل من الذكور والإناث ، وعن وحدة الأورام والعلاج الكيماوي بالمستشفى الجمهوري في صنعاء تفيد الإحصائيات لحالات الإصابة القادمة الى المستشفى لعام 2002م. بانها بلغت 492 حالة تتناصف عدديا بين الذكور والنساء ، وعن مركز واحد من مراكز الأورام في صنعاء بين إستقباله 3590 حالة مرضية في فترة لاتزيد عن سبعة أشهر فقط ، ويفيد عددا من المختصين أن أمراض السرطانات التي ظهرت تقدر باكثر من 120 نوعا، بعضا منها لم يتم التعرف عليه ، وكثير منها لم يتمكن من علاج أصحابها ، حيث ويموت منهم مايقارب نسبة ال70% ، ويصعب على الغالبية من المصابين أن يتحملون نفقات العلاج . وتفيد أحدث التقارير لمنظمة الصحة العالمية أن السرطان يصيب سنويا نحو 20 ألف شخص سنويا في اليمن ويحصد مايعادل 12 ألفا منهم أي مايمثل نسبة 60% من حالات الإصابة ، وبينت ذات التقارير أن نسبة 25% من المصابين يتماثلون للشفاء أما 15% لايعيشون أكثر من عام واحد فقط .

وبمسح إستقرائي تبين أن الإحصائيات المتوفرة عن السرطانات ممزقة الاوصال بين عموم الوحدات المكافحة للاورام ، حيث لايوجد سجل وطني للإصابات وتوصيفها ، كما ولاتوجد إحصائيات متوالية التدفق بما يتناسب وخطر إنتشار هذا المرض القاتل ، حيث تظهر مسألة المكافحة ليست أبعد من الإرتجال والمناسباتية لاأكثر ، والأكثر تخوفا فيما وصلنا إليه تكشف أن الإحصائيات المجزأة المرصودة لإنتشار السرطان تعد غير ذي قيمة مقارنة فيما هو واقعي للإصابة بالأورام وأنواع السرطانات والموتى سنويا منها من أولئك الذين لم تستقبلهم المستشفيات ومراكز التشخيص ، الذين يجدون أن الموت حق وأنه إبتلاء من الخالق ، كما ولم توجد مدونات عن نسبة حالات السرطانات السنوية للمسافرين للعلاج في الخارج ونسب الوفاة منهم وتشخيص بقية الحالات منها .

إن اليمن تحتاج إلى مشروع رؤية إستراتيجية لمكافحة الأورام والسرطان ، مشروع يتسم بخصوصية ديناميكية تحتل فيه النظامية الوقائية والتشخيص المبكر للأورام والسرطانات المرتبة الأولى من حيث الأهمية العملية ، ويتجاور مع هذه المرتبة فعل التأسيس لبنائية سجل وطني إحصائي عام للاورام وأنواع السرطانات تتوافر فيه كافة المعلومات التشخيصية المختبرية والإكلينيكية ، وبين الإثنين تتحرك فاعلية الالية من المرتبة الثانية والمتمثلة باليات نشر الوعي الوقائي والصحي ، وتوفير المصدر الذي يمكن الإعتماد عليه كمرجعية بمتعلقات هذه الأمراض القاتلة ، إلى جانب تسهيل إمكانيات العلاج للمواطنين بأيسر الطرق والجهود – وهو مايمكن تقديم تفاصيل ذلك لاحقا .

إنها فكرة تعتمد عليها هذه الرؤية في أن تقوم على أساس تقسيم اليمن إلى 4 قطاعات ، كل قطاع مثل بإختيار أفضل مدينة تتواجد داخل القطاع الواحد ، وذلك من حيث توفر الخدمات الصحية وتواجد لمراكز أو وحدات متخصصة في الأورام والسرطانات وإتسامها بخاصية جغرافية تتصل بها شبكات طرق للمناطق المتعددة التي تدخل إفتراضا في محيط القطاع الواحد ، هذه المدن الأربعة في كل منها وحدة رئيسية تعرف بالمركز رئيسي لمكافحة الأورام والسرطانات ، وهي المدن التي تتواجد فيها الجامعات بكلياتها العلمية والطبية ، وبحيث يمثل مركز تعز المكتب الرئيسي أو الوحدة المركزية ، والذي ترتبط به المراكز الرئيسية الثلاثة الأخرى لتنفيذ خطط عمل البرنامج ولتجميع نتائج المسوحات والإحصائيات وواقع العمل ، وفي إطار الأربعة قطاعات الرئيسية أعيد تقسيمها إلى 8 أو 9 قطاعات فرعية ، كل واحد منها أختيرت مدينة أو موقع مميز فيه التوسط لشبكة الأتصال مع بقية المناطق في دائرة القطاع الفرعي أو في شبكة الإتصال مع المركز الرئيسي في داخل القطاع الرئيسي ، ويمثل كل قطاع فرعي بوحدة فرعية يعرف كل واحد منها بإسم الوحدة الفرعية لمكافحة الأورام والسرطان .تعمل المراكز الأربعة الرئيسية عبر شبكات الربط العلمية والصحية داخل مدنها وداخل محيط كل قطاع رئيسي ، وذلك لتكوين بنك معلومات مرجعي وإحصائي ، ومن جانب اخر لإجراء الفحوصات المختبرية المرسلة عبر الوحدات الفرعية والتي لاتتوافر فيها المستلزمات لإجراء تلك الفحوصات والتشخيصات ، وتلزم المحاولة بتسهيل العلاج للمصابين وغير مقتدرين على إجراء الفحوصات أو العلاج ، وذلك عبر إرتباط كل مركز رئيسي بالمستشفيات والوحدات المختصة بتشخيص وعلاج الأورام والسرطان داخل نطاق المدينة الرئيسية أو المدن الأخرى المتصلة في ذات المحيط من كل قطاع ، أما الوحدات الفرعية تختص بالمسوح الميدانية وإجراء الفحوص المختبرية والإكلينيكية بالإتصال بالمراكز الصحية والمستشفيات في نطاقها القطاعي ، وماتعسر ترسل العينات إلى المركز الرئيسي لإجراء ذلك .

وللتطبيق عربيا للمشروع يمكن إعتماد التقسيم القطاعي وفق خاصية كل بلد عربي بعدد أكبر أو أقل وفق الممكن وباقل الإمكانات ، وبالطبع يحتاج هذا المشروع الرؤيوي الإستراتيجي إلى برنامج تفصيلي ممكن تنفيذه يمنيا وبتكاليف أقل مايمكن ، وهو ماسننشره في وقت لاحق ، وهنا يمكننا القول أن قيامنا بمثل هذا المشروع الإستراتيجي سيوفر كثيرا من المال على الدولة والمنظمات المانحة ، وسيمنهج الية العمل والجهد بما يجعل لهما عائدا صحيا ومعلوماتيا واقعيا ملموسا ، وسيوفر الوقت وبناء خطط واليات مرحلية قابلة للإنجاز وعدم التخبط .

#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات