شمخي جبر
الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 15:50
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
لايمكن الحديث عن مجتمع مدني في ظل الاستبداد والدكتاتورية، وان وجدت بعض النقابات والاتحادات والجمعيات فانها تقع تحت هيمنة السلطة التي تحولها الى ادوات سلطوية تسخرها لخدمة اهدافها القمعية ضد المجتمع فتتحول الى جزء من منظومة القمع السلطوي،وهذا ماكانت عليه المنظمات غير الحكومية التي كانت قائمة قبل (2003) اذ كانت تتبع بشكل او اخر للمكتب المهني للحزب الحاكم، بل ان قياداتها من كوادر الحزب المتقدمة، هكذا كان حال الاتحاد العام لنقابات العمال واتحاد الطلبة واتحاد الادباء ونقابة الصحفيين والاتحاد العام لنساء العراق.
هذه المنظمات كان يمكن ان تكون منظمات مجتمعيةالا ان النظام حولها الى عصا غليظة ، واداة للسيطرة والهيمنة او للتحشيد والتأييد الشعبي لسياساته.
اما في الانظمة الديمقراطية فيحدد الباحثون ثلاث منظومات ادارية، اجتماعية، وظيفية، تقوم بتمشية امور الحياة في الدولة، اولها القطاع العام الحكومي، يحفظ النظام ويرسخه ويطبق القانون على وفق النصوص الدستورية التي تنظم العلاقات داخل المجتمع ويمول نشاطه من موارد الدول، و القطاع الخاص، الذي يسعى نحو الربح، والقطاع الثالث هو قطاع المجتمع المدني او مايسمى المنظمات غير الحكومية، التي تسعى الى نشر القيم والافكار التي تخدم المجتمع، دون ان يهدف الى تحقيق الربح ، مدفوع بقيم وافكار نبيلة،يؤسسه ابناء المجتمع للتأثير في الواقع المجتمعي ورسم افاق المستقبل،عبر تكريس قيم الديمقراطية والتعددية،وتقاس ديمقراطية المجتمعات وانظمتها السياسية بمدى وجود المجتمع المدني.
من هنا نرى أن المجتمع المدني يتكون من مؤسسات ومنظمات غير حكومية ونقابات مهنية وثقافية، وتعاونية، ووسائل إعلام خاصة، والتي تشغل الفراغ المحصور بين المجتمع السياسي (الحكومة) والشعب او المجتمع.الا ان هناك من يخرج الاتحادات والنقابات المهنية من اطار المجتمع المدني مستندا الى بعض الوثائق القانونية وهذا ما لم تقره كل ادبيات الموضوع.
نريد ان نقول ان جميع النقابات والمؤسسات غير الحكومية والاتحادات والجمعيات واصحاب المهن والحرف تدخل في حيز المجتمع المدني.اما من يرجع الى بعض الوثائق القانونية او الدستورية ليجعل من القبيلة والطائفة بدائل للمجتمع المدني المغيب فهو حاله حال السياسي العصبوي الذي قدم القبيلة والطائفة ومؤسساتها على المجتمع المدني منساقا بايديولوجيا اقصائية متخلفة لا تواكب الروح المدنية والتحضر.
مايؤسف له حقا ان يرفض البعض ممن ينتمون الى الاتحادات والنقابات تسميتهم بالمجتمع المدني، لانهم مازالوا متمسكين بالتبعية للحكومة مضحين بالاستقلالية لاجل بعض الامتيازات التي تنالهم عند ارتباطهم بالحكومة. البعض يتخذ هذا الموقف جهلا ،فيما يصر اخرون ،يجذبهم الحنين نحو الاستبداد والتسلط.
#شمخي_جبر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟