|
ذوي الاحتياجات الخاصة في ليبيا ودور جمعية واعتصموا في التاهيل
دلال محمد اعواج
الحوار المتمدن-العدد: 3034 - 2010 / 6 / 14 - 14:28
المحور:
حقوق الانسان
مقدمة : كل فرد يعيش علي سطح الكرة الأرضية له وجوده وكيانه، ويسهم بدوره في مختلف الوظائف الاجتماعية والعملية. وتتواجد في كل مجتمع من المجتمعات فئة خاصة تتطلب تكيف خاص مع البيئة التى يعيشون فيها نتيجة لوضعهم الصحى الذي يوجد به خلل ما، وهذا التكيف لا يأتى من قبلهم بل يقع عاتقه علي من يحيطون بهم بتوجيه الاهتمام لهم مثلهم مثل أى شخص طبيعى يمارس حياته، ويبدأ هذا الاهتمام مع جانب لا نلتفت إليه ونهمله وهو "المسمى الذى نطلقه علي هؤلاء الأشخاص". وقد تطور هذا المسمى عدة مرات ومر بمراحل كثيرة ترضى الفئة القوية بإصرارها وتصميمها علي إثبات الذات وأن لها دوراً فعالاً في حياة المجتمعات بأسرها علي مستوى العالم . يعتبر الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الاعاقة، اذا كانت لديه تأخر في النمو أو مرض طبي، وبسبب هذه الحالة فانه يحتاج إلى عناية خاصة أكثر من أقرانه. قد تكون الاحتياجات الخاصة إعاقة جسدية، تنموية، سلوكية أوعاطفية، وقد تظهر في أي مرحلة من عمر الطفل. يحتاج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة الى رعاية صحية وغيرها من الخدمات ذات الصلة مثل العلاج الطبيعي، برامج اعادة التأهيل وبرامج التعليم الخاص، و تتفوق هذه الرعاية على تلك التي يحتاجها الأطفال الآخرين، وهذا ناجم عن تعقيد الحالة و طبيعة المرض المزمن. تقدر منظمة الصحة العالمية أن هنالك 15% – 20% من الأطفال لديهم اعاقة عضوية أو عقلية. توشير دراسة اجرتها وزارة التعليم بالولايات المتحدة أن 10% من الأطفال لديهم احتياجات خاصة، ومعظمهم تتراوح أعمارهم بين 6 و 11 عاما. ووفقا لدراسة في السعودية عن الاعاقة اجراها المشروع الوطني لأبحاث الإعاقة، أن نسبة الاعاقة كانت 3.73%، وبين الأطفال كانت الإعاقة العضوية الأكثر شيوعا وتشكل 36.6%، و شكلت إعاقة السمع 24.1% إما إعاقة البصر فكانت 29.9%. ووجدت الدراسة أن الإعاقة بين الذكور أكثر شيوعا من الإناث. اولا : انواع الاحتياجات الخاصة : الاعاقات البصرية ، الاعاقات السمعية الصوم والبكم ، الاعاقات الجسدية او الصحية ، التخلف العقلى ، الموهوبين والعباقرة ، صعوبات التعلم الخاصة، الاضطراب العاطفى الحاد ، اعاقات الكلام او اللغة ، الاصابات المخية الضارة ، التوحد ، التخلف العقلي يمكن تقسيم ذوى الاحتياجات الخاصة الى الفئات التالية visual impairments - الاعاقات البصرية Hearing impairments الاعاقات السمعية Deaf and Blind الصم و العمى الاعاقات الجسدية او الصحية ثانيا : أسباب وجود الإعاقة عديدة: - استعمال المرأة الحامل للعقاقير، أو اصابتها بعدوى أثناء فترة الحمل - المضاعفات إثناء الولادة، بما في ذلك الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم، وانخفاض إمدادات الأوكسجين إلى الطفل حديثي الولادة. - العيوب الوراثية والخلل الجيني - نقص التغذيه - الالتهابات مثل الالتهاب السحائي والملاريا الدماغية والحميات العالية - اضطرابات الجهاز العصبي - الادوية والسموم - الاصابات البدنيه ثالثا : دور الأسرة في رعاية طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة ينصح مركز السيطرة على الإمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية بالآتي: 1 ـ خذ الوقت اللازم للتعلم عن حالة طفلك وطبيعة الاحتياجات الخاصة التي يحتاجها من مجموعة متنوعة من المصادر الموثوق بها. 2 ـ استعن بأفراد العائلة والأصدقاء لتقديم العون والمساعدة بشتي الطرق. 3 ـ ابحث عن الخدمات المتوفرة في منطقتك من خلال المنظمات الحكومية، والقطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، والمدارس. 4 ـ احرص على توثيق التاريخ الطبي لطفلك أولا بأول. 5 ـ ركز على الأشياء التي يمكن أن تفعلها مع طفلك. 6 ـ إذا استفسر شخص عن حالة طفلك، اسمح للطفل بالاجابه على الاستفسار إن أمكن. وبذلك يمكنك مساعدة الطفل في الانخراط مع الآخرين. 7 ـ علم طفلك الاعتماد على نفسه والاعتداد بها. دائما ضع الصحة والسلامة في الاعتبار. 8 ـ اعتن بنفسك، كن صحيحا من اجل نفسك والآخرين الذين تعتني بهم. تذكر أن "فاقد الشيء لا يعطيه". 9 ـ خذ فترات راحة قصيرة، مثل المشي أو الاستحمام بحمام مسائي دافئ للاسترخاء. 10 ـ ايلاء الاهتمام بإفراد الأسرة الآخرين. رابعا : اعتبارات أساسية عند تدريس المعاقين عقلياً إن التدريس للمعاقين عقلياً ليس خبط عشواء وأننا هو عملية تحتاج إلى الحيطة والحذر . لذا ... هناك عدداً من الاعتبارات التي يجب أن تراعى عند التدريس للمعاقين عقلياً وهي : 1- أن يمر الطالب بخبرة نجاح : وذلك بالعمل على تنظيم المادة التعليمية وأتباع الوسائل التي تقود الطالب إلى الإجابة الصحيحة وتقديم بعض الإرشادات والتلمحيات عند الضرورة مع الاقلال من الاختبارات في استجابة الطالب فأرشاد الطالب للاجابة الصحيحة يكون بتكرار السؤال بنفس الكلمات . 2- تقديم تغذية راجعة : وذلك بأن يعرف الطالب نتيجة عمله بعد أدائه مباشرة ولهذا يجب أن ينظم الدرس بطريقة تسهل على الطفل معرفة استجابته وتصميمها في حالة الخطأ . 3- تعزيز الاستجابة الصحيحة : حيث يجب ان يكون التعزيز مباشراً وواضحاً في حالة قيام الطفل بأداء استجابة صحيحة . وهذا التعزيز إما أن يكون مادياً مثل الحلوى أومعنوياً مثل الاستحسان الاجتماعي والمديح والاطراء وما إلى ذلك . 4- تحديد أقصى مستوى أداء يجب أن يصل إليه الطفل : يجب أن تراعى في المادة التعليمية المستوى الذي يمكن أن يؤديه الطفل وذلك بأن لاتكون سهلة جداً أو صعبة جداً . 5- الانتقال من خطوة الى خطوة أخرى : يجب أن يسير موضوع الدرس وفق خطوات منظمة متتابعة بحيث تكمل كل خطوة الخطوة السابقة لها وتقود للخطوة اللا حقة وتسير من السهل للصعب . 6- نقل التعليم وتعميم الخبرة : وذلك عن طريق نقديم نفس المفهوم في مواقف وعلاقات متعددة مما يساعد على نقل وتعميم العناصر الهامة في الموقف الذي سبق تعلمه إلى مواقف جديدة . 7- التكرار بشكل كاف لضمان التعلم : فالأطفال المعاقون عقلياً يحتاجون إلى تكرار أكثر من خبرة وربط بين المهارة المتعلمة والمواقف المختلفة وذلك للاحتفاظ بها وعدم نسيانها . 8- التأكد من احتفاظ الطفل بالمفاهيم التي سبق تعلمها : وذلك بإعادة تقديم المادة التعليمية التي سبق أن تعلمها بين فترة وأخرى . 9- ربط المثير بالاستجابة : من الضروري العمل على ربط المثير باستجابة واحدة فقط في المراحل المبكرة من التعليم . 10- تشجيع الطفل للقيام بمجهود أكبر : وذلك عن طريق تعزيز الاستجابة الصحيحة والتنويع في طرق عرض المادة التعليمية والتشجيع اللفظي من قبل المدرس . 11- تحديد عدد المفاهيم التي ستقدم في فترة زمنية معينة : لاتشتت انتباه الطفل بمحاولة تعليمه عدةمفاهيم في موقف تعليمي واحد بل يكتفي بعرض مادة تعليمية واحدة جديدة في فترة زمنية محددة وذلك بعد أن تصبح المادة التعليمية السابقة مؤلفة لديه . 12- ترتيب وتنظيم المادة التعليمية واتباع تعليمات مناسبة لتركيز الانتباه : إن ترتيب وتنظيم المادة التعليمية بطريقة تساعد على تركيز انتباه الطفلوتوجيهه يساعد على الانتباه للتعليمات في المواقف التعليمية وبالتالي تسهل عملية التعلم . 13- تقديم خبرات ناجحة : إن الأطفال المعاقين عقلياً القابلين للتعلم ممن يواجهون الفشل باستمرار ينمو لديهم عدم القدرة على تحمل الإحباط واتجاهات سلبية نحو العمل المدرسي بلإضافة إلى بعض المشكلات السلوكية التي قد تؤدي إلى رفضهم اجتماعياً ولذا فإن من أفضل الطرق للتعامل مع هذه المشكلات تنظيم برنامج يومي يقدم بعض المهارات التي يمكن أن يحقق الطفل النجاح خامسا : دمج دوي الاحتياجات الخاصة مفهوم الدمج الدمج هو إتاحة الفرص للأطفال المعوقين للانخراط في نظام التعليم الخاص كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم و يهدف الى الدمج بشكل عام الى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة للطفل المعوق ضمن إطار المدرسة العادية ووفقا لأساليب ومناهج ووسائل دراسية تعليمية ويشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص إضافة إلى كادر التعليم في المدرسة ألعامه . ينظر إلى برنامج الدمج على انه من أهم الوسائل وانسبها لتقديم الخدمة لأكبر عدد ممكن من الاطغال ذوي الاحتياجات الخاصة الذين لا تسمح لهم الظروف للانخراط في مدارس التربية لأمور تتعلق بالبعد المكاني والمواصلات والجوانب المادية ألاقتصاديه . أهداف الدمج وغاياته: -إتاحة الفرص لجميع الأطفال المعوقين للتعليم المتكافئ والمتساوي مع غيرهم من الأطفال -إتاحة ألفرصه للأطفال المعوقين للانخراط في الحياة العادية -إتاحة ألفرصه للأطفال غير المعوقين للتعرف على الأطفال المعوقين عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة. -خدمة الأطفال المعوقين في بيئتهم الحالية والتخفيف من صعوبة انتقالهم إلى مؤسسات ومراكز بعيده عن بيتهم وخارج أسرهم وينطبق هذا بشكل خاص على الأطفال من المناطق الريفية والبعيدة عن مؤسسات ومراكز التربية الخاصة. -استيعاب اكبر نسبه ممكنه من الأطفال المعوقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم. تعديل اتجاهات إفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس ألعامه من مدراء ومدرسين وأولياء أمور. التقليل من ألكلفه العالية لمراكز التربية المتخصصة . أنواع الدمج: *الدمج المكاني: وهو اشتراك مؤسسه التربية الخاصة مع مدارس التربية ألعامه بالبناء المدرسي فقط ينما تكون لكل مدرسه خططها الدراسية الخاصة وأساليب تدريب وهيئه تعليمية خاصة بها وممكن ان تكون الاداره موحده. *الدمج التعليمي : إشراك الطلاب المعوقين مع الطلاب الغير معوقين قي مدرسه واحده تشرف عليها نفس الهيئة التعليمية وضمن البرنامج المدرسي مع وجود اختلاف في المناهج المعتمدة في بعض الأحيان . يتضمن البرنامج التعليمي صف عادي و صف خاص وغرفة مصادر. *الدمج الاجتماعي : التحاق الاطغال المعوقين بالصفوف ألعامه بالا نشطه المدرسية المختلفه كالرحلات والرياضة وحصص الفن والموسيقى والأنشطة الاجتماعية الأخرى . *الدمج المجتمعي : إعطاء الفرص للمعوقين للاندماج في مختلف أنشطة وفعاليات المجتمع وتسهيل مهمتهم في ان بكونا أعضاء فاعلين ويضمن لهم حق العمل باستقلاليه وحرية التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات . ساادسا :دور جمعية واعتصموا في تاهيل دوي الاحتياجات الخاصة : استغرق الوصول لمفهوم شامل للتأهيل، يجمع بين الجوانب المتعددة لحياة الإنسان زمناً طويلاً فحتى وقت قريب كان التأهيل مفهوم ملتبس ليس فقط على المستوى التطبيقي بل وأيضاً على المستوي النظري، حيث يختلف باختلاف الجانب الذي ينظر منه الباحث كما يختلف باختلاف المنهج الذي يحكم تفكيره، وقبل تناول المفهوم الشامل للتأهيل سوف نلقي نظرة أولاً علي التطور التاريخي للتأهيل. بداية التأهيل: يصعب تحديد البداية التاريخية للتأهيل بمعناه البسيط " عملية تمكين الشخص ذو الإعاقة من التعايش مع البيئة المحيطة " فبداية التأهيل تختلف باختلاف التطور الحضاري للمجتمعات، ففي أوربا بدأ داخل الكنيسة بعد إعادة تفسير الإعاقة على أنها تجسيداً لمعاناة المسيح والتخلي عن التفسير الذي يرى الإعاقة تجسيداً للغضب الإلهي، وقد قام التأهيل داخل الكنيسة على أساس الرعاية وتعليم ذوي الإعاقة بعض المهارات والمعارف المحدودة. ويقترب تفسير الكنيسة من التفسير الذي ساد بالشرق الأسيوي، حيث فسرت الثقافة البوذية الإعاقة بتجسيد ألم ومعانة البشر وبنت رؤيتها لذوي الإعاقة على حق كل إنسان في التحرر من الألم والمعاناة. أما بالشرق العربي فالأمر يختلف قليلاً وإن اتفق جزئياً مع التراث الإنساني السلبي تجاه ذوي الإعاقة، فرغم أن التفسير الإسلامي للإعاقة هو " البلاء والاختبار " كما كانت النظرة تجاه مصابي الحروب على أنهم أبطال مجاهدين تعطي لذوي الإعاقة درجة اجتماعية مساوية للآخرين بل وربما درجة رفيعة أحياناً، إلا أن اختلاط هذا التفسير مع الموروث الثقافي أدى واقعياً لحالة تعايش بين أفكار ورؤى متناقضة. ومن المرجح أن التأهيل بالمعنى الطبي بدأ بالمنطقة العربية مع صعود الحضارة العربية الإسلامية لاعتمادها على المنهج العلمي التجريبي، وظهرت المستشفيات بمعناها الحديث مع صعود الدولة الأموية، وبالتأكيد بدأ التأهيل بالمعنى الطبي قبل تلك المستشفيات وإن كان المؤكد تماماً أنه كان يتم داخلها. ويعتقد البعض أن تاريخ التأهيل بالمفهوم الطبي بدأ مع مستعمرات الجذام بأوروبا حيث كان الشخص يتخلص من العاهة الجسدية لكنه يظل حاملاً لإعاقة اجتماعية نتيجة حمله لعلامة المستعمرة. مرحلة تنظيم التأهيل: بعد مراحل تاريخية طويلة من المعاناة ومع دخول البشرية مرحلة الدولة الرأسمالية بمعناها الحديث، بدأت البلاد الأوربية تعيد تنظيم وضع ذوي الإعاقة حيث تم عزلهم داخل مؤسسات تقدم لهم الخدمات المادية والرعاية الصحية بعيداً تماماً عن المجتمع. وكان مفهوم التأهيل السائد داخل تلك المؤسسات يقوم تعليم وتدريب ذوي الإعاقة على التكيف مع البيئة المحيطة بالمعني الضيق، وكان التأهيل يتم بعزل ذوي الإعاقة داخل مراكز خاصة حسب التقسيم الطبي للإعاقات، وقد بدأت تلك المؤسسات بالنمسا مع بداية القرن التاسع عشر، ورغم العيوب الكثيرة لهذا الشكل من التأهيل إلا أنه شكّل بيئة جيدة لتجريب وتطوير برامج التأهيل الطبي. انواع التأهيل لدوي الاحتياجات الخاصة : تتعدد عناصر التأهيل بتعدد جوانب الحياة الإنسانية سواء بالمعنى الفردي " القدرة الجسدية والنفسية على التعامل مع مكونات البيئة المادية " أو بالمعنى الاجتماعي " قدرة الفرد على التفاعل مع المحيط الاجتماعي " ولكي يكون التأهيل شاملاً يجب أن تتكامل عناصره المختلفة بحيث يكون التأهيل منظومة متناغمة وليست جمع حسابي للعناصر. ويجب الإشارة هنا إلى أن التصنيف الطبي مازال هو الأساس – حتى الآن- لكل برامج التأهيل حتى الاجتماعي منها، فتعريف الإعاقة يفتقد للجانب الاجتماعي بدرجة كبيرة رغم المحاولات المستمرة لتطوير وبلورة تعريف اجتماعي للإعاقة، ورغم أهمية التقسيم الطبي في تحديده للخصائص الطبية المشتركة لكل فئة على حدى إلا أن من الناحية الاجتماعية أدى الاعتماد المطلق على هذا التقسيم إلى عزل تلك الفئات بمؤسسات خاصة معزولة عن المجتمع وهو ما يتناقض مع هدف المفهوم الشامل للتأهيل وهو الدمج الاجتماعي، ويمكن حصر العناصر المختلفة للتأهيل في: 1) التأهيل الطبي : وهو محاولة استعادة أقصى ما يمكن توفيره للشخص ذو الإعاقة من قدرات بدنية سواء عن طريق علاج هذه الحالة بالأدوية أو بالعلاج الجراحي أو بالعلاج الطبيعي أو تركيب أجزاء تعويضية أو العلاج بالعمل أو علاج عيوب النطق والتخاطب مع الاستعانة بالأجهزة المساعدة. ويشهد هذا العنصر من عناصر التأهيل طفرات هائلة منذ نهاية القرن العشرين، فقد صارت الكثير من أحلام ذوي الإعاقة حقائق ملموسة بعد تطور العمليات الجراحية المعالجة للعاهات التي كانت تصنف على أنها عاهات مستديمة، مثل إعادة حاسة السمع بعد إعادة الاتصال جراحياً بين مركز السمع بالمخ وبين الأذن الوسطى، وعلى نفس الطريق ينتظر فاقدي البصر مفاجآت سعيدة بعد نجاح تقنية زرع كاميرات صناعية لتقوم بنفس عمل العين، كما يتوقع أن يشهد التأهيل الطبي طفرة أكبر بعد تطور علم الجينات الوراثية، ورغم تلك التطورات الهائلة إلا أن تصور أن بعض العاهات الجسدية صارت بطريقها للزوال تصور غير صحيح، فالفقر يقف حائل بين استفادة الغالبية الكاسحة من ذوي الإعاقة من التطور العلمي، ومن ثم فالمستفيدين فعلياً من ذلك التطور التقني هم قلة من الأغنياء. 2) التأهيل المهني: هو تلك المرحلة من عملية التأهيل المتصلة والمنسقة التي تشمل توفير خدمات مهنية مثل التوجيه المهني والتدريب المهني والاستخدام الاختياري بقصد تمكين الشخص ذو الإعاقة من ضمان عمل مناسب والاحتفاظ به والترقي فيه. وكثيراً ما يتم تناول التأهيل المهني بمعنى التأهيل الاجتماعي حيث يمثل التدريب على العمل أحد محددات التأهيل الاجتماعي، والفرق النظري بين العنصرين يكمن في الهدف؛ فهدف التأهيل المهني هو تمكين الشخص ذو الإعاقة من الحصول على عمل يضمن له مستوى اقتصادي مناسب، أما التأهيل الاجتماعي فيهدف إلى خلق حالة من التوافق النفسي مع الإعاقة وممارسة الأدوار الاجتماعية الطبيعية. 3) التأهيل التربوي: هو تنفيذ وتحقيق أهداف البرامج التربوية من حيث إعداد الوسائل التعليمية والتقنية التي تعد ضرورة لنماء الجوانب المعرفية والعقلية لذوي الإعاقة، مع الاهتمام بالبرامج الوقائية التي تحد من الإصابة. 4) التأهيل النفسي الاجتماعي: العمل على تكيف الشخص ذو الإعاقة مع نفسه من جهة ومع العالم المحيط به من جهة أخرى ليتمكن من اتخاذ قرارات سليمة في علاقته مع هذا العالم، كما يهدف التأهيل النفسي إلى الوصول بالشخص ذو الإعاقة لأقصى درجة ممكنة من درجات النمو والتكامل في شخصيته وتحقيق ذاته. كما يعد التأهيل النفسي جزءاً من عملية التأهيل الطبي بشكل عام ويجب أن يتكامل الجانبين العضوي والنفسي ليتمكن الشخص ذو الإعاقة من الاستفادة من باقي عناصر التأهيل. 5) التأهيل المرتكز على المجتمع: إستراتيجية أو منهجية تقوم على استثمار الموارد والخدمات المحلية المتاحة في كل مجتمع سكاني وتسهيل إمكانية استفادة ذوي الإعاقة من تلك الموارد والخدمات بالمساواة ببقية أفراد المجتمع. وقد تبلور هذا المنهج ليتناسب مع البلاد الفقيرة التي لا يمكنها مجارة الدول الغنية في توفير التجهيزات المادية والتقنية للتأهيل، فالتكاليف المادية للاستفادة من التقنيات العلمية المتطورة بمجال التأهيل تمثل رفاهية ليست بمتناول ما يزيد عن %90من ذوي الإعاقة، ويعتمد هذا النهج على الاستفادة القصوى من الإمكانيات المتوفرة بالبيئة المحلية، وقد بلورت هذه الإستراتيجية نظرياً منظمة الصحة العالمية في الثمانينيات من القرن الماضي. 6) التأهيل الاجتماعي: عملية منظمة تشمل مجموعة من الخدمات الهادفة لإحداث تغييرات أساسية في تقبل الفرد ذو الإعاقة لقدراته والتوافق مع أدواره الاجتماعية سواء بالنسبة للعمل أو الأسرة وعلاقاته مع الآخرين وتوفير فرص حياة أفضل بالنسبة له، وذلك لمقابلة متطلبات الحياة في المجتمع مع تقديم خدمات ما بعد التأهيل بصفة عامة. والحقيقة أن هذا التعريف الذي يبدو واضحاً يخلق التباسات عديدة في الواقع حيث يتشابه مع التأهيل الشامل نظرياً ويكمن الفرق فقط في التنظيم، حيث يتم تنظيم التأهيل الاجتماعي بحيث لا يمثل العمل عنصر جوهري، فالهدف المطلوب هو تحقيق أعلى مستوى من التوافق مع المجتمع. افتتحت مؤخرا الدكتورة عائشة معمر القذافي "مركز واعتصموا ل توحد" بمنطقة أبوسليم بالعاصمة طرابلس، ويعد هذا المشروع استكمالا للأهداف التي تعمل جمعية واعتصموا ل أعمال الخيرية على تفعيلها داخل المجتمع، ويعتبر أول مركز م خصص من نوعه في ليبيا. ويعمل المركز على تقديم مجموعة من الوسائل العلاجية لتحسين القدرات والمهارات اللازمة لأطفال التوحد باعتماد أسلوب ABA المصنف سنة 1981 كأفضل الوسائل التعليمية وأكثرها فعالية. يركز الأسلوب العلاجي ABA على التحليل السلوكي واللغوي لتمكين أطفال التوحد من تعلم بعض المهارات التي يحتاجونها ليعيشوا حياتهم بشكل طبيعي، وينصح باتباع طريقة معلم لكل طفل في البداية ليكتسب الأطفال ذوي الصعوبات التعليمية تلك المهارات بصورة سريعة. "التوحد" هو إعاقة تطورية تظهر عادة خلال الثلاث سنوت الأولى من عمر الطفل، ويؤكد الأطباء أن هذه الإعاقة تأتي نتيجة لخلل عضوي يؤثر على وظائف الدماغ ممّا يؤدي إلى إضطراب في علاقة التوحدي بالبيئة المحيطة به. حالات الإصابة بإضطراب التوحد تحدث في مختلف الطبقات الإجتماعية والمستويات الثقافية والعرقية، وعادة ما تصيب الذكور أكثر من الإناث وعلاجه أكيد إذا ما تم الإنتباه الى ذلك قبل الثلاث سنوات من عمر الطفل. الدكتورة عائشة القذافي، أوصت خلال إفتتاح المركز المجهز بأهم الوسائل العلاجية وبأحدث التقنيات وبكادر بشري مختص، على ضرورة إنتباه الأولياء إلى أبنائهم في سنواتهم الأولى ومتابعة الإعلام الصحي ومساهمة كل أفراد المجتمع الليبي في نشر التوعية بين العائلات، كما طالبت العائلات والأمهات بشكل خاص بالتواصل مع الطفل المتوحد والمشاركة في علاجه وتقديم المساعدة في علاجه والدعم والإرشاد. مراكز التاهيل مثل مركز السعيد للإعاقة الذهنية درنة والذي يهدف إلى النهوض بهذه الشريحة من المجتمع وأتاحه الفرصة لها وتنشأها وتؤهلها ودمجها بالمجتمع حتى تصبح لديهم الرغبة في التعايش والتأقلم مع كافه شرائح المجتمع وإيصالهم إلى بداية الطريق ليصبحوا قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم بعد أن عجز المجتمع عن تقديم العناية والرعاية لهم وللزيادة في وعي المجتمع بحاجة ذوي الاحتياجات الخاصة إلى الرعاية والاهتمام ليمارسوا حياتهم الطبيعية وذلك عن طريق كشف ما يملكون من قدرات ومهارات ومواهب تحت إشراف أطباء مختصين في هذا المجال ؛ومجموعة من المتطوعات والمتطوعين بالمركز الذين شاركوا من اجل عمل الخير وتقديم الرعاية لهذه الفئة في جو اسري جميل شعارهم دعونا نعمل بصمت مركز طرابلس لذوى الاحتياجات الخاصة عنوان ليبيا /طرابلس – قرجى والمركز الليبي المصري لتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة بطرابلس المركز المكفوفين وضعاف السمع وهو أحد أهم المشاريع الإنسانية التي ترعاها الدكتورة «عائشة»، أول مركز متخصص في الجماهيرية العظمى تم تزويده بكافة التجهيزات والمعدات والإمكانيات العلمية والعملية التي تمكن هذه الشريحة من تنمية قدراتها ومواكبة التطور العلمي في مختلف المجالات. وقدمت مدير المركز الأخت «خديجة سعيد» خلال هذه الزيارة، نبذة عن نشاطات المركز وإهدافه وبرامجه والأعمال والخدمات الإنسانية الرائدة التي يقدمها للأطفال ذوي إعاقة التوحد ورعاية المركز الشاملة لحالات التوحد من حيث التشخيص والتعليم والتدريب والتأهيل. والحقيقة كان لهذة الجمعة دور كبير وبارز في خدمة هذة الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة وبالتالي كان من اهم اهدافها .
#دلال_محمد_اعواج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جمعية واعتصموا للاعمال الخيرية الواقع والطموح
-
المراة الليبية وثورة الفاتح
-
العولمة وسيادة الدولة
المزيد.....
-
الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
-
11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
-
كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت
...
-
خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال
...
-
صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق
...
-
أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
-
كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ
...
-
مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
-
ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم
...
-
كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|