|
أفي طائفية المالكي شك ؟
زكي رضا
الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 22:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
منذ الانشقاق الذي حصل في حزب الدعوة الاسلامية ، اثر تشكيل السيد الجعفري تيار الاصلاح الوطني . فان السيد نوري المالكي حاول ولفترة طويلة ، تسويق نفسه وحزبه بعد الانشقاق على انهم فوق الميول الطائفية !! وانهم مع مصلحة الوطن والشعب . وعلى هذا الاساس دخل حزب الدعوة الاسلامية انتخابات مجالس المحافظات والانتخابات النيابية الاخيرة ( بمشروع وطني ) ، بأسم أئتلاف دولة القانون ، مبتعدا عن حلفائه السابقين في الائتلاف الشيعي . وانضم اليه العديد من الشخصيات العلمانية وغير الشيعية ، من الباحثين عن مقعد برلماني حتى وان كان على الضد من مصلحة البلد والشعب ، بل وعلى الضد من مبادئهم وتوجهاتهم السياسية .
وكانت تصريحات مسؤولي ائتلاف دولة القانون ، منذ نهاية انتخابات مجالس المحافظات ولايام قلائل خلت . توحي للمواطن العراقي الذي عانى من الطائفية ونتائجها المدمرة خلال السنوات السبع الماضية ، من ان هذه القائمة هي بالفعل القائمة الناجية . التي ان اعتصم العراقيون بها فانها ستنتهي بهم ، الى الفردوس الارضي في حياتهم الفانية هذه ، مع ضمان الفردوس السرمدي لهم في الاخرة بدعوات رجال الدين ( اطال الله اعمارهم ) وسياسيي هذه القائمة ، التي اشترت على ما يبدو عقارات واراضي شاسعة في الجنة لتوزيعها على ناخبيها ، على غرار شرائها لعقارات واراضي واسعة في العراق وخارجه – باسعار رمزية - لمسؤوليها .
ودخل السيد المالكي الانتخابات الاخيرة بقوة ، مستندا على نجاحاته في معالجة الملف الامني ولو جزئيا ، مستغلا جميع مرافق الدولة لصالح حملته الانتخابية . ومبتعدا في نفس الوقت ( او هكذا اوحى ) عن حلفائه السابقين في البيت الشيعي ، وأظهر من انه يعمل ضد الطائفية ومبدأ المحاصصة ، ومن اجل ارساء دولة القانون . وقد صدقه الكثير من ابناء شعبنا والعديد من السياسيين العراقيين للاسف الشديد ، فهل كان المالكي وحزبه صادقين ؟
ما ان اعلنت النتائج النهائية للانتخابات بتقدم القائمة العراقية ، بزعامة السيد علاوي على بقية القوائم المتنافسة . حتى جن جنون السيد المالكي ، وحاول من خلال الطعن بنتائج الانتخابات والمطالبة باعادة فرزها ، والتشكيك بعمل المفوضية بل وتهديدها ايضا . تأخير عملية المصادقة النهائية على نتائجها ، محاولا اللعب على عامل الوقت لتفتيت بعض القوائم الانتخابية واولها القائمة العراقية ، كي يكون باستطاعته تشكيل الحكومة . ولكن وبعد تبخر احلامه هذه ، ووقوف الدول العربية خلف السيد علاوي وقائمته السنية ، والاهم من كل هذا اقرار العقوبات على ايران من قبل المنظمة الدولية ، فان السيد المالكي عاد الى بيته الشيعي كافرا بدولة قانونه ، معلنا طائفيته بسرعة يحسدها عليه افضل العدائين الدوليين .
فالسادة في طهران وكي يثبتوا ( وهذا لا يحتاج الى دليل ) للولايات المتحدة الامريكية والاحزاب العراقية الاخرى ، علو كعبهم في الساحة السياسية العراقية ، وخصوصا وسط الاحزاب الطائفية الشيعية ، وبعد ساعات فقط من اقرار العقوبات عليها من قبل المنظمة الدولية . اصدروا اوامرهم الى السيد المالكي كي يكف عن اللعب ، بورقة التوت الوطنية التي لم تستر عورته الطائفية . ليذوب في بوتقة المذهب الشيعي ، وليعود الى احضان الصدر – الحكيم من خلال المرجعية الدينية ، التي لم تقف مثلما قالت على مسافة واحدة من الجميع . بل باركت خلال دقائق ائتلاف القائمتين الشيعيتين المتناحرتين ظاهريا ، لتشكيل حكومة طائفية شيعية تأخذ على عاتقها حماية المصالح الايرانية وتطبيق سياسة ولي الفقيه في العراق . من خلال ابقاء الاوضاع في العراق على ما هي عليه الان ، بل الجنوح بها الى الاسوأ كلما حاولت الولايات المتحدة تحجيم ايران وعزلها ، كي يكون العراق مخلب قط ايراني بمواجهة الولايات المتحدة الامريكية . كما علينا ان لا ننسى القصف الايراني على المناطق الحدودية في اقليم كردستان من قبل ايران لدفع الكرد الى التحالف والائتلاف مع المشروع الطائفي الشيعي وهذا ما سيحصل في قادم الايام .
ان الاحزاب الطائفية الشيعية حاولت وتحاول ، وبدعم ايراني غير محدود وبمباركة المرجعية الدينية التي تتحكم بمفاتيح الوضع السياسي ، وغياب الوعي عند ابناء شعبنا ، على ارساء نظام طائفي في العراق ، كي تنفرد من خلاله - نتيجة تفوقهم العددي - بالقرار السياسي ، وهذا ما يجب على القوى الوطنية العراقية والعلمانية الديموقراطية تحديدا ، الوقوف ضده وافشاله ، لان نجاحه سوف يشكل خطرا كبيرا على العملية السياسية برمتها ، كما وسيضع مستقبل العراق كبلد موحد على المحك .
واليوم والسيد المالكي يضع جميع مقاعده البرلمانية تحت تصرف السيدين الحكيم – الصدر !! فانه اثبت من انه لا يقل طائفية عن اي سياسي آخر من اعضاء الاحزاب الدينية ، لا بل انه طائفي حد النخاع ، وان ما تاجر به من خلال تبنيه لمواقف وطنية ، لم تكن الا سلعة بالية لا تساوي قرشا في بازار السياسة . وانه وحزبه لا يمكن ان يضعوا مصلحة الوطن فوق مصلحة المذهب والطائفة ، كما انهم قد كذبوا على الناخب العراقي الذي صوّت لهم لموقفهم من تحالف الحكيم – الصدر . وان كذبهم هذا وضع الشخصيات (العلمانية) الذين انضووا تحت قائمته ، في موقف لا يحسدون عليه . فهذه الشخصيات (العلمانية) اصبحت اليوم ، ضمن قائمة طائفية اكبر من قائمة المالكي ، تضم في صفوفها الصدريين الذين يرعون ميليشيا جيش المهدي وعصابات عصائب الحق والمجلس الاسلامي الاعلى الحالم بأقليم الجنوب ودولة ولاية الفقيه ، ولكن المهم على ما يبدو لهؤلاء ( العلمانيين ) هو المقعد البرلماني وامتيازاته ورضا المرجعية .
شك العراق ﭼبير ، ورگعة حزب الدعوة زغيره ( مثل سياسي مستحدث ) .
الدنمارك 13 / 6 / 2010
#زكي_رضا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه وعلى عاتق من
...
-
هل ستكون الطائفية جسرا لتقسيم العراق أو أضعافه ، وعلى عاتق م
...
-
هذوله احنا
-
البعثيون والصداميون .. نكسانه مو نكسانه
-
متى اجتث الشيوعيون حزبا يا حسن العلوي ؟
-
السيد بهاء الاعرجي أصبت ورب الكعبة
-
تصريحات المفوضية العليا (المستقلة) للأنتخابات منحازة
-
البعثيون بين الانتشار والتبخر
-
قتلة الامام الحسين (ع) بالامس هم انفسهم قتلة العراق اليوم
-
قليلا من الكرامة قليلا من الحياء يا دعاة المحاصصة
-
لبيك اللهم لبيك .. سرقنا العراق وجئنا اليك
-
دردشة مع السيد رئيس الوزراء
-
قراءة في قانون برلمان المحافظات العراقية
-
ما اشبه اليوم بالبارحة يا ملا عبود
-
قيامة بغداد وسياسة صنع الغباء
-
القائمة المغلقة والكيس بدينار
-
أشعر بالفخر .. اشعر بالزهو ..لانني شيوعي
-
الى السيدة ميسون الدملوجي .. يا ليتنا لو كنت كردية فيلية
-
لافتة شارع المتنبي ثانية
-
أيها الشيوعيون العراقيون ، من اين حشرت عليكم البهائم اليوم ؟
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|