[email protected]
كتب السيد فرات المحسن مقالة بعنوان بعض من الشأن العراقي عبر فيها عن بعض ارائه السياسية و التي اعتبرها انا محاولة بائسة لتزوير الحقائق.
يقول السيد فرات المحسن في مقدمة مقالته / ... مع سعة الكارثة و هولها التي يمر بها العراق تحت سطوة الدكتاتورة الصدامية عرت واقع بائس ومؤلم يميز خطاب الفعاليات المعارضة العراقيةو أظهر أن الكثير منها يفتقد القدرة و الارادة و الوعي المعرفي لاستيعاب متغيرات و مستجدات الواقع/
والحقيقة لا أدري ماذا يقصد السيد فرات المحسن ؟
لقد عمم تقيمه هذا بشكل قسري و غير منصف . لقد خاض لشعب العراقي يا سيد فرات نظال شرس وبطولات ضد هذا النظام و أظهر الكثير منهم قدرة و أرادة ووعي معرفي ووطني رائع . أم أذا كنت تقصد القوى السياسية التقليدية و من ظمنها الاحزاب التي تدعي الوطنية و ليسارية و لتقدمية فقد كانت بعض قيادات هذه الاحزاب و بدعم خارجي على علم ووعي و تخطيط مسبق على تدمير القيم الاخلاقية و الوطنية داخل هذه الاحزاب ومن ثم عرضها على القوى الخارجية كظمائر للايجار .أن محاولة السيد فرات خلط الاوراق و تعمييم مسؤلية هذه الاخطاء على الجميع لهي محاولة بائسة لتزوير الواقع .
ثم يكمل السيد فرات المحسن فقرته السابقة و يقترح حلول للمعارضة العراقية من قبل
للتغلب على الصعوبات والوقوف في وجه التحديات الراهنة وتطوير الفعل السياسي من إشكالية الهذيان الى فعل حقيقي، لإيجاد مشروع وطني عراقي يوصف الكارثة ويبني مرجعية ذات تأثير ملموس في الشارع العراقي. بشقيه الداخل والخارج .ويقدم للهيئات والمؤسسات الدولية خطاب مركزي متزن منسق .يرتكن لتعرية الدكتاتورية وعرض عمق مأساة العراق .ويستنجد بالرأي العام العالمي للاصطفاف والتحشد لعزل الدكتاتورية وتقديم المساعدات النزيهة للخلاص منها.
و الحقيقة أنا أتفق مع فرات بأن الوقوف في وجه التحديات الراهنة يتطلب مشروع وطني و لكن ليس كما يقترح علينا السيد
فرات حيث
الاستنجاد بالرأي العام العالمي للاصطفاف والتحشد لعزل الدكتاتورية وتقديم المساعدات النزيهة للخلاص منها.
وقصت هذه المساعدات النزيهة قصة غريبة خرج بها علينا بعض الرفاق من الذين يدعون اليسارية. ففي ندوةعقدها البيت العراقي التابع للحب الشيوعي العراقي في مدينة هلسنبورج صرح السيد أبو فلاح عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي و مسؤول منظمة الحزب في الدنمارك ان / سبق و أعطى الحزب الشيوعي العراقي موقفه من اية مساعدة او دعم يمكن ان يساعد شعبنا علع الخلاص من هذا النظام فنحن نرحب باي دعم واضح و نزيه / اماسكرتير الحزب السيد حميد مجيد و ندة عقد ت في جوتنبيرج فقد قال بالحرف /في الوقت الذي لايمكن استقصاء العامل الدولي خصوصا بعد التحولات الاخيرة على الصعيد العالمي فانه ينبغي للمعارضة العراقية ان تسعى الى علاقات مع العامل العالمي تقوم على لتكافؤ و توافق المصالح وليس علاقات التابع ، لذا الحاجة الى أسناد دولي مشروع و دعم نزيه على اساس التكافؤ /
و في حديث للسيد سكرتير الحزب الشيوعي العراقي الى صحيفة الحياة قال السيد حميد
لم تُطرح قضية تغيير النظام الديكتاتوري, لا من قبلنا ولا من جانب الكثير من القوى الوطنية المعارضة, بتجاهل للعامل الدولي, او بالتعالي على الدعم الخارجي
و أني هنا أتسائل
أي مخابرت غربية تعطيك مساعدات نزيهه و بدون مقابل يا سيد فرات الحسن؟ هل لك ان تعطيني تجربة واحدة جلبت الخير لشعوبها بمساعدات خارجية و نزيهه؟!
أنها دعوة صريحة للارتزاق و الابتذال.
وفي فقرة أخرى في مقال السيد فرات حول تعامل الادارة الامريكية مع القوى السياسية العراقية حيث يقول/
الذي تدفع به الإدارة الأمريكية لوضع الجميع في الزاوية القاتلة وشل حراكهم بالكامل. علاوة على ذلك التمهيد لعزلهم عن لعب أي دور حتى وأن كان بسيط في الشأن العراقي .عبر خلق مناخ من الصراعات الكاذبة والملفقة.وبذل المزيد من الجهد لتعزيز حالات العزلة والفصام والتعديات بين أبناء الشعب العراقي ومؤسساته وفعالياته.
وفي فقرة اخرى يقول
أما الواجهة الأخرى المتعلقة بأطراف من المعارضة. فأن المهام تختصر في تشكيل مكاتب وتكتلات وتقبل مساعدات وتمويل عمليات تلفزيونية وصحفية . والعمل على تقديم معلومات تجد المخابرات الأمريكية نفسها في غنى عما يرد منها. لوجود الكثيرين في الداخل ممن لهم ارتباط فعال. وبكامل الاستعداد و الجاهزية لتقديم المعلومات الطازجة.
انه تشخيص سليم و اتفق معك به ولكن السؤال هنا من ذهب لمن؟ ومن هرول لمن؟
هل هم أطفال سذج غرر بهم ؟ أم انهم ذهبوا عن وعي وادراك للحصول على المساعدات النزيهه التي انت تنصحهم بها اما كيف يتعامل معهم الامريكان فأذكرك بمثل يقول / الشحاذون لايملكون حق الاختيار/
و في فقرة أخرى من مقال السيد فرات حيث يقول/
ولو اقتصرنا الموضوعة الآن لمناقشة السؤالين دون غيرهما .نجد أن أكثر أسباب أثارتهما يتركز في الأتي دون حصر.
ـ الفترة الزمنية الطويلة من الحكم الدكتاتوري في العراق .وعنف السلطة ووحشيتها التي فرضت أنماط من سلوكيات ومشاريع أفرغت الساحة العراقية من جميع مؤسسات المجتمع المدني .وخاصة الأحزاب .مما أخل بالوظائف الطبيعية للمجتمع. وقاد العديد للأرتكاس نحو فكر توفيقي يتجاهل الأسباب وينحوا للتبريرية في قراءة الوقائع .
ـ وجود المعارضة الوطنية بعيدا عن مجالها الحيوي ومكانها الحقيقي .ألا وهو الوطن. بحراك بشره ومشاكلهم ورفدهم وتفاعلهم مع تلك القوى والفعاليات.
__ خلو المعارضة العراقية من برنامج أو مشروع مشترك يقارع الدكتاتورية ويطرح كمرجعية للغالبية العراقية.
ـ افتقار اليسار لإمكانيات القيام بتحرك جماهيري داخلي أو القيام بعمل يطيح بالدكتاتورية . وأيضا المعارضات الأخرى .
ـ ارتباط الوضع العراقي بمشاكل الإقليم وبالتحديد إسرائيل والنفط
والدول المجاورة .
وبودي لو وضح لنا السيد فرات المحسن لماذا وجود المعارضة العراقية وتحديدا اليسارية بعيدا عن وطنها؟
من الذي كان المسؤول عن ذلك ؟
هل الدكتاتورية وحدها؟ ام بعض القيادات التي عملت بجهد على ذلك و اجبرت جميع رفاق الحزب على الهجرة الجماعية وعزلتهم في مناطق بعيدة في كردستان بحجة الكفاح المسلح الذي تعرف أنت نتائجه قبل غيرك . أما الرفاق لذين رفظوا الهجرة فقد سلموا تسليم اليد الى الدوائر الامنية العراقية من قبل قيادي لازال يمارس عمله و بنفس موقعه . اما عن خلو المعارضة من مشروع مشترك فاني أتسائل أين هي جبهة / جود / جوقد/ الجبهة
الكردستانية؟
وفي الفقرة الرابعة يقول السيد فرات افتقار اليسار لإمكانيات القيام بتحرك جماهيري داخلي أو القيام بعمل يطيح بالدكتاتورية . وأيضا المعارضات الأخرى . نعم انه تشخيص سليم ولكن يجب ان تعرف ان هذا اليسار قد هاجر وطنه و سرق من قبل السماسرة الذين دمروه سياسيا واخلاقيا وانت سيد العارفين
اي يسار هذا الذي هاجر وطنه و يخلو من مشروع وطني و يستلم مساعدات نزيهه كما تسميها انت من الخارج و يشترك في معارك و مخططات مع قوى خارجية ضد وطنه و شعبه؟
ترى من هو المرتزق ؟ و من هو الخائن؟
وفي ختام مقاله يقول لسيد المحسن
ولن يتم الصلح ذلك دون تخلي الشيوعيين بالكامل عن أفكارهم الماركسية .ليتحولوا حقيقة الى حزب من أحزاب الديمقراطية الاجتماعية أو أي نوع آخر.
انه أكتشاف رائع يا سيد فرات و سيسجل لك ذلك لكن للاسف الشديد جاء تحذيرك هذا متاخر جدا . حيث ان هذا اليسار الذي تريد الان انت ان تنبهه بعد اكثر من عشرة سنوات هرولة متواصلة ورقص ستربتيز سياسي و فكري قد امتهن الارتزاق حد الاحتراف .
************************
مقالات ذات الصلة