أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4














المزيد.....


فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4


خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)


الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 20:08
المحور: سيرة ذاتية
    


حاميها حراميها
بعد أن استمعت الى كل من وكيل مديربلدية مصيف صلاح الدين والمحاسب فيها عن الهستيريا الذى أصاب الناس، فجأة، بالتجاوز على أراضى الدولة بطريقة عشوائية ، وبعض المفارقات التى حدثت مثل: أحدهم لم يتمكن من الحصول على مادة الجص لتحديد المساحة التى قرر، من جانبه، أن يكون مالكها، لربما ارتفع سعر الجص الى مستويات خيالية فى تلك اللحظة. اهتدى الى فكرة (بارعة) وهو استخدام مادة الطحين، لكونها متوفرة بكثرة ورخيصة الثمن وموجودة فى كل البيوت، لكنه لم يتمكن الأفلات من تجاوز بقرة كانت متواجدة بالقرب من (أرضه) وهى تلحس الطحين، من بعده، بحيث لا تترك أثرا لمن يأتى من بعدها ليستدُل بأن هذه القطعة من الأرض قد حُجزت، لأن ابنته لم تكن تملك القدرة والقوة الكافية على منع هذه البقرة الملعونة من التجاوز على خطوط الطحين، الثخينة، التى كان الرجل يخططها لتثبيت حدود قطعة أرضه الجديدة....
سألت و.مدير البلدية: كيف كانت البداية؟
الجواب: لقد استغل كل من مدير الناحية وضابط الشرطة وموظف البدالة وجود الحجى خال السيد الرئيس فى المصيف، قدموا له طلبات، عرائض، لتخصيص أراضى سكنية لهم فى المصيف ، ووافق الحجى بقلمه وبخط يده على طلباتهم بمنح كل واحد منهم قطعة أرض سكنية وبمساحات محددة ، وباشروا بالبناء فورا فى أماكن اختاروها لأنفسهم وضمن المساحات التى حددها لهم الحجى.......
فى الطريق الى مقر عمل مدير الناحية بصحبة و. مدير البلدية، مشيا، تذكرت ما قاله لى مدير عام الدائرة الصناعية فى وزارة التخطيط (صباح كجه جى) قبل سنوات عديدة، أثناء محاولتى اقناعه بقبول استقالتى من العمل فى دائرته ليتسنى لى العمل فى أربيل حيث سألنى بجدية: أين؟ أجبته، بصورة عفوية: البلدية مثلا. وقال لى: والله انت مخبل (مجنون) ياأخى، مهندس بمثل قدراتك يُحاول أن يُقنعُنى و يترجانى أن أقبل استقالته حتى يتسنى له التعيين والعمل فى المقبرة......!
أجبته فى حينه: انه حكم الضرورة ياأستاذى....
كم تمنيت، فى تلك اللحظة، أن يكون الأستاذ صباح بجانبى وأهمس فى أذنه بعد أن أطلعه، بحذر، على ما خفى من أمور: تمعن جيدا فى هذه التراجيديا القذرة و المتواصلة أبدا، التى لا ينتهى مشهد من مشاهدها بمأسات الا ويُهئ المسرح ليبدأ مشهد أخر لينتهى بمأسات أعمق وأشمل ، انه مسرح، مُعد بامعان واتقان، وليست مقبرة، يا أستاذى الفاضل .
لم يكن مدير الناحية ولا ضابط الشرطة متواجدان فى أماكنهما. توجهنا الى حيث كان البناء يسير على قدم وساق على الأرض التى منحتهم الحجى بفرمانه. لقد وصلنا أول الأمر الى موقع بناء ضابط الشرطة، حيث كان البناء واصلا لحد السقف، وكان الضابط متواجدا فى الموقع، يُشرف على العمال بدلا من أداء مهامه قلت له: ماذا تفعل( يا فلان)، وهل تعلم بأنك، بعملك هذا، تخلُق لى ولغيرى مشاكل خطيرة لا أول لها ولا أخر؟
أجاب ضاحكا وبنشوة كبيرة: انها فرصة تأريخيةلا أدعها تفلت من يدى.
قُلتُ له: الا تخاف أن يُهدم غدا ما تبنيه اليوم وتتعرض الى خسارة انت فى غنى عنها.
أجاب: هل يوجد رجل يتجرأ أن يُفكر بهدم هذا البناء الذى يُبنى على أرض مُنحنا أياها بفرمان من مثل مثل هذا الرجل (كان يقصد خال السيد الرئيس).
قلت له: هل انت متأكد بان البلد خال من مثل هذا الرجل؟
أجاب: بكل تأكيد.
فى طريق عودتنا الى بلدية المصيف، كنت أشعر بأننى لم أعُد بخفى حنين وحده وانما بتحد سافر من لص(بالأحرى لصوص) فاقد لكل شعور انسانى، ينتظر الفرصة ليضرب ضربته فى العلن و بوقاحة وصلافة، دون أدنى مراعات لشرف مهنته والأمانة الملقات على عاتقه بحكم وظيفته ولا لما يُصيب الأخرين من ويلات أو المصلحة العامة من ضرر فادح.
قبل أن نصل البلدية قلت لوكيل مدير البلدية: سأثبت لهذا الضابط بأن فى هذا البلد رجل واحد على الأقل ان لم يكونوا كثيرون، أنا متأكد بأنك تكتم هذا السر، كتمانا شديدا، ليبقى بينى وبينك فقط الى أن يأتى وقته، دعهم فى حالة ارتخاء و اطمئنان مطلقين، وتراقب الحجى لحين عودته الى بغداد وتُخبرنى شخصيا بموعد مغادرته النهائية للمصيف، لأننى مصمم على ازالة هذه التجاوزات الثلاثة، تحت اشرافى المباشر، قبل أن يصل الحجى الى بغداد. وتكون أنت بعيدا وخارج ميدان المواجهة التى تحدث بدون أدنى شك.



#خسرو_حميد_عثمان (هاشتاغ)       Khasrow_Hamid_Othman#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 3
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 2
- فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 1
- دعوة عامة للتأمل قليلا
- عندما كان أمنه غفور غاضبة 2
- عندما كانت أمنه غفور غاضبة 1
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 3
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها 2
- ليلتان فى حُضن تأريخ شائك وبعدها
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/2
- الرجل الذى وهب نفسه لحلم كبير2/1
- البحث عن طريقة للهروب
- عندما يعادل البلوك الواحدعشرة دفاتر بعينها
- الى رجل أصبح.....
- المدينة التأريخية التى تغيرت ملامحها -أربيل-
- حكاية الحكايات
- من يبنى هذه الخرِبة يا بُنى
- رسالة مفتوحة الى فخامة رئيس اقليم كوردستان


المزيد.....




- نتنياهو: الحوثيون سيتعلمون ما تعلمته -حماس- و-حزب الله- ونظا ...
- موكب بابا نويل يوزع الحلوى والبهجة في رومانيا
- مناطيد صغيرة تزين سماء أثينا عشية عيد الميلاد.. هكذا بدت -لي ...
- أرتال إدارة الأمن وقوات الشرطة السورية تنتشر في المدن السوري ...
- خليجي 26: البحرين تتخطى العراق وتبلغ نصف النهائي والسعودية ت ...
- بفعل فاعل؟.. فيديوهات تثير الجدل بشأن سقوط طائرة أذربيجان
- نتنياهو يشعل شمعة الحانوكا ويتوعد الحوثيين
- عبدالله بن زايد يؤكد على وحدة سوريا ودعم تطلعات شعبها
- صحيفة: أسماء الأسد مريضة بشدة وفرصتها للنجاة 50 في المئة
- العثور على جثة بين عجلات طائرة أميركية


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - خسرو حميد عثمان - فرمان من فرمانات خال السيد الرئيس 4