غادة عبد المنعم
مفكرة
الحوار المتمدن-العدد: 3033 - 2010 / 6 / 13 - 14:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لم تلعب المرأة على مر التاريخ دورا كبيرا فى عمليات صياغة الدين، ولم تتولى أدوارا قيادية على مر تاريخها كزعيمة دينية، فعلى عكس الديانات الوضعية التى ظهرت فى بدايات التاريخ والتى كانت تلعب فيها المرأة دورا قياديا كبيرا ، ككاهنة كبرى ، ذات دور رئيسى فى رعاية القبيلة، على عكس هذه الديانات، فكل ما يتداوله البشر حاليا من عقائد دينية وضعية أو سماوية لا تلعب فيها المرأة دورا كبيرا كقسيسة أو كاهنة فضلا عن أنها لم تمارس دورا ملحوظا على مر تاريخها فى عمليات صياغتها أو قولبة تعاليمها الرئيسية.
منذ أيام تم تعين "ماريا لونقيتانو" كأول قسيسة فى الكنيسة الكاثوليكية ، وبتعين هذه القسيسة السيدة يبدو أن هناك حراك فما يخص وضع المرأة كقائد وزعيم دينى وروحى، اللافت للنظر أنه منذ أسابيع اتخذ الدكتور أحمد الطيب قرار بقبول ترشيح عالمات الدين لشغل عضوية مجمع البحوث الإسلامية، للمرة الأولى في تاريخ الأزهر، ورغم أن النقاش مازال مستمرا حول إمكانية تولى المرأة لمشيخة الأزهر من عدمه وهو ما يوحى بأن خطوات المرأة فى مجال تولى القيادات الروحية كشيخة أو إمام مازال متعثرا فى عالما العربى والإسلامى، على الرغم من ذلك يبدو أن الأبواب تفتح ببطء وبصعوبة و أخيرا. فى العديد من الديانات الأخرى لتلعب المرأة فيها دورا أكبر كزعيم وقائد دينى فقد يكون تعين سيدة فى منصب دينى هو التحدى الأخير الذى كان على الكنيسة الكاثوليكية أن تواجهه لتقبل بالمرأة كشريك مساو للرجل. هذا التحدى الذى كان أشبه بولادة متعسرة لم تنجز عبر ألفى عام وها هى ومنذ أيام فقط تنجز وبخطوات بطيئة.. ومن يعلم ربما تنجز على أكمل وجه خلال هذا العقد فنرى النساء أخيرا كهان فى البوذية واليهودية وقساوسة فى المسيحية وربما من يعلم أئمة فى الإسلام.. !!؟
#غادة_عبد_المنعم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟