|
وجه أخر لفشل الإصلاح(التخريب)
ميمون المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 21:37
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
وجه أخر لفشل الإصلاح(التخريب) أو الوجه المشين في المنظومة التعليمية عرفت بداية الموسم الدراسي الحالي، أجرأت بنود المخطط الاستعجالي للتربية والتكوين، الذي صاحبته دعاية إعلامية كبيرة من طرف الوزارة الوصية، باعتباره خارطة الطريق التي ستوصل المنظومة التعليمية إلى بر الأمان !!!، و خصصت له ميزانية ضخمة، تسيل لعاب القائمين عليه لتعبيد الطريق أمامه. وها نحن الآن، في نهاية السنة، المحطة الختامية للموسم الدراسي، الامتحانات الاشهادية (مسرحية مملة تتوالى كل نهاية الموسم الدراسي، من أخراج الوزارة الوصية، ودور الكومبارس يأخذه المدرس، إلا… )، و سأخص بالذكر، امتحانات البكالوريا، لأنها تشكل منعطف حاسم في مسار المتعلم، وبالتالي يكون الرهان عليها اكبر. لكن هدا المخطط لم يشر في طياته لا من بعيد ولامن قريب إلى ظاهرة الغش والكيفية وطرق علاجها، اللهم المحاول الأخيرة والتي باءت بالفشل للوزير المكلف بقطاع التعليم للتشويش على الهواتف أثناء الامتحانات، والتي قوبلت بالرفض، لقد أصبحت ظاهرة الغش مستشرية في مجتمعنا، فالغش المدرسي، هو كالسم الذي ينخر الجسم من الداخل والذي لا تظهر أعراضه ألا على المدى المتوسط، وهدا ما نلاحظه في الأشكال التي يتخذها، كالرشوة الوجه الأفظع والأبشع، لانحلال المجتمع، فلم يعد يقتصر على قطاع التعليم بل أصبح في كل القطاعات. وهو بالضرورة استمرارية لفشل طرق التدريس، وهدا دليل أخر على أن هدا المخطط سيلقى نفس مصير سابقيه. لقد أصبح الغش جزء من حياة المتعلم وأصبح يفرضه بشتى الوسائل ما دام الكل يساعده، فإن سألته وهو خارج من الامتحان، هل الامتحان كان صعبا أم سهلا؟ يجيب " مخلاوناش نقلوا أو تركونا ننقل" أما الصعوبة أو السهولة فهولا يهتم بها، وأصبح من يحاول أن يمنع الغش داخل القسم، يواجه بشتى أنواع وأشكال الإهانة، بدأ من التلاميذ في القسم وصولا إلى الشارع ولا أحد يحرك ساكن ويبقى يواجه مصيره وحيدا، فكم من أستاذ تعرض للعنف من طرف التلاميذ أو مجهولين، وكم من مواطن تعرض للاعتقال مجرد أنه قال لا للغش والتزوير والأمثلة كثيرة، ولا أحد يحرك الساكن. فلا إصلاح حقيقي بدون الأخذ بعين الاعتبار محاربة ظاهرة الغش من جذورها، وللإشارة، فظاهرة الغش لا يجب محاربتها بالعبارة الشهيرة، "الضرب بيد من حديد على الجاني" التي تتحفنا بها الوزارة الوصية أثناء التحضير لإجراء الامتحانات. فالقاصي والداني يعرف حجم الغش وأنواعه، وانتقاله من أشكال بسيطة إلى أشكال جد متطورة، و الأكثر من دلك لم يعد الغش يقتصر على التلميذ، بل تعداه أكتر من دلك وأصبح الكل يشارك فيه، بدأ من الإدارة ، أساتذة، جمعية الآباء، نقابات ، وصولا إلى الوزارة الوصية التي تحركها أهداف سياسية من وراء التشجيع على الغش، حتى يظهر الإصلاح كشيء ايجابي، وأنه ساهم في رفع نسبة النجاح في صفوف المترشحين، فهي، أي الوزارة الوصية، تحكمها المقاربة الكمية وليس الكيفية، وهنا تكمن نقطة سوداء أخرى في نظامنا التعليمي، حيث أنها تربي المتعلم على الغش، فمن يزرع الريح يحصد العاصفة، فكيف تتوقع من متعلم حصل على شهادة التفوّق بالغش، إلا أن يكون فاشلا في كل شيء إلا في الغش طبعا، فسيكون متفوقا فيه. ومنهم من سيصبح طبيبا ومهندسا، أيمكن أن تستأمنه على روح المواطن !!!، ومنهم من سيصبح مدرسا، وهكذا من تربى على الغش سيعود ليربي بالغش. وإشارة هنا لابد منها، فحتى النقابات متورطة ومساهمة في انتشار ظاهرة الغش، بصمتها وسكوتها ووقوفها متفرجة عليها، كأنها غير معنية به، أو كأن الغش مسألة أخلاقية من مهمة الوعاظ داخل البلاط، ليس لها جذور مادية، أوهي من مهمة المثقفين وبالتالي هم من عليهم دراستها واقتراح الحلول لها، مادامت نقاباتنا أو بتعبير أدق البيروقراطيات المتربعة على عرشها، وأقول عرشها مادام أن هناك من حطم جميع الأرقام القياسية في البقاء على رأس إحدى النقابات، لا تهمها إلا المسألة المادية لمنخريطيها وتجري وراء الفتات الذي يتصدق به النظام القائم، وهدا ما نسجله في الزيادات الأخير المهمة !!!! في الأجور بالنسبة لموظفي التعليم بالمقارنة مع باقي القطاعات الأخرى.
يجب الوقوف مليا عند هده الظاهرة، يجب أن ندرك حجم الخطورة التي تمثلها على المجتمع، وكدا حجم المسؤولية الملقاة علينا، فالنظام القائم بتشجيعه على الغش يريد القضاء المدرسة العمومية، وبالتالي ضرب مجانية التعليم، بالإضافة إلى خلق مواطن فاقد الكرامة، خنوع مستسلم لكل أشكال الإغراء. فادا أردنا بناء أجيال متعلمة والتي ستتحمل مسؤولية الدفاع عن حقوق وكرامة المواطن الفقير بالإضافة إلى الدفاع عن مجانية التعليم والمدرسة العمومية، و مادام الكل صامت في أحسن الأحوال، أصبحت هاته المهمة ملقاة على عاتق الشعب المغربي وبالأخص مناضليه الشرفاء الدين تهمهم مصلحة هدا الوطن، لابد من التصدي لهاته الظاهرة ومحاربتها، وهده المهمة تبتدئ من القسم أولا، فعلى كل مدرس شريف أن يقوم بدوره لمنع هده الظاهرة، لتنتهي بدك بنيان هدا النظام أخيرا. ميمون المغربي
#ميمون_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ملاحظات حول الندوة الوطنية للحركة الطلابية
-
مخطط استعجالي أم تسريع لخوصصة التعليم
-
قراءة نقدية في المخطط الاستعجالي :مخطط الاستعجالي أم تسريع خ
...
-
تنسيقيات النضال ضد الغلاء و تدهور الخدمات العمومية سيرورة ال
...
-
مهنة التدريس، أي مصير؟
-
النهج الديمقراطي القاعدي:نضالات, استشهادات, قرون من السجن-ال
...
-
النهج الديمقراطي القاعدي: نضالات, استشهادات, قرون من السجن -
...
-
النهج الديمقراطي القاعدي:نضالات, استشهادات, قرون من السجن-ال
...
-
الاعتقال السياسي و مهام المناضلين
-
كفى من التضليل! كفى من تشويه الحقائق!
المزيد.....
-
وزارة المالية العراقية.. تأخير صرف رواتب الموظفين شهر نوفمبر
...
-
الهيئة العليا للتعداد العام للسكان تقرر تمديد ساعات العمل لل
...
-
واشنطن توسع عقوباتها ضد البنوك الروسية و العاملين في القطاع
...
-
وزارة المالية العراقية تُعلن.. جدول رواتب المتقاعدين الجديد
...
-
The WFTU statement on the recent development in the Ukraine
...
-
بيان اتحاد النقابات العالمي حول التطور الأخير في الحرب الأوك
...
-
مزارعون يغلقون ميناء في فرنسا احتجاجا على محادثات مع ميركوسو
...
-
“وزارة المالية العراقية”.. استعلام رواتب المتقاعدين شهر ديسم
...
-
السيد الحوثي: الامريكي منذ اليوم الاول بنى كيانه على الاجرام
...
-
السيد الحوثي: السجل الاجرامي الامريكي واسع جدا وليس لغيره مث
...
المزيد.....
-
الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح
...
/ ماري سيغارا
-
التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت (
...
/ روسانا توفارو
-
تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات
/ جيلاني الهمامي
-
دليل العمل النقابي
/ مارية شرف
-
الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا
...
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها
/ جهاد عقل
-
نظرية الطبقة في عصرنا
/ دلير زنكنة
-
ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|