أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل















المزيد.....


الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 3032 - 2010 / 6 / 12 - 21:23
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بعد وقوفنا الطويل عند رصد ظاهرة الطائفية بشقيها السياسي والمذهبي، كان لابد لنا من تقديم الإجابات التفصيلية عن الأسئلة التي ورد ذكرها ضمن سلسلة الأبحاث التي قدمناها سابقاً ، أخذين في عين الاعتبار مناقشة وتحليل مختلف الأفكار التي جرى طرحها ، من خلال تقصي الوقائع التاريخية .
أولاً : العلاقة بين الطائفية والسلطة
لتفسير العلاقة بين الطائفية والسلطة ، لا بد من استعراض المراحل التاريخية التي نشأ من خلالها النظام .
في العام 1970 وبعد بعد حركة تشرين الثاني / نوفمبر بأقل من أسبوعين ، قام الفريق حافظ الأسد آنذاك بزيارة المحافظات السورية وقد جرى له استقبالات شعبية لم تشهد سورية لها مثيلاً ،و وتجاوزت بكثير الاستقبالات التي جرت للرئيس جمال عبد الناصر عند زيارته الأولى إلى سورية .
إثر تلك الاستقبالات جرى أول تبدل في شخصية حافظ الأسد ، فبعد أن رفض أن يكون رئيساً للدولة وأصر على اختيار غيره ، جرت تسمية أحمد الخطيب رئيساً للدولة ، بينما تولى الفريق حافظ الأسد رئاسة مجلس الوزراء ، وبعد تلك الزيارات المتكررة إلى المحافظات السورية ، اتجه الأسد إلى تعديل الدستور المؤقت وإصدار قانون لتحديد قواعد انتخاب رئيس الجمهورية وتم الاستفتاء في السابع من آذار / مارس عام 1971 ليصبح بذلك رئيساً للجمهورية .
ومما لا شك فيه ، فقد كانت لتلك الاستقبالات دور أساسي بالتبدل في شخصية الأسد، والسبب في ذلك يرجع إلى أنه كان يخشى من موقع الرئاسة ، بسبب انتمائه للطائفة العلوية .
أما التبدل العميق الذي ظهر في توجهات الأسد ، فهو عدم انسجام توجهاته مع توجهات "حركة تشرين" وتجلى ذلك بوضوح من خلال انفراده بالسلطة والقرار وبناء مؤسسات ديمقراطية المظهر ، لكنها كانت غطاءً لنظامه الجديد .
لقد كانت السلطة بالنسبة لحافظ الأسد حياته ، وأصبح أسيراً لها، وتشكلت لديه قناعة بوجوب حماية السلطة ، رغم إدراكه أن الشعب في حسه ، سيدرك أن طموحاته لن تتحقق ، وهو ما دفعه إلى سلوك نهجين :
النهج الأول : بناء نظام أمني يشمل القوات المسلحة وأجهزة الأمن يكون قادراً على حماية النظام .
النهج الثاني : الاعتماد في تشكيل ذلك النظام الأمني على أبناء طائفته ، لأنه كان يخشى من الأكثرية السياسية والطائفية .
ونتيجة لذلك ، فقد تكون النظام الأمني في معظمه من العلويين ، بالإضافة إلى مواقع أخرى ذات حساسية بأمن النظام ، والسؤال الذي يطرح نفسه كثيراً لدى الشارع السوري والعربي ، هل النظام وفقاً لتركيبته الأمنية طائفي ، أم أنه لا يعدو كونه مجرد نظام فردي - شخصي يوظف ولاء الأفراد في خدمته ؟ .
قد يبدو للبعض أن النظام طائفي ، وقد يبدو للبعض الآخر أنه نظام فردي ، لكن الوقائع التاريخية تجيب عن السؤال أعلاه برصد الآتي :
1 – عمد الأسد في بداية حياته الرئاسية إلى إنهاء جميع الزعامات السياسية والعشائرية في الطائفة العلوية ، كما فعل ذلك في بقية المحافظات .
2 – شكل مقتل اللواء محمد عمران في طرابلس ( لبنان ) الذي كان يتمتع حينها، بالقدرة على تكتيل مجموعات كبيرة من الضباط العلويين حوله ، نقطة فارقة في حياة الأسد الذي كان يخشاه ، إضافة إلى اعتقال اللواء صلاح جديد لأكثر من ربع قرن، والذي كان يتمتع هو الآخر بالقدرة على استقطاب ضباط من داخل الجيش وخارجه،
إضافة إلى كل ذلك ، فقد سرح الأسد أعداداً كبيرة من الضباط العلويين المواليين لكل من اللواء محمد عمران واللواء صلاح جديد .
3 – ليس للطائفة العلوية مرجعية دينية ، بل هناك لكل عشيرة مجموعة شيوخ يهتمون بالقضايا الدينية دون السياسية .
4 – عندما فكر الأسد بالتوريث لم يبحث عن شخص من الطائفة ، لقد فعل ذلك لأن النظام ملكه الشخصي ، وبالتالي لا يجوز أن يكون الوارث إلا من أولاده ، وعندما كانوا صغاراً ، كان يفكر بشقيقه رفعت ، لكنه أبعده بعد محاولة تمرده عليه أثناء مرضه .
5 - ليس في الطائفة العلوية شخص له نفوذ مطلق لا يسأل عنه ولا يحاسب عليه ، باستثناء أفراد أسرة الأسد ، ومن ظهر في الصورة أن له نفوذا ، فإن الأسد هو الذي منحه هذا النفوذ ليستخدمه في تنفيذ أوامره ، كما هو الحال بالنسبة لمسئولي الأجهزة الأمنية أو لمجموعة الضباط الممسكين بالقوات المسلحة .
بناء على ما سبق طرحه يمكن الاستنتاج ، أن الرئيس حافظ الأسد استخدم قسماً من أبناء الطائفة العلوية لحماية نظامه الذي كان يعتبره ملكاً شخصياً له ، وقد لا يكون سبب اعتماده على أبناء الطائفة عائداً لانتمائه إلى ذات الطائفة ، بل بسبب فقدانه الثقة بأبناء الطوائف الأخرى.
ثانياً : الاحتقان الطائفي
إذا كان النظام السوري في بنيته الداخلية ، نظاماً فردياً لا طائفياً ، فهل ثمة احتقان طائفي في سورية ؟ .
المؤشرات التي يمكن ملاحظتها في سلوك الأفراد والجماعات ، وطريقة تعاطيهم مع القضايا التي تخص المجتمع ، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك ، أن الاحتقان سواء كان سياسياً أو طائفيا ، موجود لعدة أسباب منها :
1- انتهاج النظام لسياسة العزل والإقصاء والتمييز في سبيل حمايته ، أدى إلى إفراز مجموعة من المشاكل البنيوية ومنها نمو الشعور الطائفي والمشكلة الكردية .
2 – شروع النظام في مصادرة الحريات العامة والفردية وممارسته القمع على الغالبية العامة التي عزلها، ونظراً لأن الذين يقومون بأعمال القمع كان معظمهم من الطائفة العلوية بحكم موقعهم الأمني ، فقد أدى ذلك أيضاً إلى مزيد من الاحتقان الطائفي .
3 – عدم تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص إلى جانب الفساد والمحسوبية في المؤسسات ، لعب دوراً في تنمية الاحتقان الطائفي .
4 – الأحداث الدامية التي شهدتها سورية بين النظام وجماعة الإخوان المسلمين ، وخصوصاً الأحداث التي وقعت في مدرسة المدفعية بحلب والتي راح ضحيتها مئات الشباب من الطائفة العلوية ، ومن جانب آخر فإن مجزرة سجن تدمر والأحداث التي وقعت في حماة والتي راح ضحيتها الآلاف من سكان المدينة قد زادت من حدة الاحتقان الطائفي .
5 – انتشار الفقر والحرمان جراء تسلط أفراد الأسرة الحاكمة وأدواتها على موارد الشعب ، أدى إلى حصر الثروة بيد شريحة جديدة مكونة من أفراد الأسرة الحاكمة وأعوانهم ( رامي مخلوف ) شكل عاملاً إضافياً في تنمية الاحتقان الطائفي .
ولا يخفى على أحد ، تأثير الأحداث الطائفية في العراق ولبنان وانعكاسها غير المباشر على سورية ، والسؤال هل الاحتقان الطائفي قابل للانفجار ؟.
إذا كان النظام السوري غير طائفي ، فإن فرديته المحضة التي أسهمت في تغذية الحس الطائفي نتيجة لعوامل الكبت والتهميش والإفقار ، لا تعفيه من تحمل مسؤولية أي انفجار طائفي .



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلامافيا
- العلاقات الكوردية المصرية : آفاق المستقبل
- في تأمل طائفية النظام السوري ونقدها
- نقائض الطائفية في سوريا
- وقفة مع طائفية النظام السوري
- طائفية (الوطني) ووطنية (الطائفي) في سوريا
- علاج الطائفية حاضراً ومستقبلاً
- تاريخ الطائفية في سوريا
- هل الطائفة العلوية آثمة ؟
- الطائفية السورية كتاريخ سياسي لا مذهبي
- حوار ثائر الناشف مع قناة النيل حول تنظيم القاعدة في اليمن
- طائفية السلطة أم سلطة الطائفة في سوريا ؟
- طائفية السلطة ومدنية المجتمع في سوريا
- مكتسبات الطائفية في سوريا
- طائفية الطائفة في سوريا
- سوريا بين الطائفية السياسية والمذهبية
- تطييف السياسة والإعلام في سورية
- الطائفية الحزبية في سورية
- إلى طل الملوحي في أسرها
- طل الملوحي وهستيريا القمع


المزيد.....




- كوريا الجنوبية.. المحكمة الدستورية تعقد أول جلسة تحضيرية لمح ...
- لماذا تريد أمة المليار ونصف المليار المزيد من الأطفال؟
- ما صحة ضرورة التخلي عن السكر؟
- هل توجد حضارات خارج كوكب الأرض؟
- OpenAI تبحث إمكانية تطوير روبوت ذكي
- بوتين: التعاون بين روسيا وكوريا الشمالية يلبي المصالح الأساس ...
- دونالد ترامب وعد بوقف جنون التحول الجنسي في أمريكا
- تركيا تُرتّب البيت السوري على طريقتها
- إسرائيل.. إصابات وتعليق العمل في مطار بن غوريون بسبب صاروخ م ...
- الجمعية الوطنية في كوريا الجنوبية تعتزم التصويت على عزل الرئ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ثائر الناشف - الطائفية في سوريا : رؤية من الداخل