عمر الفاتحي
الحوار المتمدن-العدد: 3031 - 2010 / 6 / 11 - 21:02
المحور:
القضية الفلسطينية
للاول مرة في التاريخ المعاصر ، تقوم دولة – مع تحفظنا على كلمة دولة بالنسبة لاسرائيل
بإستهداف وعن طريق الجيش تظاهرة سلمية دولية ، ومن جنسيات مختلفة ،وهذا هو الفخ
الذي سقط فيه قادة العدو الاسرائيلي ، فالاعتداء لايتعلق بفلسطنيين بل برعايا دول أحنبية
تتعاطف مع القضية الفلسطينية . والسؤوال المطروح حول إذا ما كان الرد على الاعتداء
الوحشي على قافلة الحرية ، في حجم هذا العدوان ، يمكن القول ، أنه يجب التمييز بين
الرد الشعبي وبين رد فعل الحكومات العربية ، فالبنسبة للشارع العربي ومنظماته الجمعوية
والحقوقية ، كان الرد في المستوى ، خاصة وأنه إكتسى طابعا دوليا ، حتى في الدول المتعاطفة مع إسرائيل ، الشارع الاوروبي والامريكي له تأثيره والشارع العربي يبقى
صيحة في واد ، كما تعودنا على ذلك خلال أكثر من إعتداء قام به الكيان العنصري!
أما على مستوى الدول والحكومات العربية ، فرد الفعل لم يرتقي إلى مستوى حجم المأساة
مقارنة مع تركيا ، التي أصبحت تحظى بتقدير وإعجاب كل الشعوب العربية والمسلمة في العالم ، نظرا لمواقفها الحازمة من الاعتداء الغاشم على قافلة الحرية ، وهو ما دفع مجموعات من الشباب العربي والاسلامي إلى إنشاء مواقع على الفايس بوك ، وحتى مدونات خاصة تطالب بتنصيب رئيس الوزراء التركي طيب أردوغان ، خليفة على
المسلمين !
لقدعلق بعض الظرفاء على الاعتداء على قافلة الحرية ، بالقول ، أنه يجب توجيه
الشكر إلى الكيان الصهيوني ، لانه بهذا الاعتداء ، اسدى خدمة كبرى ستساهم وبشكل
حاسم في رفع الحصار الظالم عن غزة ،عكس النتائج التي كان العدو الاسرائيلي يتوخاها
من الاعتداء وأول الغيث ، المواقف البديلة المطروحة الان من طرف دول الاتحاد الاوروبي
ودول أخرى لرفع الحصار عن غزة بشكل تدريجي ، والتي بطبيعة الحال وفي أفق
المستقبل القريب لن تمنع من إعداد قوافل جديدة للحرية صوب غزة المحاصرة .
سيسجل التاريخ وبمداد الفخر ، المواقف الشجاعة والحازمة لقادة تركيا ، رغم بعض
المحاولات الرامية ـ إلى التقليل من أهميتها وحتى تسفيها ، من طرف بعض الاقلام
المأجورة ، كما سيسجل أيضا تخاذل الموقف الرسمي العربي في مجمله
#عمر_الفاتحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟