|
لماذا لم تشرك المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق المواطنيين العراقيين في المؤتمر الوطني العراقي؟
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 11:33
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
ان ادراك مخاطر المرحلة وخطورة الوضع الراهن يستوجب الارتفاع بروح المسؤولية لكي تصل السفينة شاطئ الامان
لماذا لم تشرك منظمة وطنية ينضوي تحت لوائها عشرات المفكرين والمثقفين والعلماء واصحاب الكفاءات العلمية عن المشاركة في المؤتمر الوطني ؟ وهل من مصلحة العراق عدم مشاركة هذه الجمهرة الواسعة من شغيلة الفكر واليد عن هيئة وطنية سيكون لها دوراً مؤثراً في بناء العراق وقيام دولة حضارية تتخلص من التطرف الديني والقومي والارهاب وتساهم في بناء عراق ديمقراطي تعددي فدرالي موحد؟ هذان السؤالان الملحان يبرزان في ظرف تتكالب على العراق قوى الشر التي اذا لم تستطع اعادت العجلة الى الوراء فعلى الاقل وضع العصى في العجلة لبرهة من الوقت حتى تتسنى لها ظروف اخرى اكثر ملائمة لتنفذ خططها ومقاصدها واهدافها بقتل عملية التطور الديمقراطي اثناء عملية تأسيسها الحديث. قد يكون ملفت للنظر وبخاصة بعد تشكيل الحكومة الانتقالية المؤقتة والعمل من اجل المؤتمر الوطني الذي سينتخب بدوره الجمعية الوطنية التي ستكون مهماتها الرئيسية تشريع القوانين والرقابة على عمل السلطة التنفيذية كي تشارك في بناء العراق،ان تمارس عملية عدم اشراك منظمة وطنية للمجتمع المدني بينما توجه الدعوات الصريحة لبعض القوى المشاركة في المؤتمر الوطني التي دأبت منذ البداية على تدمير العملية الديمقراطية والمشاركة في الاعمال المسلحة التي ترافقت عمليات الارهاب والجريمة المنظمة مما ادى الى دخول البلاد في مأزق أمني مازال يعاني منه لحد هذه اللحظة، كما ان هذه القوى مازالت تتخذ من السلاح لغة بدلاً من لغة الحوار الحضاري المتعارف عليه، اضافة الى اعادة الاعتبار لعدد غير قليل من المسؤولين السابقين في اجهزة السلطة السابقة المعروفين بعدائهم المستعر ضد اي تقدم او تطور نحو بناء الدولة الحديثة الخالية من الاضطهاد والتعسف دولة المجتمع المدني والمنظمات والاحزاب الوطنية المدنية وضد العسكرة المقيتة.. وعندما نتحدث عن عودة هؤلاء المعروفين بمسؤولياتهم الحزبية والحكومية من قبل القوى الوطنية والشعب العراقي فنحن لا نعني بالتأكيد اولئك الذين لم تتلطخ ايديهم بالدماء ولم يرتكبوا الجرائم البشعة التي طالت العراق وشعبه المجيد وهم الأكثرية. لا يمكن فهم عدم مشاركة المخلصين في المؤتمر الوطني الا من باب الغاء الآخر بطريقة غير ديمقراطية ولا عقلانية، وهو تجاوز على قانون ادارة الدولة المؤقت التي تنص مواده على قيام سلطة تشريعية باسم الجمعية الوطنية، فهل يعقل ان تكون هذه الجمعية حكراً على جهة دون أخرى أو حسب ما يخطط له من قبل الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة، وهل من مصلحة العراق الديمقراطي الجديد ان لا تشارك منظمة مدنية تضم مئات الكوادر العلمية والثقافية في هذه الجمعية الوطنية بينما يفسح المجال لأصحاب المليشيات المسلحة التي تفتك اسلحتها بالمواطنين الابرياء وتجر البلاد الى شفى حرب اهلية طاحنة تجعل من مهمات اعادة البناء والاستقرار معقدة للغاية او ربما حتى من الممكن الالتفاف على قانون ادارة الدولة المؤقت.. كيف يكون لجمعية وطنية تصدر القوانين باسم الشعب بينما ممثلو بعض الفئات الوطنية المخلصة بعيدة عنها ؟ هل هذا يتطابق مع القانون المذكور والذي ينص الباب الرابع / المادة الثلاثون الفقرة ج ــ على " تنتخب الجمعية الوطنية طبقاً لقانون الانتخابات وقانون الاحزاب السياسية، ويستهدف قانون الانتخابات تحقيق نسبة للنساء لا تقل عن الربع من اعضاء الجمعية الوطنية، وتحقيق تمثيل عادل لجماعات العراق كافة وبضمنها التركمان والكلدوآشوريين وألاخرين" فهل روعيت قضية التمثيل العادل لجماعات العراق كافة؟ نحن هنا لا نريد ان ننقاش قضية خرق هذا القانون وكيفية انتخاب رئيس الجمهورية وتعين رئيس الوزراء ... الخ والذي جاء في الباب الخامس/ المـــادة السادسة والثلاثون " تنتخب الجمعية الوطنية رئيس للدولة ونائبين له يشكلون مجلس الرئاسة " فهل كانت الجمعية الوطنية قد قامت بذلك؟ وهل قام مجلس الرئاسة بتسمية رئيس الوزراء واعضاء مجلس الوزراء حسب المادة الثامنة والثلاثون الفقرة (أ)؟ اسئلة كثيرة من الممكن ان تخلق اشكالات جديدة امام عمل الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة بدلاً من مساعدتها لأنهاء الفترة الانتقالية وصولاً الى الانتخابات القادمة التي ستكون النقلة الأخيرة من أجل قيام دولة القانون وحسب رغبة وطموح الشعب العراقي وهذا ما لا نريده في الوقت الراهن.. ان عدم اشراك المنظمة الوطنية يدل على نسيان الوعود التي اطلقت من مجلس الحكم المنحل وكذلك بعض الشخصيات السياسية وما ينص عليه قانون ادارة الدولة المؤقت.. وهو ضرورة ان تتمثل جميع الاحزاب والمنظمات والفئات الوطنية المهمة التي كانت كمجموعات او افراد معارضة للنظام الشمولي القمعي، في المؤتمر الوطني. اننا ندرك جيداً الصعوبات الجمة والمعقدة في الوضع السياسي وندرك كيف يمكن التعامل مع 350 حزباً تشكل في العراق بعد سقوط الطاغية وكيف تطور الرقم الاجمالي لعدد اعضاء المؤتمر من 1100 الى 1200 عضواً.. لكن نحث مخلصين ان تدرس اللجنة المشرفة على اعداد المؤتمر الوطني العراقي بعمق واقع وامكانية المنظمات وثقلها السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي في المجتمع العراقي، وكذلك لست موضوعة عدم مشاركة المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين فحسب وانما اية جماعة وطنية نظيفة هدفها مصلحة الوطن.. لأن هذا الوضع سوف يجعل الطريق سهلاً لالغاء الآخر في المستقبل وهو ما سيضر العملية الديمقراطية في العراق ان السؤال الاكبر الذي بدأ يجول في افكار جميع الوطنيين الديمقراطين والمنظمات والاحزاب التي تهدف الى اعتماد المجتمع المدني في حياة الدولة القادمة وسياستها الداخلية والخارجية.. كيف ستجري الانتخابات القادمة؟ وهل سيسن قانون انتخابي ديمقراطي من الممكن التجاوز عليه؟ وهل سيجري عدم مشاركة قوى سياسية كانت وما زالت مأثرة في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بحجج ممكن اطلاقها وحسب المصالح؟ نحن نعتقد ان مشاركة المنظمة الوطنية للمجتمع المدني وحقوق العراقيين هي دعم للعملية الديمقراطية وليس العكس ومع هذا فان تجاوز هذه المرحلة وسلبياتها وعدم المشاركة لن يجعل من المنظمة اداة عرقلة او تعطيل عملية البناء والاستقرار الامني ومساعدة الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة في انجاز المرحلة القصيرة وصولاً الى الانتخابات. ان ادراك مخاطر المرحلة وخطورة الوضع الحالي في العراق يستوجب من الجميع الارتفاع بروح المسؤولية لكي تصل السفينة الى شاطيء السلام . فمستقبل العراق ومستقبل الشعب العراقي يجب ان يراعى في اية عملية بناء وتقدم تقوم بها الحكومة العراقية الانتقالية المؤقتة، ولا يمكن ان يكون نظام ديمقراطي نصبو اليه جمعياً وهو يبدأ بخطأ ولو صغير يسبب للعراق في المستقبل آثاراً سلبية كبيرة تسيء لمفهوم الحرية والديمقراطية واحترام الرأي الآخر واقامة دولة المجتمع المدني والقانون وحقوق الانسان في عراق المستقبل.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دور اعلام قناة الجزيرة المعادي والمحرض على التخريب والتحريض
...
-
جريمة تفجير الكنائس لا تختلف عن جريمة تفجير الاحياء السكنية
...
-
ماذا تريد القوى المحافظة في ايران من العراق والعراقيين؟
-
مازال يوم 14 تموز مشرقاً ومشمساً في سماء العراق - رد على الس
...
-
رد على السيد مصطفى القرة داغي - لقد كان ذلك اليوم مشرقاً ولي
...
-
البيئة في العراق ومحاكمة صدام حسين وسلطته الدكتاتورية القمعي
...
-
فتوى السيدة صون كول جابوك عضوة مجلس الحكم السابق في محاكمة ص
...
-
من المسؤول عن استشهاد عائدة ياسين وصفاء حافظ وصباح الدرة ومئ
...
-
المرهون إلى الباب المحكم
-
فاقدين الشيء.....شعر
-
رواية بهية مادليني في ايلاف عن مشعان الدليمي -جميس بوند- جدي
...
-
المحاكمة التي يجب ان تكون اكثر من عادلة
-
يا سيدتي الشبق المتخفي خلف الجفنيّن
-
سفر الحلم
-
كل السلطة للحكومة العراقية المؤقتة
-
بغداد المطلية بالبرق القادم
-
طالبان في الفلوجة مجدداً
-
لاتراجع عن نقل السلطة للعراقيين وإنهاء الاحتلال الاغتيالات و
...
-
لا تخافي
-
آيار الرمز والأمل والغبطة والفرح القادم
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|