|
حذار من الغلو أيها الطائفيون
جواد وادي
الحوار المتمدن-العدد: 3030 - 2010 / 6 / 10 - 07:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تصلنا من العراق وبشكل يومي أخبار يندى لها الجبين وتصدمنا عما يفعله متطرفو الشيعة من ممارسات حولت الإعجاب الذي كنا نكنه لبعض علماء هذه الطائفة والمنتمين لها من المعتدلين إلى ندم حقيقي وأسف لما يقوم به عتاة الشيعة من تشويه وإساءة إلى صور مشرقة في تاريخ هذا المذهب من خلال ما قام به القائمون عليه عبر حقب تاريخية بمقارعة الظلم والدفاع عن المستضعفين وجعل الحوار والانفتاح على الآخر ومناقشة ما يتعلق بالدين من نص وحديث ثم وهذا كان الأهم القيام بثورات خالدة باتت منارات حتى لمن له خلاف مع الدين وحتى من غير المسلمين الأمر الذي كثر محبو هذا المذهب رغم بعض المحطات التي كانت شاذة في تاريخ الشيعة ولكن مواقفهم كانت مشرفة إزاء قبول الآخر والتعايش مع المذاهب والأديان الأخرى، إنما عتاة هذا المذهب وعلى امتداد تاريخه كانوا من حين لآخر يخرجون من ظلمات التخلف والفهم المنغلق للدين فيختلط الحابل بالنابل لنصل إلى أوضاعنا الراهنة بعد انعتاق العراق والعراقيين من ربق الدكتاتورية المقيتة فظهر الوجه المستتر لكثير من الشيعة حيث لم نكن نحن العلمانيون رغم انتمائنا للمذهب وتقديرنا له نتوقع أن هناك شيعة بهذه البشاعة من الظلامية والانغلاق والتخلف المخيف فراحت المليشيات الشيعية تعيث قتلا ونحرا وفسدا وخرابا لأبناء البلد الخارجيين للتو من محرقة صدام ليدخلوا أتون جهنم على يد العتاة من الشيعة والمصيبة أن هؤلاء البيادق الشطرنجية يحركها ويخطط لها ويبارك أفعالها البربرية المشينة المعممون بدل ان يعيدونهم الى جادة الصواب إذا ما انحرف أتباعهم وشرعوا يكرسون ممارسات أعطت صورا مخجلة للعراق وأشاعوا طقوسا كان من الممكن أن تكون أكثر حضارية لإحياء ذكرى آل البيت لا أن يبيحوا للبسطاء تعذيب أنفسهم بطرق مازوشية راحت مصدر تهكم من شعوب لا تصل في وعيها المتواضع ما كان عليه العراقيون من تميز في العطاء والإبداع والانجازات الفكرية المرموقة قبل أن يفرغها من محتواها الوطني والعربي والإنساني نظام البعث المقبور ليخلفه مظلومو الأمس من ضحايا النظام المباد ليتحولوا إلى جلادين جدد وبدل أن يبادر سياسيو العراق الجدد في خلق صيغة وطنية جديدة للتعايش العراقي بين المكونات العراقية وإخراجها من بيت العنكبوت البعثي الى حيث الأمل والسلام والحياة الكريمة أطلقوا العنان للأوباش وأنصاف المتعلمين والمنغلقين والحاقدين وحتى فلول البعثيين المجرمين الهاربين من الحساب ليمارسوا دورة جديدة من فرض سلطة القمع والتصفيات والتخريب الممنهج لشعب ذبيح وعراق مدمر. ما الهدف من ممارسات مشينة تحت اسم الدين والفتوى والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفرض الحجاب لكل نساء العراق باختلاف انتماءاتهن الدينية وإنزال العقاب بالمتبرجات والرافضات لسلطة القمع الديني والوقوف ضد مؤسسات فكرية كالسينما والمسرح والفنون الجميلة لكونها بنظرهم تتعارض والمذهب الشيعي وفتاوى المعممين المتخلفين وإغلاق محلات الشرب ونحر من يعارض الأوامر وتكريس الفكر المذهبي على مكونات بعيدة عن المذهب الشيعي كما عرفناه واحترمناه وسواها من عشرات الأمثلة التي تصلنا فنضرب أخماسا بأسداس ونقضم أصابعنا أسفا لما يحدث ولا نعرف طريق الخلاص من هكذا أوضاع مخيفة ستقود العراق حتما إلى الضياع حيث لا يمكن بعدئذ العودة حين يضيع كل شئ. أليست هذه الممارسات شبيهة بما قام به الظلاميون من وهابيي القاعدة ودولة طالبان الأفغانية وها هم يجدون في العراق الأرض الخصبة لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية ومشروعهم الظلامي وإلغاء كل ما من شانه التعارض مع مذهبهم الوهابي الدموي المتخلف؟ ظهر على شاشة الحرة شاب مخرج في جعبته مشروع لإبداع فيلم عراقي يحكي مأساة العراقيين ومراراتهم وهو يحتاج لدعم لإنتاج الفيلم ذلك هو المخرج محمد الدراجي فاتجه إلى رئاسة الوزراء ظنا منه بأنه المنفذ والأمل للوصول إلى هدفه النبيل وعند مكتب مستشار السيد رئيس الوزراء نوري المالكي طلب منه السيد المستشار كما سرد لنا الحكاية أن يغير شخصية المرأة من امرأة كردية إلى أخرى شيعية إذا ما أراد مساعدته لدعم الفيلم. تصوروا معي إلى أي مدى كارثي وصل مشروع الخراب في العراق. وهاكم هذا الخبر لآخر ما توصل له العتاة من انجازات لوضع البنى التحتية لبناء العراق الجديد وأي تجديد هذا، ذلك أن المحروسين أعضاء مجلس محافظة البصرة المظلومة بعثوا برسالة ابتهاج ونصر الى السيد نوري المالكي يخبرونه فيها بغلق آخر سينما في المحافظة معتبرين هذا الإجراء قضاء على الانحراف والخروج عن الدين!!!!!!. وذات المجلس انفق ملايين الدولارات وهو مبتهج وفي غاية الانتشاء على بناء العديد من الحسينيات والجوامع والبصرة قد لا تحتكم على مدرسة بمواصفات تربوية مشرفة. نحن في البداية ولعل القادم أعظم من البلايا وصور الخراب في عراقنا الجديد جدا.
#جواد_وادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أي هوان أنت فيه يا عراق؟!
-
قصائد
-
هل نأت الانتخابات عن ابتلاء الطائفية؟
-
الحركة العمالية من المد الجماهيري إلى الانكفاء
-
للورد حكاية أخرى
-
ابواب لم تعد موصدة
-
هل لهؤلاء كرامة؟
-
هذه دولة وليست زورخانة؟
-
التاسع من نيسان* يوم إنعتاق
-
اجهزتنا الامنية وانجازاتها الباهرة
-
المجد للحزب الشيوعي بعيده السادس والسبعين
-
القذافي نموذج لتردي الوضع العربي
-
المربد وخفافيش الثقافة
-
السياسيون افسدوا فرحة الانتخابات
-
من فمك وفعلك ادينك
-
الشيوعيون انقى من ان تطالهم الالسن الرثة
-
لا تجعل صوتك طعاما للحيتان
-
ادب المنفى بين عمق التجربة ووجع الغياب-محمد طالب البوسطجي نم
...
-
الشاعر مولاي ابرهيم في اصداره الجديد
-
الام يبقى مبدعو المنافي مبعدون ومحاصرون؟
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|