|
مجلة الصوت الآخر... ترنيمة كوردستانية ملأى بالجمال، غنية بالفكر والثقافة
تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)
الحوار المتمدن-العدد: 3029 - 2010 / 6 / 9 - 21:56
المحور:
الصحافة والاعلام
عندما التقيت هذا الصوت الكوردستاني لأول مرة، كنتُ أحاول البحث في ثنايا فلسفته الصحفية متلمسا المعاني من تغريده بلغة الآخر.. أما الجماليات والأمور التقنية فتركتُ إجابتها لأيادي القراء تتلقفها مقلِّبة بين الصحف والمجلات كيما تصل إليها في الموعد الأسبوعي المعتاد. ولطالما وردتني إشارات واضحة من النخبة الثقافية عن هذه (المجلة) وأدائها المميز..
إنها صوت مضاف يحمل في ثنايا الأسطر رسائل أبناء الجبل إلى أبناء السهل.. وأبعد من ذلك فإنه يحتضن أصدقاء كوردستان تعبيرا عن فلسفة التعددية وعمقها الديموقراطي.. تلك الفلسفة التي تقدمت أبعد باتجاه فتح ميدان رحب للتفاعل بين أنا الصوت والآخر؛ موفرا فسحة الجدل الموضوعي الرصين. ومدافعا عن قيمة تأصلت هنا بكوردستان، أرض حريات الصحافة واحترام حق التعبير وإعلاء شأن الكلمة الحرة الصادقة الأمينة؛ تلكم هي قيمة احتضان الصوت الآخر والدفاع عن حقه في التعبير عن رؤيته ونقلها إلى جمهور الكلمة من القراء حيث محكمة الكلمة وقرار تبني الأصوب والأصح والأدق.
هذا المنبر الإعلامي الصحفي الذي تعنيه (الصوت الآخر)، مجلة َ َ للثقافة وخطابها الفكري العميق ولجماليات فلسفة الإنسان الملتزم بالحق وبأنسنة الحياة وتطمين تطلعات البشرية في غد أفضل.. وهي علامة لا للصحافة حسب بل هي علامة لكوردستان الجديدة وتوكيد خيار القرار الفدرالي الثابت وفتح جسور العلائق المتينة على صعيد الوطن بتعدد أقاليمه ومكوناته وعلى صعيد الوطن بالأفكار والسياسات بتعددية معالجاتها وأشكال تناولها وجواهرها.
إنها ستبقى علامة في مسيرة الصحافة الكوردستانية الجادة التي تركب المسار الصحيح يالتعاطي مع الآخر. وفي تبني الفلسفة الأنضج مما خبرته البشرية في صحافة الرأي.. وهي توكيد لصواب وجود أدوات الخطاب في أجواء التعددية والتنوع والارتقاء بنبل القيم التي يحملها احترام هذه السمات الطبيعية في حيواتنا الإنسانية.
بقيت إشارة تخطيطية أو برامجية للمجلة بأن أشيد بفكرة تبني ملفات مخصوصة بين الفينة والأخرى في إصدار أعداد المجلة. وما ينتظر هو برمجة بمستويين ثابت مسبق لخطة سنوية تشير إلى ملفات ستظهر ويجري الإعداد لها باتصالات واسعة وتجميع المواد وربما تقديم دراسات فيها جميعا أو ببعضها بما يعمق فرص الحوار والتفاعل بين الأصوات التي تظهر في المجلة وأعدادها.. وملفات تظهر بحسب الظروف المستجدة أولا بأول.. وذلكم ما يحصل بجدية طالما وجدنا الصوت الآخر تحصد فيه السبق صحفيا والتميز في الأداء والمعالجة..
وفي صعيد آخر ستكون لتعزيز حجم المجلة ضرورة بخاصة بتوسيع الأبواب تحديدا بالتعريف بالفنون والآداب الكوردية وتاريخها القديم والمعاصر.. حيث تجري الكتابة بملفات مخصوصة عن الدراسات الكوردية بجميع اللغات وأولها العربية ثم التركية والفارسية وكذلك النصوص الأدبية قصة ورواية وقصيدة فضلا عن المسرحية مما كتبته الأقلام الكوردية المبدعة..
إن حوارا ينصب على توثيق تاريخ الكورد بخاصة في خلفيته الثقافية الأدبية الفنية لأمر منتظر بوضوح وبطريقة مدروسة مخطط لها من باب التوثيق من جهة ومن باب البحث النقدي المباشر ومن بوابات الحوار الأوسع مع الآخر في إطاري التعريف والتفاعل..
وسيكون استقطاب رؤى ومعالجات عراقية تسجيلا لفتوح صحفية مؤملة عندما تلج الصوت الآخر السوق العربية الأوسع وكم هي حاجة هذا الميدان لتعزيز رسائل الصحافة الكوردستانية الموشحة بتوكيد القامة الشامخة في احترام التعددية وفي التفاعل الثابت مع الآخر من منطلق الثقة بالنفس ومنطلق صدقية التعايش والتحالف الإنساني مع المحيط بكل ألوانه وأطيافه..
من المفيد إيجاد فرص توزيع باتجاه الجاليات في خارج الوطن.. على سبيل المثال بتوظيف المراكز الثقافية والجمعيات والروابط الثقافية هناك.. كما سيكون مهما التعاطي مع تطوير موقع المجلة وإظهار صورتها بصيغ فنية على شبكة الأنترنت مثل استخدام برنامج الــ (PDF) كيما تقدم الأعداد بعد مرور وقت مناسب بهذه الصيغة تعريفا بها وبجهدها..
كما يمكن فتح بوابة للملاحظات ورسائل القراء عبر شبكة النت فرصة لتوسيع استقبال التفاعلات مع الصوت الآخر كما هو ميدان عمل المجلة.. وبالتأكيد سيكون البحث والمراجعة والقياس والمقارنة مع التجارب أمراً مطلوباً ومنتظراً... على سبيل المثال إجراء استبيانات رأي للقراء عبر الموقع وعبر منافذ أخرى فهي من جهة مراجعة بحثية ومن جهة إعلان وتوطيد ثقة وترسيخ صلات بالجمهور والمتخصصين..
ربما سيكون وجود أبواب مفتوحة لأسطر يكتبها القراء في قضية أو إشكالية أو حدث، أمرا مفيدا لجذب التنوع في الصوت ولوضعه في ميدانه المؤمل. ومساهمة جدية في تعزيز آليات الديموقراطية بمنطق التقريب وتطمين الحوارات النقدية الصحية الصحيحة.. وقد يكون المشرف الصحفي في المجلة ملاحظا ومشيرا إلى ما يلمع من آراء مهمة ومعالجات متميزة. أو ربما يكون التصويب والتعديل منتظراً من جهة..
قد تكون للمجلة فرصة بوضع عنوان وانتظار أسئلة المتابعين لتحويلها إلى ريبورتاجات وأعمال مناسبة.. تعزيزا لفلسفة الرأي والرأي الآخر..
هذه كلمات تغتنم الفرصة لتصورات ربما بعضها منفذ بطريقة كلية أو جزئية وربما يفيد مقترح أو آخر في خلق إيماضة مناسبة لفكرة لدى هيأة التحرير التي أحييها على جهودها الرائعة تحديدا هنا السيد ماجد الدباغ في رئاسته تحرير المجلة طوال المدة المنصرمة ونهوضه شخصيا في متابعة عدد من الأنشطة والمحاور المهمة..
وفي الختام فإن فرصة ذكرى التأسيس وانطلاقة التحرير والنشر وطلب المعالجات التقويمية تمثل نموذجا جديا يحتذى من بقية الدوريات.. وهي جهد صائب يحسب للمجلة وإدارة تحريرها، ولشجاعتهم الأدبية في قبول الرأي والنقد البناء الموضوعي.
أسجل هنا تحياتي وتمنياتي للمجلة بدوام التقدم وتوسع جمهورها وارتقاء عطائها لميادين جديدة في عام جديد آخر وهذه أطيب التهاني بذكرى الصدور الأول وعقبى احتفالية المائة عام من العطاء. وأمنيات أن تكون للمجلة احتفالية كتقليد سنوي يجمع الكتاب والجمهور، من الناطقين باللغتين وممثلي جسور التواصل ومنافذ الحوار بين أطياف التعبير والكلمة، في ميدان رحب ما يعمِّد دور الصحافة في خلق مناسبات أفراح وأعياد تجذب الإنسان حيث الامتلاء وجماليات الثقافة الإنسانية الحية وهذا الصوت الكوردستاني النبيل جدير بهكذا فعاليات كبيرة مميزة..
*رئيس جامعة ابن رشد في هولندا
رئيس البرلمان الثقافي العراقي في المهجر
http://www.sotakhr.com
#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)
Tayseer_A._Al_Alousi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لمن ستذهب أصوات الهولنديين من أصول أجنبية؟
-
انسحاب القوات الأمريكية بين الأجندتين الأجنبية والمحلية.. في
...
-
بعض برامج الأنشطة الثقافية لمنظمات المجتمع المدني العربية في
...
-
مشروع جائزة الجواهري للشعر العربي
-
قراءات في ضوء مجريات الأوضاع العراقية العامة اليوم
-
عقدة تأليف حكومة الشراكة الوطنية
-
استراتيجية السلام العربية ومستلزمات التفعيل
-
دلالات توديع كوكبة أخرى من الأطفال ضحايا جريمة جينوسايد الأن
...
-
رسالة المسرحيين العراقيين بيوم المسرح العالمي2010
-
حول فكرة حصر المناصب السيادية بتوزيع عرقي طائفي؟
-
تقرير البرلمان الثقافي العراقي في المهجر بشأن الانتخابات الب
...
-
رسالة مفتوحة: من أجل حل مشكلات الطلبة الجزائريين حلا عاجلا و
...
-
لننتخب البديل الديموقراطي القادر على التغيير
-
يوم لاحتفالية سنوية تكريمية للمسرح العراقي
-
استراتيجية إدارة الحملة الانتخابية.. إثارة غبار وتجيير واستغ
...
-
صوت كوردستاني الهوية بالعربية.. فضائية كوردستان ببرنامج ثان
...
-
كوردستان: انفتاح في العلاقات الدولية والتزام مبدئي بالفديرال
...
-
بصراحة تأثير التوتر بات خطيرا وبحاجة لوقفة مراجعة!؟
-
أسئلة عاجلة إلى معالي وزير الثقافة في بغداد والمسؤولين في ال
...
-
الحرمان من المشاركة في الانتخابات بين الأصول القانونية ودواف
...
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|