أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحزام الأمني الايراني !














المزيد.....

الحزام الأمني الايراني !


سهر العامري

الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 11:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


منذ العصور المظلمة ، وفي حروب دامية ما بين الدولة الصفوية الفارسية ، والدولة العثمانية التركية كانت يران تعمد الى احتلال البصرة ، وبعضا من الاراضي العراقية الواقعة على حدودها الجنوبية ، وتضمها قسرا اليها ، وغالبا ما كان عرب الجنوب بقبائلهم المعروفه ، والمنضوية تحت حلف المنتفك هم من يتصدى لها ، فقد قاتل ذلك الحلف الايرانيين اشد قتال في منطقة الفضيلية من الناصرية ، وذلك حين استدرج ثوار الجنوب الجيش الايراني لتلك المنطقة ، ثم سدوا بوجهه كل منافذ الهرب ، وأبادوه عن بكرة أبيه بقيادة الشيخ ثامر المنتفكي ، ثم توجه الثوار صوب البصرة ، وحرروها بعد أن قضوا على الحامية الايرانية فيها ، وكانت القوات الايرانية قد حولت البصرة الى قرية وقتها ، ولم تترك تلك القوات بيتا من بيوتها الا وقد استباحته ، وانتهكت حرمته 0 لقد حقق الثوار نصرهم هذا ، مع تخلي الدولة العثمانية عن نصرتهم ، ومع كل العروض التي قدمها صادق خان ، قائد القوات الايرانية في البصرة ، للثوار ، ومن ضمنها جمل دينية منطبعة بالطابع الشيعي ، ورغم خيانة بعض العرب من بني كعب الذين سهلوا للايرانيين احتلال البصرة 0 حدث هذا في الربع الاخير من القرن الثامن عشر ، مثلما كتب لونكريك في كتابه أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث 0والحديث عن الاطماع الايرانية في جنوب العراق حديث طويل ، وحب السيطرة عليه قديم ، ينبعث بين زمن وزمن ، تسعى له السلطات في ايران تيجانا وعمائم ، ولا فرق في ذلك ابدا ، ولكن العجب كل العجب في التصريحات الغير المسؤولة التي تنطلق من هذا المسؤول العراقي أو ذاك ، غير آبه بخطورة ما يقوله ويصرح به ، ففي الوقت الذي يُجمع العالم كله تقريبا فيه على عدم السماح بتقسيم العراق تحت أية حجة أو ذريعة ، يظهر علينا ممثل الصدر في محافظة البصرة ، ونائب المحافظ فيها ، السيد سلام المالكي ، مهددا بانفصال المحافظات الجنوبية الثلاث في العراق : البصرة ، الناصرية ، والعمارة ، وإقامة اقليم الجنوب العراقي المنفصل ، والادهى من هذا ان اعلان نائب محافظ البصرة هذا جاء بعيدا عن تطلعات اهل الجنوب عموما ، وبعيدا عن آمالهم المتجسدة في تحقيق العدالة في التطور الاقتصادي لجميع مدن العراق ، ومن ضمنها مدن جنوب العراق التي لحقها من الحيف والدمار والخراب والاهمال الكثير ، وعلى مدى عهود متوالية ، رغم أن جنوب العراق مصدر ثر من مصادر الدخل الوطني العراقي ، حيث تزخر أرضه بثروة نفطية زاخرة 0
لو كان نائب محافظ البصرة قد طرح فكرة الانفصال المشؤومة على هذه الشاكلة ، لتلمسنا له عذرا فيها ، أو لربما وجدت لها صدى في نفوس بعض أهل الجنوب ممن أكلهم الفقر ، وعضهم الجوع ، وحرمهم صدام المجرم حتى من خيرات الارض التي ولدوا عليها ، وذلك حين قام بتجفيف أهوار الجنوب ، وقتل الحياة فيها ، ولكن السيد سلام المالكي، نائب محافظ البصرة ! يقيم تنفيذ تهديده هذا على عدم تلبية الشروط التالية :
* انسحاب القوات الامريكية من النجف 0
* الاعتذار الرسمي من قبل رئيس وزراء العراق ، أياد علاوي للصدر وللتيار الصدري 0
* تعويض الشهداء ! والمتضررين من جيش المهدي 0
واضاف انه أعطى أمرا لشركة نفط الجنوب بأن توقف الصادرات النفطية العراقية حتى تتم الاستجابة لمطالبنا , وانه يجري اتصالات مع المسؤولين في التيار الصدري في المحافظات الثلاث من أجل إقامة هذا الاقليم 0
ويبدو لي أن السيد النائب متأكد من أنه لا يوجد أحد من العراقيين سيلبي دعواه في الانفصال تلك ، فاستعجل أمره من أجل اقامة ذلك الاقليم ، هو وانصار تياره ولا غير ! أما قوله من أنه أعطى أوامره من أجل ايقاف تصدير النفط العراقي لا يعدو كونه لغوا ، رغم الاخبار التي اشارت الى ايقاف تصديره بعد تهديد السيد نائب محافظ البصرة نفسه ، ذلك التهديد الشبيه بالتهديدات الارهابية التي تصدر عادة من المنظمات التي احترفت القتل والجريمة لتحقيق غايات بغيضة ، ويعود السبب في هذا الامر الى أن القوات الحليفة ، والكل يعلم ، هي التي سيطرت ولا زالت تسيطر على آبار النفط في البصرة ، ومنذ اللحظات الاولى لبدء العمليات العسكرية ، ولهذا لا يستطيع السيد النائب ، ولا تياره من ايقاف تصدير النفط العراقي ، اللهم إلا إذا عمدوا الى العمليات التخريبة لانابيب نقل النفط ، والتي سبقهم اليها جند الفلوجة من عشاق الحور !
والسؤال الجدير بالطرح هنا ، هل تقبل الحكومة العراقية أن تضم رجلا بهذه المسؤولية ، مثل نائب محافظ البصرة ، بين صفوفها ، حتى لو كان منتخب من من نفر ؟ وهل ترضى أن يُقام حزام أمني لايران من مدننا الجنوبية التي ضحى اهلنا وأجدادنا في صونها ، والدفاع عنها ، وعلى مدى سنوات طويلة خلت ؟



#سهر_العامري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران تسارع للتصعيد !
- في غليان الأحداث رحل السستاني !
- كيف يأكل المنشار ؟
- ظرف الشعراء ( 19 ) : الحكم بن عبدل
- جنون البقر !
- العراق يوحد أعداء الأمس !
- أهداف المبادرة السعودية !
- ما أفضع جرائم المقاومة !
- العراق ما بين عرب وعجم !
- ظرف الشعراء ( 18 ) : ابن الرومي
- جولة علاوي العربية الفاشلة !
- السفارة والسفراء !
- ويقتلون بالدينار الأردني !
- الزرقاوي بوب دينار العرب !
- المقهى والجدل
- رحيل تينيت !
- من سرّاق الى شحاذين !
- ويُقادون مثل الخرفان
- لصوص النهار !
- حكومة الابراهيمي الامريكية - العربية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهر العامري - الحزام الأمني الايراني !