إيهاب سلطان
الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 10:54
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
مؤسسات التعليم العربي مولدة للبطالة والدخول المنخفضة، وحاملو المؤهلات الدراسية لا يمتلكون أي ميزة.
بلغت البطالة في البلدان العربية مستويات مخيفة، خاصة بين الشباب من حاملي المؤهلات الدراسية مما يؤكد أنه لم تعد هناك دولة عربية محصنة ضد البطالة، وذلك وفق ما يشير إليه تقرير حديث صادر عن منظمة العمل العربية.
وقال التقرير "أن ظاهرة البطالة بين الشباب المتعلم هي الظاهرة الأشد إيلاما في المجتمعات العربية، فبها تبدو مؤسسات التعليم والتدريب وكأنها مولدة للبطالة والدخول المنخفضة. وتزيد جهود التنمية البشرية هدرا."
واعتبر التقرير بداية ظهور ظاهرة بطالة الشباب في المجتمعات العربية كانت في مصر التي اتسعت فيها البطالة ووصفت وقتها بحالة متطرفة مقارنة بالدول العربية الأخرى التي تسللت لها تلك الظاهرة وأصبحت الآن طابعا شائعا، خاصة وان البطالة في مصر انتشرت بين حاملي المؤهلات المتوسطة الذين يمثلون ما يزيد عن 70% من المتعلمين المتعطلين وبالمقابل فإن 4.1% فقط من المتعطلين هم من الأميين ونسبة أقل بين من يعرف القراءة والكتابة2.5%.
وأضاف التقرير" أن ارتفاع معدلات البطالة بين حملة المؤهلات الدراسية لا يعني بالضرورة تدهور أوضاع التشغيل لهذه الفئة، بل يعني في جانب منه توسيع هذه الفئة بازدياد معدلات الاستيعاب في مختلف مراحل التعليم".
وأكد التقرير على أن مشكلة تشغيل الشباب باتت مشكلة حيوية تواجه البلدان العربة وتهدد السلام الاجتماعي فيها وذلك منذ عقدين، وقد بدأت المعالجات من خلال جهود موجهة لتشغيل الخريجين ثم توسعت بعد ذلك لكنها لم تقضي على الظاهرة.
واستعرض التقرير ما بذل من جهود في كل بلد عربي منفردا، ففي المغرب أنشئ المجلس الوطني للشباب والمستقبل عام 1991 وأعد ميثاق وطني لتشغيل الشباب وتنمية الموارد البشرية، واشتمل الميثاق على ضرورة الحوار والتشاور والتفاوض والتعاقد والتضامن لتحقيق الميثاق، كما تم إعداد برنامج استعجالي لادماج الشباب من حاملي الشهادات، واستمر المجلس الوطني للشباب في اتخاذ إجراءات متتالية للتخفيف من مشكلة تشغيل الشباب وكان من بينها مكتب تشغيل يختص بخريجي الجامعات.
وفي الجزائر بدأت معالجة المشكلة بإنشاء صندوق لتشغيل الشباب 1989 وأنشئت لجان في كل ولاية لتمكين الشباب من فرص عمل. وطور العمل بإنشاء جهاز للادماج المهني للشباب عام 1990 في إطار وزارة العمل والحماية الاجتماعية، كما يعد إنشاء التعاونيات بين الشباب من أهم الجهود التي بذلت، حيث يمول مشاريع الشباب بواقع 30% والباقي يساهم به البنوك لإيجاد فرص عمل مؤقتة بأجور توازي الحد الأدنى المطلوب. بالإضافة إلى العديد من الجهود التي ساهمت في حل مشكلة البطالة.
بينما بدأت تونس برامج لتشغيل الشباب منذ 1981 ونضجت تجربتها بإصدار قانون ينظم ذلك عام 1993 وأبرز تلك البرامج ثلاثة منها، وأهم عناصر البرنامج الأول كانت تنفيذ عقود تربط بين التدريب والتشغيل لذوي التعليم المتوسط واستفاد منه قرابة 3500 شاب واعتمد الثاني 1988 على إعداد الشباب للحياة المهنية ادمج 60% من الشباب ذو التعليم المتوسط واستوعبهم جميعا القطاع الخاص، ـ أما البرنامج الثالث فهو مثل سابقه لكنه موجه إلى حملة الشهادات الجامعية واستفاد منه قرابة 14 ألف شاب استوعب القطاعين الحكومي والعام بنسبة 38% منه. بالإضافة إلى إنشاء صندوق الإدماج والتأهيل المهني باتفاق مع البنك الدولي ولمدة ثلاث سنوات واستفاد منه 8000 طالب عمل التحق الكثير منهم بصناعة النسيج والملابس الجاهزة بجانب ذلك هناك أنشطة قديمة ومستمرة لدعم الصناعات الصغيرة والحرفية ولتطوير الريف.
وفي مصر تبلورت جهود تشغيل الشباب في الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي رصد له اعتمادات هامة نصفها من الميزانية العامة، وقد أنشئ الصندوق ضمن شبكة الأمان الاجتماعي في مصر. بجانب ذلك نفذت مشاريع لصالح الخريجين مثل تمليك أراضي زراعية مستصلحة لهم.
وفي الأردن بذلت جهود التشغيل اقترنت بجهود صندوق التنمية وإن كانت محددة لضعف الموارد، كما ساهمت في حل المشكلة صندوق المعونة الوطنية وصندوق الزكاة وصندوق الملكة علياء للعمل الاجتماعي والتطوعي والاتحاد العام للجمعيات الخيرية.
وبدأت في موريتانيا نشاطا لصالح توظيف الخريجين، كما سعت اليمن من خلال صندوق التنمية الاجتماعية فيها إلى حل بعض مشاكل تشغيل الشباب، واعتمدت البحرين على إعادة تنظيم توظيف الوطنيين بجهود نشطة وإجراءات تحفز القطاع الخاص على تشغيل المواطنين.
وفي عمان شرع صندوق تنمية مشروعات الشباب عام 1998 وهو مختلف عن نظيره في البلدان العربية الأخرى إذ يمثل شركة مساهمة عمانية محدودة تهدف إلى تشجيع الشباب العماني على الدخول في مجالات الأعمال الحرة وإنشاء أو امتلاك مشروعات صغيرة من خلال دعم مالي أو قروض في حالة العوز.
وفي السعودية كما في البحرين والإمارات صناديق وبرامج تهدف في عمومها إلى إكساب الشباب مهارات مقبولة في سوق العمل
#إيهاب_سلطان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟