أنا سوري يا نّيالي!

نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 922 - 2004 / 8 / 11 - 10:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    

حساء مذهل كفسيفساء مسلوقة وخطوط متداخلة كآثارأقدام الدجاج على أرض موحلة.
بائع البندورة يتكلم بضرورة بناء مؤسسات لأن جاره المثقف قال له أن مجتمع المؤسسات مليح كتير.
والصيدلاني يبيع أمشاط شعر وشفرات حلاقة ويعدل في وصفة الطبيب على مزاجه.
حبة فوق مع زيارة علاوي إلى دمشق وحبة تحت مع قطع الرؤوس كطريقة فريدة للتحرير ، والحوار قائم بين الد يكتاتورية والديمقراطية بين الشخص ومرآته.
في هذا الحساء السوري المذهل لم أعد أعرف الحاكم من المحكوم والسلطة من المعارضة هذا إذا كانوا فعلاً موجودين كلهم أو بعضهم سواء داخل أنفسنا بدون استثناء وبأشكال مختلفة ودرجات متفاوتة أو خارج البلاد.
هناك أجهزة وأحزاب وجمعيات وطوائف وعصابات وشرطة ومحاكم ودكاكين وأدباء وسماسرة ومثقفون ومومسات وانواع كثيرة من الإتحادات والإنفصامات والإنقساما ت السياسية والمهنية والنفسية ولكنني لم أعد أميز بين زعيم حزب وأمين عام عصابة ولا بين رئيس سوبر ماركت وصاحب جمعية خيرية أو شريرة ولا بين رحبة سيارات عسكرية واتحاد كتاب أو فلاحين .
الزيارات كثيفة ومتبادلة وعلى المفضوح أحيانا بين التاجر والصحفي والطبيب النفسي والسياسي كما يتصل الصالون بغرف النوم في كثير من البيوت العريقة وغير العريقة.
كل أصحاب البسطات الثقافية يسعون بأقلامهم وأحلامهم { بعد أن أفلست أصبحت بائعا متجولاً وبالمجان } إلى فتح مواقع خاصة للجملة وفي الموكب السائر الدائر كرد وآشوريون وأرمن وسريان وشركس وتركمان ...إلخ فسوريا وطن لجميع السوريين شاء هذا الصربي أو أبى ذلك الشيشاني.
المذهل في هذا التكوين العجيب أنه يبحث عن قوام له (حين يبحث) خارجه في جيرانه بل في أزماتهم ليس لأخذ العبر وإنما غالبا للصيد في الماء العكر كما يقال وذلك ربما لغيرة ما فيتدخل سرا أو علانية في تجربتهم مهما كانت نوعية وكأنه انتهى من ترتيب بيته حتى الكمال أو ربما لديه رهاب نابع من رضة أزلية أو تثبيت طفلي في لاوعيه أصبح في قراءة وعيه وصاية الأب الراعي والمسؤول رغم أن الرعية المزعومة من الداخل والخارج تستنجد وتتوسل لتركها وشأنها. فعلاً نحن السوريين أفقيا وعموديا كالدبق ،ألهذا تفر منا العصافير ؟.
.أنا سوري يا نيالي.هنا في هذه المساحة من الوعي واللاوعي تتجسد الوحدة الوطنية كلها ولن تجد شيئا منها في أي مكان آخر من أرجاء شعبي الحبيب .

#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات