|
تركيا أو - جحا- الشرق الأوسط
عبدالحق فيكري الكوش
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 22:27
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
سؤال يجب أن يشغلنا اليوم ما هو الربح الذي ستجنيه القضية الفلسطينية ما بعد أسطول الحرية؟ - وما الذي سنجنيه نحن كعرب- من صراع لا نريد أن نتحول فيه الى "حمار" مطية لشخصية شهيرة هي شخصية "جحا" التي تحولت ونواذرها الى شخصية عالمية، و من من الأطفال و المجتمعات لا يعرف هاته الشخصية الشاطرة و الممتعة و المحببة ومن منا لا تسليه هاته الشخصية التي عرفت بمقالبها ونواذرها و شطارتها، حيث أنها أنتجت تراثا انسانيا و أدبا عالميا متميزا... أعرف جيدا، أن السياسة و الدعارة شيء واحد، لكني لا أعرف سياسة جحا و لا أفقهها كثيرا في العصر الحالي، لأنها مازالت طرية و لم تصل الى مرحلة النضوج الكامل، و لا يبدو لي من حمار في هاته القضية و في العصر الحالي غير "العرب"... قبل الاجابة عن هذا السؤال الذي يبدو انه يحتاج الى تأمل و لوك، و الى قراءة نفسية لهؤلاء الأتراك، الذين ظهروا فجأة يلبسون ثياب النبلاء تماما مثل شخصية "جان فالجون" في رواية " بؤساء فيكتور هيجو"، و يديرون نواعير السياسة الدولية بمقالب ونواذر جديدة، حولت الكيان الصهيوني نفسه الى بليد ومجرم وسفاح حتى في نظر اليهود أنفسهم، و لا يوجد غير "جحا" يمكنه أن يفعلها، أي "تركيا " نفعنا الله ببركتها و ببركة "جحا" ... هؤلاء الأتراك الذين يختزن موروثهم الثقافي، حكاية بليغة تدل على شطارتهم و ذكائهم، لن يتردددوا في الاستفادة منها، لتسليط مزيد من الضوء على تركيا، التي ستجنيه عملة صعبة، في كل المجالات " السياسة و الاقتصاد و السياحة و حتى الكبرياء القومي التركي..." كما أن هناك قصة أخرى أكثر تشويقا ودرامية و هي قصة "علي بابا و الأربعون حرامي "، أعتقد أنها أيضا و اضحة و لا تحتاج الى توضيح، فالحرامي هو الكيان الصهيوني، و طبعا فالكنز سيكون من نصيب جحا، عفوا أقصد علي بابا أو تركيا ... شخصيا تتبعت بامعان و اهتمام شديد، فلاسفة "القوة الناعمة"، و أعجبت بهؤلاء القادة الجدد الذين لهم "كاريزما عثمانية" ونباهة "جحا" ، و أذهلتني الأرقام الفلكية التي حققها الاقتصاد التركي في عهد "العدالة و التنمية" اذ قفز الناتج القومي الإجمالي من 300 مليار دولار سنة 2002م إلى 750 مليار دولار سنة 2008م، بزيادة تساوي 150%، وبمعدل نموٍّ وصل إلى 6.8%،.. وهو رقم فلكي لدى أهل الاقتصاد ، و يدل على ديناميكية اقتصادية حقيقية... كما ارتفع معدَّل الدخل الفردي السنوي للمواطن من 3300 دولار في سنة 2002م إلى حوالي 11.000 دولار في سنة 2008م، ليشمل الرخاء الاقتصادي كافة فئات المجتمع .. في شيء آخر ملفت للانتباه، وهو تنظيف الجوار و خفض درجة النزاعات معه " الى الصفر أو ما تحته"، أي أنها دعوة للاستفادة من" وليمة جحا" ... و ثالث الأشياء اهمية هو قلب الطاولة على الاسرائيليين، أي ان تركيا أو "جحا" في ذكاء ملفت، استفادت من الميكروب الصهيوني، من أجل اكتساب المناعة الذاتية ثم تخلصت منه، و الطريقة التي تطرد بها هذا الميكروب، هي واحدة من النواذر التي يجيب ان تنسب الى جحا...(عكس العرب الذي لهم حب و عشق خاص للفيروسات و الميكروبات و قدرة عجيبة على التناغم معه، و لم أجد شعبا يحب فتح مفاوضات مع الميكروبات مثل هذا "الشعب"، حتى وهي خاسرة وحتى ان حماره توقف في العقبة، فهو يلح على برسيم المفاوضات و تبن "السلام، رغم أن المفاوضات فيه فر و كر و شطارة، الا أنهم يفرون نحو المرض و لا يكرون عنه، و كما يقول المغاربة "يقومون بتربية الكبد على الفيروسات و الميكروبات".).... السياسة التركية هي سياسة تتوافق و أجندة مصالحها، لا يوجد أدنى خطأ حتى الآن، الحمير في السوق الدولية متوفرون، و الاقتصاد أو الكنز حتى الآن في قبضة علي بابا، و الصراع مع الحرامية مثير، و ما على هؤلاء العنصريون في أوربا الذين يرفضون دخولها كفرد من العائلة الأوربية، غير أن يعضوا أصابعهم ندما، و الحقيقة ان هناك اجماع داخل تركيا على تأييد حزب العدالة و التنمية و ان كان هذا لا يظهر للعيان... نموذج واحد، يظهر لنا شطارة الاتراك : أليست هاته سياسة جحا أن تقبل "الدولة التركية " "ايران"، و حليفتها " سوريا" ، وهي قضية و مجموعة قضايا تتحول الى مطية أو حمار والى" كنز سياسي و اقتصادي "حسب أعراف جحا، في تعارض تام مع حلفائها بالأمس، الذين أعيوا هاته الشخصية أو تركيا بمطالب، و صلت الى درجة من الوقاحة، بحيث كلما طبقت تركيا "شرطا"، طالبوها بتفيذ شرط آخر، ؟؟؟؟ لن أجيب عن السؤال، فالجواب عند الحمار، أقصد العرب، و جميع الحمير في سوق النخاسة الدولي ... عاش جحا، و عاشت تركيا ....
#عبدالحق_فيكري_الكوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-2-
-
الثورة الناعمة : محاولات قزحية لبناء وفهم الإنسان العربي-1-
-
رسالة 8 مارس من كاتب مغربي الى مواطنة جزائرية - تخليدا للحصا
...
-
غياب الحرية السياسية مشكلة العالم العربي
-
الأضرحة و القبور والسلطة و الإنسان المقهور
-
المثقف و الحداثة ومؤسة الزاوية
-
بعد تنظيفه لخطايا سيده الأبيض - أوباما يكافئ بجائزة نوبل-
المزيد.....
-
شاهد التسلسل الزمني للحظات إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين ف
...
-
لماذا يتعجل الشرع الزمن نحو الرئاسة؟
-
الادعاء الألماني يوجّه اتهامات ضد مشتبهين بالانتماء إلى داعش
...
-
ما أهمية إعلان الجيش السوداني تحرير الخرطوم بحري؟
-
شهيد بنابلس ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة 5 بجنين
-
السعودية تهنئ الشرع بتوليه رئاسة سوريا
-
شاهد ما كشفته صور حطام طائرة ركاب ومروحية في نهر شبه متجمد ب
...
-
حماس تعلن مقتل قائد جناحها العسكري محمد الضيف ونائبه مروان ع
...
-
ترامب: -لا ناجين- من حادث اصطدام طائرة ركاب بمروحية عسكرية ف
...
-
أبو عبيدة يُعلن مقتل محمد الضيف وعدد من القيادات العسكرية لـ
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|