علي الانباري
الحوار المتمدن-العدد: 3027 - 2010 / 6 / 7 - 12:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
المتابع لما يجري في الساحة العربية من احداث يصاب يالعجب فمنذ حادثة قافلة
الحرية قامت الدنيا ولم تقعد فالكل منشغل بالهجوم الاسرائيلي على احدى سفن
القافلة دولا ومنظمات ومؤتمر اسلامي وجامعة عربية وووو
طبعا الحادثة ليست بسيطة وما على الجميع الا ادانتها والتنديد بالغطرسة الاسرائيلية
واي غطرسة من هذا الطرف او ذاك0
ان اساس الحديث هو تركيا التي يعلم الجميع انها دولة اقليمية في المنطقة وهي الوجه
الثاني لايران فكلا الدولتين تشعر بالعظمة وانها الراعي الحامي لامنها فايران كما
يبدو لا تريد للمنطقة ان تستقر الا ضمن مفهومها الخاص للاستقرار اي عدم التطبيع
مع اسرائيل وجعل العراق ولبنان وحماس تدور في فلك السياسة الايرانية وهذا الامر
لا ينكره الا غافل او متواطيء0
اما تركيا فهي لا تريد ان تناى بنفسها عن جاراتها العربيات بعد ان ازداد النفوذ الايراني
في المنطقة والكل يعلم ان تركيا صديق حميم لامريكا واسرائيل وما المناورات العسكرية
التي تجري معها كل سنة الا دليل دامغ على ان كلا الدولتين تجد في الاخرى حليفها
الاستراتيجي ولكن بعد حادثة سفن الحرية بدات الاحداث تنعكس تماما0
ان لتركيا شعورا نفيا بالتفوق وهذا ارث عثماني امتد مئات السنين وربما لا يشابهه
الا الارث الفارسي وكلنا يعرف ان ايران ما ان يضعف الحكم في العراق حتى تحتله
كما كان يحدث في عهد الصفويين وما بعده0
لقد اراد السيد اردوغان ان يدخل على الخط الساخن للنزاع العربي الاسرائبلي لغايات
كبرى لا تصرح بها تركيا لكن اللبيب يستطيع كشف معالمها فالدول العربية في اقصى
حالات الضعف فان مدت لها تركيا يد المساعدة وتظاهرت بعداء اسرائيل فسوف
تكسب حلفاء على حساب ايران وهذا ما يجعل من اردوغان يفوز بود الاتراك والعرب
معا وما احسب ان امريكا غافلة عما يجري وكذلك اوربا0
اذن ما يجري هو مناورة امريكية اوربية تركية لدخول تركي ناعم الى المنطقة العربية
على حساب ايران الدولة المكروهة من الجميع ففي عزلها انتصار لاوربا وامريكا
وحتى لاسرائيل التي لا ترى في الموقف التركي تهديدا لها فتركيا لا تستطيع ابدا ان
تخرج من الحضن الامريكي الدافيء0
القادم من الايام هو المحك لكل هذا وستكشف وجه تركيا الحقيقي بدون اقنعة
#علي_الانباري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟