أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟















المزيد.....

من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟


سليم نصر الرقعي
مدون ليبي من اقليم برقة

(Salim Ragi)


الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 16:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


- محاولة لإستجلاء مصطلح دارج -
الخوض في هذه المسألة الشائكة المختلف عليها قد يكون مغامرة .. فسؤال : من هو المثقف؟ .. طرحه الكثير من المثقفين وحاولوا الإجابة عنه بإجابات وصور مختلفة .. ولكن علينا أولا ً التفريق بين مفهومين لمصطلح "الثقافة" فالأول يُقصد بها مجموعة المعتقدات والقيم والتقاليد والعادات الخاصة بالمجتمع القومي والتي تعطيه خصوصية تميزه عن غيره من المجتمعات القومية والوطنية الأخرى فلكل مجتمع وطني ثقافته الإجتماعية القومية العامة - حسب تعريفات علم الإنسان "أنثروبولوجيا" – وهي مجموعة القيم والمعتقدات والتقاليد والعادات التي يلقنها المجتمع للأفراد من خلال مؤسسات التنشئة الإجتماعية .. وبهذا الخصوص – أي ثقافة المجتمع القومي – علينا التمييز بين مستويين من ثقافة أي مجتمع .. فالمستوى الأول هو الثقافة القومية المثالية النموذجية "الرسمية" أي كما ينبغي أن تكون كأن يُقال أنها ثقافة تعلى من شأن الصدق والأمانة وترفض مثلا ً الشرك بالله وتؤكد على التوحيد المطلق وتشدد على عفة اللسان واليد والفرج والضمير...إلخ .. أما المستوى الثاني فهو الثقافة الإجتماعية الشعبية السائدة بالفعل في الواقع الإجتماعي الملموس حيث قد نجد في هذه الثقافة الشعبية السائدة ما يخالف الثقافة "الرسمية" المثالية للمجتمع الوطني!.. كما أن الثقافات الشعبية السائدة في الواقع الفعلي واليومي للمجتمعات قد تقتبس وتتأثر بالثقافات القومية للشعوب الأخرى وتستعير منها بعض القيم والتقاليد والعادات خصوصا ً في هذا العصر الحالي - عصر العولمة - حيث أدت ثورة المواصلات ثم الإتصالات ثم ثورة المعلومات إلى تقريب المسافات بين المجتمعات مما أدى إلى التأثير المتبادل إلا أن تأثير الثقافة الغربية وخصوصا ً الإمريكية هو الغالب حتى الآن لأن الصغار والضعفاء يحبون يميلون لا شعوريا ً إلى تقليد الكبار والأقوياء!! .. والمغلوب يقلد الغالب في الغالب!! .. مع أن قاعدة تقليد المهزوم للمنتصر ليست دقيقة في كل الحالات إذ أن الغالب والمنتصر أحيانا يميل إلى تقليد المغلوب والمهزوم في بعض الجوانب كما حصل مع التتار" الذين هزموا العرب المسلمين وحطموا دولتهم ولكن سرعان ما تأثروا بالثقافة العربية الإسلامية !.. كذلك الحال بالنسبة للأمريكان على الرغم من تفوقهم على الصين واليابان عسكريا ً إلا أنهم تأثروا ببعض الجوانب في الحضارة اليابانية والصينية وشدت إعجابهم! .... فهذا عن التعريف الأول لمصطلح ثقافة بشكل عام بمعنى ثقافة المجتمع (قيمه وعاداته وتقاليده) وهو المصطلح المدروس في علم "الأنثروبولوجيا" أي علم الإنسان والحضاره! .. فكل إنسان بهذا المعنى الأول العام مثقف بالضرورة بثقافة بيئته الإجتماعية ولابد ! .. فهو مثقف بالضرورة والصيرورة !.
أما التعريف الثاني للثقافة وهو المتصل بمصطلح "المثقفين" فهو يتعلق بالمعارف المكتسبة بالتحصيل الذاتي الفردي الإرادي من خلال القراءة والإطلاع الواسع وكذلك التفكر والتدبر في أحوال الناس والدنيا ! .. وهذا التعريف المخصوص لمصطلح "ثقافة" هو المتعلق بسؤالنا : من هو المثقف؟ .. فلو أردنا التبسيط فإن المثقف – من وجهة نظري - يكون كالتالي:

(( المثقف هو ذلك الإنسان الذي لا يكتفي بما تم تلقينه إياه من "معارف ومعلومات وأداب وتقاليد" من خلال مؤسسات الثقافة القومية والتنشئة الإجتماعية العامة كالأسرة والمدرسة ... إلخ ... كما أنه لا يكتفي بالمعارف التي إكتسبها من خلال تخصصه العلمي الأكاديمي والمهني بل نجده – فوق ذلك - يسعى إلى تطوير وتنويع معارفه العامة في شتى مجالات الحياة والتعرف على محيطه الإنساني والإجتماعي والإقتصادي والسياسي والحضاري فهو قارئ نهم وصبور وجيد ومهتم بكسب المعارف والإطلاع على مستجدات العلوم والفنون والدنيا ولو بشكل مجمل عام! .. فإذا كان المتعلم المتخصص هو من يحاول أن يعرف كل شئ عن الشئ المحدد بمجال تخصصه العلمي والمهني فالمثقف يميل إلى معرفة شئ عن كل شئ!.. يدفعه إلى ذلك حب المعرفة والفضول المعرفي والإهتمام بالشأن العام وبمشكلات الحياة وتطورات الدنيا وأحوال الناس))!.

فهذا هو "المثقف" بشكل عام من وجهة نظري.. ومع ذلك حتى في مجال الثقافة العامة نجد ما يُشبه التخصصات والميولات والفروق الفردية المختلفة في (كم) و(كيف) المحصول المعرفي الثقافي بين المثقفين فقد تجد المثقف الذي يركز على مجال الأدب والقصة والشعر والفنون الجميلة أكثر من غيرها من أنواع وأبواب الثقافة والمعارف الأخرى .. وقد تجد آخر يركز على الفلسفة .. وآخر على الفكر السياسي والإقتصادي أو الفكر الديني أو يركز على العلوم الإنسانية بشكل عام أو على ميدان العلم والتقنية .....إلخ فالثقافة اليوم هي أشبه بالتخصصات والمجالات المختلفة والمتعددة ! .. والمثقفون درجات (عليا ومتوسطة ودنيا)!.. وهم أوزان (مثقف من العيار الثقيل ومثقف من الطبقة المثقفة الوسطى ومثقف بوزن الريشه!) فضلا ً عن شذاذ الأفاق من "المتثيقفين" ممن ينطبق عليهم قوله تعالى (كحمار يحمل أسفارا ً) .
وكذلك الحال بالنسبة للسؤال : (من هو الكاتب)!؟ .. وهل كل من يكتب "مقالة" أو "مقالتين" فهو كاتب!؟ أم لابد أن يحصل على شهادة من جهة "رسمية" ما (؟) حتى يتم الإعتراف به ككاتب "رسمي" أم أن هناك أيضا ً كاتب محترف ومخضرم وكاتب آخر هاو ٍ كماهو الحال في بعض الأمور الثقافية والفنية الأخرى!؟(رسام محترف ورسام هاوٍ مثلا ً!) .. والشئ الذي أستطيع أقوله هنا أن حال "الكتبه" كما هو حال المثقفين بوجه عام فهم درجات وأوزان فمنهم كاتب وأديب من الطبقة العليا ومنهم من هو من الطبقة السفلى .. ومنهم من هو كاتب محترف ومخضرم من الوزن الثقيل ومنهم من هو من وزن الريشه متطفل على عالم الكتابة والأدب والثقافة!! .. والكتابة اليوم أيضا ً كالثقافة أصبحت تخصصات مع أن ليس كل مثقف هو كاتب بالضرورة فقد يكون "رسام " أو "نحات" أو "مخرج سينمائي" أو "سياسي" أو رجل أعمال لا يُجيد فن الكتابة!؟.
والمثقف - كغيره من الناس - قد يكون أخلاقي الطبع وصاحب مبادئ ثابته وراسخة وفي المقابل قد يكون نفعي الطبع "برجماتي" يدور حيث تدور مصلحته الشخصية والمادية الأنانية مع قدرته على تغليف كل ذلك بالمبررات والشعارات الفضفاضة !! .. فمعارفه ومهاراته الثقافية معروضة للإيجار بل وللبيع لمن يدفع أكثر من أرباب المال والسلطان لذا نجد في واقع الحال الكثير من المثقفين والكتبه والأدباء والصحفيين ممن يعملون في خدمة السلطة بل وخدمة الطغاة محاولين إستخدام ثقافتهم ومعارفهم ومهاراتهم الفردية في تزوير الحقائق وتزييف وعي الناس وتبرير الطغيان وتسويغ الأمر الواقع فلا فرق بينهم وبين بعض "رجال الدين" المرتزقة الذين يتحولون إلى أداة لخدمة السلاطين وتسويغ الأمر الواقع وتبريره وتبديع وربما تكفير الخارجين على السادة والقادة الحاكمين!.. إنظر حولك في عالمنا العربي - في هذا الزمن الردئ - فستجد هذه "الجوقة" المنغمسة في النفاق والإرتزاق حتى الصميم من المثقفين ورجال الدين حيث ستراهم يدورون كالتروس في فلك السلطة ويسبحون بحمد "الحاكم القائد" ليل نهار !!!.
أما عن دور المثقف الإيجابي والصحيح في المجتمع فاعتقد أنه يتمثل في تركيزه على قضية إظهار الحقيقة ونصرة قضايا العدالة وحرية وكرامة الإنسان وتعرية محاولات السلاطين وأدعياء الدين لتبرير الواقع الإنساني الظالم والمهين والمشين !.. هذا هو دور المثقف الحر والإيجابي في عقيدتي!.



#سليم_نصر_الرقعي (هاشتاغ)       Salim_Ragi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن العجز العربي وغياب الديموقراطية !؟
- نحو دولة إسلامية -ليبراليه- لا شموليه -توتاليتاريه-!؟
- في السياسة .. أرباب متفرقون خيرٌ من رب واحد قهار!؟
- ماهو سر تضارب الأنباء حول صحة المقرحي!؟
- أكشن!..القذافي والسيناريو القادم لثاني مره!؟
- لمه وليست قمه !!؟؟
- ماهي مفاجآت القذافي في قمة سرت!؟
- العقيد .. وقمة الفشل العربي الأكيد !؟
- المقرحي .. هل هو مريض بالسرطان بالفعل!؟
- المحاصصة الطائفية والقبلية أفضل من الشموليه!؟
- أمريكا تعتذر للناقة الليبية الحلوب !؟
- لو مات -مبارك- غدا ً فجأة ً ماذا سيحصل!؟
- ليبيا هي الدولة الديموقراطية الوحيدة في العالم !!؟
- الفكر وأثره في السلوك الديكتاتوري !؟
- الفقر عيب وألف ألف عيب !!؟
- التوريث الجاري مطلب إمريكي وقد يتم بمباركة الإسلاميين!؟
- هل يمكن تصور ديموقراطية في مجتمع قبلي أو طائفي !؟
- مصادرة رواية -الزعيم يحلق شعره- قمع وغباء!؟
- هل الديموقراطية ليبرالية وعلمانية بالضرورة !؟
- خواطر وأسئلة عن التجربة الصينية !؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سليم نصر الرقعي - من هو المثقف وماهو دوره ؟ وماهي الثقافة!؟