أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -النفاق-.. سياسة عربية!















المزيد.....

-النفاق-.. سياسة عربية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3026 - 2010 / 6 / 6 - 14:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"النفاق".. سياسة عربية!
"النفاق" يمكن تقبُّله إذا ما كان جزءاً من السياسة؛ أمَّا أن يغدو سياسة، أو يَعْدِل السياسة، كما هي حاله في السياسة العربية في أمْر الحصار الإسرائيلي (المباشِر وغير المباشِر) المضروب على قطاع غزة منذ نحو ثلاث سنوات، فهذا ما لا يمكن تقبُّله، والآن على وجه الخصوص.

لقد قرَّر وزراء الخارجية العرب، بالإجماع، "كسر" هذا الحصار بشتَّى الوسائل والسُبُل؛ ولكنَّهم سرعان ما أثبتوا أنَّهم "الأعْراب"، أي الأشد كُفْراً ونفاقاً، إذ قرَّروا، في الوقت نفسه، الذهاب إلى مجلس الأمن الدولي، وكأنَّ هذا الحصار غير الشرعي (حتى في القانون الدولي) لن يُكْسَر، أي لن يكسروه، ويجب ألاَّ يكسروه، إلاَّ بقرار من "حُرَّاس وسدنة الشرعية الدولية"، في هذا المجلس، الذي بفضل هيمنة الولايات المتحدة عليه أصبح مجلساً "لتنظيم انتهاك الشرعية الدولية"، وفي ما يخصُّ الحقوق القومية والإنسانية للشعب الفلسطيني على وجه الخصوص.

لقد قرَّروا، من حيث "الباطن"، ألاَّ يفعلوا شيئاً من أجل كسر وإنهاء "الحصار"، وألاَّ يتجشَّموا "مخاطر" فِعْل ذلك بأنفسهم، وأنْ يظلُّوا مساهمين وشركاء فيه، من خلال اكتفائهم بـ "الغوث الإنساني"، الغذائي والدوائي..، للمحاصَرين، فإنَّ إرسال "الإسمنت والحديد" ، أو "الإسمنت المسلَّح"، رِجْس من عمل الشيطان، كالخمر والميسر والأنصاب والأزلام؛ ولكنَّ الله يَجْعَل الرِّجس على الذين لا يعقلون.

أهل غزة لا يريدون من أشقَّائهم "سَمَكاً" يأكلون؛ إنَّما يريدون "صنانير"، بها يصطادون؛ وإنَّ كل من يستخذي لـ "المحاصِر الإسرائيلي"، في شرطه عدم إرسال "الصنانير"، مُكْتفياً بإرسال السَّمَك، لهو مساهِم مشارِك في هذا الحصار، يسعى في إدامته، وكأنَّ له هو أيضاً مصلحة في جَعْل كل أهل غزة يعيشون بـ "الإغاثة الإنسانية"، وبها فحسب.

وعلى هؤلاء "الخيِّرين"، أو "الخَيْريين"، العرب أن يَعْلَموا (وهُمْ يَعْلَمون) أنَّ تزويد المحاصِرين في قطاع غزة، طعاماً ودواءً، وغير ذلك مِمَّا يلبِّي لهم حاجات أوَّلية، من غير تلبيتها يهلكون جوعاً ومرضاً وبرداً..، هو مسؤولية وواجب "سلطة الاحتلال (الإسرائيلي)"، الضاربة للحصار، حصراً، فكيف لهذه السلطة أن تُدمِّر، بآلتها العسكرية، "الصنانير"، وأنْ تمنع (بدعوى درء المخاطر عن أمن إسرائيل) إدخال "صنانير جديدة" إلى القطاع، من غير أن تكون مُلْزَمة، وحدها، تزويد ضحاياها المحاصَرين "سَمَكاً"؟!

وإنَّنا بقبولنا أن نكون، لجهة علاقتنا بضحايا الحصار الإسرائيلي، وموقفنا من هذا الحصار، كمثل "بابا نويل"، لَنَقْبَل تولِّي مسؤولية، أو جزءاً من مسؤولية، هي حصراً، وبموجب القانون الدولي، مسؤولية سلطة الاحتلال والحصار.

أهي المأساة أم المهزلة؟

كلاَّ، إنَّها اجتماع الاثنتين معاً، فنحن نتضامن ونساعِد ونغيث؛ ولكن بما يؤكِّد أنَّنا لا ننتصر، ولن ننتصر، لحق الإنسان (الشقيق) هناك في العمل، وفي أن يلبِّي حاجاته الأوِّلية من مأكل وملبس ومسكن ودواء..، من خلال العمل، فما دُمِّر في قطاع غزة من منازل ومصانع ومنشآت وبنى تحتية.. يجب ألاَّ يُعاد بناؤه، ويجب ألاَّ نساهِم في إعادة بنائه؛ لأنَّ "الإسمنت المسلَّح" يمكن أن يتحوَّل إلى سلاح يتسلَّح به "الإرهابيون"؛ وثمَّة مواد وسلع كثيرة تَحْظُر سلطة الاحتلال (والحصار) الإسرائيلي دخولها إلى القطاع بدعوى أنَّها يمكن أن يستفيد منها "الإرهابيون" عسكرياً.

ونحن نتضامن ونساعِد ونغيث؛ ولكن بما يعفي سلطة الاحتلال والحصار، ولو جزئياً، من مسؤولياتها وواجباتها المنصوص عليها في القانون الدولي.

نرسِل "الغذاء"، وكأنَّنا سعاة تغذية للحصار؛ نَكْفُر بالسياسة طريقاً إلى إنهاء الحصار، لنؤمِن بأنَّ الإنسان يحيا بالخبز وحده.

ثمَّ نتحدَّث، تلميحاً أو تصريحاً، عن المنافع والفوائد التي تعود، أو يمكن أن تعود، على المحاصَرين إذا ما أحسنَّا "توظيف" و"استخدام" ما أنجزناه من سلام مع إسرائيل، فـ "المعاهدات" وإنْ لم تمنع الحصار، أو تنهيه، فإنَّها نجحت، إذ أحسنَّا "توظيفها" و"استخدامها"، في حَمْل سلطة الاحتلال والحصار على السماح لمعونتنا الغذائية والدوائية..، والتي لا تشوبها شائبة من قبيل "الإسمنت المسلَّح"، بأن تمر، وتصل إلى الجوعى والمرضى من ضحايا الحصار!

وأنتَ يكفي أن تفهم "الخيرية" العربية على هذا النحو، أي على حقيقتها، حتى تُتَّهم بأنَّك تدعو إلى تَرْك الأشقَّاء في قطاع غزة يهلكون جوعاً ومرضاً، أو بأنَّك تقف من هذه "الخيرية" العربية موقفاً لا يقفه إلاَّ من يديه في الماء، فأهل غزة الذين أيديهم في النار يحتاجون إلى كل معونة غذائية ودوائية عربية؛ ويفضَّل، سياسياً، أن يظلُّوا في احتياج إلى ذلك!

ويبقى "معبر رفح"، ببوابته المصرية، هو المعبر الحقيقي إلى إنهاء "الحصار"، فمصر تنتصر للشرعية الدولية، ولا تنتصر عليها أو ضدَّها، إنْ هي قرَّرت إنهاء الحصار الإسرائيلي (غير الشرعي) المضروب على قطاع غزة من خلال فتحها الدائم والنهائي للمعبر، والسماح للأفراد والبضائع جميعاً (باستثناء السلاح والذخيرة) بالمرور عبره في الاتِّجاهين.

أمَّا المساعدات والمعونات الأردنية التي تتعدَّى الغذاء والدواء.. إلى ما تحتاج إليه عملية إعادة البناء فينبغي لها، عندئذٍ، أن تتَّخِذ من ميناء العقبة منطلقاً لها (إلى غزة عبر الأراضي المصرية) إلاَّ إذا قَبِلَت إسرائيل مرورها (كاملةً) عبر معابرها البرية مع قطاع غزة.

وميناء غزة يجب أن يُرْفَع عنه (دولياً) الحصار الإسرائيلي، فإنَّ مراقبين دوليين يمكن أن يتولُّوا فيه، وليس في أي ميناء إسرائيلي، تفتيش حمولة كل سفينة ترسو فيه، ليتأكَّدوا خلوها من الأسلحة والذخائر.

وإنِّى لأتساءل عن السبب الذي يمنع النوَّاب الأردنيين الجالسين في بيوتهم الآن من أن يركبوا البحر، مع غيرهم، في سفينة تنطلق من ميناء العقبة (إلى قطاع غزة عبر قناة السويس) ومحمَّلة بالمعونات نفسها التي تُرْسَل إلى القطاع عبر المعابر البرية الإسرائيلية معه؛ فلو فعلوا ذلك لرأوا، ولرأينا معهم، الفرق الجوهري والنوعي (أي السياسي) بين هذه المعونات وتلك.

ولقد حان للمعونات الإنسانية "التي تكسر، ولا تديم، الحصار"، و"التي يَنْفُذ الإنساني منها إلى السياسي"، أن تتبوَّأ الصدارة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة أردوغان
- هل نجرؤ على الانتصار؟!
- معبر رفح.. تُغْلِقه مصر فتَعْبُر تركيا!
- امتزاج -الأحمر- ب -الأزرق-!
- جماهير -إعلامية فضائية-!
- الشرق الأوسط الخالي من السلاح النووي!
- -الانتخاب- و-التزوير- صنوان!
- قانون لانتخابات نيابية -أخلاقية-!
- القانون الانتخابي الجديد في الأردن.. هل يأتي ب -برلمان قديم- ...
- هذا الاستئساد الأثيوبي!
- نتنياهو -رجل الحقيقة-!
- نحن يوسف يا أبي..!
- -الطوارئ- هي طريقة في الحكم!
- تفويض مباشر.. ومفاوضات غير مباشرة!
- العابسون أبداً!
- متى يأخذ عمال العالم مصيرهم بأيديهم؟!
- هل التاريخ يعيد نفسه؟
- في عبارة -ذات الحدود المؤقَّتة-!
- ساركوزي في ثياب نابليون!
- في مواجهة -قرار الترحيل-!


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - -النفاق-.. سياسة عربية!