|
الضغوط النفسية التي يعاني منها النازحون قسرا
حيدر لازم الكناني
الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 22:32
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
تتعرض جهات عده الى مظاهر من العدوان والأعتداء تصيب مختلف المجتمعات ومواطنيها بأضرار نفسيه خطيره ، ان لم تصيبهم بالموت او عاهات جسميه وذلك دون مـراعات المواثيق الدولية لحقوق الانسان وحقوق المدنيين وغيرها من المواثيق الدولية والاسلامية والعربية ، حيث تعرض المجتمع العراقي الى اضرار جسيمة ناجمة عن ممارسات العنف
الطائفي بعد تغيير النظام السابق جعلها في حالة من عدم التوازن والأستقرار،ومن مظاهر هذه الممارسات التهجير القسري للمواطنين forced Displaced حيث وضع المجتمع العراقي امام سيل جارف من المعانات التي يمتد بعضها اصلاً الى حقب زمنية بعيده ،لتئتي بعد ذلك ظاهره غريبة على مجتمعنا كرستها الأحداث السياسية القائمة والوضع الراهن هو الاعتداء وتفجر اعمال العنف والمعامله بعدائية وقسوة دون مبرر يدعوا الى ذلك ، حيث يقوم مسلحون وجماعات مسلحة تريد ترسيخ نفوذها وطلق تبعيه لأفرداها بقوة السلاح ومن مظاهرها الأعتداء والتهديد بالقتل والترهيب على اسس طائفية او عرقية اوقومية او اسباب اخرى نجم عنها تهجير قسري فردي وجماعي لم يشهده العراق ظاهره مثلها من قبل رغم تماسك لحُمته الوطنية.والاجتماعية وللعراق تاريخ طويل في النزوح نتيجة الحروب وسياسات النظام السابق ومازال العديد من السكان الذين نزحوا داخلياً في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي نازحين ، وبعد الحرب الاخيره تم نزوح ما يقارب 400.000الف عراقي داخلياً بسبب العمليات العسكرية الاخيرة والأنعدام الامني العام . وفي 22 فبراير(شباط) من عام 2006 كان يوم اسود حيث تسبب كارثة تفجير الامامين العسكريين في سامراء بتصاعد اعمال العنف الطائفي الذي غير سبب ونطاق حركة النزوح ،ورغم ان النزوح العسكري والجريمة والأنعدام الامني العام من العوامل المؤثرة الا ان العنف الطائفي اصبح الدافع الرئيس للنزوح السكاني ،ومنذ عام 2006 نزح حوالي 2.4 مليون عراقي وتغطي تقديرات منظمة الهجره الدولية ان هناك 162000 الف عائلة نازحة هرباً من اعمال العنف والقتل من هؤلاء في جميع انحاء العراق حيث كانت حصة الاسد من هذا النزوح الداخلي الذي مثل حوالي %78 من مجموع عدد النازحين الذين شملهم تقيم منظمة الهجرة الدولية خلال عام 2006. وعلى الرغم من تراجع معدلات العنف وتباطء معدلات وعدد النازحين بسبب تحسن الوضع *تم اقتباس هذه الاحصائيات من التقارير السنوية لمنظمة الهجره الدوليةIOM حول النازحون في العراق لسنة 02006و2007 الأمـــني النــــسبي يبــــقى الــــنزوح الــــسكانــــي فــــي الـــعــراق واحــــداً مــن اكبر الازمـــات الأنـسانية في العالم واشدها خطورة حسب تقديرات منظمة الهجرة الدولية الاخير Organization for Immigration The International ،حيث مازال الغالبية العظمى من النازحين داخلياً بعد فبراير 2006 نازحاً رغم عودة البعض منهم بعد تحسن الوضع الامني ،حيث تؤدي الطبيعة الطويلة لنزوحهم الى تفاقم وضعهم الانساني مما ينتج معانات وضغوطات نفسية تواجه واقعهم الذي يعيشونه ،ومع ان الحرب هي الحرب والتعذيب هو التعذيب فيما تحدثه من اثارسلبية وماتنتجه من ضغوطات نفسية الا ان ما شهده النازحون من مواقف كارثية قبل وبعد التهجير من تعذيب واضطهاد persecutory وترهيب وتهميش وسوء خدمات يفوق ما اصاب اي فئة من فئات الشعب العراقي ،ومع ذلك لم تحظ هذه الفئة والتي تعد حوالي اكثر من خمس الشعب العراقي اي اهتمام اورعايه، ان هذه المصاعب التي واجهت وتواجه النازحون جعلهم يواجهون ضغوطات شتى في حياتهم نتيجة هذه المصاعب . فلكل يمر بضغوطات نفسية تقريبا من خلال حياتنا اليوميه وهي حاضرة معنا باستمرار ومن خلال الاحداث العامة التي تواجهنا حيــث ســــمي عصرنا بعصر الضغوط.stresses اما اذا كانت الاحداث من النوع الكارثي التي يصعب تصورها كما مرت او يمر بها النازحين قسراً فابلتأكيد سوف تتشكل ضغوطات نفسية شديدة قد تترتب عليه اخلال في تركيبة توازنه النفسي والأجتماعي قد تؤدي الى خسارة قدرته الجسدية والنفسية على التحمل مما قد يؤدي الى استنزاف طاقته وتدميرها ، ان الحروب والصراعات والازمات والكوارث جعلت الانسان يواجه منذ القدم في حياته اليوميه ضغوطات ما زالت مستمره معه حتى الوقت الحاضر تعكس طبيعة القلق الذي يعاني منه في معتقداته وانماط حياته . وتبرز المشكلة من حدة الأزمات ووطأة الضغوطات النفسية التي تواجه النازحين في المجالات الانفعالية والاقتصادية والصحية والاجتماعية والسياسية حيث اصبحت تشكل عبئاً كبيرا يشغل كاهل افراده كما يرى الباحث، مما يستدعي الكشف عنها والتصدي لها وايجاد الحلول التي من شئنها التقليل من اثارها السلبية التي تنتج عن هذه الازمات ، حيث يؤكد العديد من الباحثين ان الازمات بشكل عام والفترة التي تعقبها بشكل خاص تسبب في حدوث آثار نفسية واجتماعية وصحية مؤلمة للمجتمع تنعكس على الاستقرار النفسي لافراده وتوافقهم الاجتمــاعي ، مــثل الــشعور بالــخوف والــهلع والحــزن والاحــباط والــفشل والاكـــتئاب والـتوتر والقلق من المستقبل المجهول والخوف من مصادر الخطر وعدم الاطمئنان للاخرين وسهولة الاصابه بالأمراض الجسمية.
وبالتاكيد فقد يتعرض الافراد النازحين قسراً اثناء ممارسة حياتهم الى ضغوطات نفسية شتى نتيجة الأوضاع السيئه التي مروا بها من خلال هجر منازلهم وممتلكاتهم وباب رزقهم عنوة او من خلال تعرضهم للترهيب والقتل او تعرض احد افراد عائلاتهم الى القتل او الخطف او نتيجة الظروف السيئة التي يعيشونها ،ومما زاد من تفاقم المشكلات التي تواجه النازحين من صعوبات حياتية حيث ذكرت منظمة الهجرة الدولية في تقريرها عن النازحين في العراق ان اهم المشكلات التي تواجة النازحين هو الحاجة الى المآوى يليها التوظيف والطعام وان اغلبية النازحين داخلياً الذي شملهم تقرير منظمة الهجرة الدولية ونسبتهم 59% يسكنون في بيوتات مؤجره الا أن مواردهم المالية تتضائل مع الوقت واسعار الايجارات ترتفع وان هناك نسبة 18%حوالي يعيشون مع عائلات او اصدقاء في ظروف مزدحمة وان هناك حوالي نسبة 22% يعيشون في مستوطنات جماعية او مباني عامة كما انهم معرضين للطرد من قبل السلطات المحلية او اصحاب الاملاك ، كما يعيش اقل من 1% في مخيمات ، بالاضافة الى الافتقار الى المعاير القياسية والخدمات الأساسية كالمياه النظيفة والصرف الصحي والكهرباء جعلها عاملاً رئيسيا في الازمة الانسانية التي يتعرض لها النازحين داخليا كما ذكر التقرير الى تدهور الرعاية الصحية لهؤلاء النازحين مما يزيد من اصابتهم بالأمراض الخطيرة ، ان هذه المشاكل التي تواجة النازحين قسراً بالتاكيد تزيد من عوامل الضغوط النفسة، ان مثل هذه الضغوط قادره على تفجر اضطراب نفسي قد يكون حاد ويدوم مدة طويلة وتختلف المواقف الضاغطة باختلاف التركيب النفسي للفرد فبعض الافراد لديهم القدره على التحمل لمواجهة اعنف المواقف بقدر كبير من الاتزان وبعظهم لاتتوفر فيهم هذه القدره فسرعان ما يصابون بالانهيار الجسمي وبعض الأمراض الانفعالية . وتعتبر زيادة مستويات الضغوط النفسية على الفرد من شانها ان تستنزف طاقته النفسية ولها تاثيرات معرفية كالنقص في شدة الانتباه والتركيز واضطرابات الذاكره وقلة سرعة الاستجابة وزدياد معدل الاخطاء وازيادة الاضطرابات الفكرية والوهم ،اما التأثيرات الانفعالية فتشمل زيادة التوتر واختفاء الاحساس بالصحة والسعادة وزيادة معدل القلق ويصبح الفرد اكثر حساسية ويضهر الاكتئاب والعجز وينمو شعور بعدم القيمة وتبرز ايضا تأثيرات سلوكية كالتلعثم بالكلام والتخلي عن بعض الاهداف الحياتية ويتزايد تغيب الفرد عن العمل وزيادة استعمال الادوية وبالخصوص المهدءات منها وانخفاض مستوى الطاقة واضطراب عادات النوم والشك بالاخرين وتبرز كذلك بعض السلوكيات الشاذه وربما التفكير في الانتحار ،كذلك تسبب الضغوط النفسية الموت المفاجئ والذي يعرف بالموت الودوني( (voodoo death وهو احد الامثلة المتطرفة على التأثيرات السلبية التي يحدثها النفس على الجسم والذي ينتج نتيجة شعور الفرد باليأس وعدم الامل او نتيجة الضغوط الشديدة التي لايستطيع الفرد التنفيس عنها ويكون التوجه فيها داخلياً(بنس،1989: 26-40) ، فالحوادث التي تغير مجرى الحياة والتي ترفع من احتمالية بداية المرض ،هي التي ترتبط عادة بلحزن والجزع فالضغوط تسبب في ارتفاع مستوى ضغط الدم نتيجة خلخلة عمل القلب وهو مايسمى ventricular tacky arid،كذلك ماتسببه الضغوط النفسية من التهاب المفاصل الروماتزمي Rheumatoid art hits، والقرحة القولونية vlcerative colits، والربو،وان الامراض التي تنشاء مباشرة عن فيروسات ترتبط هي الاخرى بالضغوط بما تسببه من ضعف في الجهاز المناعي للجسم مثل الالتهاب الكبدي المعدي والامراض الزهرية كالسفلس او السيلان ،من ناحية اخرى وجد ان هناك ارتباط بين تشوه الاجنة في الولادات عند النساء الحوامل الآتي تعرضن الى ضغوطات نفسية شديده يعادل ضعف الاخريات ممن لم يتعرضن الى مواقف ضاغطة كما ان الهروب وتسرب العديد من القوى الفاعلة في المجتمع الى مجتمعات اخرى تسبب انتشار عوامل الضغط النفسي التي له تداعيات خطيره على الصحة النفسية والجسمية ، انما هو خسارة كبيرة وتفريغ وتبديد للطاقات القادره على تحقيق عملية البناء والمساهمة في انتعاش الواقع الاقتصادي والاجتماعي في مجتمعنا الذي نحن في امس الحاجة الى عملية التنمية واعادة الاعمار التي من اهم نجاحها هو خلو المجتمع من الضغوطات النفسية التي تعيق عملية التطور بما تسببه من تداعيات خطيره للفرد والمجتمع.
#حيدر_لازم_الكناني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكام اليوم وفوبيا الديمقراطية
المزيد.....
-
إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط
...
-
إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ
...
-
بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
-
حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا
...
-
جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
-
الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم
...
-
اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا
...
-
الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي
...
-
مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن
...
-
إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة
المزيد.....
-
كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج
/ زهير الخويلدي
-
معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية
/ زهير الخويلدي
-
الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا
...
/ قاسم المحبشي
-
الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا
...
/ غازي الصوراني
-
حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس
/ محمد الهلالي
-
حقوق الإنسان من منظور نقدي
/ محمد الهلالي وخديجة رياضي
-
فلسفات تسائل حياتنا
/ محمد الهلالي
-
المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر
/ ياسين الحاج صالح
-
الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع
/ كريمة سلام
-
سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري -
/ الحسن علاج
المزيد.....
|