ابراهيم الجندي
صحفي ، باحث في القرآن
(Ibrahim Elgendy)
الحوار المتمدن-العدد: 3025 - 2010 / 6 / 5 - 18:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقى ١٦ شخصا على متن أسطول الحرية مصرعهم على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي ، بينما لقى ١٦ شخصا مصرعهم فى حادث تصادم بين بين ميكروباس ونقل فى سوهاج بمصر !!
فما هى اوجه الاتفاق والاختلاف بين الحالتين ؟
أوجه الاتفاق أن كلا الموتى ينتمى الى فئة البشر ، وان هدف السفر كان مشروعا سواء بالبحر ( لتوصيل المساعدات الى غزة فى الحالة الاولى ) او بالبر ( لتحقيق اهداف خاصة فى الحالة الثانية ) وسواء كانت الاهداف عامة او خاصة فان الموت قد جمع بينهما فى نهاية المطاف
الاختلاف بينهما ان الدنيا قامت ولم تقعد مطالبة بالقصاص من المسئولين عن دماء من ماتوا فى الحالة الاولى ، بينما لم يشعر احد اصلا بمن ماتوا فى الحالة الثانية ولم يحدد المسئول حتى اللحظة عن سفك دماء الضحايا كل يوم على الطرق منذ نصف قرن من الزمان !!
تحقيقات الشرطة والنيابة اسفرت عن أن سبب الحادث هو أن سائق السيارة الميكروباص كان يسير بسرعة زائدة ، وأثناء مروره بأحد المنحنيات فوجئ بالسيارة النقل أمامه ولم يستطع تفاديها فوقع الحادث !!ا
السؤال هنا .. من الذى سمح لسائق الميكروباس بأن يقود سيارته بسرعة زائدة اصلا؟
أليست الدولة هى المسئول الاول والاخير عن ارواح القتلى فى هذا الحادث ممثلة فى نظامها المرورى الفاشل اذا ما قدّرنا ان هناك نظام مروري اصلا ؟
سؤالى الى رجال القانون المتخصصين ألا من وسيلة قانونية لرفع دعوى قضائية ضد الدولة لالزامها بتعويض من فقدوا اهليهم بسبب اهمال الدولة ، خصوصا ان محافظ سوهاج قرر خمسة الاف جنيه تعويض لأسرة كل متوفى !!ا
يعنى ثمن ١٦ انسان فى عرف الدولة المصرية هو ثمانين الف جنيه .. ( اقل من الف دولار للقتيل الواحد وكلهم شباب ) يابلاش
ادعو اهالى القتلى لتوكيل الدكتور يحيى الجمل الفقيه القانونى والدستورى لرفع دعوى ضد الحكومة المصرية باسم ١٦ قتيل بتهمة القتل بالاهمال والفوضى وانا على يقين ان الحكومة ستدفع الثمن وبالقانون
ادعو كل صاحب قلم الى الاهتمام بالشأن الداخلى لأن المواطن المصرى المطحون لا يهمه ابدا خبر زيارة باريس هيلتون لافتتاح معرض سيارات فى القاهرة نظمته صحيفة اخبار اليوم ... وبالمناسبة دى .. ياترى باريس هيلتون اخدت ثمانين الف بس مقابل حضورها الافتتاح !!
--------------------
خير الكلام
ردا على من اتهمنى بالتخازل لعدم تناول الاديان بالنقد كما فعلت من قبل، أؤكد أننى اقتنعت أن تناول عقائد الناس يضر ولا يفيد ، وتأكد لى بالتجربة ان الانسان ابن بيئته ، والشرق مهبط الاديان ، وعلينا الدعوة الى الفصل بين الدين والدولة مع احترام المقدسات والمؤمنين بها ، شرط عدم اقحام مقدساتهم فى حياتنا ، يمكن لى كعلماني نقد تسييس الدين وليس الدين ذاته ، تلك هى قناعاتى !!
#ابراهيم_الجندي (هاشتاغ)
Ibrahim_Elgendy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟