احمد ثامر جهاد
الحوار المتمدن-العدد: 921 - 2004 / 8 / 10 - 09:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
خلال التحضيرات الجارية لعملية عقد مؤتمر انتخابات الجمعية الوطنية العراقية والتي أطلقت مؤخرا فعالياتها التحضيرية في معظم المدن العراقية ، بدا جليا للمواطن للعراقي إن خيبة أخرى في طريقها إلى التحقق العياني ، إن لم تكن متحققة أصلا . فاهي الأغلبية الصامتة التي تتطلع لبرلمانها الأول بعد زوال العهد الدكتاتوري ، تتساءل عن طبيعة النسب التي وضعت مركزيا بشكل تعسفي غير دقيق لتمثيل التشكيلات السياسية والاجتماعية والمهنية التي سيحق لها الترشيح والتصويت والعضوية في هذا المجلس المنتخب . ويلاحظ المطلع على ترسيمة هذه النسب العشوائية إنها تخدم الاتجاهات الحالية الطارئة داخل شرائح المجتمع العراقي وقواه السياسية . فليس من الإنصاف بالنسبة لمجتمع عانى كثيرا تحت وطأة التسلط الشمولي ، أن يفتح المجال السياسي أمام التوجه العشائري الذي يناقض حاجة المجتمع الماسة إلى سيادة دولة القانون ، خاصة وان دعم دولة القانون هو السياق الوحيد الذي من شانه تقليل دور العشائرية السلبي وغير القانوني المتحكم بمصائر الناس وفقا لاعراف بالية غير حضارية بالمرة . فضلا عن إفساح المجال أيضا أمام قوى سياسية متطرفة لديها اجندتها الخاصة في لعب دور اجتماعي واخلاقي يتنافى مع التوجهات الأساسية لبناء مجتمع مدني يقوم على الحرية والمساواة في المعتقد والسلوك والرأي الحر .
من هنا يبدو لنا أن عملية انتخاب الجمعية الوطنية ولدت ومعها أخطاء جوهرية قاتلة ، على سبيل المثال :كان من المفترض أن تحسم الوزارة العراقية عبر آلية قانونية معينة مسألة أساسية تتمثل بإعلان قانون تشكيل الأحزاب ، الذي تنتظم في ضوئه أطياف الممارسة السياسية وتتكسب شرعيتها ، لا سيما إن تشكيلات كثيرة طارئة سادت في المحافظات بوسائل القوة والضغط وبأساليب أخرى غير مشروعة ، كان من نتيجتها ظهور كارتلات انتهازية في معظم الدوائر الحكومية والمنظمات السياسية والمدنية .فليس من المعقول أن تبدأ الجمعية الوطنية عهدها الديمقراطي بوسائل غير ديمقراطية ، ليس آخرها إدخال كل من هب ودب إلى حيز الانتخابات التي أصبحت بعض جلساتها في المحافظات صورة كاريكاتيرية عن ديمقراطية الزعاق والعراك والتآمر . فيما كان الأجدر بنا السعي لضمان الوصول إلى شفافية في هذه الانتخابات والتأكيد على النوع وليس الكم ، عبر استقطاب النخب العراقية وإطلاق حملة توعية جماهيرية شاملة ، توضح دورها الأساسي وتبين أهداف الجمعية في المرحلة الراهنة وعملها والية الدخول إلى العملية الانتخابية . لا أن توكل المسالة إلى مجالس المحافظات التي هي غير منتخبة أساسا . ونتيجة لهذه الصورة المحبطة انصرف اهتمام اغلب الناس عن هذه الخطوة التي يفترض إنها أولى تباشير العهد الديمقراطي الجديد .
#احمد_ثامر_جهاد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟