أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - التمنّي .. وَلِمَن ؟














المزيد.....

التمنّي .. وَلِمَن ؟


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مهما قيل أو كُتب من قبل المحللين أو المراقبين أو المكتوين بنار الجحيم الذي فتحت أبوابه على العراق والعراقيين بمجيء الإحتلال وخلال الفترة القصيرة نسبياً من حكمه المباشر ثم ما أعقب ذلك من تسليم المسؤوليات ( ولو إسميّاً ) إلى بيادق كانت قد أتت على دباباته . أقول مهما قيل فإن الصراع المستديم بين هذه البيادق لا يخرج عن كونه صراعاً طبقيّاً ، صراعاً من أجل تطمين مصلحة طبقة معينة على حساب طبقة أخرى .

يتسمُ المجتمع العراقي بشمولية الطبقة البرجوازية الصغيرة ، بعد أن ضعفت الطبقة الإقطاعية بإصدار قانون الإصلاح الزراعي . وبسبب الإنحراف في مسيرة تطبيق قانون الإصلاح الزراعي فقد إنقسمت الطبقة الفلاحية بسبب هجرة الكثير من الفلاحين إلى المدن لما عانوه من الفقر والجوع لفقدانهم أسباب معيشتهم وعدم تمكّن البقية الباقية من تنظيم نفسها في منظمات توحدهم لغرض الدفاع عن مصالحهم . لقد أصبحت حالة الفلاحين المهاجرين إلى المدن عبئاً ثقيلاً على الوضع الإجتماعي بسبب زيادة الكثافة السكانية وزيادة البطالة .

لم ترتقِ الطبقة البرجوازية إلى المستوى الذي يؤهلها أن تقود البلاد بسبب ضعفها في خلق الإستثمارات التي تستوعب البطالة وتطوّر الإقتصاد وتفرض إستقرار السوق . ولذلك أصبح الجهاز الحكومي مطمح كل فرد أن ينال منه موقعاً وعلى الخصوص جهاز القوات المسلحة الذي أصبح في ما بعد الوسيلة بيد المغامرين لإعتلاء السلطة بإنقلابات عسكرية عديدة ، رغم أنهم لم يكونوا مؤهلين للقيام بأي نشاط يخرج البلد من أزمته ، بل بالعكس فإن البلد عاش عقوداً في ظل حالة طوارئ وحرمان من الحريات وسوق أبنائه إلى حروب عديدة غير مبررة مما أفقدته مئات الآلاف من شبابه الذين في عمر الإنتاجية فتفاقمت الأزمة وتعمقت حتى فقد الشعب إيمانه في قدرته على تغيير الوضع .

تحسّبت القوى الإستعمارية لما سيؤول إليه الوضع لو حدث إنفجارٌ شعبي بقيادة وطنية بسبب تدهور الوضع . فأخذت تمدّ يدها إلى من كانوا يعملون ضد نظام الحكم السابق وتغريهم بالأموال والمساعدة ، وإستقبلت في عاصمتها ممثلي كافة التنظيمات السياسية المعارضة التي بصمت لها بالعشرة وقبلت المساعدة ، وكان الإحتلال .

بعد فترة قصيرة من الحكم المباشر بإدارة الحاكم المدني الأمريكي ( بريمر ) تمّ تسليم المسؤوليات إلى ( مواطنين عراقيين ) . نعم مواطنين يحملون الجنسية العراقية ، بالإضافة إلى جنسيات متنوعة أخرى يعجز الفرد عن تعدادها . ومن يوم تسلم هؤلاء النجباء السلطة ومعركة القطط ( عركة بزازين ) لم تنتهِ ، ولن تنتهي ، لأن كل واحد يريد الرغيف بكامله له ، لوحده وإلى الأبد . وأبناء هذا الشعب المبتلى يدفعون الجزية وكأنهم هم الغرباء في أوطانهم ولا يملكون إلاّ القبول بهذا أو ذاك ولو أن أهون الخيارين مرٌّ .

أفرزت نتائج الإنتخابات الأخيرة نتائج خطيرة إذ فازت في الحقيقة والواقع كتلتان تتصارعان على السلطة ، وهاتان الكتلتان في واد والشعب في وادٍ آخر حيث لايؤخذ برأيه بعد أن ( إنتخبهم ) في تلك ( الإنتخابات النزيهة جداً ) . فما الذي بقي للشعب غير التمنّي ( والدعاء ) أن يفوز بالسلطة الأهون من الشرّين .

كتلتان ينتميان إلى شريحتين متباينتين من البرجوازية الصغيرة تتصارعان . الأولى تريد العودة بنا إلى الوراء خمسة عشر قرناً ؛ وتطبيقات السنوات القليلة الماضية مثالٌ كيف عدنا فعلاً إلى الوراء أكثر من مائة عام ؛ حيث أعيدت سطوة الإقطاعيين وملاك الأراضي وشيوخ العشائر وأحييت النزعة القبلية والطائفية التي كنا قد تجاوزناها . والكتلة الثانية مهما قيل عنها أنها تمثل للبعث ، فإنها تدعي عدم رغبتها في العودة إلى العهود التي مضت سواءً القريبة منها أو البعيدة . ومصالح هذه الكتلة مرتبطة بمصالح قوى الإستثمار الصناعي والعقاري والتجاري ، ولذلك تتصف بنزوعها للسير إلى أمام . إن الفرز بين الكتلتين ومعرفة أيهما الأهون يعتمد على الوعي والمعرفة والإيمان والثقة بقدرة الشعب على النضال من أجل الأفضل . إن سبات الشعب وإنقياده بدون وعي لهذا القائد أو ذاك هو الأرضية التي تعتمد عليها الكتلة الأولى بإتخاذها الطائفية والدين الوسيلة لتحقيق مرامها والتشهير بالكتلة الثانية بوصمها بتهمة ( البعث الصّدّامي ) . أما الكتلة الثانية فبالإضافة إلى إتهامها بالتعاون مع الإرهاب وممارستها التهديد بالعنف إلاّ انها ولحد الآن لم تعلن براءتها من الأعمال الإجرامية التي وقعت في العهد السابق . إن هذه الكتلة حتى تدفع عن نفسها تلك الإتهامات عليها أن تعلن براءتها من جميع الجرائم التي أقترفت بإسم حزب البعث و تدين كافة الحروب المدمرة التي سيق إليها العراق . تدين جميع أعمال الإبادة الجماعية التي أرتكبت في كردستان والأهوار والدجيل . تستنكر جميع أعمال حرمان أبناء الشعب من حرياتهم الأساسية وتعلن العفو العام والشامل لجميع ضحايا الفكر والعقيدة . عليها أن تعلن برنامجاً وطنياً يحترم الدستور ويفرض قوة القانون ويحرم إستخدام السلطات الإدارية في الحلول محل المحاكم في الفصل في قضايا الخصومات .

لقد ذكرنا سابقاً إن الجرائم المدانة التي أرتكبت بإسم حزب البعث لم تكن بإرادة البعثيين الشرفاء الذين آمنوا بالشعب وحملوا عقيدة تعتمد العروبة والوحدة رسالة ، وقدموا من أجل عقيدتهم التضحيات سواء في سوح النضال أو سقطوا شهداء تحت التعذيب أو بالإغتيال أو الإعدام في عهد الطاغية . إن عقيدة هؤلاء الشرفاء لم تسقط ولن تسقط لرغبة حزب أو فئة أخرى . إنّ الذي سقط فعلاً هو الفكر الصدامي الذي سميناه ( Saddamism ) ، وهذا السقوط جاء بفعل قاعدة واسعة من أعضاء ومؤيدي حزب البعث الشرفاء قبل أن يسقط بفعل الإحتلال أو الإتهامات التي أطلقتها الكتلة الأولى كوسيلة لتشويه سمعة حزب البعث وإعتباره بعبعاً مخيفاً .

على القائمة العراقية ، حتى تتبوأ المكانة اللائقة كحزب وطني وتكسب ثقة الشعب أن تكون من الشجاعة الكافية وتعلن براءتها من أفعال الطاغية وتدينها .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورُ ... والسّكاكين
- وحدةُ الشعب تدحرُ المتآمرين على مستقبله
- ما هو كسبُنا في الإنتخابات
- من وحيِ الإنتخابات
- أين الخطأ ؟
- مَلامِحُ النّجاح
- حِزبُ البعث والحركة الصدّامية
- مستقبل نظام الحكم في العراق
- الإجتثاثُ والبعثيون
- عَودة إلى درس المعلّم الأوّل
- عَودَةُ البعثِ . . وعيدُ الجيش
- الأمنُ !! أكاذيبُ مسؤول
- رد على إنقلاب في بغداد!
- تآمُر بلا حَياء
- خانةُ الصّفر
- الكتل السياسية والإنتخابات
- الحقوقُ القومية
- الجماهيرُ هي الأساس
- مَصدرُ الوَحيْ !!!
- صِراعُ المؤتلفين


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ييلماز جاويد - التمنّي .. وَلِمَن ؟