|
مرة أخرى
أمجد المصرى
الحوار المتمدن-العدد: 3024 - 2010 / 6 / 4 - 19:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الملتهبــة تـجـوب الشوارع و تـحتـل شاشات الفضائيات ، ها هـى المؤتـمرات و الخطب الرنانة تتصدر نشرات الأخبار و تسود الصفحات الأولـى من الصحف السيارة ، ها هـم يولولون و ينوحون ، نصــــــبوا حـوائط المبكى هنـا و هنـاك و نشروا على أستارهـا معلقاتهم البكائـية ، بعــد أن تحرشـوا بالجانى الأرعن ثم تربصوا حتـى ضبــط متلبســـا بجنايته أكثـر من 700 شخص من 32 جنسـية - بعضـها مزدوجـة - على متـن 6 سـفن محملة بحمولات غير معلومة ، إنتووا و قرروا اجتياح الحدود الاقليمية لدولة الاحتلال و الدخـول إلى غـزة المحتلة ، دون تأشيرات و لا استئذان ، و دون خضوع لتفتيش لمحتوى السفن من بضائع ( قد تكون أسلحة و ذخائر ) ، و مـن أفراد ( قد يكونوا مطلوبين ) ، رفــعـوا شعـارات كسـر الـحـصـار و نصـــــرة أهـل غـزة ، أعـلنـوا أن هداياهم هى مواد إغـاثية ، أغذية و أدوية و لعب أطفال هـــل يحتاج توصيل الهـدية إلـــى 700 شخـص يحملونـها ؟ هـــل يحـتاج أهـل غـزة إلى ( الـهدايـا ) الإغـاثية أم إلـى التقاط الصور فى ذلك المشهـد الكرنـفالـى ؟ هــل - حـقـا - يتضور أهل غـزة جـــوعـا و يتـحـرقون عطشــــا و يتـلهـفون لتلك ( الهدايا ) الإغاثية ؟ مـن أين لهـم ما ينفقونه دون انقطاع عـلى معاودة حـفـر أنفاق التهريب كلـما أغـارت عليها قاذفات الاحتلال و هدمـتها ؟ .. يتكلف النـفق الواحد ما بين 150 ألف و 250 ألف دولار أمريكى .. و مــن أيــن لقادتـها تكاليف القصور الفاخرة و الفنادق فى المنـافى الاختيارية التى يقيمون فيها ؟ عــمــدا و مــع ســـبق الإصـرار و الـتـرصـد ، تحرشـوا بالجانى الأرعن ثم تربصوا حتـى ضبــط متلبســـا بجنايته
تمـامـا كما سـبق وفعلتها حــمـاس بصواريخـها أواخر عام 2008 فتسـببت فى مقتل 1500 فلسـطينى و تـحويل القطاع إلـى خرائب و أطلال يسكنها معاقون و أيتام و ثكلـى و أرامــل ، بينما أمراء الحرب فى مخـــابئهـم سالمون
و تمـامـا كما سـبق وفعلهـا حــســن نصـرالله بجنوب لبنان عـام 2006 فتسبب بـرعـونتـه فى مقتل آلاف اللبنانيين ، وفى تدمير البنية التحتية لكامل الأراضــى الللبنانية و إعادتها عشرات السنين إلى الوراء ، و فى تقويض كيان الدولـة اللبنانية ، بينما سماحة السيد زعـيم العصابة قابع فى مخبأه ينعـم بالأمان و يتلقـى التشجيع مـن الذين مـولوه و حـرضوه علـى فعـلته الرعناء و تمـامـا كما سـبق وفعلهـا بـــــــن لادن فى غـزوة مانـهـاتـن عـام 2001 فتسبب بـرعـونتـه و حـمقــــه فى غــــزو العــــــراق و أفغانسـتان وتدميرهـما تدميرا كاملا و تحويلهـما إلـى ساحات لحروب العصابات و القبـائل ، بيـنـما بن لادن و عصابته قابعـون فى كـهوفـهم يحــــرضون علـى سفك المزيد من الدماء و يـحصـدون المزيد من الغـنائـم و الأنــفال , و ينعمون بحصيلة زراعــة الأفيون فى مناطق نفوذهم بأفغانستان
هــا هــو رجب طيب أردوغان يعـاود الكـرة و يرتكب نفس الحـماقة ، هـا هــو يلعـب على مشاعر المسلمين فى بلاده و خارجـها و يدغدغ عاطفة بلهـــاء العـــرب ويثيـــر حنينهم إلـى أيــام الخلافة العثمانية البائدة ، هـا هو يعمد إلـى استفزاز إسرائيل و هـو يعلم تماما رد فعل قادتها المتطرفين
هـا هو يرعـد و يـزبد و يتباكى على الأرواح التى أزهقت ، و هـو الشريك فى إزهاقها
هـا هو يتشدق بـمأساة أهــل غزة الرازحـين تحت الحصار المزدوج ( الاسرائيلى - الحمساوى ) و هو الذى يترأس سلطة تمارس أبشع أنواع القمع ضد الأرمن و الأقليات الأخرى ، وتقصف الأكراد بالقنابل عقابا لهم على المطالبة بحقهم العادل فى الاستقلال أو الحكم الذاتى ، هى نفس المطالب الفلسطينية فى مواجهة اسرائيل ، فهل يقبل أردوغان الاستجابة لمطالب الأكراد أولا ثم يطالب بإقامة العدل خارج حدوده ؟
أسـفر التهييج و الخطاب الاستنفارى التعبوى الذى انتهجه أردوغان عـن مقتل ممثل الفاتيكان فى تركيا - كبير الأساقفة الأتراك - طعنا بسكين فى منزلـه بالاسكندرون جنـوب تركيا ، بيد مهـووس تركى ، أليس أردوغان هو المحرض على الجريمة بشكل غير مباشر ؟ ألا يستحق العقاب ؟ لماذا لا يتم التحقيق الدولى فى تلك الجريمة الشنعاء؟
بعـد أن زال الغبار و هدأت الزوبعة ، هـا هى المعارضة البرلمانية التركية تستجوب أردوغان و حكومتة بسبب مغامرته السياسية الفاشلة ، و هـا هـو الجيش التركـى يرفض طلب أردوغان بتجميد العلاقات مع اسرائيل رغم إلحاحه فى هذا الشأن سعيا ور اء مكاسب انتخابية رخيصة
لم يحـتج أردوغان و لم تثـر ثائرته لمقتل 70 و جرح 100 من المصلين المسلمين فى صلاة الجمعة الأخيرة من مايو الماضى فى لاهور الباكستانية ، كما لم يحتج و لم تثـر ثائرته لمقتل 40 و جرح المئات فى تفجير مسجد فى الصومال قبلها بشهر واحد ، لم نسمع منه احتجاجا - ولو على استحياء - تنديدا باحتلال ايران للجزر الاماراتية
لا خلاف على استنكار ما تمارسه إسرائيل من بلطجة وقرصنة و تجاوزات فى المنطقة ، ولكن أيضا لا يجب إنكار جرائم الآخرين و ينبغى عدم الانسياق وراء مهـرجـى السياسة من تـجار الاسلام السياسى الداعين لمعاقبة الجانى إذا لم يكن من أفراد قبيلتهم ، و التغاضى و التعامـى و التعتيم على جرائم مماثلة إذا ارتكبها المنتمون إليهم
#أمجد_المصرى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فى سكة زمان راجعين
-
جئتم للحوار و لا تطيقون حوارا
-
مغامرات كهيعص (روايه) الجزء 17
-
قراءة فى كتاب : حارة النصارى
-
بدايات الدعوة - كهيعص 16
-
هل كان أبو بكر الصديق فاسقاً ؟
-
بدايات الدعوة - كهيعص 15
-
بدايات الدعوة - كهيعص 14
-
إنتبه من فضلك ، مصر ترجع إلى الخلف
-
الفتنة التى يريدونها نائمة
-
النازيه
-
بدايات الدعوة (كهيعص13)
-
جماعة الحشاشين
-
لقد رفضوا شريعتهم عندما طبقت عليهم
-
الأمن و العدالة و الطائفية فى قنا المصرية
-
مغامرات كهيعص ( رواية ) - الجزء 12
-
كذب المشايخ ( العبودية )
-
غزوة نجع حمادى ، بعد غزوة فرشوط
-
مغامرات كهيعص - رواية - 11
-
النون التى حيرتنى
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|