علي المشاط
الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 15:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حق الأنتحار
لقد حرمت معظم الأديان وخصوصا السماوية منها حق الأنتحار على البشر
وجعلت مرتكبيه في مصاف قتلة النفس البشرية
وبما ان النفس البشرية هي عطية من الله فلا يحق للأنسان قتلها لأي سبب من الأسباب / وحتى في سبيل الله نفسه/وسؤالي هو
اذا كان الأنسان لم يخير في ولوج الحياة الدنيوية في بدء خلقه..فلماذا يحرم من وضع حد لهذه الحياة المفروضة عليه أذا شعر انها عذاب له لأسباب يراها هو ويقدرها هو ؟؟
خصوصا في معظم العصور التاريخية حيث الأنسان يستعبد كالحيوان لخدمة الطبقات المهيمنة في المجتمع
ألم يمنح الخالق الأنسان العقل ليفكر ؟
ألم يمنحه حرية الأختيار؟
أم ان التفكير وحرية الأختيار يجب أن تتم بالشكل الذي يختاره له الخالق فقط ؟
ولا أهمية لما يعانيه الأنسان من عذاب جسمي أو نفسي ...مقابل أجر أخروي
ما معنى الأختيار أذن؟
ومامعنى العقل في مفهوم الديانات؟
أم ان هذا التحريم قد وضع لحفظ الجماعة المؤمنة في زمن نزول الديانات؟
وتحول حفظ النفس بعدها لصالح الطبقة المستفيدة؟؟؟؟؟؟؟
ولكن..!!
لو أنتحر جميع العبيد..فمن يقف أمام السادة وجورهم؟؟
ولا كان هناك هانيبال ولا الظاهر بيبرز ولا محمد علي باشا
ولو أنتحر جميع العمال المستغلين في بداية نشوء الرأسمالية/ حيث االعمل 16 ساعة يوميا ولستة أيام أسبوعيا بدون أي ضمان أجتماعي/ فمن يقف أمام الرأسمالية المتوحشة.. ومن يصنع الأشتراكية ؟
واذا أنتحرت الشعوب المستعمرة..فمن يقف أمام المستعمر؟؟
وخلاصة القول.. لو انتحر كل مظلوم مقهور ..فمن يقف أمام الضالم القاهر بجوره
ولكن..!!
ليس كل عبد أو عامل يعاني من الظلم غير الأنساني يختار الأنتحار اذا حلل له
ونحن نسمع أيضا ببعض حالات الأنتحار هنا في هذه المجتمعات الغربية المرفهة
ولكني أسئل هذا السؤال الجوهري من مطالعي هذا المقال وليتفضلوا علي بالأجابة
كم ستكون نسبة المنتحرين في شرقنا العربي لو سمحت لهم الأديان بالأنتحار؟؟
أم ان هؤلاء اليائسين من الحياة لاينتظرون أذنا من الأديان بل يخافون من ضيق القبروحفلات التعذيب التي تنتظرهم من ملائكة المنكر والنكيروالأفاعي والعقارب في قعر قبر مظلم في أنتظار يوم الحساب المنتظر
#علي_المشاط (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟