|
لمعركة الكبرى لم تبدأ بعد :بوش يريد الصعود إلى الرئاسة على جبل من جماجم العراقيين !
علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:29
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
في الأيام الأولى من انتفاضة نيسان من هذه السنة والتي قادها التيار الصدري ببسالة وساهم من خلالها في كسر الحلقة الأهم في العمود الفقري للمشروع الاحتلالي قلنا بأن تلك المعركة كانت من الناحية التكتيكية معركة لكسب الوقت من قبل الطرفين ، الاحتلال وحلفائه المحلين من جهة والتيار الصدري و عموم الحركة الوطنية العراقية الرافضة والمناهضة للاحتلال من جهة مقابلة . كان هدف الطرف الأول ربح الوقت والهدوء باستعمال شتى الأساليب ومنها : 1- تحويل سكان المدن المدمرة إلى رهائن ومبادلتهم أموال التعويضات وإعادة بناء ما دمره المحتلون بصمتهم – صمت السكان - وعدم مشاركتهم في أعمال الرفض والمقاومة وقد فشل هذا الأسلوب فشلا ذريعا في الفلوجة وسامراء وسقط شعار " الإسمنت مقابل الصمت "سقوطا مدويا كما سقط من قبله في بغداد شعار " الكهرباء مقابل العمالة " . 2- شراء ذمم بعض الشخصيات ورؤساء الأحزاب والعشائر والنفخ فيهم ومحاولة تحويلهم إلى أرقام ذات وزن في الساحة . 3- تقديم الرشا السياسية والتسهيلات المالية والتجارية لعدد من التجار والمشتغلين في الميدان الاقتصادي . 4- الموافقة على عقد الهدنة واتفاقات وقف إطلاق النار وخرقها في أوقات مناسبة . 5- الاستمرار في شن حملة الاعتقالات والاغتيالات ضد المناهضين للاحتلال والتي بدأت مع بداية الاحتلال . 6- تجيش مجموعات من مرتزقة القلم وأشباه المثقفين والكتبة المشتغلين بالقطعة للدفاع عن الاحتلال وتبيض صفحته والتشنيع على الحركة الوطنية المناهضة للاحتلال ، وقد بلغت هذه الحملة السافلة منتهى الانحطاط هذه الأيام حيث تخصص بعض النكرات والفاسدين وفاقدي المواهب في شتم وسب وتشويه عدد من رموز الحركة الوطنية و قد نال سماحة السيد مقتدى الصدر حصة الأسد من هذه الحملة الدنيئة . لقد كان هدف الطرف الأول هو ربح الوقت وتأجيل المعركة الكبرى إلى ما قبل الانتخابات بقليل ثم الإجهاز على الحركة الوطنية والقوى المناهضة للاحتلال عبر مجازر دموية رهيبة لتحقيق هدفين : الأول هو ترسيخ الحكم العميل والدائر في الفلك الأمريكي تماما وثانيا تحقيق فوز كاسح للرئيس الأمريكي المجرم جورج بوش فالمعادلة الانتخابية في أمريكا تقول بأن ملايين الأصوات الانتخابية ستهاجر للمرشح الذي يقتل أكثر من غيره من العرب والمسلمين وعموم الشرقيين . ويبدو أن دون تحقيق هذين الهدفين خرط القتاد ، علما بأن المعركة الرئيسية لم تبدأ بعد . أما الطرف المقابل ، وهو الطرف الوطني العراقي المناهض للاحتلال فقد كان يريد بدوره أن يربح الوقت لكي يقترب أكثر من موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية ليشعل الأرض تحت أدام الغزاة وعملائهم المحليين ويجبرهم على التفكير بالرحيل تفكيرا جديا وما حدث في الأيام الأخيرة هو مجرد تمرين صغير على المعركة القادمة خلال الأشهر الثلاث القادمة والتي لن تتأخر أكثر من ذلك . إن ما راكمته الحركة المناهضة للاحتلال بكافة تياراتها وأساليبها من إنجازات يجعل من الصعب على المحتلين الاستمرار في عملية ربح الوقت بالشروط القديمة إياها ولعل من أهم تلك الإنجازات الوطنية : 1- النجاح في تحرير عدة مدن تحريرا متواصلا أو مؤقتا في الشمال الغربي حيث انضافت سامراء الباسلة إلى شقيقتها الفلوجة وستلحق بها العديد من المدن شبه المحررة و في الجنوب حيث السيطرة على عموم مدن الجنوب تنتقل من أيدي المقاومين إلى أيدي المحتلين على مدار الساعة كما هي الحال في العمارة والناصرية . 2- النجاح في تطويق وشل نشاطات ومبادرات الحكومة العميلة المؤقتة التي شكلها بريمر الساعية لتسويق وترسيخ الاحتلال بصورته الأكثر مباشرة وصفاقة . 3- النجاح في شل وتطويق المشروع الدستوري الذي طرحه الاحتلال متمثلا بمؤتمر فؤاد معصوم الوطنجي الاحتلالي حيث بات هذا المشروع يلفظ أنفاسه علنا وصار موضع تندر وسخرية الناس خصوصا بعد مهزلة التصويت على قضية تأجيله لأسبوعين التي فضحها أحد أعضاء هيئة المؤتمر ذاتها وقال لجريدة "المستقبل " البغدادية بأن فؤاد معصوم طلب التصويت على موضوع التأجيل وبمجرد أن رفع عضوان من الحاضرين أيديهم اعتبر القرار نافذا.. فيا للديموقراطية المعصومية البطيخية التي بشروا بها شعب العراق !! 4- تحولت حالة مناهضة ومقاومة الاحتلال إلى نمط سلوكي وموقف عام في أغلب أقاليم البلاد وخرجت من طور الحالة المعزولة إلى طور الظاهرة العامة المتصاعدة وبات عملاء ومؤيدي الاحتلال معزولين ومحتقرين أكثر مما كانوا في السابق . 5- تمكن التيار الصدري من إحداث شرخ بين الاحتلال وبعض حلفائه حيث تجرأ ممثلو ما يسمى بالبيت الشيعي إلى إدانة الاحتلال والمطالبة بالوقف الفوري للمجازر بحق المدنيين بل وهددوا علنا بأنهم سيقاطعون مؤتمر فؤاد معصوم إذا استمرت الاعتداءات الأمريكية . فهل يمكن أن لهذا الشرخ أن تكبر ويتوسع ؟ سؤال نترك الإجابة عليه للأيام القليلة القادمة مع أن خلفيات الحالة والنهج الطائفي الذي يختطه هذا الطرف لا تساعد على التفاؤل كثيرا . إن من الصحيح والموضوعي القول أن الحكومة المؤقتة التي شكلها الاحتلال قد نجحت في المقابل بتحقيق بعض الإنجازات و لكنها إنجازات هشة ومؤقتة .لقد استطاعت حكومة علاوي من خلال استغلالها لمآسي وصعوبات الحياة اليومية للناس وتقديم بعض الخدمات من توسيع دائرة نفوذها غير أن الناس العاطلين عن العمل والذين لم تُبقِ الحكومة العميلة شيئا أمامهم سوى التطوع في الحرس الوطني المدافع عن الاحتلال أو إلى سلك الشرطة وأجهزة القمع يعرفون جيدا أنهم أشبه بالرهائن هم وأطفالهم ، وأن حكومة علاوي تمسك بخناقهم وتساومهم على لقمة عيشهم وهذا الأمر بحد ذاته سيكون عاملا مضافا سيعيد الرمح في الاتجاه المعاكس وبالضبط نحو نحر الاحتلال و نحر الحكومة المؤقتة . لقد أبلى المقاتلون في التيار الصدري بلاء حسنا تمييز بالشجاعة والمهارة ودلل على انهم استفادوا إلى درجة كبيرة من دروس انتفاضة نيسان المباركة وقد أسقطوا عددا من طائرات الاحتلال وأحرقوا عشرات العربات المدرعة والعجلات العسكرية وقتلوا وجرحوا العشرات من جنود الاحتلال وحلفائه باعتراف الاحتلال ذاته ، وقد لجأ العدو كعادته إلى المبالغة في خسائر المقاومين حتى ليكاد مجموع ما أعلن من أرقام القتلى يفوق الألف في حين تتحدث المستشفيات عن خمسين أو ستين شهيدا .أما محافظ النجف عدنان الزرفي ( وهو بالمناسبة شخص جاء به الاحتلال من السعودية حيث كان يقضي عقوبة السجن بسبب قتله لأحد أبطال انتفاضة ربيع 1991 إلى محافظة النجف ) فقد تحدث عن ألف ومائتي أسير من التيار الصدري والواقع فإن ألف ومائتي مقاتل مسلح من التيار الصدري لو وجد فعلا مثل هذا الرقم في النجف لكانوا قادرين على إعادة الزرفي إلى زنزانته في السعودية ! إن البسالة والمهارة القتالية والروح المعنوية ليست كل شيء على الميدان وإن دواعي الاستعداد للمعركة الرئيسية خلال الأشهر القليلة القادمة والتي تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأمريكية تتطلب من الحركة الوطنية العراقية المناهضة للاحتلال إنجاز مهمة بناء السقف السياسي المهم الذي يشكل مضمونه برنامج التحرر الوطني القائم على ثلاثية : إنهاء الاحتلال الأجنبي إنهاء تاما ، وبناء الكيان السياسي الوطني العراقي الشامل من خلال تشكيل المجلس التأسيسي الوطني المستقل عبر آليات التوافق الوطني ، وبناء الدولة الديموقراطية الموحدة والمستقلة استقلالا حقيقيا .إن مهمة تشكيل وإقامة تحالفات وجبهات سياسية ثنائية أو متعددة الأطراف بين القوى الوطنية المقاومة والمناهضة للاحتلال هي مهمة خاصة وعلى درجة كبيرة من الراهنية وسيكون اكتمالها وقيام التحالف السياسي الموحد والمسنود بالكيان التأسيسي هو المفتاح الحقيقي لبوابة الانتصار على المحتل وحلفائه . تلك هي المهمة الكبرى والتي تتوقف على إنجازها نتائج المعركة الكبرى القادمة والتي ستنتهي إما بمجازر دموية رهيبة يصعد بعدها بوش الصغير إلى المكتب البيضاوي رئيسا على سلم من جماجم العراقيين أو تكنس المقاومة الشعبية الاحتلال فيسقط "بوش " ويأتي منافسه والفائز عليه "كيري " ليتولى تنظيف الحطام الدموي الذي تركه خلفه أغبى رئيس أمريكي على الإطلاق .
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
توصيات التقرير وخلط السم الأيديولوجي بالدسم العلمي ./قراءة ف
...
-
/قراءة في تقرير المعهد الدولي للعدالة الانتقالية 6لكي لا ننس
...
-
كيف ينظر العراقيون إلى مأساتهم وجلاديهم وقضائهم /قراءة في تق
...
-
القنبلة الطائفية والعنصرية جاء بها الاحتلال وسيفجرها العملاء
...
-
نظام القمع والحروب والاضطهاد الشامل وصمت الغرب .قراءة في تقر
...
-
/قراءة في تقرير معهد العدالة الانتقالية 2مشهدية الانتقال من
...
-
الاحتلال هو النقيض التام للعدالة ولا يمكن للنقيض تحقيق نقيضه
...
-
الموجبات التاريخية والمجتمعية لمشروع المجلس التأسيسي الوطني
...
-
تحالف الدوري والزرقاوي سيدمر المقاومة العراقية من الداخل !
-
حكومة المنفى كحكومة علاوي غير شرعية و كلتاهما مرفوضة !
-
الانمساخ من مداح للطاغية صدام إلى مروج لحكومة -الوايرات - !
-
الطائفيون وحقوق الإنسان وأكذوبة الستين جثة .
-
من ينقذ البعثيين العراقيين من أنفسهم ؟ دفاعا عن الشعب العراق
...
-
حول المفاوضات بين - البعث الصدامي - وسلطات الاحتلال :
-
جواسيس يحاكمون طاغية والشعب مُغَيَّب !
-
المبسط في النحو والإملاء : الفرق بين الضاد والظاء
-
الجريمة الطائفية في الفلوجة طعنة نجلاء في ظهر المقاومة !
-
لجنة الحقيقة والمصالحة : ضمان حقوق الضحايا دستوريا واستثناء
...
-
تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : نظام البعث استورد التعذيب الش
...
-
تجربة لجنة الحقيقة والمصالحة : و معادلة العفو المشروط مقابل
...
المزيد.....
-
بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن
...
-
مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية
...
-
انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
-
أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ
...
-
الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو
...
-
-يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
-
عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم
...
-
فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ
...
-
لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت
المزيد.....
-
فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال
...
/ المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
-
الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري
...
/ صالح ياسر
-
نشرة اخبارية العدد 27
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح
...
/ أحمد سليمان
-
السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية
...
/ أحمد سليمان
-
صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل
...
/ أحمد سليمان
-
الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال
...
/ مركز الآن للثقافة والإعلام
-
جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م
...
/ امال الحسين
المزيد.....
|