أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي الخليفة - هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟














المزيد.....

هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟


لؤي الخليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3023 - 2010 / 6 / 3 - 01:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لو حاول المرء الغوص بعيدا في التاريخ , لوجد ان الانسان لم يكن يختلف في البدء عن اي حيوان , حيث اشتركا في السلوك والعيش والحصول على الاكل , بل كان جل اهتمامه هو سد جوعه واشباع غرائزه , ولم يكن ثمة عرف او قانون يحدده في السكن او الزواج او غيرهما ... كما انه لم يعد يعرف بعد شيئا عن الحزن والفرح , لا عليكم بقصة هابيل وقابيل وقبلها قصة ادم الذي ابعد عن الجنة فما هذه سوى قصص وحكايا كانت ومازالت تروى ...
لا شك ان الانسان مميز عن غيره من الحيوانات بسعة عقله وادراكه , فبعد ان بدأ ذلك الانسان الموغل في القدم , يتفحص الاشياء من حوله وصار يفكر بها ويسعى الى فهمها واستيعاب دلالاتها ولو بشكل مبسط , خاصة لتلك الظواهر المحيطة به , صار ومع كل يوم جديد يعيها شيئا فشيئا ويحاول سبر اغوار الاخريات ... لا اريد ان اطيل في شواهد التاريخ هذه فهي معروفة من الجميع , غير ان ما اريد قوله , ان هؤلاء الناس وبعد ما بدأت بعضا من الامور تتكشف امامهم وخاصة تلك التي هي على مساس مباشر بالطبيعة التي كانوا على تعامل متواصل معها , بدأو بعادات تحولت فيما بعد الى تقاليد , ومنها على سبيل المثال , ان كل واحد منهم او لنقل اغلبيتهم صار يعتز بشيء ويكن له الاحترام , كأن تكون شجرة او ثمرا او حجارة ... وشيئا فشيئا بدأو بتقديس تلك الاشياء لتصبح فيما بعد اشبه باله ( رب ) الوقت الحاضر ... ولا ننسى ان نذكر هنا ان ثمة من اتخذ من الشمس الاها وكذلك القمر , كما كان هناك اله للحب واخر للخصب وغيره للموت ... على فكرة ان اله الموت هذا تحول فيما بعد الى عزرائيل ... وثمة من بنى تماثيل واصنام ليعبدوها ويتوددوا اليها ... لتأتي بعدها الاديان التي تنتقل من جيل الى جيل , وكثيرا ما كان يحذف او يضاف الى تلك المعتقدات وحسب الظرف والمكان ... فالبوذيون , على سبيل المثال , كانت ولما تزل الهتهم اصناما ضخمة , وكذلك كان حال قريش قبل مجيء الاسلام .
ما اريد ان اسلط الضوء عليه , هو ان الاديان الثلاث المعترف بها لم تتفق على اله واحد بعينه ... ونجد الكثير من المفارقات والاختلافات بين رب واخر , فلو اخذنا الديانة اليهودية , باعتبارها اقدمها حسب التسلسل الزمني , نرى ان التوراة يحكي عن الكثير من الرسل ممن كانوا يقضون الساعات الطوال مع الرب وبعضهم كان يصطحبه في نزهة او مشوار ويتسامرون سوية ... في حين ان موسى وهو نبيهم المعتمد , حين اراد ان يكلم الرب ويراه لم يستطع ذلك , بل ان الرب امره ان يصعد جبلا في سيناء وينظر الى شجرة اكلتها النار , ترى لم لم يقدر موسى ان يرى ما شاهده غيره من الرسل ؟ ... وهنا لابد لي ان اشير الى عدم وجود اي تصور لدي عن الكيفية التي استلم موسى الوصايا العشر من الرب ... اكانت بلقاء مباشر بين الاثنين ام بواسطة طرف اخر ؟ ... ان اله موسى كان الاها مبهما غير واضح المعالم , وكان همه الاول والاخير ان يوفر الثوم والبصل له ولاتباعه .
اما في الديانة المسيحية , فالمشهد اكثر قتامة , وسيكون من الصعوبة جدا ان تميز بين الرب وابنه , الذي هو الرب نفسه , حسبما تذكر كتب الاناجيل , ونجد الرب الابن يتمتع بقدرات هائلة وخارقة , فتارة يمشي فوق الماء واخرى يحيي الموتى ويعيد البصر للاعمى ويطبب المرضى المصابين بالجذام ... ومرة اخرى نراه انسانا بسيطا يعيش كغيره في المدينة التي ولد وترعرع فيها ... وهنا لابد ان اشير الى اني التقيت كثيرا من المسيحيين وان بعضا منهم كان يشعر بالحرج حينما تسأله عن كيفية تمكن المسيح ( الرب ) من ان يجعل من كسرة خبز اكثر من خمسمائة رغيفا اشبعت الجميع وما تبقى حمله البعض الى بيوتهم .
ثم ينهي هذا الرب حياته بطريقة تراجيدية , ليعود بعد يومين او ثلاث ليظهر من جديد وقد كانت تلك المرة الاولى والاخيرة لظهوره حسبما اعتقد ... ولكن وعلى كل حال فأن اله المسيحيين هو وديع مسالم لايحب سفك الدماء ومتسامح ... من ضربك على خدك الايمن فدر له خدك الايسر .
نأتي اخيرا الى الرب الذي اعتمدته الديانة الاسلامية , فهو جبار عزيز مقتدر متكبر , متمرد على الدوام لا ينسى ابدا الاساءة , فثمة من يكتب خطاياك وحسناتك لتحملها ذات يوم في شمالك او يمينك , ولن يعفو عنك الا بعد ان تخر له ساجدا ذليلا ومعلنا التوبة امام الملأ , ومن منا يقرأ القرأن سيجد ان ثلثيه تهديد ووعيد بالنار وسوء المعاملة , مع قليل من الكلمات التي تطيب الخاطر مثل انه غفور رحيم , انه رؤوف بالعباد ... كما انه ( الرب ) جعل من البصر والسمع والانعام ... منة علينا يريد مقابلها ان نخر على الدوام ساجدين له , واني ارى ان ربا بالمواصفات التي ذكرها القرأن ليس بحاجة الى من يركع له او يتوود اليه فهو اكبر من هذه الزلفى التي يقوم بها البعض لمصالح شخصية الا وهي الحصول على الجنة , ولو لم يكن هذا الشرط القاسي موجودا فلا اعتقد ان ثمة من كان يؤدي الفرائض والعبادات . على كل , ان اله الاسلام ليس سهلا بل غاية في الصعوبة وله العديد من الجزارين الذين ينفذون الاوامر دون ان ترمش لهم عين ... وهنا يردني ما كنت قرأت ذات مرة عن الشاعر العبقري عمر الخيام وهو يخاطب الرب ... ما يرد ليس نصا بل ما معناه ... اين كرمك عندما تدخلني الجنة وقد كنت قد اديت لك كل الفرائض التي طلبتها مني , انا هنا دخلت الجنة بذراعي وسعيي , ولكن عندما اكون زنديقا وغير مؤدي للفرائض وعاصيا لاوامرك وتدخلني الجنة حينها ستكون كريما حقا .
واخيرا ... ترى اي من هؤلاء اختار ليكون الاها وربا لي ؟ .



#لؤي_الخليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفال بلدي... لا تغتاضوا ان تخلى عنكم الرب !!
- المسيح ... واختلاف النص بين الانجيل والقرأن
- ظلاميو مصر يسعون لمصادرة رواية الف ليلة وليلة
- انه زوجي وليس ابي !!
- ثمة مسلم يريدني ان اكون معاقا او ذا عاهة ... !!!
- الكويت ...قزم توهم نفسه عملاقا !!
- دعوى امام هيئة اجتثاث البعث ضد الرب ...!!
- كان بعضهم (( يبزخ )) على انغام ب (( الروح بالدم )) ... !!
- ايعقل ان يكون ربنا الذي خلقنا (( ارهابيا )) ؟؟
- قناة الجزيرة الفضائية ... مالفرق بين الارهاب والمقاومة ؟
- الحجاب ... واللغط الذي فاق حده ..
- اانتم قادة العراق ؟
- بعضهم ارهابي مع سبق الاصرار
- المالكي وعلاوي ... كلاكما غير مؤهل
- هلا اعتذرت حماس لسكان غزة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - لؤي الخليفة - هل اتفقت الاديان على اله بعينه ؟