أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - كذبة الديمقراطية














المزيد.....

كذبة الديمقراطية


فرات محسن الفراتي

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 18:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المبادئ الديمقراطية الجميلة، التي حلم العراقيون برؤيتها في عراقهم الجديد.. قد تكون واجهت صدمات عديدة في التطبيق، وخاصة مع تبجح العديد ممن أوصلتهم تجربة التغيير نحو الديمقراطية في العراق، الى مركزهم الحالية.. ورغم ذالك لم يخشوا من استخدام مصطلح (كذبة الديمقراطية)، فهل الولايات المتحدة (التي تحملت التغيير) هي الكاذبة، أم ساسة العراق اليوم (الذين استثمروا التغيير لصالحهم) هم من يكذب.. النتيجة إن التجربة العراقية الديمقراطية تواجه مشكلات في التطبيق والتنظير والأداء.
هنالك التفاف على المصطلحات.. هنالك ممارسة حقيقية للخداع، فملف التغيير الديمقراطي الذي يعد الوبال الكبير على أنظمة وأحزاب المنطقة.. ورحمة ومستقبل لشعوبها.. جوبه بشتى الوسائل من تشويه وتشهير، ولكنه عندما أصبح أمر واقع بالعراق جرى الالتفاف من حوله بطريقة دراماتيكية خادعة من الساسة العراقيين.. وبمظلات إقليمية.
فقد نقل عن احد الوزراء العراقيين عندما قال له احد محدثيه من خواصه شيئاً عن الديمقراطية.. ابتسم الوزير وقال لمحدثه (هل صدقت بكذبة الديمقراطية)، وما أعجب هذه الحادثة.. فالوزير النكرة الذي لولا الديمقراطية التي التف عليها حزبه واستغلها بالعواطف الدينية، لما أصبح وزيراً او معرفة على اقل تقدير.
لقد جرى التفاف على إرادة الناخب العراق في مراحل عديدة عندما اجبر على خوض العملية الانتخابية بإسم (الطائفة) عام 2005 وضمن قوائم انتخابية مغلقة.. بالتالي أصبح البرلمان يضم رجالاً ونسائاً ليسوا نكرات فحسب بل ربما لا يعلمون شيئاً عن مناطقهم الانتخابية وعن من منحهم صوتهم.. فهم أصبحوا تابعين أذلاء للأحزاب التي أوصلتهم عبر قوائمها، وما أن حلوا ضيوفاً بالبرلمان وأغدقت عليهم الملاين والامتيازات.. سرعان ما هاجموا الديمقراطية واتهموها، أو وصفوها بالكذبة.
ربما هم لا يفهمون الديمقراطية بكونهم عبيد أرقاء للأحزاب التي أوصلتهم أو ربما للدول التي خلف أحزابهم!.. وربما لا يرغبون بتفهم الديمقراطية لقناعتهم الراسخة بأن العراق الديمقراطي إن تحقق لن ينتخب أمثالهم.
إن مفهوم الديمقراطية الذي يتيح للجميع طرح أفكارهم وقول كلمتهم.. واختيار ممثليهم، والحكم بالنيابة.. والعديد من المنح المهيبة التي تقدمها هذه الآلية.. ولها مصاديق في دول العالم الغربي التي نجحت في كل الميادين على عكس دولنا القابعة في غياهب الماضي.. وبالمناسبة فبعض من تنعم بالديمقراطية من نواب ووزراء اليوم كانوا قد لاذوا لسنوات طوال في دول الغرب الديمقراطية وتنعموا بها.. فعادوا ولازالوا يستلمون الاعاشات من دول الغرب، وهدفهم أن يكُونوا ثروات في العراق للعودة مع ما جمعوه للغرب ولتنعم بالديمقراطية من جديد.. إما في العراق فلابد ان تفشل الديمقراطية بوجهة نظرهم ليستمروا بالسرقة والإثراء على حساب العراقيين.. وما المشكلة في موت العراقيين ما دامت عوائل العديد من الساسة الجدد يعيشون في أوربا وينعمون بما تقدمه الديمقراطية من مساواة وعدالة اجتماعية مفقودة بالعراق.
إذا كانت الديمقراطية كذبة يا ساسة العراق الجديد.. فهل الصدق ما فعلتموه من سرقة لمقدرات البلاد.. فسبع سنوات كاملة لم تساعدكم على توفير تيار كهربائي، او إنشاء مجمعات سكنية تحل ازمة السكن او القضاء على البطالة المتفشية.. وانتم تديرون بلد غني بالنفط.
إن كان في الديمقراطية كذبة.. فهي (استغلالكم لها) او (تسلقكم على ظهرها) بالتالي فليست الديمقراطية كذبة وإنما انتم من يكذب على المواطن العراقي ويعمل على تضليله.
فالديمقراطية أسمى من ان توصف بالكذبة انها مشاركة شعب كامل في إدارة دولته.. انها مفهوم عظيم يجب أن يطبق ويضمن مساواة جميع مواطني البلاد دون تمييز.



#فرات_محسن_الفراتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليقات في عالم الانترنيت
- الحريات و الحقوق و الخصوصية .. في ضوء ظاهرة رسائل الهاتف الج ...
- دوافع الاختراقات الامنية المسكوت عنها
- في ذكراه الثانية و الاربعين .. بين جيفارا و ساسة العراق الجد ...
- دقائق لن انساها .. عندما وقفت امام (منظار غاليلو) الذي عرض ل ...
- من داخل متحف النوبل في استوكهولم .. و في ظل الاجواء الحالمة
- المعارضين الأجانب في العراق .. العراق و أزمة الحوثيين انموذج ...
- قضية لبنى الحسين .. تفتح ابواب الحريات و الحقوق في العالم ال ...
- العراقيون و مشاريع اوباما
- السجارة التي احرقت روما .. تحرق بغداد
- ذكرى 14 تموز .. و ثمار الحرية
- مع قرب الانسحاب .. التناقضات تفتضح
- كنت استاذاً و صديقاً .. فليرحمك الله يا سلام الحيدري
- بين رفع الحصانة و سحب الثقة .. لا محاكمة للوزراء و النواب
- الإجابة على السؤال التقليدي .. المصالحة مع من ؟
- بخطوة متأخرة الحكومة العراقية توجه بإقامة تمثال للراحلة نزيه ...
- في الذكرى السادسة للتغيير في العراق
- حقيقة الجدل العراقي حول الانفتاح على (حزب البعث) السابق
- بين مفهوم المواطنة الأمريكية و مفهوم المواطنة العراقية .. في ...
- العراق الجديد (الديمقراطي) لا يمتلك سفيرة بالخارج !


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرات محسن الفراتي - كذبة الديمقراطية