أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - القلق الأمريكي والخروج إلي العالم














المزيد.....

القلق الأمريكي والخروج إلي العالم


عصام عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 07:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


علي العكس تماما من موقف صامويل هنتنجتون تجاه الصين، يحترم المنظر الصيني «دينج غانج» آراء خصمه الغربي، فيؤكد أن القضايا التي أثارها هنتنجتون في كتابه (صدام الحضارات) مازالت شاحذة للفكر، وأهمها أن التكامل بين الحضارات المختلفة في عصر العولمة لا يزال بعيد التحقيق».

أهم ما نعثر عليه في كلام «غانج» هو أن الغرب يعتبر ثقافته هي النموذج المثالي للمعقولية والحضارة، ومن هنا ينشأ عدم التسامح في عصر الحداثة وما بعدها، ذلك لأن هناك علاقة بين «الانتصار الثقافي» أو بالأحري «التعالي الثقافي» الذي يتجنب أي تثاقف (تواصل، تفاعل، حوار)، وبين «التعصب». كما أن هناك علاقة بين امتلاك الحقيقة والاكتفاء الذاتي الذي يستند إليه «التعصب»، وهو ليس إلا إقالة «للآخر» ونفيًا له.

وقد طرح «توماس مكارثي» تنويعات متعددة لمفهوم الواقع والمعقولية، مشيرًا إلي أن هذه القضية تنطوي علي عدة اعتبارات عملية: «أن مبادئ البرهان العلمي لا يمكن أن تكون معيارًا للحكم علي مدي سلامة مبادئ معينة للتفكير، ومدي مكانتها في حياتنا، وعلي تحديد مجالات الحياة».

ويري أن ضعف الأدلة ضد «نسبية المعقولية» مردود إلي «مفهوم صارم عن المعقولية محكوم بقوانين البرهان العلمي». ولهذا فهو يدعو إلي مفهوم أعم للمعقولية يضم بين جناحيه العقل العملي والعقل النظري - حسب كانط - حتي لا تتحدد المعقولية بـ «المنهج العلمي» وحده.

هذا من جهة، من جهة أخري فإن فكرة «الانتصار الثقافي» أو «التعالي الثقافي» الغربي ارتبط ارتباطا عضويا بالقلق علي مصير هذه الحضارة المتقدمة طيلة القرن العشرين، وهو ما يتبدي من أوزفالت شبنجلر في كتابه «أفول الغرب» عام 1918 وحتي صامويل هنتنجتون في مقاله الشهير عام 1993، وربما يتمثل هذا القلق ويتجسد في نزعة التشاؤم التي تغلف هذه النوعية من الكتابات التي تشبه كتابات العرافين حسب تعبير أرنست كاسيرر، ومن ثم تصبح أداة طيعة في أيدي السياسيين (من أصحاب الاتجاهات اليمينية والمحافظة) التي تغلب فكرة الصراع والحروب، وهو ما عبر عنه وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد بقوله:


«لابد من تحقيق اللقاء بين القرن التاسع عشر والقرن الحادي والعشرين». ويقصد بذلك العودة إلي ما كان يعرف بالنظام البريطاني في ثوب امريكي. أما القرن التاسع عشر فهو قرن الاستعمار المباشر وغياب «الثنائية القطبية» في النظام الاقتصادي السياسي.

علي أن أخطر ما في هذه التوجهات هو مفاهيمها وخلفيتها التي تعود إلي الإرث الأمبراطوري الروماني، حيث تري في «الآخر» و«الغريب» و«البعيد» وجه البربري، وتحاول علي غرار الإمبراطورية الرومانية أن تختصر العالم إلي قرية كونية خاضعة لأحكامها وقوانينها بالقوة.

وهذه الفكرة العنصرية جدا في الواقع، كما لاحظ «غانج» لا تتوافق مع العولمة في الألفية الثالثة، أو ما بعد الحداثة السياسية، بقدر ما تنتمي (بالكاد) إلي أوائل القرن العشرين! وقد لخص الصحفي الأمريكي المخضرم «توماس فريدمان» حالة القلق الأمريكي هذه في كتابه «العالم مستو».. موجز تاريخ القرن الحادي والعشرين»، يقول حسام الدين حضور في مقدمة ترجمته لكتاب فريدمان: «الأمريكيون قلقون، هنتنجتون قلق علي الهوية الأمريكية بسبب العولمة، والكونجرس قلق علي أمن أمريكا بسبب الإرهاب، والرئيس السابق بل كلينتون قلق علي قدرة الإدارات الأمريكية علي حل مشكلات المواطن الأمريكي وتوماس فريدمان قلق علي دور أمريكا ومستقبلها بسبب العولمة أيضا التي تسوي العالم، فلا يبق فيه كبير إلا بقدر ما يملك من معرفة تسهم في الانتاج وتقديم الخدمات. فأمريكا تخرج إلي العالم خشية أن تفقد دورها فيه، والعالم (خاصة الصين) يدخل في أمريكا لأن لديه ما يقدمه لها».



#عصام_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلينتون وسوفوكليس وصراع الديوك
- لماذا المواطنة الآن ؟
- الحصانة الذاتية
- دروس صينية في القمع والثورة
- جلوكل .. وأشياء أخري ..
- شباب إيران بروكسي
- فؤاد زكريا‏..‏ هذا الذي بدأ
- المخلص والمنقذ والمنتظر
- علي أبواب الحرب بالصدفة !
- بالمصري .. ساحة أثينا الجديدة
- الشعب صنيعة حكومته
- الأمن العالمي‮.. ‬لا يتجزأ
- السبيل إلي إنصاف المحرومين
- هل يمكن حماية الدين دون الحد من حرية التعبير؟
- تغير المناخ والسلام العالمي
- تفكيك أفلاطون
- المسكوت عنه في تغير المناخ
- كيف نمنع أحداث نجع حمادي في المستقبل ؟
- الحوار المتمدن والحكمة الذهبية
- الكرامة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام عبدالله - القلق الأمريكي والخروج إلي العالم