عبدالله أبو شرخ
(Abdallah M Abusharekh)
الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 07:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تفتقت قريحة حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف عن كيفية مواجهة مسيرة الحرية، فقامت بإنزال قوات النخبة المظلية في وسط المدنيين المحتشدين من أربعين دولة، جلهم من ناشطي السلام وأساتذة الجامعات المتقاعدين وصحافيين وطلاب وممثلين لمؤسسات حقوقية عالمية.
الحدث يرسم صورة واضحة للحكومة الإسرائيلية التي تعتقد أن تحدي هؤلاء المدنيين بقوات المظليين أمراً مشروعاً، بينما الحقيقة أن إنزال قوات المظليين على سفن مدنية في المياه الدولية يمثل على الأقل زوالاً لهيبة الجيش الذي لا يقهر، ذلك أن ذلك الإنزال وبتلك القوة والتجهيزات معد أصلاً لمواجهة سفن حربية مقاتلة وليس لقمع تظاهرة مدنية. إنه العار بعينه !
نفس التفاهة الإسرائيلية التي استخدمت صواريخاً ثقيلة حديثة بإمكانها أن تسحق بناية من خمسة طوابق وتجعلها أثراً بعد عين في الحرب الأخيرة على غزة، بهمجية منقطعة النظير. عشرون ألف منزل تم تدميرها لأجل بضعة قذائف بدائية غير موجهة.
أثناء الانتفاضة الأولى كنت دوماً أتساءل بألم وغضب، ما الخطر الذي يشكله طفل في الثالثة عشرة من عمره على قوات الجيش لكي ينال عياراً نارياً يحطم جمجمته وهو في طريقه من البيت إلى المدرسة أو العكس ؟
استخدام القوة المفرطة لقمع المدنيين العزل من سمات إسرائيل المرعوبة من أي نشاط احتجاجي ضدها، فهي قد تعودت أن يتضامن العالم معهم بوصفهم أولئك الديمقراطيون المعذبون الذين عانوا القمع الهتلري والنازي والقابعون في منطقة تعج بالوحوش على حد التعبير الإسرائيلي.
إسرائيل أصبحت عارية أمام العالم، فهي لم تعد كياناً ديمقراطياً يسمح للآخرين بتنظيم الاحتجاجات السلمية. أول ما سيواجه المثقف المقتنع بالنضال السلمي هو عبارة من أي رجل بسيط مفادها، ماذا فعلت إسرائيل للتعامل مع الاحتجاج السلمي ؟ لقد قمعته بالمظليين والذخيرة الحية. نفس التفاهة الإسرائيلية.
#عبدالله_أبو_شرخ (هاشتاغ)
Abdallah_M_Abusharekh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟