أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم














المزيد.....


رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3022 - 2010 / 6 / 2 - 02:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير الكثير من الجدل اثير حول الفتوى الاخيرة التي اقترفها فضيلة الشيخ عبدالمحسن العبيكان المستشار في الديوان الملكي والمروجة لمبدأ رضاع الكبير كمخرج شرعي وملائم لمعضلة الاختلاط التي ينوء بحملها رجال العلم والفقه في المملكة العربية السعودية..
ولا ننوي هنا خوضا في الفقه.. فالكثير من السادة العلماء الاجلاء كفوا المؤمنين شر الكلام ولم يبخسوا فضيلة الشيخ حقه من التقريع والتسفيه صراحا بواحا او تلميحا اقرب للجهر..وامطروا رأسه الشريف بالآراء التي لا تعدو مجال الرفض او التنكير او التغريب او الرمي بالشذوذ الفكري حاشا بعض الاصوات المنفردة الخافتة التي جاملته القول أن الامر يمكن عده اجتهاد جانبه الصواب..ولا نحاول مطلقا ان نسئ لفضيلة الشيخ ..وليس من المفيد هنا ولا اللائق الغمز السئ من قناة الخيارات الدينية والمذهبية للشعب السعودي الكريم..
ولكننا لا نملك الا ملاحظة التخارس المريب المداهن من قبل وسائل الاعلام الرسمية تجاه موضوعة كون المتحدث ينتمي الى النظام الرسمي ويتحدث متكئا على الحصانة التي يتمتع بها.. مما يثير التساؤل عن مدى المسؤولية التي تتحملها المؤسسة الرسمية تجاه هذه الفتاوى الصادمة والمخالفة والمعارضة للذوق العام، وللفطرة السليمة، وللعلم، وللقناعات السائدة مجتمعيا..
.فالرجل يجرجر خلف اسمه دائما لقبه الفخم كمستشار وناصح في الدوائر العليا للحكم .وليس هناك من فرصة لنثر ما تساقط من كلماته على اعمدة الصحف ووسائل الاعلام الا اعتمادا واسترضاءً وتملقاً لتموضعه بالقرب من مراكز القرار .. وليس لعلميته او المعيته او عبقرية استنباطاته الفقهية التي وصلتنا منها شذرات تكفي لتقييمها اي دخل في تقييم منزلته..
وحتى تفضيل الكثير من مشايخ الفقه الامتناع عن المبادرة في مناقشة مثل هذه المسائل، من حيث اعتبارها من الأمور التي قد تخل بالدين ومفاهيمه لدى الناس، والتزام تقية الصمت وعدم التعليق مع أخذ موقف الضد..والاكتفاء ببعض الاعتراض الخجول المقنن والمؤطر بخطوط تبقيه ضمن دوائر الامن والسلامة والعافية..لم يكن الا اتقاء لشرور التي قد تصيب من يتحرش بمن هم اولى بالمعروف..
ان التغافل المريب لمؤسسة الحكم وتوقعه المسبق وتواتره وخصوصا تزامنه مع اقالة السيد جمال خاشقجي من رئاسة تحرير الوطن بسبب مقال يتحفظ قليلا على بعض ممارسات المؤسسة السلفية,يؤدي بالتاكيد الى تصور ان المملكة العربية السعودية تبتعد بانتظام عن شكل الدولة الحديثة الذي تروج له وسائل الاعلام المعبرة عن وجهات النظر الرسمية السعودية..ويؤسفنا القول ان استمرار هذه السياسة يعد مقامرة غير مأمونة الجانب بعلاقة الحكم مع المواطن الفرد ومع المجتمع ككل..
ان تعامل الحكم الممالئ والمتساهل مع مثل هذه التفلتات والتعاطي مع المؤسسة الدينية حسب طريقة الفراعنة مع فيضان النيل والتمادي بتقديم الاضاحي من عرائس الحقوق المدنية المشروعة للمرأة والاقليات المختلفة فكريا وعقائديا يبعث على التخوف من تصاعد التقاطع ما بين المؤسسة الحاكمة والشعب وبما يصب في مصلحة المؤسسة الدينية المناهضة لمشروع الدولة المدنية والمبنية على القانون والمصالح الوطنية العليا..
ان الثورة المعلوماتية وتطور التواصل الاعلامي ما بين الشعوب وامتطاء هذه التقنيات من قبل المؤسسة السلفية في نشر الروح المغلقة المتحجرة المغلفة باطار زائف من قداسة ملتبسة ..وتغاضي الحكم عن التصدي لهذه الممارسات تحت طائلة تفادي الصدام مع المنابر المجاهرة بالدعوة بطول العمر للسلطان..قد يعرض النظام الى مشاكل سياسية مع المجتمعات غير الملزمة بوجهات نظر مغرقة بالاحادية والتعنت الفكري..ويدفع الكثير من التجمعات الدولية الى طرح الاسئلة التي تضع الحكم في دائرة الاتهام بالتماهي والتواطؤ مع عملية الترويج لصورة مشوهة متطرفة للفقه الاسلامي وبطريقة مسرفة البعد والتعارض مع الشعار المعلن بانتهاج الانفتاح والحوار والوسطية كمنهج حياة واسلوب للتعاطي مع المنعطفات التي تحكم صيرورة الحراك المجتمعي ..
يقول الاستاذ عبد الرحمن الراشد ان"الاستنجاد المتكرر بالسلطات الرسمية في المملكة العربية السعودية لإنهاء الحظر على المرأة لقيادة السيارة، أسلوب ثبت فشله"نافضا يد الحكم من اي امكانية للتدخل ضد المؤسسة الدينية في المسائل المثيرة للاهتمام الشعبي..ولكننا نشفق على بلاد الحرمين من الخسائر الفادحة والضرر البالغ الذي قد تسببه سياسة الامعان في الركون الى دعم المؤسسة الدينية للجهد السياسي والاعلامي للدولة ولصورة وسمعة البلد في الاوساط الدولية.. ولخطل الاعتماد على شريك متغول متفلت لا يجد مبررا لوجوده الا من خلال التقوت على الحقوق المدنية للفئات الاقل حظوة والاكثر ضعفا..
لقد احتاج الخليفة عمر بن الخطاب"رض"الى اشهر قليلة ليطمئن الى قوة الدولة الفتية ويعلن رفضه اسلوب مجاملة المؤلفة قلوبهم وليخيرهم ما بين السيف او المواطنة الصالحة..ولكن يبدو ان كل هذه السنوات لم تقنع المملكة بصلابة الارضية التي تقف عليها والتي تهددها سياسة الاسراف في اعتماد اسلوب تأليف السنة وقلوب المؤسسة الدينية غير مأمونة الولاء ولا الجانب .



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس وزراء بعشرة اصوات..
- موسم الهجرة الى الجهات الاربع..
- خطوط من نار تحت اسم البعث
- التحريض الاعلامي.. في عصر الريموت كونترول
- ليس من هنا تؤكل الكتف..يا سيدي
- ملك الملوك مجاهدا..
- زعيق ضائع في عصر بنفسجي..
- موعد مع التاريخ..
- لا نور في نهاية النفق المظلم..
- اخوة الدم..واخوة الهم
- ماذا لو لم يكن امير؟؟..
- جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..
- تشخيص خاطئ..لاعتلال يمني مزمن..
- لا تخسروا الشارع الايراني..
- لن تقنعنا يا سيد مهرانبرست..
- لقد خسرت كثيرا يا كويت..
- سياسة تصدير الفتوى..
- بالله عليكم..لا ترقصوا على اشلائنا..
- واقعة ام درمان ..وفخ التملق الاعلامي المهلك
- على باب مصر..


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - رضاع الكبير ..وسهم المؤلفة قلوبهم