|
التعامل الكردستاني مع الجوار بين الثابت والمتحول
صلاح بدرالدين
الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 08:39
المحور:
القضية الكردية
تندرج زيارة السيد نيجيرظان البارزاني رئيس حكومة اقليم كردستان الاولى بعد تحرير العراق الى دمشق في عداد – الاختراقات- الدبلوماسية الفاعلةفي اصلب جدران الجوار الكردستاني واكثرها عصياً على الولوج، هذا الجوار المندرج اصلاً ضمن الملفات الدقيقة والحساسه والمليئة بالخطوط الحمر من جانب القوى السائده في انظمته الحاكمة. واذا كان هذا الجوار يتوزع بين بوابات ثلاث كتل قومية متداخله مع الكتله الكردية من عربية وتركية وفارسية فان سورية تشكل فيها المعبر الاكثر اثارة للجدل في الظروف الراهنة لاسباب عديده ومنها الموقف السوري – المعترض- على عمليه تحرير العراق التي شارك فيها الكرد, وارتباط اسم نظامه بمسألة دعم المجموعات الارهابية. وقبل ذلك باستقبال مسؤولي النظام العراقي المنهار وعلى راسهم – علي الكيمياوي – المرتبط اسمه بجريمة – حلبجة - وما قيل عن تعاملات مالية وعسكرية بهذا الخصوص ، وقيام الحكومة السورية بعد مناهضة الفدرالية بدور المبادر في عملية تعبئة شركائها في تركيا وايران لاحكام الطوق والحصار على المنطقة الكردية ,وكذلك التورط الرسمي في الاحداث الكردية السورية كاجراء استباقي في مواجهة التطورات المتسارعة في كردستان العراق التي انطلقت من القامشلي لتطال كل المناطق الكردية في سورية الى جانب اماكن التواجد الكردي في المدن السورية وبينها العاصمة دمشق والتي راحت ضحيتها العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى والآلاف من المعتقلين ما زال قسم منهم في السجون وامام محاكم امن الدولة. واخيراً وليس آخرا تصدر اجهزتها الاعلامية في تسعير الحملة الظالمة على كرد العراق في الاشهر الاخيره حول النشاط الاسرائيلي المزعوم في كردستان العراق.وهكذا وتحت ثقل هذه الحقائق والوقائع المعترضة والمعيقة وفي اجواء – تباينات – الموقف الرسمي ومحاولات – تمييز – موقف الرئاسة السورية من عدد من القضايا ومنها القضية الكردية يتوجه السيد البارزاني الى دمشق . لاشك ان زيارة رئيس حكومة اقليم كردستان وفي ظل المناخ السياسي الاقليمي السائد وبدعوه رسميه الى دمشق وما تفرع عنها من لقاءات وتصريحات تهدف الى طي صفحة الماضي ومحاولةاعادة تعريف جملة من القضايا الاساسية في ملف العلاقات الكردستانية- السورية: اولاً: الزيارة بتوقيتها ومسارها وعناوين المسائل المطروحه في جدول اعمالها وبشكلها- المختصر المفيد- تنم عن طابعها المميز وعن كبرياء الزائر المفعم بالثقة بالنفس والممزوج بحركة- هجومية- واضحة المعلم حيث أن الزائر انطلق اساساً في صيرورة الرحلة ومواضيعها المطروحة من الحقيقة الكردستانية المستندة الى ارض صلبة والى ارادة شعب بكامله يعيش من خانقين الى آخر متر من الضفة الشرقية للخابور في اجواء الحرية والديمقراطية ويلتف حول قيادته المستمده شرعيتها من التاريخ الكفاحي الثوري المتواصل منذ خمسة أجيال مضافا اليها الشرعية السياسية الشعبية النابعة من صناديق الاقتراع بعكس ما هو سائد في الجوار. ثانياً: في محادثاته الصريحة مع اصحاب القرار السوري اوضح السيد البارزاني مسائل – الثابت والمتحول- في العلاقات الكردستانية مع الجوار حيث اكد على التزام الجانب الكردي بالثوابت الاستراتجية وانطلاقه من مبادئ حسن الجوار والتعاون الاقتصادي والثقافي، وعدم التدخل في شؤون الآخر، واحترام ارادة الغير ومواجهة كافة اشكال الارهاب من اي منطلق كان وضد أي كان، ارهاب الدول والافراد والمجموعات، والتمسك بنهج التسامح في علاقات التفاعل بين الشعوب والقوميات والاديان والمذاهب والاعتراف بوجودها وحقوقها مع التمسك بعلاقات الصداقة والعيش المشترك مع الشعب العربي والشعوب الاخرى في المنطقة ، والرغبة الجامحة في ايجاد حلول سلمية ديموقراطية للقضية الكردية في دول الجوار على اساس الاتحاد الاختياري والشراكة العادلة. ومن تحصيل حاصل أن يشير السيد البارزاني الى آثار التحولات المتواصلة والجذريه والمؤثره الجارية في العراق وفي كردستان بعد عملية التحرير وانعكاساتها على العلاقات الثنائية وان يدعو الآخرين الى ملاحظه النتائج الملموسه التي افرزتها الاحداث وعدم تجاهل الحقيقة الكردستانية وفدراليتها ونموها وتطورها الاقتصادي والثقافي واستقرارها، وبالاخير مصالح شعب كردستان التي لاتتعارض مع مصالح الشعوب المجاوره بعكس ما حاول البعض تصويرها, والموقع المميز الذي تشغله الحركة القومية الكردية في كردستان العراق وما تتمتع بها قيادتها السياسية من احترام ومصداقية في الاوساط العربية والاقليمية والعالمية، وعلاقات دبلوماسية مع الدول والحكومات والتي اصبحت امراً واقعاً لارجعه عنها والسؤال هو : هل ستجد هذه المبادىء والتوجهات الكردية الايجابية قبولا وتفهما لدى الطرف الاخر ؟. ثالثاً: أكد السيد البارزاني مرة اخرى على التزام شعب كردستان بالعراق الفدرالي الديمقراطي التعددي الموحد والشراكة الكردية في الحكومة الانتقالية ببغداد والعمل سوية من اجل انجاح تجربة التحول الديمقراطي في العراق والاخذ بها نموذجاً سلمياً لتعايش الشعوب والقوميات والاديان خاصة من جانب الدول المتعددة القوميات. رابعاً: لم يكن السيد البارزاني بحاجة ابداً الى بذل الجهد واطلاق الشعارات والمزايدة على احد في الموضوع الاسرائيلي بل كان في اقصى درجات الوضوح والشفافية والموضوعية عندما اعلن " نحن لانحتاج هذه العلاقات ونعيش في استقرار منذ 17 عام في هذه المنطة ولن نكون الا عامل استقرار فيها" انها رسالة معبرة تنم عن وعي عميق بالمسؤوليه في التاكيد على أن الكرد ليس لهم مصلحة في نسج العلاقات السرية مع اسرائيل، وانهم ليسوا بحاجه الى استغلال الاوراق، أوالاستفادة من – اعداء العرب- أو اختلاق المشاكل لاحد كما يفعلها الآخرون، لسبب واحد وهو ان مصلحة شعب كردستان تقتضي ذلك في الظروف الراهنة , أما الشق الآخر من الرساله فهو اكثر وضوحاً في تشديده على كون القضية الكردية بمضمونها وطرق معالجاتها السلمية الديمقراطية المقترحه خاصه عبر الفدرالية لن تكون الا عامل امن واستقرار الشعوب والدول على الصعيدين الاقليمي والعالمي. خامساً: لقد دشنت الزيارة الخطوة الاولى في العمل الدبلوماسي الكردي الشفاف وشكلت نقلة نوعية من مرحلة – العلاقات- السرية – أو- اللاعلاقات- التي كانت تدور بين اربعة جدران والمتلبسة في معظم الاحيان تعقبهاعادة البلاغات الصحفية الاحادية الجانب من الطرف الكردي فقط، منطلقة من قضايا الآخرين . الى نهج مستحدث في الالتزام بمصالح شعب كردستان والتأكيد عليهاوالتعامل مع الطرف المقابل بخطاب سياسي جديد شديد الوضوح يحمل اجندته واهدافه القريبة والبعيدة ولاشك أن النقلة هذه خير تعبير عن معالم المرحلة الجديده في العلاقات الكردستانية مع الجوار بعد الزلزال العراقي ستجسد مصالح الجميع وتصون الامن والاستقرار وتحتاج الى مزيد من التقييم والمراجعه والتعميم .
#صلاح_بدرالدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قدر الكرد في انتقالهم من السيء الى الاحسن
-
محاكمة نظام - صدام - ضرورة تاريخية 2
-
تاملات في اعترافات ارهابي اصولي
-
محاكمة نظام صدام ضرورة تاريخية 1-2
-
ردا على ما جناه - نضال حمد - و - عصام نعمان - على الكرد رسال
...
-
( 1 - 2 )رسالة الى بؤساء الثقافة الشوفينية ردا على ما جناه -
...
-
العراق الفدرالي في حلته السيادية
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو من الاست
...
-
في الذكرى الخامسة والاربعين لاستشهاد فرج الله الحلو ( 2 ) من
...
-
من - ليلى زانا - الى - فلك ناز -
-
كردستان العراق والقرار الدولي وامريكا
-
نحو اعلام كردستاني يواكب المرحلة الراهنة
-
الى شيخ السجناء فرحان الزعبي : هل تقبل الاعتذار ؟
-
- خدام يدعو العراقيين الى نبذ الانقسامات صدق أو لاتصدق
-
على خلفية الاحداث الكردية السورية لجوء جماعي الى كردستان الع
...
-
تصريحات الرئيس الاسد حول الكرد مالها .. وما عليها
-
الكونفرانس السنوي الرابع لرابطة كاوا للثقافة الكردية
-
لاتتنازعوا الشرعية فهي غائبة
-
كل التضامن مع المناضل اكثم نعيسة
-
الموقف الرسمي من الاحداث الكردية من ارتباك الخطاب الى توسيع
...
المزيد.....
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
سعید بارودو. حیاتي الحزبیة
/ ابو داستان
-
العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس
...
/ كاظم حبيب
-
*الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 *
/ حواس محمود
-
افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_
/ د. خليل عبدالرحمن
-
عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول
/ بير رستم
-
كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟
/ بير رستم
-
الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية
/ بير رستم
-
الأحزاب الكردية والصراعات القبلية
/ بير رستم
-
المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية
/ بير رستم
-
الكرد في المعادلات السياسية
/ بير رستم
المزيد.....
|