أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية















المزيد.....

بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية


كامل عباس

الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 10:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة :
ما من شك في أن الحركة الاجتماعية تخضع لقوانين مثلها مثل القوانين الطبيعية , ولكن فهمها أعقد بكثير من فهم القوانين الطبيعية لوجود عنصر جديد يؤثر فيها وهو عنصر الوعي .
مع ذلك مطلوب منا فهم آلية عمل تلك القوانين كي نتقي شرها, وهي تعمل بهمجية أشد من همجية القوانين الطبيعية أحيانا إن لم نحاول تعديل مسارها بما يخدم المجتمع ككل .
تعريف الحركة العفوية :
أقصد بالحركة العفوية هنا جموع الشعب من عمال وفلاحين وصغار كسبة وحرفيين وذوي دخل محدود, القاسم المشترك بينهم هو توجيه كل جهودهم واهتمامهم لتصريف أمورهم الشخصية والعائلية من مأكل وملبس ومشرب, لاتهمهم السياسة ولا يقتربون من حقلها .
تعريف الحركة السياسية :
أقصد بالحركة السياسية أولئك الناس الذين لديهم معرفة ولو أولية بقوانين الحركة الاجتماعية سواء توصلوا اليها عبر تحصيلهم الدراسي أو عبر ثقافتهم الشخصية , وسواء انتظموا بعد ذلك بأحزاب أو حركات سياسية لها برامج معينة أو لم يلتزموا بأي جهة كانت , ويمكن تقسيم الحركة السياسية الى جهتين رئيسيتين , جهة محافظة إذا صح التعبير تفهم أبعاد الحركة من أجل وضع العصي في دواليب حركتها انطلاقا من مصالح فئة معينة في المجتمع سيضر التطور بمصالحها ويقلص من نفوذها وامتيازاتها . وجهة تنسجم مع حركة التطور الاجتماعي وهي المقصودة في حدود هذه المقالة وأينما وردت كلمة – حركة سياسية في بقية المقال أقصد بها تلك الحركة المجددة .
ملاحظة أولى :
هذا التصنيف ليس في العلوم الطبيعية , أي ان الحدود بين الحركتين يمر بقطاع مشترك عريض يتم فيه تدرجا كبيرا من الجانبين
ملاحظة ثانية :
على الغالب توجد حركة سياسية في كل ساحة على يمين السلطة وحركة أخرى على يسارها وكثيرا ماتندغم اجهزة السلطة بإحدى الحركتين . في هذا المجال أيضا كثيرا من الحركات السياسية تبدأ تقدمية ومن خلال استيلائها على السلطة ونهبها موارد الدولة تتحول بالتدريج الى حركة سياسية همها الحفاظ على امتيازات أحزابها وحركاتها البيرقراطية وتصبح مصالحها ضد أي تطور اجتماعي .
ملاحظة ثالثة .
الكتابة المنفردة في حقل شائك مثل هذا الحقل تشبه السير ضمن حقل من الألغام . ولذا أتمنى من المهتمين بالأمر الاغناء والتعديل والتصويب ما أمكن وبشكل خاص من كتاب الحوار المتمدن كون الموضوع اثير فيه .
نسبة الحركة السياسية الى الحركة العفوية :
تخضع هذه النسبة لعوامل عديدة وتختلف من ساحة الى اخرى حسب تطور كل بلد ودرجة رقيه وعاداته وتقاليده وتراثه وحركة الصراع الطبقي في تاريخه , يمكن توضيح ذلك بالمثال البسيط التالي حيث يمكن كما يقال أن تجد في سوريا نساء يخبزن على التنور ويتحدثن بالسياسة على عكس مصر حيث الوعي هناك عمودي وليس أفقي . وبكل الأحوال لاتتعدى تلك النسبة في ارقى البلدان 20 % أي ان الجماهير العريضة مازالت بعيدة عن السياسة في كل مكان .
إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية
نظريا يفترض ان تتناغم وتسير الحركتان باتجاه واحد, كون الحركة السياسية تعبر عن مصالح الحركة العفويه, وعمليا الأمر أعقد من ذلك بكثير, ويجب دراسة كل حالة على حدة وهناك سنكتشف الكثير من المفارقات , وجلها يعود الى الديماغوجيا التي مارستها دعاية ووسائل أعلام الطبقات المالكة على مر العصور والتي نجحت في إبعاد الجمهور العريض عن فهم ولو اولي للحركة الاجتماعية مبني على التحليل العقلي . وغالبا مايكون تحرك الجماهير أذا ترك لوعيها ضد مصلحتها مع ذلك كان العامل الحاسم في كثير من الثورات الاجتماعية هو حركة ونشاط الجماهير وهذا ما يحصل خلال الأزمات الإجتماعية بالتحديد والتي تتحرك فيه تلك الجماهير بناء على مصلحتها.
وكثيرا ما تسبق الحركة العفوية الحركة السياسية وتتجاوزها أو تفاجئها . هذا ماحصل في مصر أيام السادات مثلا وما سمي بانتفاضة الحرامية من الاعلام العربي او حوادث الشغب عند نزول الجماهير المصرية الى الشارع بعد رفع سعر الخبز. وهذا ما حصل في إيران عندما واجهت الحركة العفوية هناك آلة الشاه القمعية بصدورها والتي استمرت على عكس ما جرى في مصر حتى إسقاط الشاه ولكن الحركة السياسية لم تكن بذلك المستوى فسقطت الثورة في أحضان رجال الدين .
بكافة الأحوال تتحرك الجماهير وفقا لغريزتها التي تعتمد الانفعال والعواطف اكثر من العقل ,
أو لما يمكن ان يسمى في علم النفس – المخيال الجماعي – اللاشعور – الخ
بيت القصيد في هذا المقال تحرك الحركة العفوية في الاتجاه معاكس لمصالحها وللحركة السياسية المنسجمة مع التطور الاجتماعي وهو ما يميز ايامنا هذه وخاصة في منطقتنا , في العراق , في الجزائر وفي كل البلدان العربية تقريبا, والسبب الجوهري في ذلك هو هذه المرة القمع الذي مورس عليها تحت شعارات تقدمية وقد بدأ ت المأساة في روسيا .
لقد كانت الحركة العفوية والسياسية أوائل القرن هناك باتجاه واحد وهي التي مكنت البلاشفة من الوصول الى السلطة الذين احسنوا التلاقي معها ومن ثم الوصول الى السلطة عبرها .
ما جرى في نهاية القرن كان شيئا معاكسا , لقد نزلت تلك الجماهير لتدعم يلتسين وكل العصابات والفئات الفاسدة التي تتعاون معه في الداخل والخارج
كيف جرى ذلك وكأن التاريخ يسير الى الوراء ؟ هنا العبرة التي يجب استخلاصها من اجل غد افضل للجنس البشري ككل . إن سوق الجماهير الى الجنة بالعصا أعطى مفعولا عكسيا . و في هذا المجال يلام المعسكر الغربي أكثر من المعسكر الشرقي المهزوم , لقد حكم المعسكر الشرقي منطلقات ايديولوجية أثبت التطور بطلانها وكان لابد من المرور بتلك المرحلة , أما المعسكر الغربي فقد خاض المعركة تحت اسم حقوق الانسان والحريات وإدانة القمع , وكان على الارض يدعم انظمة قمعية وديكتاتورية بمنتهى الوحشية وهاهو يحصد النتائج الآن والارهاب بابشع صوره يضرب قلب مدنه ويجعله غير آمن
خلاصة :
إن الطريق الأمثل لخدمة قضية الانسان في كل زمان ومكان هو العمل من اجل تسييس الجماهير. من اجل دفعها لاستعمال عقلها, أما تهييج غرائزها كم هو جار اليوم فلا يخدم احدا بالنهاية . ولا طريق امام الحركة السياسية سوى العمل بصبر من اجل تثقيف الجماهير . عبر وسائل وطرق ديمقراطية في المجتمع . تجدر الاشارة هنا الى ان اكبر ُمنظِر عرفته البشرية حتى الآن بينت الحياة صحة تنظيراته هو الشيوعي العبقري الايطالي غرامشي . صاحب نظرية (حرب المواقع ) والتي يتم فيها اسقاط قلاع وحصون المجتمع القديم بدون ان نطلق في تلك الحرب رصاصة واحدة . بل بشد الجماهير صاحبة المصلحة الى ذلك الحصارعبر عمل ديمقراطي مديد بينها . في حالة كتلك فقط تصعب العودة الى الوراء وتخريب ما انجز من أجراءات تقدمية لمصلحة المجتمع .



#كامل_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة الدكتور عارف دليلة تواجه خطرا حقيقيا
- ليس من اختصاص الرئيس البشار العفو عن جرائم واقعة على امن الد ...
- الاسلام والبلشفية مصدران للاصولية في العراق الجريح
- ترخيص بحمل السلاح مرتين
- سأضرب في هذا المقال عصفورين بحجر واحد
- هل هذا المال حلال أم حرام ؟
- مهيار وحيدا على قارعة الطريق - قصة قصيرة مهداة الى الصديق أك ...
- متى نتحول نحن السوريين من رعايا إلى مواطنين ؟
- من الذي أتى بالدب الأمريكي إلى كرم العراق ؟؟ ومن الذي يقوده ...
- الهم بارك وزد في شهادات البعثيين السوريين القدامى
- دفاعا عن المعارضة السورية
- لمن يجب أن يوجه الاتهام ؟!م
- السياسة والأفيون
- تعميق المدرسة البكداشية في سوريا على طريقة تعميق مارتوف ل بل ...
- مدرسة الواقعية الاشتراكية وتجليها في - داغستان بلدي -
- القيادة الفلسطينية لا ترقى الى مستوى نضالات شعبها
- عن أي تحديث وتطوير يتكلمون ؟؟!!
- لماذا تحول العقل البشري من نعمة للإنسان الى نقمة عليه ؟؟!!
- رابطة العمل الشيوعي في سوريا - عرض – تحليل - نقد
- قراءة ثانية في كتاب صدام الحضارلت


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل عباس - بحث في إشكالية العلاقة بين الحركة السياسية والحركة العفوية