أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 1














المزيد.....

الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 1


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 920 - 2004 / 8 / 9 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقاربة لمانيفستو الليبراليين الجدد
في استعراضه للفكر الليبرالي الجديد، لتبديد ما يثار حوله من لغط، بعضه ناتج عن عدم وضوح الرؤية، وجله يرجع لسوء نيَّة، مصدره الحرس القديم لمنظومة تتداعى، ولم تعد تملك إلا أن تثير الغبار، فيما تنهمك ميليشياتها في سفك أكبر قدر ممكن من الدماء، قبل أن تلفظ أنفاسها، ويسدل على عصرها الستار، طالعنا المفكر الكبير د. شاكر النابلسي بما أسماه "مسودة أولى لمانيفستو الليبراليين الجدد"، وتحمل التسمية ضمنياً دعوة للمشاركة، لكل من يعنيهم مسيرة ومستقبل ذلك التيار الذي تعدى مرحلة الإرهاصات، ليغدو حركة فكرية وثقافية، تتجذر مع الوقت، ومع تسارع المتغيرات العالمية، ومع استقطاب منطقة الشرق الكبير - وفي قلبه ما تواضعنا على تسميته بالعالم العربي – للاهتمام العالمي، في عالم ما بعد 11 سبتمبر 2001.
الليبراليون الجدد الذين هم حتى الآن أفراد لا يجمعهم إلا الحلم بالحرية، وبغد مختلف للشرق الذي كان يوماً قلب العالم، ثم مرت عليه قرون وقرون وهو في حالة ثبات أو إغماء، حتى صار الآن خارج التاريخ والجغرافيا، هذه الطليعة من المفكرين عليها أن تحث الخطى سعياً في اتجاهين:
· بلورة وتعميق الفكر الليبرالي، بالمساهمات النظرية، المستقاة من تحليل علاقات الواقع واستشراف إمكانياته، وليس من منظور متسام، يحاول فرض رؤى طوباوية، تؤدي محاولات قسر الواقع على التشكل وفقها إلى عقم الحياة ثم تصدعها وانهيارها، كما حدث مع الدعوات والأيديولوجيات التي نسعى لتخليص شعوبنا مما حاق بها من أذاها.
· تفعيل العمل المدني عبر المنظمات غير الحكومية كمجال لتطبيق الفكر، وتدعيم المناخ الليبرالي على أرض الواقع.
"المسودة الأولى لمانيفستو الليبراليين الجدد" ضمت خمس وعشرين نقطة، يمكن تقسيمها على الوجه التالي:
· النقط الست الأولى مراجعة لموقفنا من المقدس.
· النقط الخمس التالية موقفنا من الماضي.
· النقط الثماني التالية دور العقل في التحديث.
· النقط الست الأخيرة معالم على طريق التغيير.
مراجعة موقفنا من المقدس:
نقطة البداية الحقيقية والجذرية هي البدء بالتغيير الشامل - وليس مجرد الإصلاح - للنظام التعليمي الحالي، الذي أنتج أجيالاً لا تتقن إلا الاستظهار والتلقي السلبي، مما نمى فيها الاستعداد لقبول التفسير المنغلق والمتعصب للنصوص المقدسة، والذي استخدم كأيديولوجية للإرهاب وكراهية الآخر، ولا شك أن نظام تعليم يحرض على إعمال العقل، والتفكير النقدي، كفيل بإنتاج أجيال لا تعتبر القتلة أبطالاً أو مجاهدين، وإنما مجرمين خارجين عن القانون.
النظر إلى المقدس كدستور ثابت لتنظيم العلاقات المقدسة الثابتة وليس سواها، والتي هي فقط علاقة الإنسان بالله، أما علاقة الإنسان بأخيه الإنسان، سواء كانت علاقات قانونية أم اجتماعية أم سياسية أم اقتصادية، فهي علاقات أرضية وليست مقدسة وتتغير بتغير العصور والأحوال والمفاهيم، ويحددها ويحكمها دساتير أرضية وضعية، قابلة هي الأخرى للتغيير، بمعدل يتواكب مع سرعة تغير ما تحكمه من علاقات، ويقوم العلم بدور محوري في صياغتها.
وهو ما ينطبق على تحديد الموقف من الآخر، والذي ينبغي أن يكون على أساس المصلحة، وطبيعة العلاقات المادية المتبادلة مع هذا الآخر، وليس على أساس التقسيم الذي ورد في النصوص المقدسة، والذي تم في سياق تاريخي وقت نزول النص المقدس، وأصبح هذا السياق في عداد الماضي، ويبقى الشق الديني الخالص في تقييم الآخر في حدود العلاقة بين الإنسان والله، ليس لإنسان التدخل فيها أو الحكم على طبيعتها، وإلا يكون كمن يغتصب ما لله.
هذا الفهم للنصوص المقدسة ومجالات تطبيقها لا يقلل من شأن المقدس، أو يقلص دوره في الحياة، بل بالعكس فيه تكريم للمقدس وتنزيهه عن الاستخدام الانتهازي للدين، حين يوظفه كل طرف لتحقيق أغراضه الأرضية النفعية، مستتراً بالدين، مدعياً أنه يسعى لإرضاء الله، كما تفعل جماعات الإسلام السياسي الساعية للسلطة، وكما يفعل الرجل ليقهر المرأة، وكما تفعل الأغلبية لقهر الأقلية المختلفة ديناً، وكما يفعل رجال الدين في كل العصور بالارتزاق من مساندة السلاطين، بإضفاء القداسة على حكمهم، والشرعية على ممارساتهم، مهما بلغت فجاجتها.
فمثل هذا التوظيف الأرضي والانتهازي للدين لا يعلي راية الدين أو يعظم من شأنه، بل العكس، إذ يجعل من المقدس ستاراً للظلم والقهر والقتل والكراهية، في حين أن الدين - كل الأديان – جاءت لتحرم وتقاوم مثل تلك الممارسات.
المعنى الجوهري إذن في عنوان مراجعة موقفنا من المقدس هو التوقف عن خلط الأوراق، وحرمان قوى الجمود والتخلف من التستر بالدين، لمحاربة العلم الكفيل وحده بتغيير وجه حياتنا، لتصبح جديرة بأن تعاش، فشعوبنا محاصرة بأمم يصنع القرارات والقوانين فيها العلماء في مختلف تخصصات العلم، على أساس تحقيق المصلحة المادية في هذا العالم، ولن نستطيع أن نلحق بها أو ننافسها ونحن تصنع القرارات لنا في مجالس الفقهاء، الذين يعتمدون النقل من التراث، سعياً لدخولنا الجنة في الحياة الآخرة، رغم أن هذه كما قلنا مسألة خاصة بين الفرد وربه.
في المقال التالي ننتقل إلى النقط الخمسة التالية من مسودة المانيفستو والخاصة بموقفنا من الماضي، مع أمل أن تتسع دائرة المشاركة في فضاء الليبرالية الذي نسعى لتشكيله.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفاشيون الجدد والتانجو الأخير
- الفاشيون الجدد ودموع التماسيح
- - أثداء الصبار- قصة قصيرة
- خربشات على جدار مفترض - كتابة عبر النوعية
- الشيخ وهالة الصبح - قصة قصيرة
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 3/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 2/3
- مركزية الكلمة وأزمة الخطاب الشرقي 1/3
- نحن وأمريكا الجزء الثالث
- نحن وأمريكا الجزء الثاني
- نحن وأمريكا الجزء الأول
- الفاشيون الجدد والاقتداء بمقتدى


المزيد.....




- مصر والصومال.. اتفاق للدفاع المشترك
- ترامب يحذر من عواقب فوز هاريس في الانتخابات الرئاسية
- أربعة أسئلة حول مفاوضات الخميس لوقف إطلاق النار في غزة
- بايدن وهاريس يتلقيان إحاطة بشأن التطورات في الشرق الأوسط
- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كمال غبريال - الليبرالية الجديدة وفضاء يتشكل 1