أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مجيد - هتلر














المزيد.....

هتلر


صالح مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 19:42
المحور: الادب والفن
    



مَن قالَ إنَّ السيّدَ الرئيسَ كانَ طاغِيةْ ؟

مَن قال إنّ القائدَ العظيمَ كانَ ظالماً وداهيةْ ؟

مَن قالَ إنّ حُكمَه انتهى ..

وصارَ ذكرياتٍ قاسيةْ ؟

السيّدُ الرئيسُ ما مَضَى ،

وعصرُهُ العَجيبُ ما انْقَضَى

لكنـّهُ ولّى بِدونِ رجْعةٍ

وصارَ عُضواً دائماً ..

في الهاويةْ !



*****



هتلرُ ولّّى وانْتهى في الهاويةْ

وغنّتِ البِلادُ من أقْصى شَمالِها
إلى جَنوبِها

من شرقِها لغَربِها

واحتفلتْ جَهنّمٌ ،

وغنّتِ النيرانُ والزَبَانيةْ


****


هتلرُ ولّى عنْ بِلادِنا وعنْ سَمائِنا

وعن ْهَوائِنا ، وعنْ تُرابِنا

وعن رُبانا الباكيةْ

عن حقلِنا ونَهرِنا

عن خبزِنا وشايِنا

عن كُتبِ الطلابِ ،

عن مَلاعبِ الأطفالِ ،

عن حدائقِ العُشّاقِ ،

عن مكاتبِ الدولةِ ،

عن حيطانِنا التَّعبى ،

وعن كلِّ القلوبِ الداميةْ

****

انقلعَ النازيُّ من بلادِنا قَلْعـاً ..

وَولّى الطّاغِيةْ

كلُّ طُيورِ الحُبِّ في سَمائِنا

ترفُضُ هذا الطّاغِيةْ

كلُّ المَناجلِ التي تَعرَقُ في الحقولْ

ترفُضُ هذا الطّاغِيةْ

الشمسُ والأنهارُ والجبالُ والسهولْ

مَطارقُ العُمّالْ

سوالفُ النساءِ والرجالْ

ملامحُ الاطفالْ

جميعُها تَرفضُ هذا الطّاغِيةْ

واللهُ .. حتّى اللهُ في سمائِهِ

يرفُضُ هذا الطاغيةْ

انقلعَ النازيّ من جُذورهِ

ولنْ يعودَ مرّةً أُخرى

إلى ألمانِيهْ !



****

لا شَيءَ في بِلادِنا

أقسى عَلينا من وجودِ الطّاغِيةْ

الفقرُ والآلامْ

أرحمُ مِنْ وُجودِ هذا الطّاغِيةْ

العَيشُ في الخِيامْ

أطيبُ من بَقائِنا في يدِ هذا الطّاغِيةْ

والموتُ رَغمَ قُـبْحهِ

أجملُ ألفَ مرةٍ مِنْ وَجهِ هذا الطاغيةْ

حتّى البطالةُ التي تَسحَقُنا

حتّى القَنابلُ التي تُرعبُنا

حتّى الجُيوشُ الغَازيةْ

أهونُ مِنْ وُجودِ هذا الطّاغِيةْ

إنّ الغزاةَ راحلونَ في غَدٍ ..

ولمْ يكنْ يُريدُ أنْ يَرحلَ عنّا الطّاغِيةْ

****

هِتْلرُ ولّى وانْتهى في الهاويةْ

كمْ شَوَّه الفَرحةَ والأحلامَ هذا الطّاغِيةْ

كم ذبحَ الفكرةَ في سريرِها

ووزّعَ الحروبَ بالمجّانِ هذا الطّاغِيةْ

اذا انتهى من حَربهِ الأولى على جيرانِهِ

أشعلَ في البلادِ حَرباً ثانيةْ

حربٌ تطولُ مرّةً شهرينِ ،

حربٌ .. سَنةً

ومرةً أرْبعةً ،

ومرةً ثمانيةْ

مغفّلٌ في حربهِ وفي سَلامِـهِ

وفي قتلِ البلادِ داهيةْ

****

خرافةٌ عاريةٌ ، مخدّراتٌ عاريةْ

أغرَقنا في بحرِها زمانُ هذا الطاغيةْ

أوهَمنا أنّ البلادَ جنّةٌ رائعةٌ وزاهيةْ

وأنّنا جميعَنا كالمِشطِ تحتَ ظِلّهِ

سواسيةْ

جنّتُه في الأرضِ نارٌ حاميةْ

جنّتهُ ليلُ السّراديبِ ..

وآلامُ السجونِ القاسيةْ

فلا شعَرْنا بالسَّماءِ الصافيةْ

ولا شَممْنا النسماتِ الغافيةْ

وظلَّ فقرُنا ، وظلَّ جوعُنا ،

وظلَّ حُزنُنا ..

بألْفِ عافيةْ

وأصْبحتْ أرزاقـُنا مقْطوعةً

وأصبحتْ أقلامُـنا مرْفوعةً

وأصبحتْ أحلامُـنا ممْنوعةً

وأصبحتْ جنّـتُهُ

أقلَّ من أيِّ بلادٍ ناميةْ !


****


لا أحدٌ يَجرؤُ أنْ يَعطُسَ عندَ الطاغيةْ

إذا بكينا مرّةً في السرِّ..

داسَ فوقَنا عَلانيةْ

إذا حَكَينا مرّةً عن قَمْعه ِ

قصّ لنا لِسانَنا ، وكفَّنا ، ورِجْلَنا

في ثانيةْ

إذا اشتكينا مرةً من ظُلمِهِ

حاكَمنا بأنّنا من جهةٍ مُعاديةْ

كم ظالمٌ ذاكَ الذي يصيرُ كلُّ شعبِهِ ..

من جهةٍ مُعاديةْ !

تخرَّجَ الطُّغاةُ من مكتبهِ

ما فاقَه في الفتكِ هُولاكو

أو الحجّاجُ ..

أو مُعاويهْ!


******

هتلرُ ولّى وانتهى في الهاويةْ

لكنـّه خلّفَ من ورائهِ زبانيةْ

يُذبّحون الشمسَ والبلادَ والعبادْ

ويَقتلونَ الشعبَ باسمِ اللهِ والجهادْ

كي يَطْبُخوا لُحومَنا

ويشْربوا حَليَبنا

ويدبَغوا جُلودَنا

مثلَ قطيعِ الماشيةْ



******



هتلرُ ولّى بعدما أسّسَ في بلادِنا

ثقافةً مريضةً بالحقدِ والكَراهيةْ

سمّمَ كلّ وردةٍ بريئةٍ

سمّمَ كلّ آنيةْ

سمّمَ حتّى نثرَنا

سمّمَ حتّى الوزْنَ في أشْعارِنا

سمّمَ حتّى القافِيةْ



**********



لم يتعلّمْ مهنةَ الخياطةْ

لكنّه مزّقَنا

مثلَ الخُروقِ الباليةْ

ولم يَكنْ يَعرِفُ عِلمَ الطّبِّ والجِراحةْ

لكنّه عَلّمنا

شكلَ الدّماءِ الجاريةْ

ولم يَكنْ يُجيدُ فنَّ الضّربِ والمُلاكمةْ

لكنّه أسْقطَ شَعباً كامِلاً ..

باللّكماتِ القاضِية !



#صالح_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين البرادعي وصدّام
- وماذا بعد الحكومة؟
- ثلاث قصائد قصيرة
- من أحادية الإعلام إلى فوضى المعلومات


المزيد.....




- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...
- تونس تحيي الذكرى المئوية لانتهاء مهمة السرب البحري الروسي
- مصر.. نجمات -جريئات- يثرن جدلا في مهرجان الجونة السينمائية ( ...
- منصة ايكس تعلق حساب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية
- -مصور العراة- يجرد الآلاف من المتطوعين من ملابسهم لالتقاط صو ...
- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صالح مجيد - هتلر