أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هويدا طه - عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين















المزيد.....

عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 919 - 2004 / 8 / 8 - 12:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فرنسا.. بلاد النور والملائكة، بلاد الثورة والحضارة والنهضة والثقافة، بلاد الحرية وحقوق الإنسان، هكذا تعاملنا نحن العرب مع فرنسا تاريخيا(الليبراليون منا على وجه التحديد بالطبع)، حتى أن جدلا مستمرا يدور حول الموقف من حملة نابليون على مصر في القرن التاسع عشر مازال مستمرا، هل نعتبر الحملة(استعمارا)أم(تنويرا)؟. فرنسا هذه، أم دعوات الحرية في العصر الحديث، انتقل إليها- وا أسفاه- فيروس ثقافي عربي الأصل والنشأة والمصطلح! فيروس(الخوف من الغزو الثقافي)!، فالمجلس الأعلى للإعلام المسموع والمرئي في فرنسا، طلب من الدولة وقف بث قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني عبر الأقمار الاصطناعية في فرنسا، وكعادة الأوروبيين، السبب العلني هو قانوني، فقد قال رئيس الوزراء الفرنسي إن بلاده ستجيز قانونا يفرض قيودا على محطات التليفزيون التي لم توقع عقودا مع أي ٍ من دول الاتحاد الأوروبي، أما السبب الدافع فقد ظهر في تعبير رئيس الوزراء نفسه عندما قال:"سنفرض قيودا على محطات التليفزيون التي تبث برامج معادية للسامية من الشرق الأوسط"، كما قال دومينيك بودي رئيس المجلس الأعلى للإعلام الفرنسي إن:"صورا وتصريحات تبثها محطات أجنبية في فرنسا عبر يوتيلسات لا تحتمل إطلاقا"، وقد قال ذلك تعليقا على بث قناة المنار مسلسلا تاريخيا عن تاريخ إسرائيل، هو مسلسل "الشتات"الذي بثته القناة العام الماضي، وواجهت بسببه هجوما أوروبيا عنيفا، وأوقفت استراليا بث القناة فيها بسببه، هكذا إذن يتوجب على وزراء ومسئولي الإعلام العرب أن ينتشوا فرحا بتقليد فرنسا لهم! ويحق لهم أن يقولوا أنهم ليس هم وحدهم من يفرضون الوصاية على عقول مواطنيهم الطيبين، خوفا عليهم من(الغزو الثقافي)، أما نحن وكالعادة، فإننا استقبلنا الحدث في عالمنا العربي بالتأسف التقليدي الانفعالي الذي تمكن منا الإدمان عليه! فتش عن الأصابع اليهودية، فتش عن الصهاينة أبناء القردة والخنازير! فتش عن سيطرة اللوبي اليهودي أو الإسرائيلي في أوروبا، .. إلخ، وسوف يستمر هذا السب فترة ثم نهدأ، وكأن شيئا لم يكن، وفي الواقع فإن سؤالا يطرح نفسه هنا، حتى لو كان يوجد لوبي يهودي أو إسرائيلي أو صهيوني أو حتى خنازيري في أوروبا! لماذا لا يوجد لوبي آخر عربي أو إسلامي أو سمه ما شئت، يضغط لصالحنا باعتبارنا(الساميون العرب)أمام هؤلاء(الساميين الإسرائيليين)؟! هم بالتأكيد يمتلكون شكلا من أشكال(الشطارة)مكنتهم من شق تلك القنوات للضغط على أوروبا، شطارة جعلت الفرنسيين يخافون من الغزو الثقافي من الساميين العرب! ويفضلون عليهم الساميين الإسرائيليين، هل خطر ببال أحدنا أن يتساءل- بصراحة- لماذا الساميون الإسرائيليون أشطر من الساميين العرب؟!
** البرامج الوثائقية على الفضائيات العربية:
( ثقافة المعلومة ) أمام ( ثقافة الحدوتة ) عند الجمهور العربي
بين الفيلم السينمائي والآخر على شاشات معظم القنوات العربية- الفضائية والأرضية- أو بين مسلسل وآخر أو بين برامج المسابقات، يعرض إما فيض من الإعلانات التجارية أو ما يطلق عليه عادة اسم(فيلم وثائقي)، والحال ملحوظ أكثر في القنوات الإخبارية التي لا تعرض أفلاما أو مسلسلات، فترى على شاشاتها(برنامجا وثائقيا)بين نشرة وأخرى أو بين برنامج حواري وآخر، بالطبع نفس تلك السياسة التليفزيونية مطبقة أيضا في القنوات الأجنبية مثل قنوات(بي بي سي)أو القناة الفرنسية أو غيرها. البرامج أو الأفلام الوثائقية هي من الفنون التليفزيونية الرائعة حقا، وهي تغطي مساحة هائلة من اهتمامات البشر- وليس فقط كما تعتقد للوهلة الأولى أنها تتبع بالكاميرا تفتح الزهور وهروب الحشرات والحيوانات إلى جحورهم!- فهي نوع من فنون التليفزيون يلتقط مشهدا واحدا من حياة البشر ليسبر غوره بعدسة الكاميرا، وهي نوع يقدم(معلومات)محددة، عن الأماكن والأشياء والعلوم وحتى مشاعر البشر، كتلك الحلقات من البرامج الوثائقية العديدة التي تعرض مثلا تجارب الأطباء النفسيين حول ردود أفعال البشر تجاه أحداث معينة، أو تتبع نمو الطفل النفسي والمعرفي وغير ذلك، بالطبع قناة(ديسكفري)هي قناة متخصصة في هذا المجال، فقد اكتشفوا أهمية تنمية(ثقافة المعلومة)فأطلقوا تلك القناة الممتازة، لكن ما يلفت النظر في الفضائيات العربية أنها قليلا بل قل نادرا ما تنتج مثل تلك البرامج، والسؤال المطروح هو لماذا؟ لماذا لا يهتم العربي بإنتاج برامج أو أفلام وثائقية تسخر عدسات الكاميرا لمعرفة ما وراء الأشياء؟ أو حتى للمعرفة المباشرة بالأشياء؟ أو لالتقاط لحظات عابرة في الحياة العربية وتحويلها إلى مادة معلوماتية، أو لعرض حقائق علمية عن البشر وحياتهم والطبيعة التي يتعاملون معها والكون الذي يعيشون فيه؟ ربما يكون السبب أننا أبناء ثقافة(الحواديت)، تعلمنا من الدول المتقدمة أن ننتج سينما وننتج مسلسلات تليفزيونية، لكن إنتاج المعلومات لم يشد انتباهنا لنتعلمه منهم، تعلمنا منهم إنتاج برامج المسابقات وبرامج(التوك شو)، لكننا لم نتعلم منهم إنتاج يعتمد على(البحث العلمي)، لا ينقصنا التمويل، فما ينفق على إنتاج برامج المسابقات والحكي مع الفنانين ولاعبي كرة القدم، يفوق ربما ما نحتاجه لإنتاج ثقافة معلوماتية، لكنها هي(ثقافتنا الاجتماعية)التي تحب الحواديت ولا تحب العلم، وتتشفى في العلماء عندما تفشل لهم تجربة هنا أو هناك، وتفضل(أبو زيد الهلالي)على أي عالم ٍ أو باحث، هي تلك الثقافة التي يتربى عليها القائمون على الإنتاج التليفزيوني، وهي التي تنتج مموليه، نعم نشتري من الآخرين تلك البرامج، كما نشتري منهم كل شيء، ربما لأنهم ينجحون في تسويقها بأكثر ما نرغب نحن فيها أو نبحث عنها، لكننا لا نهضمها، لا نتعلم منها، الغالبية الساحقة من المشاهدين العرب تسخر من البرامج التي تتبع أنواع الحشرات أو الزهور أو الغابات أو تجارب الأطباء أو علوم الفضاء أو غير ذلك، بينما تنظر بفخر إلى الأنباء والبرامج التي تبين القدرة على قتل الآخر، خاصة عندما يكون القاتل عربي! قناة العربية عرضت برنامجا عن أيمن الظواهري، وغيرها من القنوات عرض برنامجا عن الزرقاوي أو أسامة بن لادن أو غيرهم، والجميع يختار أوقات الذروة لعرضها، حد السيف بالنسبة لنا أهم من المعلومة، والقدرة على القتل في ثقافتنا الكامنة الراسخة هي الجد، بينما المعلومة والكتب هي اللعب، وبغض النظر عن الظروف التي قال فيها المتنبي بيت شعره الشهير، فقد حوله التواتر إلى ثقافة منهجية في أعماقنا، ثقافة ترفع شأن(فعل القتل)وتحقر(فعل المعلوماتية)، ثقافة ظلمت الشاعر المتمرد عندما حولت بيت شعره- بفعل عادة التأويل والإسقاط، القائمة عليها تلك الثقافة- حولته إلى موقف ومنهج حياة، منهج يصبح فيه:" السيفُ أصدقُ أنباء ٍ من الكتب ِ .... في حده الحدُ بين الجد ِ واللعب ِ"!
** على الفضائيات العربية.. الرياضة كحياة العرب:
جعجعة بلا طحين!
في العالم كله هناك قنوات متخصصة في الرياضة وأخبارها، ونحن أيضا، لدينا قنوات متخصصة في الرياضة وأخبارها، لكن العالم كله- العالم المتقدم طبعا- يهتم بفنون الرياضة وممارستها، والأهم من ذلك دلالتها الحضارية في ثقافة الشعوب، هنا يختلف الأمر لدينا، لدينا مئات الفرق الرياضية في كرة القدم وأنواع الرياضة الأخرى، لدينا ملاعب ووزراء للرياضة والشباب، لدينا لاعبون ومدربون وحكام، لكن بالمفهوم الحضاري.. ليس لدينا رياضة! هذا بالطبع ليس كلامي، فالرياضة، هذا(الشيء)لم يجد له مكانا في حياتي وحياة أمثالي.. لأسباب حضارية! وإنما هو كلام ضيف- لا أذكر اسمه للأسف- في أحد تلك البرامج التي تبث على الفضائيات العربية عن الرياضة والكرة والملاعب، أحد الضيوف قال:"نحن نعرف اللاعب(الفلتة)الذي يتفوق بالصدفة، لكننا لا نعرف ولا نملك مؤسسات مهمتها(صناعة اللاعبين)، نحن(نحب الفرجة)على فنون الرياضة، لكننا(لا نفهم الرياضة)! التعليق الأظرف كان لضيف ٍ قال:"حرام نحمل اللاعبين عبء ثقافة اجتماعية لا تفهم الدور الحضاري للرياضة، اللعيبة بتوعنا غلابة.... نفسهم مقطوع من سوء التغذية"!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلسلات التاريخية فن زراعة الوهم في نخاع العرب
- الأعلانات التجارية على الفضائيات من الأسمدة الزراعية إلى الم ...
- بمناسبة الحملة البريطانية على القرضاوي لا يوجد تعريف دولي لل ...
- مبارك : أنا عايش ومش عايش
- فوضى الساعات الأخيرة في حكم آل مبارك
- أخبار مملكة الخوف الشعب السعودي بين الاستبداد والإرهاب
- استجابة الفضائيات للهوس الديني بين الواحد القهار وأبينا الذي ...
- مصر التائهة بين مبادرة أمريكية للهيمنة ومبادرة مباركية لمزيد ...
- مصر قوة هائلة كامنة فأين توارت؟ المقاومة العراقية هدية للشعب ...
- سوق الفتاوي وفتاوي السوق في دولة الأزهر!
- الحساسية تجاه مناقشة قضايانا دليل علي افلاس سياسي
- هل يفلح مشروع مستقبلي منفرد لدولة عربية بمعزل عن المحيط الجغ ...
- امريكا تهدد دول العالم بالعقوبات اذا لم تفتح اسواقها لها بين ...
- حول موقع مصر في المشروع الاميركي لدمقرطة العرب: المسألة القب ...
- المثقف المصري وأوان المواجهة الشاملة مع العائلة الحاكمة في م ...


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هويدا طه - عدوى الخوف من الغزو الثقافي تنتقل من العرب إلى الفرنسيين