أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمد البهادلي - فساد التوقيت وتوقيت الفساد














المزيد.....

فساد التوقيت وتوقيت الفساد


علي محمد البهادلي

الحوار المتمدن-العدد: 3019 - 2010 / 5 / 30 - 12:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يعد الوقت مجرد ظرف تقع فيه الأحداث دون أن يكون وراءه يد أسهمت في أن يكون هذا الزمان أو ذاك اليوم وقتاً لحادثة يراد من ورائها تحقيق هدف وغاية ما .

هذا الأمر ينطبق تمام الانطباق على التوقيت في الأحداث السياسية ، فما من واقعة إلا ويخفي السياسيون وراءها مآرب خاصة ، تساعدهم في الوصول إلى مبتغاهم ، وهذا يشكل أحد مظاهر الفساد الذي انتشر بسرعة البرق في العراق الجديد ، فمثلاً هناك الكثير من القضايا لم يتعامل السياسيون معها بمهنية وموضوعية ، وإنما كان تعاملهم معها بنفعية بشكل يثير الاشمئزاز والبرم ، فعند قرب موعد الانتخابات ترى الكثير من القوى المتنفذة في الدولة تطلق المشاريع التي أوقفتها عدة شهور لا لشيء إلا انتظاراً لموعد الانتخابات ، لتقوم عندئذ بإطلاقها حتى يحسب هذا لهم ، فهم الذين سعوا إلى إعمار البلاد وإنجاز المشاريع الاستثمارية ووو!! ومن السياسيين من يطلق الوعود بإرجاع فئة من الذين تم استبعادهم من مؤسسات الدولة دون أن ينظر إلى إمكان تحقق هذا الأمر أو أن الميزانية العراقية هل يمكنها استيعاب ذلك ، ومنهم من يقف بعكس الموقف 180درجة ، ومن السياسيين من يعد المواطنين بـتمليك الأراضي للمتجاوزين على أملاك الدولة ، وعدم إخلاء أي منها إلا بعد إيجاد البديل ، بيد أنه كان من أشد المعارضين لبقاء المتجاوزين على أملاك الدولة في تلك الأماكن ، وكان يعطي مواعيد حاسمة لإخلائها من ساكنيها ، فما عدا مما بدا ؟! وأظن أن قضية إعدام المقبور المجرم علي حسن المجيد تدخل في هذه القائمة التي لا تنتهي من التوقيتات الفاسدة التي يراد منها الدعاية لهذا الطرف أو ذاك ، وقضية استجواب وزير النفط والكهرباء وما قام به الوزيران من بعد هذا الاستجواب من إطلاق الوعود وتوقيت الإعلان عن التعاقد مع الشركات الأجنبية لتطوير حقول النفط على الرغم من أنها كانت قبل هذا الموعد بكثير يندرج كذلك في هذا الإطار حيث الدعاية والدعاية المضادة .

إن هذا الأمر يؤشر إلى وجود نَفَس براغماتي مقيت يستغل أفراد الشعب العراقي الذين استاؤوا من الوضع القائم وأحوالهم المعيشية أخذت بالتنازل على الرغم من وجود بيئة تتسم بالأمن النسبي ، لكن المواطن لم يلمس من هذه القوى التي تصدرت المشهد السياسي ما يسد به حاجاته الضرورية ، بدءً من الكهرباء والحصة التموينية ولا تنتهي بالتعيينات وإيجاد فرص العمل ، فشماعة الوضع الأمني ولَّت إلى غير رجعة لا لواقعيتها المطلقة ؛ ولكن لأنها أحد المنجزات التي لا يمكن لأصحابها التنازل عنها ، فلماذا لم تسع تلك القوى إلى جلب الاستثمار والمستثمرين إلى البلد ؟! ولماذا لم تعمل خلال هاتين السنتين الأخيرتين إلى إصلاح المنظومة الكهربائية بعد التحسن الأمني الذي تفتخر الحكومة بأنه أحد أهم منجزاتها ؟!!

أما توقيت الفساد فلا أحد يشك في وقوعه ، فهناك بعض الأوقات تكون عمليات الفساد فيها مزدهرة ، لا سيما أوقات قرب انتهاء فترة تولي مسؤول لمنصب معين ، فهو يسعى جاهداً ل "حلب " أموال الدولة بكل السبل ، خشية أن لا يعاد إلى منصبه فهو يريد أن يوفر مستقبلاً زاهراً له ولأفراد أسرته ، أما الوسيلة التي توصله إلى ذلك الهدف ، فليس مهماً في نظره ونظر أمثاله من الفاسدين ، وهناك مظهر آخر من مظاهر توقيت الفساد ، فالدعاية الانتخابية للقوائم والكتل تحتاج أموالاً طائلة قد تصل إلى ملايين الدولارات ، مما يدفع السياسيين إلى توفير هذه الكميات الكبيرة من الأموال بطرق غير مشروعة ، إما بتسلم الأموال من الأطراف الخارجية ، أو باستنزاف خزينة الدولة واستغلال مؤسساتها لهذا الغرض ، خصوصاً إذا علمنا أن بعض الكتل لها حظوة أكبر من غيرها في دوائر الدولة ومؤسساتها ، مما يجعلها قريبة جداً من مصادر خزينة الدولة وثروتها والمال العام ، وتستطيع من خلال ذلك التستر على هذه الأموال غير المشروعة .

لا يمكن أن تُبنَى الدول بهذه الطريقة ، فالالتزام أمام الجماهير بمواقيت محددة لإنجاز بعض المشاريع يجب أن يكون مقدساً ولا يجوز إطلاقاً استخدامه ذريعة للوصول إلى أصوات الناخبين ، بل يجب أن يكون التوقيت مقدساً ولا يخضع للمصالح السياسية ولا تؤثر فيه ؛ لأن من يريد أن يغرس الثقة بمؤسسات الدولة في نفوس الجماهير ينبغي له أن يكون ذا مصداقية عالية وأمانة وإخلاص ، وإلا فإن المواطنين سيبقون غير واثقين بمؤسسات الدولة ولا برجالاتها وهو ما يؤثر في سلوكياتهم تجاه مؤسساتها مما يعني سهولة تعديهم على المال العام .

أما ازدهار الفساد في أوقات معينة فينبغي لكل لبيب تشخيصه ؛ لأن هذا الفاسد شعر بقرب نهايته ، والمطلوب من المواطن أن يكون أحد الوسائل التي ترمي به إلى سلة المهملات غير مأسوف عليه .



#علي_محمد_البهادلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السيادة الوطنية في مهب الريح الأمريكية !!
- الدعاية الانتخابية وهدر المال العام
- بعد محاسبة الفاشيين جاء دور الفاسدين
- العمل الرقابي بين التأسيس والتسييس
- الرعاية الاجتماعية... فساد إداري وفساد أخلاقي
- الانتفاضة على الاستبداد والدكتاتورية والفساد
- المصارف بؤرة الفساد الكبرى
- هجوم العريفي على السيستاني
- إخلاف الوعود الانتخابية ....فساد صارخ
- يسوع والحسين المصلحون في مواجهة المفسدين
- هل يسبقنا الأفغان إلى مطاردة الحيتان؟!!
- من وحي ذكرى يوم الغديرالنزاهة والكفاية معيارا اختيار الحاكم
- عمليات الاستجواب والاصطفافات السياسية
- الانتخابات اللبنانية أغلى أم الانتخابات العراقية
- ماذا بعد إقرار قانون الانتخابات ؟
- الرقابة الشعبية تجبر الرعاية على الغاء تعيينات
- الفساد السياسي كوة الفساد الاداري والمالي
- لعنة السماء تنزل على المسؤولين غير المسؤولين
- وزارة العمل أم وزارة العاطلين؟!
- الانتخابات البرلمانية الانطلاقة الاولى نحو الفساد السياسي وا ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي محمد البهادلي - فساد التوقيت وتوقيت الفساد